ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 23/01/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

 

   ـ دراسات  ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تحليل سياسي أو نبوءة فلكية مع مطلع العام الجديد..

كيف هزمت أمريكا خلال عقدين في الشرق الأوسط؟

ما هي ملامح الشرق الأوسط الجديد (القديم)؟

كيف يوصي ريتشارد هاس بالتخلي عن المبادئ من أجل المصالح؟!

مهما كنت مشغولاً وفر الوقت لقراءة هذا التقرير..   وشكراً

قسم الترجمة / مركز الشرق العربي

الشرق الأوسط الجديد

1 ـ 2

عن الفورين أفيرز

عدد تشرين ثاني، كانون أول 2006

ريتشارد.ان.هاس

ملخص: لقد انتهى عصر الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط وبدأ عهد جديد في تاريخ المنطقة الحديث. وسيتم تشكيله من قبل لاعبين جدد وقوى جديدة تتنافس من أجل التأثير، وحتى تتسيد عليها، سيكون على واشنطن الاعتماد بشكل أكبر على الديبلوماسية أكثر من اعتمادها على القوى العسكرية. (ريتشارد.ان.هاس: رئيس مجلس العلاقات الخارجية)

نهاية عهـد:

فقد بعدما يزيد على قرنين من الزمان منذ وصول نابليون إلى مصر مؤذناً بقدوم الشرق الأوسط الحديث.. حوالي ثمانين عاماً بعد انهيار الامبراطورية العثمانية، وخمسين عاماً بعد نهاية الاستعمار، وأقل من 20 عاماً بعد نهاية الحرب الباردة.. فإن العهد الأمريكي في المنطقة، وهو الرابع في تاريخ المنطقة الحديث، قد انتهى. والرؤى لمنطقة جديدة على غرار أوربا مسالمة ومزدهرة وديموقراطية لن تتحقق. ما هو أكثر ترجحاً هو ظهور شرق أوسط حديث سيتسبب بأذى عظيم لنفسه، وللولايات المتحدة، وللعالم. لقد تميزت جميع العهود بالتأثير المتبادل للقوى المتنافسة داخلياً وخارجياً على المنطقة. ما اختلف هو التوازن بين هذه التأثيرات. ويعد العهد اللاحق في الشرق الأوسط بأن يصبح عهداً يكون فيه لللاعبين الخارجيين تأثيراً متواضعاً نسبياً، وأن تتمتع القوى المحلية فيه باليد العليا، وأن يكون اللاعبون المحليون الذين يمتلكون السلطة من الراديكاليين الملتزمين بتغيير الوضع الراهن. إن تشكيل الشرق الأوسط من الخارج سيصبح صعباً بإطراد، ولكنه سيصبح إلى جوار إدارة آسيا متغيرة، التحدي الرئيسي للسياسة الخارجية للولايات المتحدة لعقود آتية.

لقد ولد الشرق الأوسط الحديث في أواخر القرن الثامن عشر. بالنسبة لبعض المؤرخين فإن الحدث المؤشر (على ولادته) كان توقيع معاهدة 1774 والتي أنهت الحرب بين الإمبراطورية العثمانية وروسيا. ويمكن تقديم حجة أقوى لأهمية دخول نابليون السهل نسبياً إلى مصر في عام 1798، والتي أظهرت للأوربيين أن المنطقة كانت مهيأة للإخضاع وحفزت المثقفين العرب والمسلمين على التساؤل، كما يفعل الكثير منهم في ذلك اليوم، عن سبب تراجع حضارتهم الكبير خلف أوربا المسيحية. لقد ترافق الانحطاط العثماني باختراق أوربي للمنطقة  تسبب في صعود (المسألة الشرقية)، والتي تتعلق بكيفية التعامل مع آثار انحطاط الامبراطورية العثمانية، والتي حاولت أطراف كثيرة الإجابة عليها بما يتوافق ومصلحتهم الخاصة منذ ذلك الحين.

لقد انتهت الحقبة الأولى بالحرب العالمية الأولى، وانتهاء الامبراطورية العثمانية، وصعود الجمهورية التركية، وتقسيم غنائم الحرب بين المنتصرين الأوربيين. ونجم عن ذلك عهد من الحكم الاستعماري، تهيمن عليه فرنسا والمملكة المتحدة. وقد انتهى هذا العهد الثاني بعد حوالي أربعة عقود من ذلك، بعد أن استنزفت حرب عالمية ثانية من الأوربيين كثيراً من قواهم، وكانت القومية العربية قد نشأت، وبدأت القوتان العظمتان في تصويب سلاحهما "[هو] من يحكم الشرق الأدنى يحكم العالم، وكل من لديه مصالح في العالم لا مناص له من الاهتمام بالشرق الأدنى". كتب المؤرخ ألبرت حوراني، والذي رأى وكان على حق، أن أزمة السويس في 1956 كانت علامة على نهاية العهد الاستعماري وبداية عهد الحرب الباردة.

خلال الحرب الباردة، كما كانت عليه الحال سابقاً، لعبت قوى خارجية دوراً مهيمناً في الشرق الأوسط. ولكن طبيعة الاتحاد السوفييتي الخاصة جداً للتنافس الأمريكي منحت الحكومات المحلية مجالاً معتبراً للمناورة. وقد تمثلت ذروة هذا العهد في حرب أكتوبر 1973، والتي توقفت عندها كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي اضطراراً في حالة من الشلل، مما عبد الطريق للديبلوماسية الطموحة، بما في ذلك لاتفاقية السلام المصرية ـ الإسرائيلية.

ومع ذلك فإنه سيكون من الخطأ رؤية هذا العهد الثالث ببساطة كوقت يدار جيداً بتنافس القوى العظمى. فقد غيرت حرب 1967 توازن القوى في الشرق الأوسط للأبد. إن استخدام النفط كسلاح اقتصادي وسياسي في 1973 قد ألقى الضوء على العجز الأمريكي والدولي عن مواجهة الارتفاع المفاجئ في الأسعار. وقد خلق قانون توازن الحرب الباردة مناخاً حصلت فيه القوى المحلية في الشرق الأوسط على استقلالية كبيرة في متابعة أجنداتها الخاصة. وقد أظهرت ثورة 1979 في إيران، والتي تسببت في إسقاط أحد أعمدة السياسة الأمريكية في المنطقة، أن الدخلاء لا يستطيعون التحكم بالأحداث المحلية. لقد قاومت الدول العربية محاولات الولايات المتحدة لإقناعهم بالانضمام إلى مشاريع معادية للسوفييت. لقد أسفر احتلال إسرائيل للبنان في عام 1982 عن تفريخ حزب الله، في حين استهلكت الحرب العراقية الإيرانية هذين البلدين لعقود.

الرعاية الأمريكية:

لقد أنجب انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي عهداً رابعاً في تاريخ المنطقة، والتي تمتعت خلالها الولايات المتحدة بتأثير وحرية في التصرف غير مسبوقين.

إن الملامح الغالبة لهذا العهد الأمريكي كانت التحرير الأمريكي للكويت، وتمركز طويل المدى للقوات الأمريكية البرية والجوية في الجزيرة العربية، واهتمام ديبلوماسي نشط في محاولة حل الصراع الإسرائيلي مرة واحدة وشاملة. والتي تأوجت في سعي إدارة كلينتون المكثف والذي لم ينجح رغم ذلك في (كامب ديفيد). كانت هذه الفترة متمثلة فيما يفكر فيه الآن على أنه (شرق أوسط قديم). وقد عرفت المنطقة بعراق عدواني ولكنه مقيد رغم ذلك، وإيران منقسمة وضعيفة نسبياً، وإسرائيل باعتبارها الدولة الأقوى والقوة النووية الوحيدة، وأسعار نفط متذبذبة، وأنظمة عربية عليا ثقيلة تقوم بقمع شعوبها، ووضع متقلقل بين كل من إسرائيل والفلسطينيين والعرب، في الوضع الأعم راية أمريكية.

الذي تسبب في بلوغ هذا العهد نهايته بعد أقل من عقدين هو عدد من العوامل، بعضها هيكلية وبعضها ذاتي النشوء. وقد كان العامل الأهم هو قرار بوش بمهاجمة العراق في 2003، وإدارته للعملية والاحتلال الناتج عن ذلك. لقد كان أول ضحايا الحرب أكثرية من السنة، والتي كانت قوية معبأة بما يكفي لموازنة إيران الشيعية. لقد ظهرت التوترات السنية الشيعية، والتي كانت هاجعة لفترة، ظهرت على السطح في العراق وعبر المنطقة. لقد حصل الإرهابيون على قاعدة في العراق وطوروا هناك مجموعة من التقنيات للتصدير. وعبر معظم المنطقة ارتبطت الديموقراطية بضياع النظام العام ونهاية السيادة السنية. وقد عززت (الحرب) المشاعر المعادية لأمريكا فعلاً بشكل كبير، وبتقييد قسم ضخم من الجيش الأمريكي، فإن الحرب قد خفضت قوة فعالية الولايات المتحدة في العالم بأسره. وإنها لإحدى سخريات التاريخ أن تكون الحرب الأولى في العراق، والتي كانت حرباً ضرورية، إشارة بدء للعهد الأمريكي في الشرق الأوسط، وأن تكون الحرب الثانية في العراق أيضاً، وهي حرب اختيار، سبباً لنهاية هذا العهد. إن هناك عوامل أخرى ذات صلة كذلك؛ إحداها انتهاء عملية السلام في الشرق الأوسط. لقد تمتعت الولايات المتحدة تقليدياً بمقدرة فريدة للعمل مع كل من العرب والإسرائيليين. ولكن حدود هذه المقدرة انكشفت في كامب ديفيد في عام 2000. منذ ذلك الوقت، فإن ضعف خلفاء ياسر عرفات، وصعود حماس، واعتناق إسرائيل لمبدأ الأحادية قد ساعدت جميعها في منع الولايات المتحدة من المشاركة، وهو تغيير عززه نفور إدارة بوش الحالية من اتخاذ ديبلوماسية نشطة. عامل آخر ساعد في إنهاء العهد الأمريكي كان فشل الأنظمة العربية التقليدية في مواجهة الفتنة الإسلاموية الراديكالية.

وعندما ووجهوا (الشعوب العربية) بتخييرهم بين من يرونهم على أنهم زعماء سياسيون فاسدون وبين زعماء دينيين لامعين، اختار العديدون في المنطقة الآخرين. لقد تطلب الأمر حدوث 11/9 حتى يصل قادة الولايات المتحدة الرابط بين المجتمعات المنغلقة وحضن الراديكاليين. ولكن ردهم غالباً ما يكون دفعة سريعة للانتخابات بغض النظر عن المضمون السياسي.. قد زود الإرهابيين ومؤيديهم بفرص أكثر للتقدم مما كان لديهم من قبل.

أخيراً، فإن العولمة قد غيرت المنطقة. أصبح الآن من السهل على المتطرفين امتلاك التمويل، والأسلحة والأفكار والمجندين. إن صعود وسائل الإعلام الجديد، وعلى رأسها جميعاً التلفزيونات الفضائية قد حولت العالم العربي إلى قرية إقليمية وسيستها. وقد تسبب الكثير مما تعرضه من مشاهد العنف والدمار في العراق، وصور إساءة معاملة السجناء العراقيين والمسلمين، والمعاناة في غزة، والضفة الغربية، والآن لبنان.. تسبب في مزيد من تنفير العديد من الناس في الشرق الأوسط من الولايات المتحدة. كنتيجة لذلك، فإن الحكومات في الشرق الأوسط الآن لديها وقت أكثر صعوبة للعمل بانفتاح مع الولايات المتحدة، كما أن تأثير الولايات المتحدة في المنطقة قد انحسر.

ماذا لدينا قدما:

إن الخطوط العريضة للعهد الخامس في الشرق الأوسط ماتزال تتشكل، ولكنها تنبع بشكل طبيعي من نهاية العهد الأمريكي. وستصوغ مجموعة من الملامح سياق الأحداث اليومية.

أولاً: ستستمر الولايات المتحدة بالتمتع بتأثير أكبر في المنطقة من أي قوة خارجية أخرى، ولكن تأثيرها سينخفض عما كانت عليه ذات مرة. مما يعكس التأثير المتزايد لمجموعة من القوى الداخلية والخارجية، وحدود قوة الولايات المتحدة الأصلية، ونتائج الخيارات السياسية الأمريكية.

ثانياً: ستتحدى سياسات خارجية من دخلاء آخرين الولايات المتحدة بشكل متزايد. وسيقدم الاتحاد الأوروبي مساعدة قليلة للعراق، ومن المرجح أن يدفع باتجاه مقاربة مختلفة للقضية الفلسطينية. وستقاوم الصين بالضغط على إيران، وستسعى إلى ضمان توفر موارد الطاقة. ستقاوم روسيا كذلك دعوات فرض العقوبات على إيران، وستبحث عن فرص لإظهار استقلالها عن الولايات المتحدة. وستنأى كل من الصين وروسيا وكذلك العديد من الدول الأوروبية بنفسها عن مساعي الولايات المتحدة لتحفيز الإصلاح السياسي في المنطفة غير الديموقراطية في الشرق الأوسط.

ثالثاً: ستكون إيران إحدى أقوى دولتين في المنطقة. وهؤلاء الذين كانوا يرون أن إيران هي على أطراف تغيير داخلي دامي كانوا مخطئين. فإيران تتمتع بثروة عظيمة، وهي ذات التأثير الخارجي الأعظم في العراق، وتمتلك تأثيراً معتبراً على كل من حماس وحزب الله. إنها قوة امبريالية تقليدية، ذات طموحات بإعادة ترتيب المنطقة وفق تصورها والإمكانية لترجمة أهدافها إلى واقع.

رابعاً: ستكون إسرائيل الدولة الأخرى القوية في المنطقة، والدولة الوحيدة التي تمتلك اقتصاداً حديثاً قابلاً للتنافس عالمياً. والدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لديها ترسانة نووية، كما أنها تمتلك القوة العسكرية التقليدية الأكثر تأهيلاً في المنطقة. ولكن ما يزال عليها أن تتحمل تكاليف احتلالها للضفة الغربية والتعامل مع تحد أمني متعدد الجبهات والأبعاد.

وإذا ما تكلمنا من زاوية استراتيجية، فإن إسرائيل في وضع أضعف اليوم مما كانت عليه قبل أزمة هذا الصيف في لبنان. وسيتدهور وضعها بصورة أكبر، وكذلك وضع الولايات المتحدة، فيما لو طورت  إيران أسلحة نووية.

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ