ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 22/06/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


متابعة سياسية رقم  1000

2 / 6 / 2005

مؤتمر حزب البعث في دمشق:

ما مقدار التغيير الحادث في سورية

يأمل القادة السوريون بأن تتيح لهم الإصلاحات الهامة الذي سيتم ادخالها في مؤتمر حزب البعث الإقليمي العاشر في 6 حزيران، أن تتيح لهم فرصة تقي من كل التحديات الداخلية والتهديدات الأجنبية. من بين القضايا الهامة على أجندة الكونغرس هناك قضية وضع حزب البعث نفسه.

ـ أيديولوجيا عتيقة الطراز:

منذ استلامه السلطة في عام 2000، كافح بشار الأسد لإعادة تحديد دور حزب البعث. إن عقائد البعث: الحرية والوحدة والاشتراكية، قد أصبحت ذات طراز عتيق منذ أن استلم الحزب السلطة في عقد الستينات. في هذا الوقت، هاجم مناصرو البعث الديموقراطي البروجوازية، مصورين أنفسهم على أنهم حزب الطليعة الذي سيقود المجتمع ويحد من الحرية السياسية للبروجوازيين. لقد كان خطاب البعث مرتكزاً على المفهوم الماركسي للصراع الشعبي. هذا الموقف الراديكالي كان قد تمت إزالته من قبل رئيس سورية السابق حافظ الأسد، والذي فضل التعاون العربي لمصلحة مواجهة إسرائيل، إلا أنه أبقى على نظام اشتراكي للسيطرة ولتقسيم الاقتصاد وفق خطوط خاصة. وقد تم تحويل القطاع العام والمنظمات الشعبية إلى واجهات للتعبئة وللسيطرة على المجتمع السوري. لقد أعلن الأسد دستوراً ثابتاً في عام 1973، أطلق على حزب البعث اسم (الحزب القائد للدولة والمجتمع).

مع الوقت، ورث بشار والده كرئيس للدولة في عام 2000، حيث أصبحت الاشتراكية نظاماً اقتصادياً بالياً يفتقر إلى النشاط الايديولوجي ووسيلة لإثراء وحماية مصالح الشخصيات البعثية الكبيرة.

خلال مؤتمر البعث القطري التاسع والذي عقد للمرة الأولى منذ خمسة عشر سنة في حزيران/2000، أكد بشار الحاجة إلى تجديد الصورة البعثية. وقد أمل الأسد في استخدام الحزب كوسيلة للحصول على دعم واسع لسياساته، وقد ابتدأ انتخابات مفتوحة على نحو واسع في فروع الحزب، وسمح لشخصيات بعثية صغيرة بأن تتنافس للحصول على مقاعد في قيادة الحزب. لقد عقد الحزب كذلك انتخابات جديدة لقيادته القطرية وللجنته المركزية خلال المؤتمر. في القيادة القطرية، الهيكل الأعلى في سورية، حصل القادمون الجدد على 12 مقعداً من أصل 21، في حين كان 62 عضواً من أصل أعضاء اللجنة المركزية التسعين حديثي الانتخابات. لقد عكست هذه التعيينات عزم الأسد على إدخال وجوه جديدة وتأسيس نواة من المؤيدين في كلا القيادتين. إضافة إلى ذلك، قلل الأسد من التمثيل العسكري في القيادة القطرية وزاد من تمثيلها في اللجنة المركزية.

في أعقاب مؤتمر الحزب التاسع، تسلم جيل جديد السلطة في منظمات الحزب المحلية. في تموز 2003، أصدر الأسد مرسوماً يفصل فيه الدولة عن الحزب، وستسند التعيينات في المراكز الحكومية من الآن فصاعداً على الجدارة بدلاً من الانتساب الحزبي. في أوائل 2004، أصدر الأسد مرسوماً هاماً آخر يلزم فيه مسؤولي الحزب على التقاعد في عمر الستين. في نفس الوقت، ثار الجدل في أوساط البعثيين والشعب السوري حول مستقبل الحزب. وقد أدان البعض سياسات الأسد باعتبارها تضعف الحزب، في حين طالب البعض بإصلاحات جذرية أكثر.

ـ وضع حزب البعث:

هذه هي الخلفية التي سيناقش مؤتمر الحزب القادم بناء عليها قانوناً جديداً للأحزاب السياسية كجزء من استمرار عملية إعادة تحديد دور حزب البعث.

لقد حظرت سورية الأحزاب السياسية بعد استلام البعث السلطة في عام 1963، مبتدئاً بسلسلة من الإصلاحات، التي أطلق عليه اسم (الحركة التصحيحية)، أنهى الرئيس حافظ الأسد نظام الحزب الواحد بتأسيسه للجبهة الوطنية التقدمية، والتي اشتملت على أحزاب اشتراكية بقيادة البعث. وقد أطلق على هذا التمثيل البرلماني اسم التعددية. ورغم أن الجبهة الوطنية التقدمية قد احتكرت السلطة السياسية، فإن السلطة الحقيقية كانت قد مورست من قبل الهيكل غير الرسمي للنظام والذي يدور حول الرئيس وشبكته من قادة البعث والمسؤولين العلويين العسكريين.

إن احتكار الجبهة الوطنية التقدمية للسلطة قد أصبح عرضة لانتقاد كبير منذ استلام بشار للسلطة. لقد أشار بشار مؤخراًً إلى حرية الأحزاب السياسية. وتدور التقارير حول كون الأحزاب التي لا تستند إلى الإثنية، والدين، أو ذات الولاءات الوطنية البديلة ستحصل على ترخيص للمشاركة في العملية السياسية. ويقوم نظام الأسد بالتودد إلى حزب القوميين الاجتماعيين السوريين، والذي أنشئ في بيروت عام 1932 من قبل انطون سعادة الأورثوذكسي، وقد دعا حزب القوميين الاجتماعيين السوريين إلى إعادة توحيد سورية الكبرى (سورية، ولبنان، وفلسطين، والعراق، والأردن، وقبرص، التي أضيفت لاحقاً إلى اللائحة). وقد أصبح الحزب ذا شعبية في أوساط النخبة المثقفة والتلاميذ خصوصاً في الجامعة الأمريكية في بيروت. وقد حظرت سورية الحزب في عام 1955، بعد تورطه في اغتيال عدنان المالكي وهو شخصية عسكرية نافذة. وقد أعيد تنظيم الحزب تدريجياً خلال العقدين الأخيرين من حكم حافظ الأسد.

إن التزام الحزب القومي الاجتماعي السوريي بسورية الكبرى يلتقي مع رغبة الأسد في تنظيم قواه الإقليمية. ما هو مثير للاهتمام، أن الحزب قد دعم الهيمنة السورية على لبنان. في نيسان 2005، سمح بشار الأسد للحزب القومي الاجتماعي السوري بالانضمام إلى الجبهة التقدمية الوطنية، وباعتبار أن هذا القرار جاء قبل أكثر من شهر على مؤتمر حزب البعث، فإنه يؤكد على أن الاشتراكية لم تعد أساساً لعضوية الجبهة التقدمية الوطنية. في الحقيقة، فإن قرار الأسد يعطي المصداقية لتقارير عن كون حزب البعث سيقوم باسقاط الاشتراكية من اسمه الرسمي، على الأرجح سيصبح اسمه (البعث الديموقراطي)، وأن (القيادة القومية) العربية سيتم إلغاؤها.

أحزاب أخرى قد يتسامح معها النظام تتضمن الحزب القومي، وحزب الشعب، واتحاد الناصريين الاشتراكيين العرب الذي أسسه المعارض الراحل جمال الأتاسي. مؤخراً قام أعضاء أسرة الأتاسي سهير ورباب بتشكيل منتدى سياسي، منتدى الأتاسي، والذي كان نشطاً في حركة الإصلاح السورية. وبخلاف الأندية الأخرى المشابهة، لم يقم النظام بإغلاق منتدى الأتاسي رغم أن أعضاءه كانوا قد تعرضوا للاعتقال في 24 أيار، وذلك وفقاً للتقارير بسبب قيامهم بقراءة بيان من المراقب العام للإخوان المسلمين أثناء اجتماعهم.

إن القاسم المشترك بين أحزاب المعارضة التي يتم التسامح معها هو وجهة النظر القومية وشعور عام بالعداء للغرب، خصوصاً للولايات المتحدة. بإمكان حزب القوميين الاجتماعيين السوريين أن يصبحوا أكثر الأحزاب شعبية بعد البعث.

يمكن توقع قيام الأسد بفصل حزب البعث عن الدولة كذلك، في نفس الوقت الذي يستمر فيه في تجديد البعثوية، باستبدال الحرس القديم بأعضاء أقل ايديولوجية، وأكثر براجماتية ذوي اهتمام بالإصلاح. على نحو مشابه قد يتم تخليص القيادة القطرية من شخصيات سياسية كبيرة، والتي سيتم استبدالها بموالين للأسد أصغر سناً. سيتمم هذا محاولات الأسد لفتح القطاع العام باتباع خصخصة هادئة وإدخال إصلاحات اقتصادية لدمج سورية في الاقتصاد العالمي.

قضايا أخرى قد يتم تناولها في المؤتمر تشتمل على:

ـ إنهاء قانون الطوارئ، والذي مايزال ساري المفعول منذ 1963.

ـ منح عفو عام عن السجناء السياسيين، والسماح للسياسيين المنفيين بالعودة. لقد سمح النظام فعلاً لبعض المنفيين بالعودة، مثل الرئيس السابق أمين الحافظ.

ـ تعليق القانون 49، والذي ينص على عقوبة الإعدام لمنتسبي حركة الإخوان المسلمين.

ـ منح الجنسية لما يزيد عن مائة ألف كردي هم سكان ثابتون في سورية.

ـ خلاصة:

يبدو أن الأسد يرى في مؤتمر البعث القادم فرصة لتوحيد الطيف الواسع للسوريين بغية اتقاء الضغط الأمريكي. يأمل الأسد كذلك منع إنشاء معارضة مدعومة من قبل الولايات المتحدة على غرار مؤتمر أحمد الجلبي الوطني. بهذا الصدد، يحاول الأسد إيجاد جبهة سياسية قومية متعددة بإمكانها أن تلبي بعض مطالب الإصلاح السياسي والاقتصادي دون تعريض حكمه للخطر.

إضافة إلى ذلك، فإن قيامه بالاعتقالات الأخيرة بما فيها اعتقال رئيس منظمة حقوق الإنسان العربية، وبالاغتيال المنسوب إلى الحكومة لمحمد الخزنوي، وهو زعيم كردي ديني بارز، والذي كان يتحدث من أجل حقوق الأكراد السياسية، يكون النظام قد وضع خطاً أحمر للإصلاحيين بأن عليهم تجنب التعاون مع الإخوان المسلمين أو المؤسسات والحكومات الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة.

ما سيبدو مناقضاً أنه ورغم بقاء العلاقات بين واشنطن ودمشق متوترة، فإن الضغط الأمريكي على سورية يبدو أنه يثمر بدفع دمشق مباشرة إلى القيام بإصلاحات مستحقة.

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ