ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 23/07/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


حزب الله وسورية

حزب الله يصارع من أجل مستقبل

الكاتب :ايمل حُكايم

المصدر: واشنطن الفصلية - ربيع 2007

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

لقد توقع حزب الله أن يرشد ويهدئ إحباطات مؤيديه من الشيعة. وقد فعل ذلك عن طريق تطوير شبكة مكثفة من الخدمات الاجتماعية والتي عكست وظيفته الاجتماعية (الدعوة)، وعوضت نقص المصادر والحضور الحكومي. بدلاً من تعزيز حقوق الشيعة ضمن إطار الدولة. فعمل ذلك كان سيؤدي إلى زيادة الاحتكاك مع الطوائف اللبنانية الأخرى ويعرض الإجماع المدبر من قبل سورية بشأن المقاومة للخطر. وقد عزز هذا التدبير جانب حزب الله الداخلي مع الوقت، وأظله من الرفض الشعبي اللبناني العريض للنخبة السياسية اللبنانية الفاسدة، ملقياً الضوء على أجندته ذات المبادئ مقارنة بمصالحهم الأبرشية، ومتيحاً له اندماجاً سياسياً دونما المشاركة في تحمل اللوم على علل البلاد العديدة. لذلك وبدلاً من المساهمة في إصلاح البلاد، أخضع حزب الله مخاوف لبنان الهامة لأجندة مقاومته، وهي أولوية غير خاضعة للجدل مفروضة على الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. لقد بقي حزب الله متحالفاً بشكل كبير مع اتجاه سورية الدبلوماسي، هدوء متعاقب، ومهم للنزاع المسلح كما ينبغي. وكان يستمد راحته من حقيقة أن سورية تميز بين مفهومي السلام والتطبيع. بينما يعني السلام نهاية حالة الحرب وإنشاء علاقات دبلوماسية طبيعية، يذهب التطبيع إلى ما هو أبعد من ذلك، داعياً إلى تعاون أوسع في مجموعة من القضايا الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. قد كان الأمل في أن سلاماً مع إسرائيل سيسمح لحزب الله بأن يبقى كحارس وطني. إذا لم يتمكن حزب الله من مقاومة الجيش الإسرائيلي أكثر من ذلك، فإن مجتمعه الذي ربي بعناية وثقافة المقاومة سيمنعان أن تقارب بين المجتمعات الإسرائيلية والسورية واللبنانية، مما يبقي إسرائيل منبوذة على الرغم من الانتهاء الرسمي للحرب. لقد كان مسؤولو حزب الله الوسطيون قلقين بشكل طبيعي حول مستقبل حركتهم عندما أخذ مبدأ (الأرض مقابل السلام) المعروف على عاتقه نزع سلاح فرعه المسلح. ومع ذلك فقد كان لديهم اعتقاد متولد من نجاح حزب الله السياسي، بأن إمكان حزب الله حقيقة أن يحول نفسه إلى حزب سياسي لو احتاج إلى ذلك. المثير للسخرية، أنه وفي حين أن نجاح حزب الله العسكري في عامي 1993 1996 قد رفع قيمته كورقة سورية في المفاوضات، فإنهم قد حولوه كذلك بشكل تدريجي إلى لاعب أكثر استقلالية ذي مكانة لبنانية وإقليمية معززة، مما أنشأ بعض الثقة بأنه سيبقى مع أي سلام سوري إسرائيلي.

في النهاية بالطبع، لم يكن هناك تسوية كبرى بين سورية وإسرائيل. بدلاً منها، وبعد عدة محاولات إسرائيلية فاشلة لإسقاط رتبة حزب الله ولكسر ربط سورية لجنوب لبنان بمرتفعات الجولان، تم إعداد مجموعة من القوانين في عام 1993 وصياغتها لإدارة تصعيد العنف وفرض خطوط حمراء في لبنان. وقد وافق حزب الله على تقييد هجماته على القوات الإسرائيلية ومن يقوم مقامها في جنوب لبنان، في الوقت الذي تعهدت فيه إسرائيل بعدم ضرب المدنيين اللبنانيين. لقد عاظمت هذه القوانين قوة سورية بصياغة دورها ككفيل للاستقرار في المنطقة.

ـ بحث بشار عن الشرعية منذ 2000:

إن نقطة التحول الكبرى التالية في العلاقات السورية مع حزب الله جاءت مع انقلاب القرن مع تغيير في القيادة السورية. لقد أمل رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك في كسر العلاقة التي أنشأتها سورية بين مرتفعات الجولان وجنوب لبنان عندما أمر بانسحاب غير مشروط من جنوب لبنان في أيار 2000، فقط ليشهد وفاة حافظ الأسد في حزيران وقضية مزارع شبعا غير المتوقعة تعيق هذه الحسابات. إن قابلية سورية للتوصل إلى سلام تعتمد بشكل كبير على قوة حافظ والتزامه. وقد جاء بشار الأسد، ابن حافظ الأصغر والذي لم يُعد للحكم، جاء إلى السلطة دون أي خبرة قيادية أو إدارية فعلية ودون أوراق اعتماد معادية لإسرائيل أو عسكرية. وهو يفتقر إلى الشرعية والمصداقية في الوطن كما في المنطقة. بالتأكيد سرعان ما حببه شبابه وصورته السمحة للشعب السوري، ولكن هذا لا يمنحه السلطة أو القوة ليؤكد قبضته على السلطة ولمتابعة السلام. ليعوض ذلك فقد سعى لإحراز هذه الخصال بربط نفسه مع حلفاء كانت مكانتهم الإقليمية مبنية على سجل معارضة معاد للولايات المتحدة ولإسرائيل. الانضمام إلى حزب الله، الحركة المقاتلة اللبنانية والحزب السياسي الذي سجل أكبر انتصار حتى الآن، انسحاب إسرائيل قبل أسابيع فقط من موت حافظ الأسد وأشهر قبل خلافة بشار له. فالجماعة بإمكانها أن تزود بشار بأوراق اعتماد هو في حاجة إليها ليحصل على المصداقية، مستهلاً عملية الشرعنة بإشراكه نفسه مع قوة حزب الله وعزمه، كان بشار يأمل في مضادة الانطباعات بأنه كان قائداً ضعيفاً يتلاعب بمصالح خفية أو قائداً عدوانياً ينزع إلى الوقوع في حسابات استراتيجية خاطئة. لقد فكر بشار بأنه ما إذا كان نصر الله المنتصر سيشكره على دعم سورية بالجهود مما أدى إلى انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، فإن الشعوب العربية والمسلمة ستنظر إليه كوريث شرعي لتراث والده. ولتبرير موقفه الخاص في تطورات إقليمية كبرى، بما في ذلك معارضته للاجتياح الأمريكي للعراق، اعتمد بشار بقوة على عدائية حزب الله المبدئية الخاصة للمخططات الأمريكية. مبتعداً عن طريقة والده الحذرة في التعامل مع حزب الله، فقد طور بشار علاقة شخصية قوية مع نصر الله وتأكد من أن يتم نشر المديح الذي كانا يغدقانه على بعضها البعض جيداً. قد يكون التوضيح الأكثر تداولاً والأكثر تجلية لهذا التغيير هو الهبة المفاجأة من الملصقات التي تجسد كلاً من حافظ، وبشار، ونصر الله والتي ألصقت عبر سورية ولبنان منذ 2000. وقد علق مسؤول سورية سابق، عارف بدخائل الأمور هو الآن ناقد قانوني مهم لبشار، بين الجد والمزاح، بأنه لو قدر للأسد الكبير أن ينهض من الموت، فإنه كان سيستخدم هذه الملصقات كوقود لإحراق ابنه هو.

حتى نكون منصفين، فإن قرار بشار ربما كان  ضرورياً  لقدرة نظامه على التغلب على الأزمات الداخلية والإقليمية العديدة التي واجهها منذ صعوده إلى السلطة. وهو ما وصفه بعضهم بمنحى التعلم الضروري أو اتحاداً نموذجياً للقوى، كان في الحقيقة، على العكس من ذلك، إلزاماً بطيئاً وأن يكون طوعياً لبشار على أنه شريك حزب الله الايديولوجي. مدفوعاً بالظروف الإقليمية المتدهورة، من الانتفاضة الفلسطينية الثانية إلى الاجتياح الأمريكي للعراق، تحول بشار من نصير لحزب الله بالضرورة إلى مقدر مخلص و أسير طوعي لمظهر المواجهة لدى حزب الله عندما تعاظم الضغط الأمريكي على سورية في عام 2003. بالارتباط علنياً مع جماعة مقاومة المنطقة الثابتة بامتياز، فقد بشار الإنكار المخادع الذي كان والده يقدره كثيراً. هذا فإنه كان يخاطر بقدرة سورية على المناورة دبلوماسياً دونما إشعار خطر لشركائه الغربيين وإسرائيل. إن تأثير نصر الله على بشار واضح في تعليقاته الأخيرة العامة. فبشار يستعير من تعابير نصر الله، بشكل خطابي يتبنى رؤية حزب الله للعالم، مناشداً الجماهير خارج سورية ومؤطراً لمعارضته الجازمة لسياسة الولايات المتحدة كجزء من صراع أكبر ضد القمع الامبريالي. لقد أحيا بشار كذلك الخطاب العروبي المنحسر، والقومي، والمعادي بقوة للغرب، في محاولة لا لإعادة قولبه نفسه باعتباره كخليفة شرعي لوالده وحسب بل كذلك لتحدي الزعماء العرب الحلفاء للولايات المتحدة ومستغلاً لعداء شعوبهم للولايات المتحدة.

إن مكاسب سورية الرمزية في معظمها من شراكتها مع حزب الله أصبحت ملموسة وسياسية في عام 2004، فبعد إقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أيلول 2004 لقرار 1559، والذي طالب فيه بنزع سلاح حزب الله وبانسحاب سورية من لبنان وبالتحقيق في اغتيال الحريري في شباط 2005، اعتمدت سورية بقوة على غضب حزب الله لمضادة الضغط الأمريكي والفرنسي المتزايد ولتصوير القرار وكأنه تسوية دولية قاسية بدون شرعية عربية أو لبنانية.

خلال هذه الفترة المتوترة، ظهر حزب الله كحليف شريف يعتمد عليه لسورية. تحت مراقبة دقيقة من الدول العربية والغربية وكذلك تحت النقد المكثف في داخل لبنان، لم تستطع سورية أن تلجأ إلى حلفائها غير المرغوب فيهم لتدعيم دفاع ذي مصداقية لسجلها في لبنان. وقد لاحظ مسؤول سوري في أيار 2005، أن العديد من حلفائنا في لبنان قد ازدهروا منذ عقد التسعينات ويعود الفضل في ذلك إلى سورية، ولكنهم فقدوا مصداقيتهم مع شعوبهم. ولا ينطبق ذلك على حزب الله. لقد وقف حزب الله كنصير لسورية، وقام بتنظيم مظاهرة جماهيرية (مع السلامة ولكن شكراً) في 3 آذار 2005، وقدم لرئيس الاستخبارات السورية الراحل هدية مؤثرة خاصة عرفاناً بالجميل لدعم سورية سورية للمقاومة: بندقية إسرائيلية استولى عليها حزب الله. لقد عمل الخداع التصويري على تخفيف انسحاب سورية مكرهة وتدعيم صورة بشار في الوطن. إن العلاقة الإيجابية مع حزب الله، والذي هو حزب شيعي ذي موقف غير طائفي في مظهره وذي سجل معاد لإسرائيل، قد أصبح الإنجاز الهام الذي أراده بشار لإلقاء الضوء عليه داخلياً وإقليمياً. إن حرصه على القيام بذلك يظهر أن الطاولات قد قلبت. فبدلاً من أن يحصل حزب الله على فوائد عظمى من دعم سورية، فإن سورية هي التي تحصد الآن فوائد أكبر من ارتباطها مع حزب الله.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ