سيدي
الرئيس بوش, إن وكالة المخابرات
المركزية
قد
فتحت حواراً فعلاً مع سوريا
بقلم:
جاكوب هورنبرغر
معهد
مستقبل الحرية ـ واشنطن - 5/3/2007
ترجمة
: قسم الترجمة / مركز الشرق
العربي
الرئيس بوش قرر أن
تقوم حكومة الولايات المتحدة
بفتح حوار مع سوريا حالياً. و
السبب القوي الذي كان يمنع
السيد بوش من فتح حوار مع سوريا
سابقاً هو ما كان يركز عليه
ويكرره مراراً من أن سوريا دولة
داعمة للإرهاب .
ان هناك جزءً
مربكاً و محيراً في كل هذا
الموضوع : ان الولايات المتحدة
وبشكل فعلي تتواصل وتتحادث مع
سوريا, على الأقل إذا نعتبر أن
وكالة المخابرات الأمريكية جزء
من حكومة الولايات المتحدة.
و إذا كنت لا تصدق
كلامي, اسأل السيد ماهر عرار. و
هو مواطن كندي كان قد اختُطف من
قبل الولايات المتحدة أثناء
تغييره للطائرة في رحلة دولية
من نيويورك عائداً إلى كندا
البلد الذي يحمل جنسيته. و بعد
إدانة السيد عرار بتهمة الإرهاب,
تم ترحيله قصراً في أحدى رحلات
وكالة المخابرات ليتم اهانته
وتعذيبه في سوريا. نعم ,سوريا !
إنها الدولة التي كرر الرئيس
بوش مراراً بأنه لن يفتح أي نوع
من المحادثات معها لأنها دولة
داعمة للإرهاب.
و لكن لماذا قامت
المخابرات الأمريكية بتسليم
السيد عرار الى سوريا, بدلاً من,
لنقل فرنسا مثلاً؟ و الجواب هو
لان المسؤلين السوريين مشهود
لهم بأنهم يمارسون التعذيب و
الاهانة باحتراف وبشكل جيد,
الأمر الذي لا يجب أن يكون
مفاجئاً, وعلى فرض أنهم معذِبون
محترفون, ما هو الخيار الأفضل
لاهانة أي شخص من دولة داعمة
للإرهاب؟
على الأرجح بأنكم
قد أدركتم ما أريد قوله : فمن أجل
ترتيبات الاهانة والتعذيب
للحصول على المعلومات من السيد
عرار, فان وكالة المخابرات
الأمريكية قد اضطرت للحديث مع
المسؤلين السوريين. و هذه
المحادثات قد اشتملت مناقشات
حول تعذيب السيد عرار من أجل
استخلاص المعلومات منه ومن ثم
إرجاعها الى المصادر المهتمة في
واشنطن. و بعد كل ذلك فانه لا
يمكن إيهامنا بأن المخابرات
الأمريكية قد نقلت السيد عرار
برحلة جوية عبر الفضاء السوري
دون إذن مسبق من السلطات
السورية, ومن ثم أنزلته في
المطار السوري و قالت له وداعاً...
. لا, يفترض أن هناك جلسات من
المحادثات حول التفاصيل بين
السلطات المعنية في المخابرات
الأمريكية وبين مسئولين من
الحكومة السورية.
ولكن كيف يمكن
لشئ مثل ذلك أن يحدث؟ ألا يُعد
هذا الأمر اهانة لعقولنا؟
فلماذا يكون لديك نظام يتهمه
الرئيس بوش بشكل متكرر بأنه
نظام يدعم الإرهابيين و بأن
حكومة أمريكا ببساطة سوف لن
تجري معه أي اتصال. و في أثناء
ذلك, فان المسؤلين في وكالة
المخابرات المركزية في مكان أو
آخر يقومون بعقد الصفقات مع
المسؤلين السوريين من اجل تعذيب
و اهانة مواطن كندي بالنيابة عن
حكومة الولايات المتحدة.
ترى من هم أولئك
المسؤلين السوريين الذين عقدوا
صفقة التعذيب مع وكالة
المخابرات الأمريكية؟ ترى هل
كان هناك أي مفاوضات حول تقنيات
التعذيب التي ستستعمل في
التحقيق؟ الإغراق في الماء؟
صدمات كهربائية في الأماكن
الحساسة؟ التعري الإجباري؟
العزلة و الحرمان الحسي؟ ما
الذي حصلت عليه الحكومة السورية
في المقابل؟ هل دُفع لها ثمن ما
مقابل خدماتها, وإذا حصل ذلك,
فما هو شكل هذا الثمن؟ هل تم
توثيق التحقيق مع السيد عرار
كتابياً ؟ هل راقب مسؤلو
المخابرات المركزية التحقيقات
التي كانت تجري مع السيد عرار؟
كم من المعلومات قد تم
استخلاصها من السيد عرار و كيف
تم نقلها من سوريا الى واشنطن؟
وأخيرا هل كان الرئيس بوش
موافقاً على هذه الصفقة؟
ولكن و للأسف, فإننا
لا نملك أي إجابة على أيٍ من هذه
الأسئلة وذلك ببساطة لأن تيار
الصحافة السائد لم يشأ أن يسأل
أي من المسؤلين عن هذا الموضوع.
حتى أن أي صحافي لم يسأل الرئيس
بوش ما يلي : "سيدي الرئيس؟,
كيف تستطيع ان تقول بأنك لم تفتح
حواراً مع سوريا بينما في
الحقيقة فان مسؤلي مخابراتك قد
فتحوا حواراً واضحاً مع
سوريا و ذلك عندما أبرموا صفقة
التعذيب المتعلقة بالسيد ماهر
عرار؟
و الأفضل من ذلك, ما
هو الخطأ في إجراء تحقيق كامل من
قبل الكونغرس حول موضوع اختطاف
و تسليم و تعذيب السيد ماهر عرار,
و الذي بالمناسبة قد بُرأ بشكل
كامل من جميع التهم الموجهة له
والمتعلقة بالإرهاب؟ و يمكن أن
نبدأ ذلك عبر إحضار كل مسئول
متورط في الموضوع من المخابرات
الأمريكية , و ان يصف تحت القسم
القانوني جميع تفاصيل و حيثيات
صفقة التعذيب هذه و التي تم
عقدها مع نظام إرهابي, يرفض
الرئيس بوش لحدد الآن أن يجري
معه أي نوع من أنواع الاتصالات.
و الآن يقوم الرئيس
بوش بإجراء محادثات مع سوريا,
أليست فكرة جيدة لو أنه و وكالة
المخابرات المركزية تحدثوا مع
الشعب الأمريكي أولاً حول
الصفقة التي أبرمت مع سوريا من
أجل تعذيب السيد ماهر عرار؟
-----------------
نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|