عن الشؤون الخارجية
– 2/2007
صدام
العواطف
دومينك
مويزي: مستشار
كبير في معهد العلاقات الدولية
الفرنسية في باريس.
ترجمة
: قسم الترجمة / مركز الشرق
العربي
عرض للمقال: أول 500 كلمة من
مجموع 2098 كلمة.
ملخص: لا يواجه العالم
اليوم صداماً للحضارات وحسب بل
صداماً في العواطف كذلك. يظهر
الغرب.. وهو منقسم بفعل ثقافة
الخوف، في حين يقع العالمان
العربي والإسلامي في شرك ثقافة
الإذلال وتظهر كثير من دول آسيا
ثقافة الأمل.
الخوف، والإذلال، والأمل،
والنظام العالمي الجديد.
منذ ثلاثة عشر عاماً، قال صموئيل
هنتنجتون بأن (صدام الحضارات)
كان على وشك السيطرة على سياسات
العالم، وأن ثقافته إضافة إلى
مصالحه الوطنية وايديولوجيته
السياسية تصبح خط تصدع جيوسياسي.
(صدام الحضارات؟ صيف 1993).
لقد أثبتت الأحداث منذ ذلك الوقت
صحة رؤية هنتنجتون أكثر من
خطئها. ومع ذلك فما لم تتم
ملاحظته بشكل واف هو أن العالم
اليوم يواجه ما قد يدعى (صدام
العواطف) كذلك.
يظهر العالم الغربي ثقافة الخوف،
في حين وقع العالمان العربي
والمسلم في شرك ثقافة الإذلال،
وأظهر جزء كبير من آسيا ثقافة
الأمل.
عوضاً عن أن توحدهم مخاوفهم، فإن
ركني الغرب، الولايات المتحدة
وأوروبا، هما أكثر انقساماً في
الغالب بسببها، أو على الأصح،
منقسمان حول الكيفية الفضلى
لمواجهتها أو تخطيها. بالمقابل،
فإن ثقافة الإذلال تساعد على
توحيد العالم الإسلامي حول قواه
الأكثر تطرفاً وقد أدت إلى نشر
ثقافة الكراهية. المستفيد
الرئيسي من التصادم المدمر بين
قوى الخوف والإذلال هم الواقفون
في ثقافة الأمل، والذين كانوا
قابلين للتركيز على إنشاء
مستقبل أفضل لأنفسهم. إن هذه
النزعات هي بالطبع ليست شاملة
ضمن كل منطقة، وهناك بعض
المناطق مثل روسيا وأجزاء من
أمريكا اللاتينية، والتي يبدو
أنها تظهر جميع هذه الثقافات في
وقت واحد. ولكن ديناميكياتها
وتفاعلاتها ستساعد على تشكيل
العالم لسنوات آتية.
ثقافة الخوف:
إن كلاً من الولايات المتحدة
وأوروبا منقسمان بفعل ثقافة خوف
مشتركة. على كلا الجانبين،
تواجه إحداها بدرجات مختلفة
خوفاً من الآخر، خوفاً من
المستقبل، وقلقاً جذرياً، حيال
فقدان الهوية في عالم يتعقد
باطراد.
في حالة أوروبا، هناك طبقات من
الخوف. هناك الخوف من الاجتياح
من قبل الفقراء، وبشكل رئيسي في
الجنوب. وهو خوف تسببه
الديموغرافيا والجغرافيا. فصور
الأفارقة وهم يقتلون مؤخراً
بينما يحاولون تسلق الأسلاك
الشائكة لدخول المحوطة
الإسبانية في المغرب، تستدعي
إلى الذاكرة صور تاريخ غير بعيد
آخر، عندما كان الرصاص يطلق على
الألمانيين الشرقيين بينما
كانوا يحاولون الوصول إلى
الحرية في الغرب. في ذلك الوقت،
كان الألمانيون يقتلون لأنهم
أرادوا الهرب من القمع. وأما
اليوم، فالأفارقة يقتلون وهم
يحاولون الفرار من الفقر المدقع.
يخشى الأوروبيون كذلك من أن يتم
تفجيرهم من قبل الإسلامويين
الراديكاليين أو أن يتم التغلب
عليهم ديموغرافياً من قبلهم في
وقت آخذة قارتهم فيه لأن تصبح (يورابيا)
بعد التفجيرات في مدريد 2004 وفي
لندن 2005. والترويعات في هذا
الصيف الذي مضى. بدأ الأوروبيون
بمواجهة الواقع المر بأن
مواطنهم ليست أهدافاً
للإرهابيين وحسب بل وتشكل كذلك
قواعد لهم.
ثم هناك الخوف من أن يتركوا في
الخلف اقتصادياً. بالنسبة
للعديد من الأوروبيين فإن
العولمة أصبحت تعادل زعزعة
الاستقرار وتخفيضات العمل. إنهم
مسكونون بالخوف من أن تتحول
أوروبا إلى متحف.. نسخة أكبر
وأحدث لمدينة البندقية،
ومكاناً للسواح..
نهاية العرض الموجز.
-----------------
نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|