مستقبل
لبنان
عن
الفورين أفيرز
عدد
تشرين ثاني/ كانون أول
ينشره
مجلس العلاقات الخارجية
ترجمة
: قسم الترجمة / مركز الشرق
العربي
باول سالم: مدير
معهد كارينجي للشرق الأوسط في
بيروت.
ملخص: هذا الصيف تخبط كل من حزب
الله وإسرائيل في حرب لم يحتسب
كلاهما لها، وكانت التكاليف على
لبنان عالية. ولكن إذا ما أدارت
بيروت والمجتمع الدولي الأزمة
بشكل جيد، ربما مايزال من
الممكن أن تكون النتيجة
النهائية إيجابية بشكل مدهش:
لبنان أكثر استقراراً يستطيع
المساعدة على تأمين سلم إقليمي
حقيقي.
إن غارة حزب الله في 12 تموز على
إسرائيل تدعمه إيران، كان
مقصوداً به توريط إسرائيل في
معركة ثانوية محدودة على حدودها
الشمالية وجرها إلى مبادلة
الأسرى وفي وقت كانت إيران
تواجه فيه ضغوطاً متزايدة على
برنامجها النووية. وقد ردت
إسرائيل، تدعمها الولايات
المتحدة، بحرب واسعة النطاق
قصدت منها توجيه ضربة قاضية إلى
حزب الله وبالتالي إزالة تهديد
الصواريخ لشمال إسرائيل،
وإضعاف إيران في أي مواجهة
قادمة، وإقصاء ما تعتبره
الولايات المتحدة خصماً
رئيسياً في الحرب على الإرهاب.
تأمل واشنطن كذلك في توفير
وتعزيز الحكومة اللبنانية،
والتي تعتبر أنها قصة نجاح
ديموقراطي محتملة. ولكن الحروب
نادراً ما تسير وفق المتوقع
لها، ولم يحصل أي مشارك في هذه
الحرب على ما كان يساوم من أجله.
انتهى حزب الله بحرب شاملة
النطاق، حيث حصل على بعض
الانتصارات على أرض المعركة
وشعبية في العالمين العربي
والمسلم ولكنها دمرت ناخبيه من
الشيعة اللبنانيين وضيقت
خياراته التكتيكية والسياسية.
إسرائيل، ورغم إطلاقها قوى جوية
هائلة على معاقل حزب الله، فشلت
في القضاء على المنظمة أو حتى
إيقاف هجماتها الصاروخية، في
حين كانت عملية الانسحاب تعاني
من اجتياح إسرائيل البري، إلا
أنه كان لها تأثير في خرق الهالة
التي خطط لرسمها جيش الدفاع
الإسرائيلي لفترة طويلة بأنه لا
يقهر. لقد حصدت إيران بعض
الفوائد من شعبية حزب الله
المتزايدة وربما بإمكانها
الإشارة إلى أداء المنظمة القوي
كتحذير لأولئك الذي يفكرون
باتخاذ تحرك عسكري ضد إيران،
ولكن هذه الحرب بددت كثيراً من
قوى الردع التي استثمرتها في
حزب الله لساعة حاجاتها الخاصة.
في نفس الوقت، بدت الولايات
المتحدة لا حول لها ولا قوة
بينما كانت الأزمة توجه الرأي
العام العربي والإسلامي ضدها
وتضعف لبناناً كان هشاً بالأصل.
وكما هي الحال في معظم الحروب
بالوكالة، فإن الثمن الأغلى
دفعته الدولة المضيفة لبنان،
والتي وجدت نفسها ميداناً لحرب
إقليمية ودولية. لقد كانت
الخسارة الرهيبة في حيوات
المدنيين، والمساكن، والبنى
التحتية جعلت من هذه الحرب أشد
الحروب تدميراً في تاريخ لبنان
الحديث.
الأمر ذو المغزى أن الأزمة حلت
دبلوماسياً أكثر منها عسكريا.
مع قرار مجلس الأمن التابع
للأمم المتحدة 1701، وهو قرار
تحويلي يقدم أسساً ذات مغزى
للتحرك قدماً وإطاراً للوقائع
الجديدة السياسية والأمنية في
لبنان والمنطقة. إن إعادة نشر
الجيش اللبناني إلى جنوب لبنان
مع دعم جنود الأمم المتحدة قد
وضعت حداً لأربع عقود من
السيطرة من قبل لاعبين غير
حكوميين. إن القرار 1701 هو خطوة
هامة تجاه لبنان مستقر ذي سيادة.
وهو يستحق دعماً ثابتاً وهو
يغري المجتمع الدولي بالقيام
بمساع متجددة لإيجاد حلول
دبلوماسية متعددة الأطراف،
لصراعات أخرى في المنطقة.
جمود متقلقل:
لقد انتهت حرب لبنان الأهلية
التي استمرت لعقد ونصف العقد في
عام 1990 بعد توقيع (وثيقة التفاهم
الوطني) والمعروفة باتفاق
الطائف، والتي أعادت تحديد
القوى السياسية بين طوائف
البلاد العديدة والمعترف بها.
فأعضاء البرلمان يتم انتخابهم
لمقاعد ينبغي تقسيمها بتوازن
بين المسيحيين والمسلمين. وعلى
البرلمان انتخاب مسيحي ماروني
كرئيس، ومسلم شيعي كرئيس
للبرلمان، والرئيس..
(نهاية
عرض المقال، أول 500 كلمة من مقال
يبلغ مجموع كلماته 3.481 كلمة)
-----------------
نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|