معهد
السلام الأمريكي يصدر
أربعة
تقارير عن سورية
نشر معهد السلام
الأمريكي على موقعه الالكتروني
أربعة تقارير عن سوريا، وذلك
وفق التسلسل الآتي:
- التقرير الأول
سوريا والتغيير السياسي- (الجزء
الأول).
- التقرير الثاني:
سوريا والتغيير السياسي- (الجزء
الثاني).
- التقرير الثالث:
الدور السوري في لبنان.
- التقرير الرابع:
علاقات سوريا مع العراق.
تم إعداد التقارير
الأربعة بواسطة الباحث سكوت
لازينيكسي والباحثة منى
يعقوبيان، اللذان يعملان بمركز
تحليل ودرء الصراعات التابع
لمعهد السلام الأمريكي، وتقول
مقدمة التقارير الأربعة، بأن ما
ورد فيها من معلومات قد تم أخذه
من النقاشات التي دارت في
السمنار الذي عقده المعهد،
وبالتالي فهي لا تعبّر بالضرورة
عن رأي المعهد.
• التقرير الأول:
سوريا والتغيير السياسي (الجزء
الأول):
تعرض التقرير الأول
للموضوع من خلال خمس نقاط
رئيسية، تضمن كل منها نقاطاً
فرعية، ويمكن استعراض النقاط
الرئيسية على النحو الآتي:
- النقطة الأولى،
المؤشرات الرئيسية: وأشارت إلى
وجود التضامن القبلي العشائري
في سوريا، ولكنها تعرضت بعد ذلك
إلى ما سمته بالخلافات
والتصدعات في الشرائح
الاجتماعية، وأيضاً إلى ما أطلق
عليه التقرير تسمية محدودية
الخيارات السياسية المتاحة
داخلياً وخارجياً.
- النقطة الثانية،
داخل النظام: وأشار التقرير في
هذه النقطة إلى دور العصبية في
دفع الشرائح الاجتماعية
السورية إلى التماسك عند مواجهة
الأزمات.. وأبرز ما تطرق إليه
التقرير في هذه النقطة هو عملية
الإصلاح الجارية حالياً.
- النقطة الثالثة
الاقتصاد السياسي: وتضمنت هذه
النقطة جانباً
أول تمثل في التبدلات التي
حدثت في مركز القوة داخل
الاقتصاد السوري على النحو الذي
أدى إلى صعود القطاع الخاص،
وانخفاض دور القطاع العام. أما
الجانب الثاني فتمثل في
المقابلة بين الليبرالية
والمحافظة في الاقتصاد، ومدى
الارتباط بين نزعة الليبرالية
الجديدة المتصاعدة في السوق
السوري من جهة، والشرائح
الاجتماعية المحافظة في
المناطق السورية.
- النقطة الرابعة،
المعارضة: وأشار التقرير ضمن
هذه النقطة إلى ثلاثة جوانب
فرعية، أولها عن إعلان دمشق
الصادر في تشرين الأول 2005م،
والثاني عن جماعة الاخوان
المسلمين السورية، والثاني عن
ما كان يمكن أن تفعله المعارضة،
وأشار التقرير إلى ضعف المعارضة
وعدم وجود أي جذور شعبية لها في
أوساط الشارع السوري.
- النقطة الخامسة:
ولم يتحدث التقرير في هذه
النقطة إلا عن الخطوات التالية
لحركة المعارضة السورية
الموجودة في الخارج، مثل ضرورة
تجميعها وتنسيق أنشطتها وغير
ذلك.
• التقرير الثاني:
سوريا والتغيير السياسي (الجزء
الثاني):
وتعرض هذا التقرير
إلى الموضوع من خلال أربع نقاط
رئيسية قائمة بذاتها، لا تحتوي
على أية نقاط فرعية. ويمكن
استعراض النقاط الرئيسية
الأربع على النحو الآتي:
- النقطة الأولى،
المؤشرات الرئيسية: وأبرز ما
ورد في هذه المؤشرات المقابلة
بين التوجه المناهض لأمريكا
والمؤيد للقومية العربية،
والتوجه المؤيد للإصلاح
والموالي للتوجهات الغربية.
- النقطة الثانية،
تقوية وتعزيز القوة: وتطرق
التقرير إلى تزايد الموقف القوي
الذي تمتعت به القيادة السورية،
خاصة في الفترة التي أعقبت
مؤتمر حزب البعث العربي
الاشتراكي في حزيران 2005م.
- النقطة الثالثة:
وتطرقت إلى التزام القيادة
السورية بالتوجهات القومية
العربية بدلاً من التوجهات
الموالية للغرب، كذلك تطرقت إلى
الموقف السوري المعادي
لإسرائيل والغرب في اجتماع
القمة العربية في بيروت عام 2002م.
- النقطة الرابعة،
وتناولت مطالب المعارضة
السورية بالتغيير الشامل وما
وصفه التقرير بتصعيد حركة
الاخوان المسلمين لأنشطتها.
• التقرير الثالث:
دور سوريا في لبنان:
تعرض التقرير إلى
الموضوع من خلال ست نقاط
رئيسية، يمكن استعراضها على
النحو الآتي:
- النقطة الأولي،
المؤشرات الرئيسية: وتطرقت إلى
شبكة المصالح المعقدة التي تربط
سوريا مع لبنان، وإلى التحالفات
بين سوريا وبعض الفصائل
اللبنانية، وإلى ظاهرة ضعف
مؤسسات الدولة في لبنان.
- النقطة الثانية،
شبكة الروابط المعقدة: وتطرقت
إلى عملية اغتيال وزير الصناعة
اللبناني بيير الجميل ومدى
تزامنها مع تصاعد المعارضة
اللبنانية الهادفة إلى إسقاط
حكومة السنيورة، كذلك تطرقت هذه
النقطة إلى التداخل بين اقتصاد
سوريا واقتصاد لبنان، وفقاً
لثلاثة مفاصل أساسية، هي: قوة
العمل، التجارة، ورؤوس الأموال..
وأشار التقرير إلى أن هذه
المفاصل الثلاثة تشكل القوام
الهيكلي الذي يربط الاقتصادين
السوري واللبناني.
- النقطة الثالثة،
تضاؤل النفوذ السوري في لبنان:
وأشار التقرير إلى انسحاب
القوات السورية من لبنان، وحاول
التقرير أن يقول بأن حزب الله
أصبح يعمل من أجل تعزيز قوته
الميدانية في لبنان، بحيث يصبح
أكبر وزناً وتأثيراً.
- النقطة الرابعة،
التحالف المتطور تدريجياً مع
حزب الله: وتطرق التقرير إلى
الربط بين سوريا، حزب الله،
إيران.. قائلاً بأن التأييد
المتبادل بين سوريا وحزب الله
قد أدى إلى تقوية الروابط
السورية- الإيرانية.
- النقطة الخامسة،
المحاباة العابرة للحدود:
وتتطرق هذه النقطة إلى ارتباط
الفئات الاجتماعية السورية-
اللبنانية ببعضها البعض،
وبالتالي فإن الروابط بين
التجار السوريين والتجار
اللبنانيين أقوى من المعايير
الإجرائية الرسمية، ومن غير
الممكن فصل هذه الروابط
والعلاقات بالإجراءات
القانونية الحدودية.
- النقطة السادسة،
التضمينات المستقبلية: وتشير
هذه النقطة إلى وجود عاملين
رئيسيين لعبا دوراً هاماً في
إعادة تشكيل الدور السوري في
لبنان، الأول يتمثل في انسحاب
القوات السورية من لبنان،
والثاني يتمثل في صعود قوة حزب
الله، ويشير التقرير إلى أن حزب
الله أصبح يمثل قوة هامة رئيسية
داخل لبنان، لا تقل في وزنها عن
القوات السورية.
• التقرير الرابع:
علاقات سوريا مع العراق:
وتعرض التقرير إلى
الموضوع من خلال أربع نقاط
رئيسية، مطولة نسبياً، ويمكن
استعراض هذه النقاط على النحو
الآتي:
- النقطة الأولى،
المحاور الرئيسية: وتطرقت إلى
القول بأن سوريا ظلت تغمض
عينيها عن حركة المتمردين
العراقيين، وعن عمليات عبور
شحنات السلاح إلى العراق، كذلك
تطرقت إلى أن حركة المسلحين
والأسلحة من سوريا إلى العراق،
تقابلها من الناحية الأخرى حركة
اللاجئين من العراق إلى سوريا،
كذلك حاول التقرير الربط بين
العمليتين وظاهرة عدم استقرار
العراق، ثم أشار التقرير إلى
قرار سوريا والعراق باستئناف
العلاقات والروابط
الدبلوماسية، كما أكد التقرير
أن سوريا أصبحت أكثر تخوفاً من
انتشار التمرد العراقي، ومن ثم
–بحسب إفادة التقرير- فإن سوريا
على الأرجح أن تفضل وجود حكومة
قوية تفرض الأمن والنظام في
العراق. كذلك أفاد التقرير بأن
سوريا سوف تواصل على الأرجح
المشاركة في المبادرات
الإقليمية المتعلقة باستقرار
العراق.
- النقطة الثانية،
بوابة تمرد العراق: ويتحدث
التقرير عن فشل سوريا في منع
تحركات المسلحين السنة عبر
الحدود السورية- العراقية
البالغ امتدادها 450 ميلاً،
وأشار التقرير إلى أن سوريا لم
تقم بإنشاء المزيد من نقاط
المراقبة على طول حدودها مع
العراق.
- النقطة الثالثة،
بروز أزمة اللاجئين: وتطرقت هذه
النقطة إلى ضغوط اللاجئين
العراقيين على الاقتصاد
السوري، ومدى تأثيرهم السلبي
على البنى التحتية والأسعار
وقطاع الخدمات، وذلك بسبب تزايد
معدلات الطلب على السلع
والخدمات في الأسواق السورية،
ومن الأمثلة أشار التقرير إلى
التحاق 75 ألف طالب عراقي في
المؤسسات التعليمية السورية
المدعومة من الدولة.
- النقطة الرابعة،
البحث عن رجل بغداد القوي: وتشير
هذه النقطة إلى أن ما يقدر بـ17
من جملة أبرز 25 من زعماء المجلس
الأعلى للثورة الإسلامية في
العراق قد عاشوا في سوريا خلال
فترة معارضتهم لنظام الرئيس
الراحل صدام حسين. كذلك أشار
التقرير إلى أن رئيس الوزراء
العراقي الحالي نوري المالكي قد
عاش في سوريا لفترة 20 عاماً،
وأيضاً الرئيس العراقي جلال
الطالباني ظل في سورية لسنوات
عديدة. وخلص التقرير في هذه
النقطة إلى القول بأن التصعيد
الدراماتيكي في العنف الطائفي
العراقي قد تزامن مع مخاوف
إقليمية من احتمالات انهيار
وتفكك العراق، وما يمكن أن
يترتب من ذلك تأثيرات على
سوريا، وبسبب هذه الاحتمالات
فإن سوريا سوف تظل أكثر حرصاً
على ضرورة إعادة استقرار وأمن
العراق.
تقييم عام:
اكتسب معهد السلام
الأمريكي شهرة أكبر وذاع صيته
بسبب ارتباطه بلجنة بيكر-
هاميلتون (مجموعة دراسة العراق)،
وبرغم الاتجاه المحافظ الذي
تتسم به وجهات نظر معهد السلام
الأمريكي، والذي يختلف عن وجهات
نظر جماعة المحافظين الجدد، إلا
أن تقارير معهد السلام الأمريكي
الأربعة جاءت متفقة مع الخطوط
العريضة لآراء وتوجهات جماعة
المحافظين الجدد إزاء سوريا،
وإزاء الملف العراقي، وأيضاً
إزاء لبنان.
تطرقت مقدمة
التقرير الأول إلى الضغوط التي
تواجهها سوريا ومنطقة الشرق
الأوسط، ولكنها لم تتطرق إلى
دور أمريكا وإسرائيل في التسبب
بنشوء وتصعيد هذه الضغوط، ويمكن
أن نثبت ذلك على ضوء الآتي:
- ربط التقرير بين
اغتيال وزير الصناعة اللبناني
بيير الجميل وتصاعد معارضة حزب
الله لحكومة السنيورة، ثم الجمع
بين الاثنين والربط بينهما وبين
سوريا، علماً بأنه لا توجد أي
رابطة لا من بعيد ولا من قريب
بين اغتيال الجميل، وسوريا أو
حزب الله.
- الحديث عن تزايد
عدد اللاجئين العراقيين
لسوريا، وعن حركة المسلحين
العابرة من سوريا إلى العراق،
وانتقاد سوريا في عدم إقامة
المزيد من النقاط الحدودية
لمراقبة وضبط حدودها مع العراق،
وإزاء هذه النقاط نلاحظ عدم
تناول التقرير لدور سلطات وقوات
الاحتلال الأمريكي في دفع
العراقيين إلى الهجرة، كذلك لم
يستطع التقرير الإشارة إلى أي
سابقة استطاعت فيها القوات
الأمريكية أن تضع يدها على شحنة
سلاح واحدة قادمة من سوريا طوال
السنوات الأربع الماضية.. وكل ما
هناك اتهامات بوش وديك تشيني
وحلفائهما في حكومة بغداد
لسوريا بدعم المسلحين. وبالتالي
فإن التقرير الذي أصدره المعهد
يفتقر إلى المصداقية العلمية،
بسبب ترديده لمزاعم تروج لها
بعض الأطراف، ولا يوجد أي سند
مادي واقعي لها.
- النقاط التي ودرت
في التقرير الأول والثاني
والمتعلقة بالأوضاع الداخلية
في سوريا وبالمعارضة السورية،
كانت تحمل مضموناً متحيزاً،
وذلك لأنها أكدت مساعدة
المعارضة السورية وإخراجها من
عزلتها، ويبدو هذا الجانب
واضحاً بقدر أكبر عندما تطرق
التقرير إلى عدم تمتع المعارضة
السورية بالمساندة الشعبية
الداخلية، وأعقب ذلك تحول كاتبي
التقرير الأمريكي سكوت لاسينكي
و(اللبنانية) منى يعقوبيان لعزو
عزلة وعزوف الشارع السوري لغياب
التنسيق والتعاون بين الأطراف
المعارضة.. وعلماً بأن جميع
مراكز الدراسات الاستراتيجية
الموجودة في أمريكا وإسرائيل،
ومن بينها معهد السلام
الأمريكي، تعرف تماماً أن
المعارضة السورية قد قامت
بتنسيق أنشطتها عن طريق إنشاء
جبهة الخلاص الوطني، وبرغم ذلك
فإن الشارع السوري لم يمنحها
تأييده.
-----------------
نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|