عن
الفورين أفيرز
عدد
تشرين ثاني/كانون أول 2006
ينشرها
المجلس للعلاقات الخارجية
الحـل
السـوري
فولكر
بيرتز: مدير المعهد
الألماني للشؤون الدولية
والأمنية ومؤلف كتاب: اقتصاد
سورية السياسي تحت امرة الأسد.
والنخبة العربية: التفاوض على
سياسات التغيير.
ملخص:
لم
تخول دمشق حزب الله بالإغارة
على إسرائيل، ولكنها نظرت إلى
الأزمة الناجمة عن ذلك كفرصة
لإثبات أهميتها. على القوى
الغربية أن تدرك أن سورية
مستعدة لأن تكون جزءً من الحل
الإقليمي طالما اعترف لها
بمصالحها الخاصة.
الامتناع
عن فعل أي شيء:
رغم
عاصفة الاتهامات المعاكسة، إلا
أن الحكومة السورية لم تقم
بإصدار الأمر لحزب الله باختطاف
جنديين إسرائيليين في 12 تموز.
وفقاً للاتهامات فقد أرادت دمشق
تحويل الانتباه الدولي عن نظام
بشار الأسد السلطوي، ولذلك قد
قام بإرسال عميله اللبناني لشن
حرب ذات نتائج مدمرة على لبنان
وعلى الاستقرار الإقليمي. ولكن
الشيخ حسن نصرالله، زعيم حزب
الله، لم يكن يتصرف نيابة عن
الأسد عندما أمر بالهجوم عبر
الحدود. لقد أصبح حزب الله أكثر
استقلالية عن دمشق، خصوصاً بعد
الانسحاب السوري من لبنان في 2005.
وعلى الأرجح فإن مسؤولين سوريين
رفيعي المستوى لم يعلموا عن
غارة 12 تموز إلا بعد حدوثها.
رغم
ذلك أدركت دمشق بسرعة أن الأزمة
الإقليمية التي نجمت عن الهجوم
قد تعمل لصالحها. ورغم أنه من
الواضح أن ليس للحكومة السورية
أي مصلحة في الانجرار للحرب،
إلا أنها ما إن اندلعت الحرب حتى
بدأت بالتأكيد على مدى سهولة
اشتعال الشرق الأوسط بأكمله
فيما لو بقيت معزولة، ولم يتم حل
النزاع العربي ـ الإسرائيلي
الأوسع. ببساطة، وبالامتناع عن
فعل أي شيء، وبالسماح للنزاع
بالاستمرار، سيستمر التفكير،
بإنه بإمكان دمشق أن تثبت أن
مساعدتها ستكون ضرورية لجلب
الاستقرار وتفادي مواجهة أضخم.
في الحقيقة، فإنه ينبغي على
القادة في الغرب استغلال هذه
الفرصة، وإعادة الارتباط مع
دمشق، ملاحظين بأن سورية لاعب
كبير يمكن تجاهلها فقط لدى
المخاطرة باستمرار الاضطراب.
بأخذ مصالح سورية الشرعية بعين
الاعتبار، فإنهم يستطيعون
اقناع الأسد بالعمل بشكل بناء
مع الحكومة اللبنانية والمساعي
الدولية لإعادة الاستقرار
للبنان، وسحب الدعم من القوات
التي تحاول تقويض التسوية
الإسرائيلية الفلسطينية،
وإعداد بلده لإعادة ارتباط
ديبلوماسي وسلام نهائي مع
إسرائيل. كل هذا سيعزل الأجندة
السورية كذلك في الصراع العربي
ـ الإسرائيلي عن أجندة إيران.
أخطاء
الأسد:
إن
فهم سلوك سورية خلال الأزمة
يتطلب أن تأخذ بعين الاعتبار
التحديات الداخلية والإقليمية
التي يواجهها النظام السوري
حالياً. منذ استلم بشار الأسد
السلطة بعد وفاة والده حافظ
الأسد، منذ ست سنوات، ضعفت
مؤسسات الدولة وفقدت جزءً مهماً
من سلطتها. وقد قدم النظام
القليل على صعيد المطالبات
بالإصلاح: فقد كان هناك بعض
اللبرلة الاقتصادية الحذرة،
ولكن المخالفين مايزالون
يتعرضون للقمع، وقد ازداد
الفساد بشكل كبير وفقاً لجميع
المعايير المتاحة. في نفس
الوقت، فإن التغيرات الإقليمية
والأخطاء من قبل حكومة الأسد قد
تركت دمشق أكثر عزلة من أي وقت
مضى، على الصعيد الدولي وبين
الأشقاء العرب الرئيسيين،
وخصوصاً مصر والسعودية. إحدى
هذه الأخطاء الاستخفاف بالغضب
الأمريكي على تسامح سورية مع
المتمردين العراقيين. لقد أخطأ
الأسد كذلك في حكمه على رد الفعل
الدولي واللبناني لقراره
بالتمديد الإجباري للرئيس
اللبناني المدعوم من قبل دمشق
اميل لحود، في 2004، وفشل بالتنبؤ
بالعاصفة التي ستعقب اغتيال
رئيس الوزراء اللبناني الأسبق
رفيق الحريري، والتي أجبرت
الجنود السوريين على الانسحاب
من لبنان.
إن
النزاعات في العراق المجاور
تزحف ببطء إلى سورية. ورغم أن
الحكومة قد قامت ببعض المساعي،
وهي مستعدة للتعاون مع الحكومة
العراقية من أجل سيطرة أفضل على
الحدود السورية العراقية، إلا
أن الشباب السوري يتم تجنيده
للجهاد في...
(نهاية
العرض التمهيدي: هذه أول 500 كلمة
من تقرير مكون من 2427 كلمة، سعر
التقرير 6 دولارات)
|