ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 07/06/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


نظام عالمي جديد

(4)

عن الفورين أفيرز

إصدارها الفصلي عن شهري

آذار ونيسان - 2007

ترجمة : قسم الترجمة / مركز الشرق العربي

دانييل دبليو دريزنر: هو بروفيسور مشارك في السياسة الدولية في مدرسة فليتشر للقانون والديبلوماسية في جامعة تفتس ومؤلف (كل السياسات هي سياسات عالمية).

في نفس الوقت ، تحركت ادارة بوش تجاه تعاون أكبر مع القوى الصاعدة في قضايا أخرى كذلك ، خصوصاً في الطاقة ، والبيئة ، وانتشار السلاح النووي. لقد ارتبطت واشنطن بالصين عبر جماعة الطاقة العاملة (إيه بي إيه سي) لقد شجعت كلاً من الصين والهند ، واللتين تشعران بالقلق على تأمين حرية وصول منتظمة إلى الطاقة ، للعمل مع وكالة الطاقة الدولية بغية تكوين احتياطات بترول استراتيجية . لقد اطلقت ، اضافة إلى استراليا ، والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية ( الشراكة الآسيوية –المحيط الهادئ في التطوير النظيف والمناخ ) بغية تسهيل فعالية الطاقة والنمو الدائم بشكل بيئي . ولأن عدد اعضائها يتجاوز ما يزيد على نصف الاقتصاد العالمي ، فإن لدى الشراكة الامكانية للتأثير على الدفيئة العالمية اكثر من برتوكول كيوتو . تعتمد الولايات المتحدة كذلك على الصين والهند لتساعد في وقف الانتشار النووي . يعتمد الأمر على بيجنغ لارجاع بيونج بانج إلى محادثات الحزب السادس ولتنفيذ العقوبات المالية لتقييد وصول كوريا الشمالية إلى العملة الصعبة . في تشرين أول من عام 2006 وبعد تجربة كوريا الشمالية النووية ، وقعت الصين لأول مرة على قرار مجلس الامن التابع للأمم المتحدة والذي كان يفرض عقوبات ضد النظام . على نحو مشابه فإن واشنطن قد اعتمدت على دعم الهند لمعارضات الولايات المتحدة لبرنامج ايران النووي ، وكذلك الوجود الهندي في المجلس الحاكم في وكالة الطاقة الذرية الدولية ، في تقديم قضيتها ضد طهران لمجلس الامن التابع للامم المتحدة . من المبكر للغاية الحديث عما اذا كانت تحركات واشنطن لجلب كل من بيجنج ونيودلهي إلى محفل القوى العظمى سينجح فقد فشلت بعض مبادارات الولايات المتحدة أوحصدت نتائج ضئيلة .إن اصلاح صندوق النقد الدولي الداخلي

المبدئي ما يزال حتى الآن متواضعاً : إن حصة تصويت الصين كانت قد ارتفعت من ما نسبته 2.98% إلى ما نسبته 3.72 % .إن اصلاح مجلس الامن التابع للامم المتحدة قد توقف لان المقترحات النابعة من كيانات الامم المتحدة نفسها بدت غير عملية ولم تكن القوى الرئيسية قادرة على الاتفاق حول أي الدول تستحق عضوية ثابتة . إحدى الاحراجات العديدة التي تشمل تجمع الدوحة هو رفض الاتحاد الاوربي المزيد من التخفيض في الاعانة الزراعية الاإذا وافقت بلدان مجموعة ال20 لفتح حرية الوصول إلى الاسواق الداخلية الغير زراعية . ويجادل خصوم المعاهدة الهندية الامريكية النووية بأن هذا الترتيب لا يمكن ان يتم التوفيق بينه وبين مواقف واشنطن المتشددة ضد كل من ايران وكوريا الجنوبية .

ولكن على المتشككين أن يأخذوا  بعين الاعتبار أن مشروعات كهذه تحمل ثمارا فقط مع الوقت . وقد اظهرت دراسات منفصلة قام بها كل من روبرت لورنس وإيان جونستون وكلاهما بروفسور في جامعة هارفارد ، قد اظهرت أن مشاركة الصين المستمرة في الانظمة الدولية الاقتصادية والامنية قد حولت بيجنغ ببطء ، وعبر العديد من السنوات ، من نظام ثوري الى نظام محافظ في واقعه الحالي إن (الحوار الاقتصادي الاستراتيجي مع الصين والذي تلقى قبولاً من مجلات معتدلة حتى الان قد بدأ للتو فقط . كما حدث في المعوقات الهيكلية)والتي تمت ادارتها مع اليابان لما يزيد على 15 عاماً مضت والتي ادت في النهاية الى فتح السوق اليابانية أمام التجار الامريكيين فإن التقدم مع الصين لن يحدث سريعاً . صعوبة أخرى هي كون اعادة كتابة احكام المؤسسات الموجودة هو عمل شائك .ان القوة هي لعبة ذات طرفين فوز احدهما يعني خسارة الاخر ، ولذلك فإن اي محاولة لتعزيز موقف الصين والهند والدول الصناعية الاخرى في المنظمات الدولية سيكلف دولاً أخرى بعضاً من تأثيرها في هذه المنتديات. هؤلاء الخاسرون المتوقعون يمكن التنبؤ بمحاولتهم ايقاف او تدمير محاولات الاصلاح . ورغم أن الدول الاوربية هي دول ما تزال هامة ، الا أن النمو الاقتصادي والسكني لا يقابل ذلك الذي للقوى الصاعدة أو للولايات المتحدة . ولكونها منحت مراكز ذات امتيازات في العديد من مؤسسات ما بعد الحرب وتتصدى الدول الاوربية لخسارة معظمها في حالة اعادة توزيع القوى لصالح  الدول على ساحل الهادئ . وبما أنها تمتلك حق الاعتراض بالفيتو بشكل فعال في العديد من المنظمات ، لإن بإمكانهم مقاومة التغييرات التي تقودها الولايات المتحدة .ويجادل الاوربيون بأنهم ما يزالون يدينون بالشكر للاتحاد الاوربي  والذي يسمح لهم بادارة كتلة التصويت تضم (25) عضوا في العديد من المؤسسات . ولكن فيما لو تحرك الاتحاد الاوربي تجاه سياسة مشتركة على صعيد الشؤون الخارجية والامن  فإنه يجدر السؤال عن السبب الذي جعل بروكسل تستحق 25 صوتاً في الوقت الذي تحصل فيه الدول الخمسون التي تؤلف الولايات المتحدة على صوت واحد .

ويمكن توقع قيام الدول النامية الواقعة على تخوم الاقتصاد العالمي بدعم اوربا في مقاومة مساعي الاصلاح بقيادة الولايات المتحدة : انهم لا يريدون فقدان التأثير القليل الذي يمتلكونه في المؤسسات متعددة الجنسيات . وقد تكون هذه المقاومة اكثر شيوعاً في المستقبل بسبب ادارة بوش ، بكونها اظهرت ولعاً بالأحادية في بعض المشاكل ، فانها قد أثارت شكوكاً حيال نواياها . من المرجح أن تنظر العديد من البلدان الى مساعي واشنطن للاصلاح كمحاولة انتهازية لتحرير نفسها من قواعد التدابير المتعددة الجنسيات الموجودة مسبقاً . اضافة الى ذلك ، فإن القوى المناهضة المعادية للامركة عبر العالم قد جعلت الامر اصعب على تلك الحكومات المستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة للقيام بذلك .

تواجه ادارة بوش عقبات في الداخل كذلك فبعض الديمقراطيين في الكونغرس يعارضون مبادرة البيت الابيض لمنح الصين تأثيراً أكبر في داخل صندوق النقد الدولي على ارضية أن القيام بذلك يعني مكافئة لاعب غير منصف في الاقتصاد العالمي ؛ ويعود الفضل في ذلك الى انتخابات نصف عام 2006  ، أن هذا النوع من المعارضة سيكون الآن ذا صوت اعلى حتى . وتظهر استفتاءات الخروج دعماً قوياًَ بين المصوتين للواقعية الجيوبوليتكية والشعبية الاقتصادية ..وهي مراكز قد تعقد المساعي لاعادة مراجعة تدابير الحكم العالمي . فمن جهة  يبدو الامريكيون أكثر احتمالية للموافقة على اي مبادرة امنية متعددة الجنسيات والتي ستضع بعض الضغط على الجيش الامريكي المرهق والمنهك ؛ ومن جهة اخرى ، يبدو أنهم يترأسون معارضة التكيف مع القوى الاقتصادية الناهضة .

(داخلاً أم خارجا)

قد يبدو غريباً للولايات المتحدة اليوم ان تسعى الى حرمان حلفائها منذ امد طويل في اوربا من امتيازاتهم بغية مكافأة حكومات كانت لديها دائما اجندات مختلفة عن تلك التي لها . ولكن البديل هو اكثر ازعاجاحتى : فإذا لم يتم دمج هذه الدول ، فإنهم قد يسيرون الطريق بمفردهم وينشئون منظمات دولية تتصادم بشكل اساسي مع مصالح الولايات المتحدة . في السنوات القليلة الفائتة ، وبعد أن تمت تغذيتهم بمعاداة الامركة ، فإن الجماعت الخامدة من مثل عدم الانحياز قد وجدت حياة جديدة.إذا لم نجعل كل من الهند والصين بشعرون  كمشاركين في النظام الدولي  فإن باستطاعتهم جعل المستقبل غير مريح بتاتاً للولايات المتحدة . وسيكون القوميون في القوى العظمى متلهفين لافساد أي سياسة تصدع قد تنشأ بين بلدانهم وبين الولايات المتحدة .

وقد بدأت الصين خاصة ، بإنشاء كيانات مؤسساتية بعيداً عن متناول الولايات المتحدة . على سبيل المثال ، فإن (منظمة شانغهاي التعاونية) ، والتي تتألف من الصين ، وكازاخستان ، وقيرغستان ، وروسيا وطاجكستان وأوزبكستان (اضافة الى الهند وايران ومنغوليا وباكستان كمراقبين) قد سهلت التعاون العسكري على صعيد الطاقة بين اعضائها  رغم أنه لا يزال على مستوى منخفض . في قمة ال(اسكو) في حزيران 2006 في بيجبنغ ، اقترح الرئيس الايراني محمود احمدى نجاد أن المنظمة (تتقي تهديدات القوى المتجبرة بإستخدام قوتهم ضد والتدخل في شؤون الدول الاخرى " إن التصريح المشترك في نهاية القمة يبدو أنه يصادق على هذا الاستياء ملاحظاً أن الاختلافات في التقاليد الثقافية والانظمة السياسية والاجتماعية وقيم ونماذج التطور التي تشكلت في مجرى التاريخ لا ينبغي أخذها كذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية لدول اخرى . كما تسعى الصين بجرأة لكسب مودة الدول الغنية بالموارد ففي تشرين اول من عام 2006  ، استضافت قمة تضم ما يزيد على 40 زعيماً من افريقيا لتضمن استمرارية الوصول للقارة الغنية بالطاقة . وقد اقترح زعماؤها انشاء مناطق للتجارة الحرة في ال(لاسكو) وال(إيبك).. مظهرين استعدادا للتقدم الى درجة ان الرئيس بوش اجبر على ازالة الحرب على الارهاب من قمة اجندته لل(ايبك)  وفي تشرين الثاني من عام 2006 ، دعا الى نطاق للتجارة الحرة لل(ايبك)

ان مساعي الصين لا تتصارع بالضرورة مع مصالح الولايات المتحدة ، سيكون من الافضل للصين والهند ان تطورا مصالحمها ضمن كيانات الحكم العالمي بقيادة الولايات المتحدة بدلاً ان تفعلا ذلك خارجهما . وقد تحصل الولايات المتحدة بالمقابل للتكيف مع هذه الدول في مؤسسات من مثل الامم المتحدة وصندوق النقد الدولي ومنحهما الاعتراف والمقام الذي يطالبون به : التزام من قبل بيجنغ و نيودلهي بأنهم سيقبلون القواعد الرئيسية في اللعبة العالمية .

تواجه الولايات المتحدة طريقاً ذا تحديات امامها . فما تزال الدول الاوربية حليفات حيوية في قضايا مثل حقوق الانسان وتعزيز الديمقراطية، فإن أوربا تتحدث بصوت قوي وبناء . إن جلب كل من الصين والهند الى حفلة القوى العظمى دون تنفير دول الاتحاد الاوربي أو اعضائه سيتطلب مقادير هائلة من الادارة والمهارة الدبلوماسيتين . وقد خلصت ادارة بوش الى بداية صلبة . وبينما تتقدم ، فإن مهمتها بسيطة في التفصيل صعبة في التنفيذ :إلا وهي الحفاظ على قرب اصدقاء الولايات المتحدة القدامى وعلى اصدقائها الجدد أقرب .

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ