ـ |
ـ |
|
|
|||||||||||||||
صيف
لبنان الدامي بقلم:
محمد بازي صحيفة
ذا نايشن الأمريكية 16/7/2007 ترجمة : قسم
الترجمة في مركز الشرق العربي لقد كان الانفجار الذي هز بيروت
مساء 13 حزيران هو السادس في
لبنان في أقل من شهر واحد. و لكن
و على خلاف التفجيرات السابقة؛
و التي كانت تهدف إلى نشر الذعر
والخوف أكثر من إحداث دمار
حقيقي, فقد كان لهذا التفجير هدف
سياسي : انه وليد عيدو, عضو
البرلمان اللبناني المدعوم
أمريكياً. و مع عملية قتل مشرع
لبناني آخر – وهو الخامس في
عامين- فان لبنان تنحدر و بقوة
نحو أزمات جديدة. القنبلة التي تم زرعها في مكان
وقوف السيارات مزقت سيارة عيدو
المرسيدس السوداء بعد مغادرة
موكبه نادي السباحة الذي كان
يلعب فيه عيدو الورق مع أصدقائه
كل عصر تقريباً. لقد هز الانفجار
جميع أنحاء بيروت, وأدى الى
تحطيم نوافذ تبعد حوالي 100 متر
عن مكان الانفجار كما تسبب في
قذف الأشلاء البشرية المتناثرة
الى ملعب كرة القدم القريب من
المكان. لقد تسبب الانفجار في
مقتل عيدو, إضافة إلى ابنه
وثمانية أشخاص آخرين. وفي بضع
دقائق ملأت سيارة الإسعاف شارع
الكورنيش الذي تحفه أشجار
النخيل المطلة على البحر الأبيض
المتوسط والتي عادة ما تكون
مكتظة بالناس في ساعات المساء. و حالما انفجرت القنبلة, قام
العديد من الشباب بالتجمهر أمام
هذا المشهد, و عمل الجنود على
إبعادهم عن السيارة المحترقة.
وقد تجمعوا حول سيارتي الإطفاء
المتواجدتين في المكان, حيث
قاموا بتجميع الحطام المتناثر.
نعيم شيبو نادل في مطعم يبلغ من
العمر 33 سنة ركض من مطعمه باتجاه
الدخان الأسود المتصاعد مسافة
نصف ميل. و بينما كان غارقاً في
العرق و اللهاث صرخ قائلاً :"انظر
ما الذي يفعله السوريون بنا ! لا
تسألني ما سبب هذا الانفجار.
اسأل السوريين". وأشار الى
مكان في تلة مجاورة حيث يقع مقر
الحزب السوري القومي وقال :"أنا
ذاهب لأنال منهم, إنهم يقفون
هناك و يضحكون". و لكن أصدقاءه
منعوه من التوجه نحو ذلك المقر. وعندما بدأ شيبو بتوجيه الإهانة
الى السيد حسن نصرالله أمين عام
حزب الله الموالي لسوريا ووصفه
بالإرهابي و المجرم, طلب أحد
الواقفين في
المكان من شيبو الهدوء.
ومن ثم بدأ الشخصان بدفع
بعضهما البعض, و فوراً قام
مجموعة من رجال الأمن المسلحين
بالتحرك نحوهما, و قام الجنود
بإطلاق بعض الأعيرة النارية في
الهواء. واستطاع الجنود السيطرة
على شيبو في نهاية الأمر و ابتعد
عن المكان و هو يطلق اللعنات و
السباب. هذه هي الدول اللبنانية هذه
الأيام: فالحقد الطائفي يمكن أن
يغلي و ينفجر في أي لحظة.و في
أحياء بيروت المختلطة, فان
التوترات ما بين الشيعة والسنة
تزداد تصاعدياً بعد كل انفجار
يحدث. تبدأ الأمور بشعلة صغيرة و
تخرج بعض الاشتباكات عن السيطرة,
و يبدأ الناس بدعوة أقربائهم و
أصدقائهم للقدوم الى المنطقة
لمد يد العون لهم وفي النهاية
يتدخل الأمن في فض هذه النزاعات.
( أخبرني أحد الأصدقاء الشيعة
الذي يقطن في حي أغلب سكانه من
السنة فانه ولعدة أيام بعد مقتل
عيدو كان يجد بيضة مكسورة على
شباك سيارته كل صباح). و ليس هناك
حاجة الى أي تفجيرات جديدة
لإذكاء التوتر في لبنان: في 24
حزيران تسبب انفجار قنبلة بقتل 6
من قوات الأمم المتحدة في
الجنوب اللبناني. وقد كان هذا
الهجوم ألأول من نوعه ضد قوات
الأمم المتحدة منذ أن زادت عدد
قواتها الى 13000 جندي بعد حرب
الصيف الماضي. و سارع بعض
السياسيين اللبنانيين بإنحاء
اللائمة على السوريين في هذا
التفجير, و لكن هناك أدلة تشير
الى تورط مجموعة سنية متطرفة
مرتبطة بالقاعدة كانت تخطط لمثل
هذه الهجمات منذ عدة شهور. خلال الحرب اللبنانية الأهلية
التي استمرت لمدة 15 سنة حاولت
القوى الأجنبية السيطرة على هذا
البلد الصغير, سواء بشكل مباشر
أو من خلال بعض الوكلاء
اللبنانيين. و في مدينة على
الحافة فان شباباً غاضبين مثل
شيبو من الممكن أن يخرجوا عن
السيطرة بسهولة. و ربما في
الانفجار القادم لن يكون ممكناً
السيطرة عليهم أبداً. يقول الياس حنا الجنرال اللبناني
المتقاعد والذي يعمل حالياً
كمحلل عسكري مستقل :" إن عناصر
الحرب الأهلية متواجدة هنا.
إنهم على أهبة الاستعداد. و لكن
هناك بعض الخطوط الحمر التي
تمنع أي شئ من الحدوث لحد الآن. و
قد شاهدنا مثالاً على ذلك في شهر
يناير عندما اندلع العنف
الطائفي و لكن القادة الوطنيين
سارعوا بالطلب من أتباعهم
التزام الهدوء, إن الأمور تحتاج
الى محفز أو الى حادثة لإشعال
الوضع. و لكن هذا المحفز غير
موجود الآن هنا. ولكن قلوب الناس
مليئة بالكراهية". "كل
شئ في تصاعد" " ان دورة الاغتيالات الحالية في
لبنان ابتدأت في شهر فبراير من
العام 2005, عندما انفجرت شاحنة
كبيرة في موكب رئيس الوزراء
السابق رفيق الحريري على طريق
الكورنيش و أدت الى مقتله. لقد
أدى اغتيال الحريري إلى تسليط
الضوء على السيطرة السورية على
الجارة الصغيرة. و قامت سوريا
بالانسحاب من لبنان تحت الضغط
الدولي و الاحتجاجات
الجماهيرية الغاضبة و استقال
رئيس الوزراء الموالي لسوريا. و
لكن عمليات الاغتيال استمرت و
استهدفت السياسيين من الجبهة
المعارضة لسوريا و التي تتبع
لتيار الحريري تحت قيادة سعد
الحريري. و اليوم فان لبنان أمام مواجهة
لمنصب الرئيس. ومن الممكن أن
يكون هذا الصيف دامياً في لبنان,
حيث تلوح الانتخابات الرئاسية
في شهر سبتمبر. إن الرئيس يتم
تعيينه من قبل تصويت الأغلبية
في البرلمان. و بعد الانتخابات
البرلمانية عام 2005 فاز تيار
المستقبل و حلفاؤه ب 72 مقعداً من
أصل 128 مقعداً برلمانياً. و لكن
وبعد عدة ارتدادات سياسية و بعد
مقتل وليد عيدو
ومقتل عضو آخر في شهر نوفمبر
الماضي و التي بقيت مقاعدهم
شاغرة فان الأغلبية البرلمانية
قد انخفضت إلى 68. و إذا فقدت
الأغلبية أربعة مقاعد أخرى أما
بالقتل أو بالارتداد فانه لن
يكون باستطاعة المعارضة بعد ذلك
تحديد الرئيس القادم. يقول سمير
جعجع قائد القوات اللبنانية
الذي يمثل الجناح اليميني
للمسيحيين وهو مشارك بالحكومة
بعد مقتل عيدو :"لقد اغتيل
عيدو لتخفيض الأغلبية
البرلمانية و ذلك للإطاحة
بالحكومة, و يبدو أننا المعارضة
لأننا المستهدفون بعمليات
الاغتيال". إن هناك خطراً آخر: بدون وجود
أغلبية فانه من الممكن تخيل
إسقاط حكومة فؤاد السنيورة عن
طريق تصويت لحجب
الثقة. و
تواجه حكومة السنيورة ذات ال24
عضواً خطر الانهيار منذ شهر
نوفمبر و ذلك عندما قام ستة من
الوزراء الذين يمثلون حزب الله
و حلفائه بالاستقالة بعد فشل
المحادثات التي هدفت لتشكيل
حكومة وحدة وطنية. (يتهم تحالف
السنيورة المكون من أحزاب سنية
ودرزية ومسيحية حزب الله
بالخروج من الحكومة من أجل
إيقاف التحقيقات الدولية في
قضية مقتل الحريري, و التي يعتقد
أن لسوريا دوراً كبيراً فيها).
لقد كان الحريري من أكثر القادة
السنة بروزاً, ومقتله أدى إلى
تغيير في الدينامكية داخل
المجتمع السني. خلال الحرب
الأهلية اللبنانية 1975-1990, تحالف
الشيعة و السنة تحت راية الوحدة
العربية و الدعم للقضية
الفلسطينية. و لكن الصراع
الحالي أدى إلى تصدع في هذه
الجبهة, حيث تدعم الأغلبية
الشيعية حزب الله و يدعم السنة
في معظمهم الحريري الشاب. و
المسيحيون منقسمون إلى قسمين
رئيسيين. وحزب الله متحالف
حالياً مع الجنرال عون, و هو
القائد الماروني السابق للجيش
اللبناني.
ويبدو ان سوريا هي المستفيد
الأكبر من عمليات القتل السياسي
الحاصلة. و لكن المواجهة
القادمة على الرئاسة قد تكون
كارثية لجميع الفرقاء. و لا يبدو
أن أحداً مستثنىً منها. إن جميع
الأزمات اللبنانية أصبحت
متشابكة و جميع الجهات تبدو
قريبة من المعركة على الرئاسة. و
من السخرية, أن آخر سلسلة من
الأزمات قد ابتدأت في سبتمبر من
العام 2004, عندما أجبر النظام
السوري البرلمان اللبناني على
تمديد فترة رئاسة الرئيس إميل
لحود, القائد السابق للجيش و
الحليف السوري لمدة ثلاث سنوات
إضافية. إن المشاكل و الأزمات اللبنانية
متجذرة بعمق 46 سنة من اتفاقيات
التشارك في السلطة ما بين
المجموعات الدينية المتنافسة
في لبنان. لقد صمم النظام من أجل
حفظ التوازن ما بين 18 طائفة, و
يفترض أن السلطة يجب أن تتوزع ما
بين رئيس ماروني و رئيس وزراء
سني و رئيس برلمان شيعي.
ولكن هذا النظام الطائفي
بالكاد تغير منذ أن وضع في
بدايات الأربعينيات من القرن
السابق, عندما حصل لبنان على
استقلاله من الحكم الفرنسي
الاستعماري.
و بعد عقود من الأزمات
المتقطعة التي سببها هذا النظام
الذي فشل في حفظ التوازن
الطائفي, فان البنية الأساسية
تواجه خطر خلق دولة فاشلة مرة
أخرى. إن المأزق اللبناني هو امتداد
أيضاً للحرب التي يخوضها
الوكلاء في العراق, حيث تحرض كل
من إيران وسوريا (الداعمتين
لحزب الله)
ضد أمريكا و السعودية و
الدول العربية السنية الأخرى (
والتي تدعم تحالف الحريري) . و
فور وصول حكومة السنيورة إلى
الحكم قامت إدارة بوش بزيادة
الضغط عليها لنزع سلاح حزب الله.
ان الأزمات في لبنان مربوطة بعقد
مستعصية : ان انسحاب حزب الله من
حكومة السنيورة قد جعل شرعية
الحكومة محل سؤال لأن الدستور
اللبناني ينص على أن كل طائفة
يجب أن تكون ممثلة في الحكومة؛
خلق حكومة جديدة و الضغط على حزب
الله لتسليم سلاحه و نزع أسلحة
الفصائل الفلسطينية المتنوعة
الموجودة في 18 مخيماً رئيساً في
لبنان. ان
موضوع الأسلحة الفلسطينية قد
ظهر على السطح في نهايات شهر
مايو السابق, عندما قامت مجموعة
من المسلحين السنة بمهاجمة
الجيش اللبناني, و بالتالي قام
الجيش اللبناني بمحاصرة مخيم
نهر البارد القريب من مدينة
طرابلس الشمالية. تدعي حكومة السنيورة بأن
المخابرات السورية هي التي عملت
على خلق جماعة "فتح الإسلام"
و هي تستخدمها لزعزعة استقرار
لبنان. و لكن و مع محاولة تحميل
سوريا مسئولية الانفجارات التي
استهدف قوات اليونيفيل , فان
التحالف الحاكم قد قدم القليل
من الأدلة لتدعيم ادعاءاته حول
فتح الإسلام. هناك بعض التقارير
في الصحافة اللبنانية تربط قائد
المجموعة بتنظيم القاعدة و
الشبكات المسلحة التي تقوم
بتجنيد الشباب السنة من الشمال
اللبناني للقتال في العراق. و
ليس من الواضح ما إذا لعبت فتح
الإسلام دوراً في الهجوم على
قوات الأمم المتحدة في الجنوب, و
لكن الجماعة تشكل جزءً من
الحركة السنية المسلحة
المتصاعدة في لبنان, و التي
تستمد إلهامها ان لم يكن الدعم
اللوجستي من القاعدة. (في العديد
من الرسائل خلال السنوات
الماضية, قام الرجل الثاني في
تنظيم القاعدة أيمن الظواهري
بتوجيه رسائل مختلفة إلى
المسلمين من أجل فتح جبهة جديدة
على الحدود اللبنانية
الإسرائيلية و مهاجمة الصليبين
في الجنوب – يعني بذلك قوات
اليونيفيل) . يقول أحد العاملين في إحدى
المنظمات غير الحكومية في لبنان
:" ان جميع المشاكل التي كانت
خامدة على مدى 30 سنة قد بدأت
بالظهور الآن, و جميعها ظهرت في
وقت واحد, أسلحة حزب الله و
أسلحة الفلسطينيين و موضوع
الرئاسة؛ أعني كل شئ إن كل شئ
ينفجر الآن. إنها ثلاثون عاماً
من الكلام الفارغ". "دم
السنة يغلي" عندما بدأ حزب الله و حلفاؤه
احتجاجاً مفتوحاً في وسط مدينة
بيروت في 1 ديسمبر حيث قاموا
بنصب المئات من الخيام خارج
مبنى السراي الحكومي, فان
العلاقات السنية الشيعية قد
تدهورت بشكل سريع. و في 23 يناير
قامت المعارضة بتنظيم إضراب
كبير كجزء من الحملة الرامية
إلى إسقاط حكومة السنيورة. و بعد
يومين فقط, انفجرت الاضطرابات
حول الجامعة, و أدت إلى مقتل
أربعة أشخاص وإصابة العشرات مما
أجبر الجيش اللبناني على فرض
حظر التجول في بيروت للمرة
الأولى منذ 10 سنوات. وقد تأرجحت
لبنان على حافة حرب أهلية جديدة.
وفي الأشهر التالية, خفت
التوترات الطائفية بعض الشئ,
حتى حادثة اغتيال عيدو, و التي
ألهبت مشاعر الكراهية بين السنة
والشيعة. الموكب الجنائزي في 14
حزيران الذي نظم لعيدو وابنه مر
بالحي السني "طريق الجديدة",
و الذي شهد المعارك الدامية
في يناير. وفي ساعات الليل,
امتلأت لوحات الإعلان في بيروت
بصور الرجلين, و أطلق عليهم لقب
"شهداء العدالة". وقد حمل
المئات من المحتجين الأعلام
الزرقاء التابعة لتيار
المستقبل إضافة إلى الأعلام
البيضاء التي تحمل شعار رأس
النمر و هي علامة نمور راس بيروت
وهي حركة يمكن اعتبارها شبه
ميليشيا , أصبحت نشطة في الأحياء
السنية في الشهر الأخيرة. ولكن
هذه الحركة تفتقر إلى بنية
عسكرية منظمة كما تفتقر إلى
الأسلحة؛ وهم يركزون على
استعراض قوتهم في المناسبات
المختلفة و في الأحياء الغربية
لبيروت والتي يسيطر عليها
المسلمون. "دم السني عميغلي" بهذه
العبارات كان الشباب يهتفون لدى
مرورهم بالنعوش كما كانوا
ينادون أيضاً :"إرهابي إرهابي
حزب الله إرهابي" وكانت
الآيات القرآنية تتلى من
المساجد على طول الطريق, و
اختلطت بصوت مكبرات الصوت التي
وضعت أعلى الحافلات الصغيرة و
التي كان بعضها يقول :"اليوم
جنازة شهيد جديد قتل على يد بشار
الأسد". وقام البعض بتوجيه
الاهانات لأمين عام حزب الله
"نصرالله عدو الله". وبعد أن تحدث سعد الدين الحريري
في الجنازة, قام مؤيدوه برفع
قبضاتهم في الهواء مرددين "لبيك
يا سعد الدين" وهي نفس
إيقاعات النداء التي يرددها
أتباع نصرالله عندما يتحدث في
المناسبات العامة. بعد اغتيال عيدو, فان أزمة سياسية
جديدة بدأت في الظهور في لبنان.
فبعد عملية الاغتيال بساعات,
بدأ نواب من تيار المستقبل
بالدعوة إلى إجراء انتخابات
خاصة من أجل ملء مكان عيدو و
بيار الجميل العضو الماروني في
البرلمان و الوزير في حكومة
السنيورة و الذي اغتيل في
نوفمبر. بعد يومين على دفن عيدو,
وافقت حكومة السنيورة على إجراء
الانتخابات في 5 أغسطس. و لكن
الانتخابات الخاصة بحاجة إلى
موافقة الرئيس, و لكن لحود أكد
أنه لن يصادق على قرار يصدر عن
حكومة السنيورة لأنه "ونصف
الشعب اللبناني" يعتبرونها
فاقدة للشرعية. وحتى لو تم إجراء الانتخابات,
فانه ليس من الواضح ما إذا كان
سيتم السماح للعضوين الجديدين
بأخذ مقاعدهما في البرلمان. فقد
رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري
زعيم حركة أمل الشيعية عقد أي
جلسة للبرلمان اللبناني منذ
استقالة الوزراء الشيعة من
الحكومة في شهر نوفمبر. و لعدة
شهور رفض بري عقد أي جلسة لمجلس
النواب للموافقة على قرار الأمم
المتحدة القاضي بإنشاء محكمة
للنظر في قضية اغتيال الحريري.
وفي نهاية شهر مايو قام مجلس
الأمن بإنشاء المحكمة دون
الموافقة اللبنانية. ( وقد هدد
تيار المستقبل و حلفاؤه بعقد
جلسة لمجلس النواب دون وجود
بري؛ و لكن الأعضاء المعارضين
سوف يقاطعون مثل هذه الجلسة في
غالب الأمر). وفي 17 حزيران التقى الرئيس لحود
بالأب الماروني بطرس صفير, وهو
القائد المسيحي الأكثر قوة في
لبنان. وقد أخبر لحود رجل الدين
بأنه لا يعاند من أجل مصلحته
الخاصة و لكنه يحاول حماية
السلطات الرئاسية. وكلام لحود
هذا يعني مناشدة منه لصفير و
للمارونيين بشكل عام الذين
يشعرون بحالة من القلق نتيجة
لتضاؤل الصلاحيات الرئاسية وهو
المكان الأخير تقريباً للنفوذ
المسيحي. وقد
قال لحود لصفير في اللقاء :"ان
السنيورة وحكومته يحاولون
اغتصاب سلطات الرئيس, وهو ما
يشكل سابقة خطيرة لا أسمح لها
بالحدوث, ان هذه السلطات لا تعود
لي شخصياً. إنها سلطات عائدة
إلى منصب الرئاسة". "الطريق المسدود" على المدى القصير فان حكومة
السنيورة قد بدأت بخسارة الدعم
الشيعي لها بعد أن قامت واشنطن
بمساندة إسرائيل خلال حرب الصيف
الماضي ضد حزب الله. وبعد أن قام
حزب الله بتحقيق النصر على
الجيش الإسرائيلي المتفوق
عسكرياً, اتهم حزب الله حكومة
السنيورة بأنها كانت عبارة عن
لعبة بيد أمريكا و أنها بحاجة
إلى قوة أكبر. و بعد شهور على وقف
المفاوضات يبدو أن كتلة الحريري
و السنيورة تقف في طريق مسدود مع
حزب الله. ولكن وحتى لو توصل الطرفان الى
تسوية معينة, فان هناك أزمات
سياسية أخرى ستبدأ بالظهور ما
لم يقوموا بمعالجة الجذور
المتسببة في عدم الاستقرار في
لبنان مثل أن الطائفة الشيعية
وهي من اكبر الطوائف في لبنان لا
تمتلك سلطة تساوي حجمها الحقيقي
من السكان. وفي نهاية الأمر فان
على اللبنانيين أن يعالجوا
سؤالاً مهماً وهو أي نوع من
البلاد يريدون. ان ذلك السؤال قد فرض نفسه على
لبنان منذ أن نالت استقلالها في
العام 1943. عندما تركها
الفرنسيون و تركوا فيها النظام
الطائفي السائد لحد الآن وسلموا
حصة الأسد من السلطة السياسية
فيها للنخبة المارونية
الفرانكفونية. وقد تم الحفاظ
على النظام تحت الحلف الوطني,
وهو اتفاقية غير مكتوبة ما بين
القادة اللبنانيين. و قد قسمت
المقاعد البرلمانية بين
اللبنانيين بنسبة 6 إلى 5 من نسبة
المسيحيين للمسلمين, مع وجود
مقاعد برلمانية ومكاتب تنفيذية
مقسمة ما بين الطوائف الرئيسة,
وذلك التقسيم امتد إلى أكثر
الوظائف الحكومية الأخرى. لقد اعتمد التقسيم على الإحصاء
الذي أجري عام 1932, والذي أظهر
المارونيين على أنهم أغلبية
السكان في لبنان. وبعد ذلك رفضت
الحكومة القيام بأي إحصاء سكاني
جديد. وفي الستينات ومع تفوق عدد
المسلمين على المسيحيين بدأ
المسلمون بالمطالبة في عمل
تغيير في ميزان القوى. و في
التقرير الأخير لوزارة
الخارجية تم التقدير بأن عدد
السكان في لبنان يبلغ 4 ملايين و
أن ثلثي عدد السكان هم من
المسلمين سنة وشيعة. ويقدر بعض
الباحثين اللبنانيين بأن
الشيعة يشكلون 40% من التعداد
السكاني في لبنان, وعلى الرغم من
ذلك فان باحثين آخرين يخفض هذا
العدد بعض الشئ. وعندما اندلعت نيران الحرب
الأهلية عام 1975, فان عدم التوازن
السياسي كان أحد القوى المحركة
الرئيسة التي دفعت كل طائفة
لتشكيل الميليشيا التابعة لها.
وبسبب النظام الطائفي فان
المؤسسات السياسية اللبنانية
لم تعط أي فرصة لتحقيق التقدم؛
وقد بقيت الدولة تعتمد على
العشائر القوية و أصحاب الملك و
الإقطاعيين الذين سيطروا على
الكثير من أراضي لبنان. فالزعيم
أو القائد العرفي و الذي يرث
الحكم عادة من والده أصبح سلطة
عليا خلال الحرب. ومع موالاة
معظم الناس لقادتهم الطائفيين
فان القليل من اللبنانيين
استثمروا في تطوير المؤسسات
الدستورية للدولة.
ومع خمود أوار الحرب في العام 1989,
اجتمعت الطبقة السياسية
اللبنانية في مدينة الطائف
السعودية من أجل إنقاذ النظام
الطائفي. وبوساطة سعودية و
سورية أسفر الاجتماع عن "اتفاق
الطائف" و الذي أعاد هيكلة
الحلف الوطني من خلال أخذ بعض
السلطات من المارونيين. و قد
توسع البرلمان ليشمل 128 مقعداً,
مقسماً بالتساوي بين المسلمين و
المسيحيين. و قد دعا اتفاق
الطائف أيضاً إلى نزع سلاح جميع
الميليشيات ما عدا حزب الله, و
الذي كان يطلق على جناحه
العسكري اسم "المقاومة
الوطنية" و التي كانت تحارب
ضد الاحتلال الإسرائيلي في
الجنوب اللبناني, و التي نتجت عن
انسحاب إسرائيلي عام 2000. و تؤكد
جميع الطوائف اللبنانية بأنها
ملتزمة باتفاق الطائف, و يرفعون
الوثيقة إلى مستوى عال جداً. ومع
أن اتفاق الطائف يدعو إلى إنهاء
النظام الطائفي في نهاية المطاف,
إلا أنه لم يضع أي جدول زمني
لذلك. ان هذا النظام الموجود حالياً
يقود الى دولة ضعيفة. فهو يشجع
المساومات و التحالف مع الرعاة
الأقوياء. ويتم استثماره
واستغلاله من قبل أطراف خارجية
مثل (سوريا وإيران وأمريكا و
السعودية ). و لكن معظم اللاعبين
الحاليين يعملون على تغيير
الوضع الحالي. ولكن الرعاة
الأجانب لا يريدون هذا التغيير,
لأن هذا الأمر قد يؤدي إلى خفض
تأثيرهم على لبنان. يقول خليل جبارة مدير جمعية
الشفافية اللبنانية وهي مجموعة
مختصة بمراقبة الفساد :"عندما
تتحدث عن طائف جديد, فان الناس
يفزعون... ان اللبنانيين خائفون
دائماً من أي تغيير على العقد
الاجتماعي, لأن المشكلة هي أنه
في لبنان لا يتغير العقد
الاجتماعي إلا في أوقات العنف".
ماذا لو
استمرت معركة الرئاسة الى ما
بعد سبتمبر,وبقيت البلاد مشلولة
بشكل أكبر؟ ان هناك خوفاً
حقيقياً بأن تنقسم الحكومة
اللبنانية مرة أخرى الى
إدارتين متنازعتين, كما حدث
عام 1988, عندما قام الرئيس
المستقيل أمين الجميل بتعيين
الجنرال عون كرئيس انتقالي
لأن البرلمان لم يستطع الاتفاق
على تعيين رئيس جديد. لقد قام
وقتها بخلق حكومة مسيحية كبيرة,
بينما رفض رئيس الوزراء السني
ترك منصبه و قام بقيادة إدارة
إسلامية مناهضة. وتم حل الأزمة
في أكتوبر عام 1990, عندما قامت
الطائرات السورية بقصف القصر
الرئاسي و خرج عون الى منفاه في
فرنسا. انه لمن اللافت للنظر أن
كثيراً من اللبنانيين يتحدثون
بانفتاح اليوم عن احتمالية وجود
انقسام حكومي, حتى أن البعض
استقال لأجله. ان انقسام الدولة الى إدارتين في
العام 1988 كان النهاية المنطقية
للنظام الطائفي القائم. ان
القادة اللبنانيين ينحدرون نحو
نفس الطريق مرة أخرى: إنهم
يحاولون توجيه البلاد نحو طريق
غير فعال و لا صالح يؤدي دائماً
الى إحداث الأزمات والمشاكل.
وحتى يستطيع اللبنانيون
الاتفاق على طريق أقوى و أكثر
عدالة للتشارك في السلطة, فإنهم
سيعانون من لعنة عدم الاستقرار,
وسيبقى مستقبلهم مرهوناً
بالقوى الأجنبية.
Lebanon's
Bloody Summer Mohamad
Bazzi The
car bomb that shook The
bomb, which was planted in a parked car, ripped through
Eido's black Mercedes as his motorcade left a swimming
club where he played cards with friends almost every
afternoon. The explosion resonated throughout As
soon as the bomb went off, dozens of young men rushed to
the scene, and soldiers had to push them back from the
burning cars. They gathered around two fire trucks,
picking through twisted wreckage. Naim Chebbo, a
33-year-old waiter, ran for a half-mile from his
restaurant, following the cloud of black smoke. Drenched
in sweat and hyperventilating, he screamed, "Look
at what the Syrians are doing to us! Don't ask me why
this bombing happened. Ask the Syrians!" He pointed
up a hill, toward the headquarters of the Syrian Social
Nationalist Party. "I'm going to get the SSNP. I'm
going to fuck them up!" he shrieked. "They're
just sitting up there laughing." His friends
restrained him from marching up the hill. When
Chebbo began insulting Sayyid Hassan Nasrallah--leader
of Hezbollah, the Shiite political party and militia
allied with This
is the state of Throughout
"The
elements for a new civil war are here. They are ready.
But there are some red lines that prevent it from
happening. We saw an example in January, when sectarian
violence broke out but the national leaders quickly
asked everyone to calm down," says Elias Hanna, a
retired Lebanese army general who is now an independent
military analyst. "You need an incident or catalyst
that can ignite the situation. It's not yet here. But
people's hearts are full of hatred." 'Everything
Is Blowing Up' Today
There's
another danger: Without a majority, it's conceivable
that Prime Minister Fouad Siniora's government
could fall in a parliamentary no-confidence vote.
Siniora's twenty-four-member Cabinet has been in danger
of collapsing since November, when six ministers
representing Hezbollah and its allies resigned after
talks to form a national unity government failed.
(Siniora's ruling coalition of Sunni, Christian and
Druse parties accuses Hezbollah of walking out of the
government to block a UN investigation into Hariri's
murder, which has been widely blamed on Hariri
was The
Lebanese predicament is also an extension of the ongoing
proxy war in Iraq--pitting Iran and The
crises are interconnected in a Gordian knot: the
Hezbollah-led Shiite walkout from Siniora's Cabinet,
which throws the government's legitimacy into question
because the Lebanese Constitution dictates that every
major sect must be represented in the Cabinet; the
creation of a new government; the pressure on Hezbollah
to give up its weapons; and the disarming of various
factions in twelve Palestinian refugee camps scattered
across Lebanon. The issue of Palestinian weapons boiled
over in late May, when a group of Sunni militants
attacked the Lebanese Army, which then besieged the Nahr
El-Bared camp near the northern city of Siniora's
government claims that Syrian intelligence created the
militant group Fatah Al Islam and is using
it to destabilize "All
the problems that were suppressed for thirty years are
popping up, and they're all popping up at the same
time," says a Lebanese NGO worker who could not be
quoted by name. "The Hezbollah weapons, the
Palestinian weapons, the presidency; I mean everything,
everything is now blowing up. It's thirty years of
bullshit. The Pandora's box has opened up." 'The
Blood of Sunnis Is Boiling' When
Hezbollah and its allies began an open-ended protest in
downtown In
the following months, sectarian tensions eased
slightly--until Eido's assassination, which further
inflamed the hatred between Sunnis and Shiites. The
funeral procession on June 14 for Eido and his son
passed through the Sunni neighborhood of Tarik
Al-Jadideh, the scene of January's bloody street
battles. Overnight, billboards throughout "The
blood of Sunnis is boiling!" a crowd of young men
shouted as they marched behind the coffins.
"Terrorist, terrorist, Hezbollah is a terrorist
group!" Koranic verses warbled from the minarets of
every mosque along the route, mixing with the
loudspeakers mounted atop minibuses that blared out,
"Today is the funeral for a new martyr killed at
the hands of Bashar Assad"--the Syrian president.
Other mourners insulted Hezbollah's revered leader,
chanting, "Nasrallah is the enemy of God!" After
Saad Hariri spoke at the funeral, his supporters pumped
their fists in the air and bellowed, "Labayk ya
Saad-Eddine!" (We obey you, oh Saad-Eddine). It's
the same rhythmic chant--freighted with religious
overtones--that Nasrallah's followers intone whenever he
speaks in public. At
Eido's funeral, the next Lebanese political crisis began
to emerge. Within hours of his assassination, members of
the Future Movement started calling for a special
election to replace Eido, and another to fill the seat
of Pierre Gemayel, a Maronite member of Parliament and
minister allied with the Hariri bloc who was
assassinated last November. Two days after Eido was
buried, Siniora's Cabinet approved a plan to hold
elections on August 5. But special elections also need
the president's consent, and Lahoud has vowed not to
sign any directive issued by Siniora's government
because he "and half of the Lebanese people"
consider it unconstitutional. Even
if the elections are held, it's unclear if the two new
legislators would be allowed to take their seats in
Parliament. Speaker Nabih Berri, leader of the Shiite
Amal Party and a Hezbollah ally, has refused to convene
Parliament ever since the Shiite ministers resigned in
November. For months, Berri blocked the legislature from
approving a UN Security Council plan to establish an
international tribunal that will try Hariri's killers.
In late May the council created the tribunal
anyway--without Lebanese approval. (With the vote for
president looming, the Future Movement and its allies
have threatened to convene a parliamentary session
without Berri; opposition legislators would likely
boycott such a meeting.) On
June 17 Lahoud met with the octogenarian Maronite
Patriarch Butros Nasrallah Sfeir, the most powerful
Christian leader in Impasse
In
the short term, Siniora's government began losing Shiite
support after But
even if the two sides reach a compromise, another
political crisis is sure to emerge, unless they address
the root causes of That
question has dominated The
division was based on a 1932 census, which showed
Maronites as the majority in When
civil war broke out in 1975, the political imbalance was
one of the driving forces that prompted each sect to
form its own militia. Because of the confessional
system, Lebanese political institutions never got a
chance to develop; the country remained dependent on the
powerful clans and feudal landlords that held sway in
much of As
the war waned in 1989, Confessionalism
leads to a weak state. It encourages horse-trading and
alliances with powerful patrons. And it's easily
exploited by outside powers ( "Whenever
you talk about a new Taif, people freak out.... Lebanese
are always afraid of changing any social contract,"
says Khalil Gebara, co-director of the Lebanese
Transparency Association, an anticorruption watchdog
group. "Because the problem is that, in What
if the battle over the presidency continues past
September, and the country is further paralyzed? There's
a real fear that the Lebanese government could once
again split into two dueling administrations, as
happened in 1988, when outgoing President Amin Gemayel
appointed Aoun as a caretaker prime minister because
Parliament could not agree on a new president. He
created a largely Christian government, while the
sitting Sunni prime minister refused to leave and led a
rival Muslim administration. The crisis ended in October
1990, when Syrian warplanes bombed the presidential
palace, driving Aoun into exile in Splitting
the country into two administrations in 1988 was a
logical endpoint of the confessional system. Lebanese
leaders are going down the same path once again: They're
trying to run the country under a system that's no
longer viable and that continues to create a perpetual
crisis. Until the Lebanese can agree on a stronger and
more egalitarian way to share authority, they will be
cursed with instability, their future dictated by
foreign powers. http://www.thenation.com/doc/20070716/bazzi ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |