ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 06/06/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


لبنان يذهب إلى باريس (3)

مراهنات كبيرة في فرنسا وبيروت

ديفيد شنكر.

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى - 24/1/2007

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

في 25 كانون الثاني ستشارك لبنان في باريس (3)، مؤتمر المانحين الدولي الثالث للبنان، والذي دعى إليه الرئيس الفرنسي جاك شيراك منذ شباط 2001. أول بنود الأجندة هي المنح والقروض للبنان خطة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. بالنسبة للسنيورة وائتلافه ائتلاف (14 آذار) الحاكم، فإن نجاح المؤتمر، أي الألتزامات الدولية بتقديم البلايين للبنان، هو أمر بالغ الأهمية. فالحكومة تقع تحت ضغوط متزايدة  من قبل المعارضة بقيادة حزب الله. في الحقيقة، لقد زادت المعارضة تحركها هذا الأسبوع، وذلك في سعيها المتواصل للإطاحة بحكومة السنيورة وإغلاق الطرق اللبنانية الرئيسية، بما فيها الطرق السريعة إلى بيروت وطريق المطار. إذا ما اعتبر مؤتمر باريس 3 ناجحاً فإن ذلك سيقوي السنيورة ويظهر أن  ائتلاف (14 آذار) بإمكانه أن يحكم وأن يطور مصالح اللبنانيين الرئيسية دون مشاركة حزب الله في الحكومة. وفيما لو لم يثبت المانحون الدوليون كرمهم على نحو خاص، فإن الزخم سيتحول باتجاه المعارضة.

النزاع الحالي في لبنان:

لعدة شهور، يخيم حزب الله وأعضاء من التيار الوطني الحر حركة ميشيل عون في قلب مدينة بيروت قرب الجراند سيريل، احتجاجاً على ما يقولون أنه نقص المشاركة في السلطة. وقد ترك وزراء حزب الله الحكومة في تشرين ثاني 2006، بغية تحقيق طلبهم بمقاعد إضافية في مجلس الوزراء في محاولة منهم لتأمين تكوين (جبهة منع) وإمكانية رفض مبادرات الحكومة. ولكمن حكومة السنيورة لم تذعن لهم وتابعت التقدم وفقاً لأجندتها، بما في ذلك مبادرتها للإصلاح الاقتصادي، والذي يعتبر مؤتمر باريس 3 حجر الأساس فيه.

لقد شهدت الأسابيع الأخيرة عدداً من المظاهرات في بيروت. بسبب قلقهم حيال متضمنات هذه الإصلاحات الاقتصادية، نظمت الاتحادات في لبنان سلسلة من الاعتصامات في وزارات الحكومة، وبدأوا بالتجمع ضد الإصلاحات المقترحة، والتي قالوا إنها ستكون ضارة بناخبيهم. لم يكن هناك حضور كبير بشكل خاص في المظاهرات فقد ظهر أقل من (2000) عضو من أصل (200.00) عضو من أعضاء الاتحاد. ولكن حزب الله وعون وحدا مساعيهما، وتلاقت جهودهما على الإطاحة بالنسيورة وإغراق باريس 3 بالاتحادات. في 21 كانون الثاني، دعت المعارضة إلى إضراب وطني. وعندما ظهر أن الاستجابة المبدئية للعمل كانت فاترة، تغيرت الاستراتيجية من إضراب تطوعي إلى إضراب تفرضه المعارضة. في هذا السياق، وفي 23 كانون الثاني، قامت المعارضة بإغلاق عدة طرق رئيسية عبر لبنان (بما في ذلك الطريق الشمالي والداخلي إلى دمشق)، مما أوقف المواصلات إلى بيروت، وسد طريق المطار، وعملياً أغلق المطار. ورغم أن زعيم حزب الله حسن نصرالله نصح أتباعه في خطاب ألقاه في 22 كانون الثاني بـ(أننا لا نريد القتال وأننا لا نريد سفك الدماء)، قتل ثلاثة متظاهرين وجرح خمسون آخرون في تصادمات مع القوات اللبنانية المسلحة، والعنف الطائفي الذي رافق المظاهرة. وقد انتهى الإضراب في نفس اليوم.

مؤتمرات باريس:

رغم القلقلة الأهلية الجارية، فإن الأعين في لبنان ستكون كلها على باريس غداً. فكمقابل لما يأمل السنيورة أنه رزمة بالغة الكرم من المنح والقروض المريحة للبنان من المانحين الدوليين الذين يحضرون المؤتمر، فإن حكومة لبنان ستلتزم ببرنامج إصلاح اقتصادي يتكون من:

1ـ زيادة في ضريبة المبيعات من 10 إلى 12%

2ـ خفض الإعانة الحكومية للوقود

3ـ خصخصة قطاعات الكهرباء والاتصالات السلكية واللاسلكية (الخلوي).

وتستخدم المبالغ التي ستجمع في المؤتمر للمساعدة في تسديد بعض التكاليف الدورية الجارية، وللقيام بحاجات دين لبنان المقدر بـ 41 بليون دولار. في عام 2003، فإن هذا الدين الساحق قد كلف 3 بلايين دولار في السنة كدفوعات للفوائد، وهو ما يعادل 40% تقريباً من ميزانية لبنان السنوية.

هذا المؤتمر هو الثالث في سلسلة المؤتمرات التي انعقدت في باريس لمساعدة الاقتصاد اللبناني. وقد تعهد لبنان في باريس 1 في 2001، بين التزامات أخرى، بتنشيط الاقتصاد وتحديث نظام ضرائبه. بالمقابل، ستزود فرنسا لبنان بـ500 مليون يورو لتمويل تطوير المشروعات.

في باريس 2 في تشرين الثاني 2002، وافقت الحكومة اللبنانية تحت قيادة رفيق الحريري على خصخصة الصناعات الرئيسية، وتخفيض الديون، وتخفيض النفقات الدورية، وزيادة عائدات الضرائب. بالمقابل، تعهد المجتمع الدولي بحوالي 4.4 بليون دولار والتي تلقى منها لبنان حتى اليوم 2.5 مليون فقط.

ما هو جدير بالذكر، أن الولايات المتحدة لم تساهم في باريس 2 لأنها أرادت من لبنان الالتزام ببرنامج مشابه لبرامج (صندوق النقد الدولي)، والذي كان سيربط النفقات بالإصلاح. بالتأمل في ذلك، نجد أن فيه بعد نظر: فقد فشلت بيروت في الوفاء بالتزاماتها بإصلاح الاقتصاد في الفترة من 2002ـ2006، ولكن حسابات باريس 3 مختلفة: فالعديد من الدول العربية والغربية قلقة حيال مساعي المعارضة التي تدعمها إيران وسورية، والرامية إلى الإطاحة بالسنيورة، وستعمل على تقوية قوى 14 آذار المؤيدة له عبر المؤتمر.

وخلافاً لسابقيه يبدو السنيورة ملتزماً بعلاج مخاوف لبنان الاقتصادية عبر الإصلاح. إضافة إلى ذلك، فإن من المرجح أن باريس 3 سيدعم إما ببرنامج من صندوق النقد الدولي أو ببرنامج يشرف صندوق النقد الدولي عليه.

إن الالتزام الأمريكي لم يعلن بعد ولكن مسؤولي الإدارة يقولون إنه سيكون أمراً واقعاً.

معارضة باريس 3:

إن تحالف حزب الله ـ عون والمتعاطفين معه قد صاغ معارضته لباريس 3 في شكل انتقاد التأثير الأجنبي في لبنان وفساد الحكومة. وخلال خطابه في 22 كانون الثاني، والتي بثت على تلفزيون المنار، قال نصرالله أن حزب الله (قد دعم باريس 3، وأي مساعدة دولية بدون شروط سياسية، ولكن شروط باريس 3 ليست واضحة). وقد اتهم نصرالله حكومة السنيورة كذلك بإساءة الإدارة المالية: (أن تسيطر على الملف المالي [خلال الاحتلال] السوري، والآن فإننا متوجهون نحو الإفلاس). وقد ركز عون على نفس رسالة الفساد والنفوذ الأجنبي. وقد أثار موقعه (www.tayyar.org) ثلاثة اعتراضات رئيسية على المؤتمر:

1ـ هناك شروط مخفية على المساعدة.

2ـ ستمنح المساعدة للسنيورة وليس للشعب اللبناني.

3ـ سيربط ما بين المنح الموهوبة للبنان وبين (اتفاقية سرية تهدف إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين [السنيين] في لبنان)، وهي حركة تهدد بحرف التوازن الطائفي الهش في لبنان.

بعيداً عن نظريات المؤامرة لدى عون، فإن المعارضة قد زادت رهاناتها الآن على منع السنيورة من النجاح في باريس 3. بعد أشهر من فشل التظاهرات والاعتصامات في هز ترأس السنيورة، فإن المعارضة رأت من الضروري مفاقمة الأزمة. وكما أخبر سليمان فرنجية، وهو زعيم في المعارضة ومرتبط بقوة بسورية، قناة المنار التلفزيونية في وقت سابق من هذا الأسبوع (فإن حملتنا ستزداد تصعيداً يوماً بعد يوم، فطالما أنهم لا يريدون الاستماع إلينا، فإننا لن ندعهم ينعموا بالراحة).

خاتمة:

لا يخلو مؤتمر باريس 3 من مخاطر بالنسبة لحكومة السنيورة. أولاً ليس من الواضح فيما إذا كانت التبرعات ستفي بتوقعات اللبنانيين. ففي لبنان يتوقع الكثيرون التعهد بتقديم مبلغ يتراوح بين 6ـ9 بليون دولار، ولكن مسؤولي الحكومة قد حاولوا تخفيض توقعاتهم، خوفاً من أنه في حال كون التبرعات قليلة، فإن المعارضة ستستغل ما سينظر إليه على أنه فشل. في الحقيقة، يقدر المحافظون أن التعهدات ستكون أقرب إلى 5 بليون منها إلى 10 بليون دولار. في نفس الوقت، فإن البرود الحالي بين المعارضة وصندوق النقد الدولي في لبنان قد وضع الدولة مرة أخرى على شفير العنف الطائفي ورفع من وتيرة التوترات التي سيكون من الصعب نزع فتيلها. على النقيض من ذلك، فلو خرجت إدارة السنيورة من باريس 3 بتمويلات وافية، فإنها سوف تعود إلى لبنان مبرأة من اللوم وقوية، مثبتة بأنها تستطيع فعلاً أن تحكم بنجاح وأن تتقدم في مبادرات هامة من دون حزب الله وعون. في الوقت نفسه، قد يخرج حزب الله وعون من هذه المواجهة الأخيرة مع السنيورة والقوات اللبنانية المسلحة متضاءلين. فالمعارضة لم تفشل في منع مؤتمر باريس وحسب، ولكن في خضم المحاولة، قام حزب الله بإغلاق مطار بيروت. بالنسبة للبنانيين، فإن إغلاق المطار هو أمر يرتبط رمزياً بضربات إسرائيل الجوية، لا بحزب الله. كذلك فإن صورة حزب الله الشيعي وهو يحتجز لبنان رهينة قد تشوه سمعة الميليشيا، والتي يعززها أداؤها في حرب الصيف مع إسرائيل في العالم العربي السني.

بغض النظر عما سيحدث في باريس فإن قوى 14 آذار ستعلن انتصارها، وستدعي المعارضة وجود مؤامرات واتفاقيات سرية. وما هو أكثر أهمية مما سيتلقاه السنيورة فعلاً ستكون الطريقة التي سينظر بها إلى ما تم انجازه، وإلى تركيز حكومته المتجدد قدماً في الإصلاح. في هذا السياق، فسيكون إلزامياً على الحكومة اللبنانية أن تظهر، بكلمات السنيورة، (أن برنامج الإصلاح هذا ليس لحزب لبناني واحد. فكل اللبنانيين سينتفعون من برنامج الإصلاح هذا).

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ