الولايات
المتحدة، والعراق،
والحرب
على الإرهاب
لي
كوان يو
عن
الفورمن أفيرز - كانون ثاني/شباط
2007
ترجمة
: قسم الترجمة / مركز الشرق
العربي
فيما يلي عرض موجز للمقال: (500)
كلمة من مجموع 1.955 كلمة.
ملخص:
بالرغم من متاعبها في العراق،
فإن الولايات المتحدة لم تكن
مخطئة في إزاحتها لصدام حسين. إن
نتاج مشروع العراق سيكون حاسماً
لتقدم (الحرب على الإرهاب).
والنجاح لا يزال ممكناً. إذا ما
أخذت واشنطن صفحة من كتاب حربها
الباردة.
لي كوان يو هو وزير المعلمين في
سنغافورة، وقد كان رئيساً
للوزراء في سنغافورة في الفترة
بين 1959 إلى 1990. وقد اقتبست هذه
المقالة من محاضرة ألقاها لدى
تلقيه مكافأة وودرو ويلسون
للخدمة العامة في تشرين أول/2006.
وجهة نظر سنغافورية:
لقد كان المعلم الأساسي للسياسة
الخارجية الأمريكية خلال الحرب
الباردة شاملاً. الاستعداد لضم
أي دولة تعارض الشيوعية، مهما
كان نوع حكومتها. لقد صارعت
الولايات المتحدة النظام
السوفييتي، وواظبت على التخطيط
العسكري، وقد أدت مقاربتها
الثابتة والشاملة في النهاية
إلى تدمير الاتحاد السوفييتي.
بعد الحرب الباردة جاءت (الحرب
على الإرهاب). حيث حاول إرهابيون
إسلامويون تدمير مركز التجارة
العالمي في عام 1993 وفجروا
سفارات الولايات المتحدة في كل
من كينيا وتنزانيا في عام 1998. ثم
جاءت هجمات 11/9/2001. كرد هاجمت
الولايات المتحدة أفغانستان
وهزمت الطالبان. ثم وفي عام 2003،
اجتاحت الولايات المتحدة
العراق بغية إزاحة صدام حسين
والتأسيس للديمقراطية هناك.
إلا أنه وخلال حربها على الإرهاب
لم تكن الولايات المتحدة شاملة
كما في حربها ضد الشيوعية.
بعيداً عن هؤلاء في ائتلاف
التأييد أبعدت معظم الدول
الأوروبية نفسها عن واشنطن.
لم تدرك الولايات المتحدة، إضافة
إلى ذلك، عمق خطوط التصدع في
المجتمع العراقي، بين الأكراد
والعرب، والسنة والشيعة وأعضاء
القبائل المختلفة والجماعات
الدينية المحلية. لقد تم احتواء
هذه التوترات خلال أربع قرون من
الحكم العثماني. وقام
البريطانيون الذين استولوا على
العراق من العثمانيين في عام 1920
بوضع العراق تحت السيطرة السنية
القوية المتمركزة في بغداد.
والآن، وبسبب تدمير المجتمع
العراقي القوي للمرة الأولى منذ
قرون، أصبحت السلطة في يد
الشيعة العراقيين.
مع إزاحة السلطة السنية عن
العراق، لم تعد شيعة إيران
مكبوحة من مد نفوذها غرباً.
وبالسماح بانبثاق أول دولة
عربية يسيطر عليها الشيعة، تكون
الولايات المتحدة أثارت طموحات
(150) مليون شيعي أو نحوهم يعيشون
في الدول السنية في أماكن أخرى
في المنطقة.
لقد اعتمدت الولايات المتحدة منذ
فترة طويلة على حلفائها العرب
السنة، مثل مصر، والأردن،
والسعودية، لإبقاء الصراع
العربي ـ الإسرائيلي مكبوحاً.
أما الآن فإن قوة الكتلة السنية
ربما لم تعد قادرة على مواجهة
إيران تدعم ميليشيات من مثل حزب
الله وحماس ضد إسرائيل لفترة
أطول. وقد وجد رئيس الوزراء
العراقي الجديد، نوري المالكي،
وهو شيعي، أن من الضروري تقديم
الدعم العلني لحزب الله الشيعي
في لبنان خلال القتال، في هذا
الصيف الفائت.
أنا لست من أولئك الذين يقولون أن
الذهاب إلى العراق لإزاحة صدام
حسين كان خطأ والذين يؤيدون
قيام الولايات المتحدة بإيقاف
خسائرها والانسحاب. فهذا لن يحل
المشكلة. فلو تركت الولايات
المتحدة العراق قبل الأوان،
سيشجع ذلك الجهاديين في كل مكان
على نقل المعركة إلى واشنطن
وحلفائها. بهزيمتهم للروس في
أفغانستان وللولايات المتحدة
في العراق؛ فإنهم سوف يعتقدون
بأن باستطاعتهم تغيير العالم.
وما هو أسوأ، أنه إذا ما اندلعت
الحرب الأهلية في العراق، فإن
الصراع سيزعزع استقرار الشرق
الأوسط بأكمله، كما أنه سيجر
مصر، وإيران، والأردن، ولبنان،
والسعودية العربية، وسورية،
وتركيا. فيما يتعلق بالعراق،
فقد كانت الحكومة السنغافورية
وماتزال تؤيد بقوة ..
|