ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 21/04/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هل تستطيع سورية

الدخول من البرد

سيث ويكاس: تابع زائر في معهد واشنطن، يركز على السياسة السورية الداخلية والسياسية الخارجية.

في الأسابيع القادمة، هل ستشارك سورية في مؤتمرين هامين. في 10/3 ستنضم إلى جيران العراق الآخرين والأعضاء الخمسة الثابتين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في بغداد. وفي 28ـ29 مارس، سيكون عليها أن تشارك في قمة الجامعة العربية في الرياض. ويستمر منتقصو سورية في انتقاد دمشق لفشلها في إغلاق الحدود مع العراق ولتدخلها في الشؤون الداخلية اللبنانية في انتهاك لقرار الأمم المتحدة رقم 1701. وما هو ذو أهمية مساوية ركود في العلاقات السورية مع السعودية العربية وإيران. فقد جعلت قمة الأسبوع الماضي بين السعودية وإيران دمشق تقلق حول دورها في لبنان وإمكانية إجراء محاكمة دولية حول اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وهي جريمة يعتقد على نطاق واسع أن سورية مسؤولة عنها. هل ستمنح المؤتمرات القادمة سورية فرصة لتحسين موقفها الإقليمي، أو أن عزلتها ستستمر.

ـ مؤتمر بغداد:

يهدف اجتماع 10 آذار في بغداد إلى كبح العنف وتعزيز إعادة التعمير والتأليف الدولي مع العراق. ويرحب زعماء سورية بالمؤتمر بتفاؤل حذر كخطوة جزئية تجاه الديبلوماسية. إنهم يريدون رؤية تبنٍ كامل لتوصية مجموعة دراسة العراق (إيه.كي.ايه. بيكر هاميلتون). الحوار الأمريكي المباشر مع سورية وإيران في ذات الوقت تبدو واشنطن ملتزمة بسياستها في عزل الدولتين. وقد وضح الرئيس بوش أن مؤتمر بغداد سيكون اختباراً لاستعداد سورية وإيران بتقليل العنف الطائفي في العراق. إن واشنطن ليست بعمياء عن نتائج حرب العراق مع ذلك فإن مساعدة وزير الإسكان واللاجئين والهجرة (إلن سوربري) تنتظر حالياً الحصول على فيزا للسفر إلى دمشق حيث سمح لها بمناقشة (فقط) وضع اللاجئين العراقين في سورية. على الجانب السوري، فإن رئيس تحرير جريدة البعث الحكومية اليومية (إلياس مراد) قد وضح أن على واشنطن أن تعترف بفشلها في العراق في المؤتمر، وتساءل (كيف تستطيع الولايات المتحدة التحدث إلى مشاركين آخرين في المؤتمر).

إحدى الخطوات البناءة التي اتخذتها دمشق مؤخراً كان سماحها للاجئين العراقيين بتجديد تصاريح إقامتهم والتي تبلغ مدتها ثلاثة أشهر، ومع ذلك فإن المصادر العراقية الرسمية أكدت على استمرار دور سورية في تقويض الاستقرار في العراق. في الأسبوع الفائت، دعا سفير العراق في الأمم المتحدة (حامد البياتي)، سورية للسيطرة على حدودها باعتبارها نقطة دخول معظم المقاتلين الأجانب. وقد نبذ ادعاءات سورية بأنها لا تستطيع حراسة حدودها بشكل كاف حتى تتلقى معدات المراقبة الضرورية.

ـ السعودية العربية والقمة العربية:

إن علاقة سورية مع السعودية العربية علاقة متأزمة في أحسن أحوالها منذ الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد في 15 آب 2006، والذي أغلظ فيه الكلام للقادة العربي الذين لم يدعموا حزب الله في حربه ضد إسرائيل، وخصوصاً السعودية العربية والأردن ومصر. وقد وصف الأسد هؤلاء القادة بأنهم (أنصاف رجال). وقد ترافق التدهور في علاقاتهم بمشاركة سورية في مقتل الحريري، وهو مواطن سعودي، وبتوريط سورية السعودية العربية في هجوم أيلول 2006 على السفارة الأمريكية في دمشق. في كانون الأول، عزا نائب الرئيس السوري فاروق الشرع التوتر إلى أسباب شخصية (نحن العرب نغضب ونهدأ بسرعة) في العيون السعودية فإن تصريحه يتفه عمق المشاكل بين الدولتين.

مؤخراً كانت العلاقة في تهيج بعد ظهور افتتاحية لاذعة في صحيفة الشرق الأوسط اليومية اللندنية التي تملكها السعودية، ورغم أن الصحيفة تعكس بثبات الموقف السعودي في القضايا وهي ليست معروفة بمعاداتها لسورية. مقال 14 آذار (لعبد الرحمن الراشد) كشف الغطاء كونه محرراً سابقاً في الصحيفة فقد وضح الشكاوى السعودية، بما في ذلك خطاب الأسد في آب، ومحاولات سورية إسقاط الحكومة اللبنانية، وادعى أن سورية فقدت كل شيء في الشرق الأوسط وذلك نتيجة التخلف في خبرة قادتها وحساباتها الخاطئة. وأضاف أن سورية كانت تخاطر حتى بتحالفها مع إيران وتنبأ أن القمة العربية القادمة لن تستطيع حماية سورية من مستقبل مظلم.

من جانبها، سعت دمشق إلى تقديم صورة مختلفة تماماً. ووفقاً لمصادر سورية فإن الملك السعودي عبدالله قد أرسل دعوة شخصية للأسد لحضور القمة العربية بواسطة مبعوث في شباط. وقد أكد الأسد للمبعوث أنه سيحضر، وبلغ احترامه الخاص للملك، وأهمية العلاقة السعودية السورية. وتشتمل القمة على محادثات ثانية انفرادية بين عبدالله والأسد. في أعقاب الدعوة أظهر الإعلام السوري لهجة أكثر إيجابية تجاه السعودية العربية.

إن رسائل الإعلام على الجانبين هي رسائل هامة في ضوء المحادثات الأخيرة بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وبين الملك عبدالله. وتسعى السعودية العربية للحصول على الدعم الإيراني في قضية الحريري وهذا يقلق سورية. من غير الواضح فيما إذا كانت طهران والرياض تستطيعان إيجاد حل للأزمة السياسية اللبنانية وما هو الضغط إذا كان هناك أيً منه سيفرض على سورية حتى لا تستمر في تدخلها في الشؤون اللبنانية.

ـ العلاقة السورية مع إيران:

إن العلاقة (السوريةـ الإيرانية) تقع تحت ضغط كبير وقد طور الرئيس السوري السابق حافظ الأسد وغذى بمهارة تحالفات مع السعودية العربية وإيران مما ساعد على جعل سورية لاعباً إقليمياً هاماً. لقد كان التحالف مع طهران يعمل جيداً عندما رأت دمشق إيران كحليف في الصراع ضد عدوها القديم العراق وكمصدر للنفط الرخيص. في المقابل نظرت إيران إلى سورية كقاعدة لتصدير الثورة الإسلامية إلى الشيعة اللبنانيين عن طريق حزب الله. في نفس الوقت استفادت السعودية العربية من الحماية من العراق التي وفرتها كلا الأمتين. إلا أن بشار الأسد قد حول سورية إلى عبء سياسي على حلفائه وجيرانه.

لقد أثار غضب السعوديين بالتدخل في الشؤون السياسية اللبنانية خصوصاً في اغتيال الحريري. وقد حول بلاده من شريك إلى تابع لإيران كما أن الأسد أعلن دعمه المفتوح واحترامه لحزب الله وهو شيء لم يفعله والده قط. وقد فقدت دمشق القوة التي كانت لها ذات مرة على الجماعة. والنتيجة هي أن حظوظ سورية في لبنان تعتمد الآن على حزب الله مما يجعل حزب الله شريكاً وليس تابعاً.

باختصار فإن موقف سورية الجديد في علاقتها مع إيران وحزب الله قد أضعفت نفوذها السياسي. يخشى الأسد كذلك من أن تحصد القمة الإيرانية السعودية الأخيرة موافقة طهران على المحكمة الدولية بخصوص اغتيال الحريري والتي ستزيد النظام السوري ضعفاً. لا يريد أي من السعوديين أو الإيرانيين رؤية الأسد وهو يسقط ولكن محاكمة دولية وتسوية للأزمة السياسية اللبنانية في غير صالح سورية ستجرد دمشق كثيراً من أوراقها السياسية.

ـ خاتمة:

إن مؤتمر بغداد القادم والقمة العربية تلقي الضوء على التحديات المختلفة التي تواجه سورية. بالنظر إلى سجلها فمن غير المحتمل أن تلعب سورية دوراً بناء في العراق ولكن هذا لا يهم دمشق. بدلاً من ذلك فإن أهدافها الرئيسية هي إيقاف المحكمة الدولية في قضية الحريري وضمان حصول حزب الله على المزيد من السلطة في البرلمان اللبناني. وحتى لو حققت أهدافها فإن دمشق قد دمرت علاقاتها مع حلفاء وجيران إقليمين بشكل سيء وستأخذ هذه وقتاً لتشفى. على الصعيد الدولي تأمل سورية في تجاهل المعارضة الأمريكية المستمرة بالديبلوماسية المباشرة بتعزيز روابطها العسكرية والاقتصادية مع روسيا. إقليمياً فلا يحتمل أن يقلل كلا الاجتماعين القادمين من عزلة سورية، وأن تطور صورتها، أو تغير من عجز قيادتها الواضح في موازنة المصالح السياسية المتنافسة.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ