ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 27/08/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تحدث إلى دنيس روس

الجمهورية الجديدة أون لاين

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

افتتاحيات - 31 تموز 2007

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

دنيس روس: مستشار وباحث كبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ومؤلف: (فن الحكم: وكيف نستعيد مكانة أمريكا في العالم).

كشخص يعتقد أن من الأساسي استرجاع فن الحكم في إدارة السياسة الخارجية الأمريكية، فإنني أجد من المطمئن، لا المثير للقلق، أن جدلاً ينبغي أن ينبثق بين السيناتور هيلاري كلينتون وباراك أوباما حول الظروف التي ينبغي فيها مقابلة أو الارتباط بقادة الدول المارقة. لا تسيئوا فهمي، فأنا لست بالضرورة أميل إلى لقاء زعيم مثل الرئيس محمود أحمدي نجاد رئيس إيران. إلا أن هناك بعض القادة غير المقبولين. ولكن هناك شيئ واحد مؤكد في ممارسة فن الحكم، فإن من الخطأ استثناء بعض الأدوات الموجودة تحت تصرفنا لتغيير سلوك دول من مثل إيران وسورية وكوريا الشمالية أو فنزويلا.

ليس أننا لا نريد تقييد الوسائل المتاحة لتحويل السلوكيات غير المقبولة أو الخطيرة دولياً، ولكن عندما نعتبر كقضية مبدأ أننا لن نتحدث إلى دول بعينها، أو نضع شروطاً تستثني إمكانية محادثات كهذه، فإننا غالباً ما نجعل من الأصعب إقناع الآخرين في المجتمع الدولي أن موقفنا منطقي. إننا  غالباً ما نجعل من أنفسنا القضية بدلاً من سلوك تلك الأنظمة التي تستحق العقوبة.

إن العزل عقوبة هامة في العلاقات الدولية. وينبغي أن تستخدم عندما تنخرط الدول في سلوكيات غير محتملة مثل انتهاك العادات الدولية الأساسية، وتقديم الدعم للإرهابيين، ومحاولة تدمير جيرانهم أوالانخراط في سلوكيات إبادة جماعية.

إن إظهار أننا حاولنا الارتباط بأنظمة كهذه لحملهم على تغيير سلوكياتهم غير المقبولة هي إحدى الطرق لإثبات أننا قد بذلنا الجهد أو حتى سرنا مسافة إضافية ولم يبق لدينا خيار سوى تطبيق العقوبات. بما في ذلك استخدام القوة لو تم استنفاد جميع الخيارات الأخرى. عندما عرض جورج.دبليو.بوش إرسال وزير الخارجية جيمس بيكر لرؤية صدام حسين في بغداد ولحمل وزير خارجية صدام على القدوم إلى واشنطن لرؤيته بعد تبني مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرار (جميع الوسائل الضرورية) في تشرين أول 1990، فقد كان يظهر للمجتمع الدولي ولجمهورنا الداخلي أننا سنستنفد كل خيار قبل استخدام القوة، وأنه حقاً لم يذهب إلى الحرب دون إجراء اجتماعات رفيعة المستوى كذلك وجهاً لوجه مع قادة العراق.

إن اجتماعات كهذه قد لا تكون ملائمة في جميع الظروف. ولكن أياً منها لا ينبغي أن يتم استثناؤه في جميع الظروف. كثيراً ما عاملت إدارة بوش المحاورات أو المفاوضات لا على أنها أداة ينبغي استخدامها لممارسة التأثير الأمريكي بل كشكل من أشكال الاستسلام. لقد أخبرني أولئك الذين في الإدارة أننا لا نستطيع التحدث إلى سورية لأن (كل ما يريدونه هو لبنان). حسنا، الكلمة (لا) هي جزء مقبول من أي مفاوضات. إذا ما أراد السوريون المطالبة بلبنان، وهو ما سيصوغونه، طبعاً، بتعبيرات مختلفة، فإن الإجابة ستكون (لا، لن نضحي بمصالح لبنان).

إن المفاوضات ليست شكلاً من أشكال الاستسلام إلا إذا اخترنا الاستسلام في المحادثات. مع ذلك، فإن المفاوضات تتضمن استعداداً متبادلاً للتعديل. ولكن هذه هي النقطة: على كلا الجانبين أن يقوما بالتعديل.

صحيح أن المفاوضات تتضمن أن لكلا الجانبين مصالح وأن حاجات كلا الجانبين ينبغي أن تتم مخاطبتها. صحيح كذلك أن المفاوضات تمنح الاعتراف. لهذه السبب، فإن من الضروي التمييز بين دول مثل إيران أو سورية واللاعبين الذين ليسوا دوليين مثل حزب الله وحماس. بالنسبة للاعبين الذين ليسوا دولاً، فإن الاعتراف هو انجاز كبير. إنه يصنع الشرعية، ويبني القوة الدافعة، ويوجد شعوراً بالحتمية حيال تحقيق أجنداتهم. لا ينبغي أن يمنح أي من هذا بلا مقابل. هكذا، وفي حين أنني لست مستعداً لإبعاد المفاوضات المباشرة أو الاجتماعات كأداة لإدارة الحكم مع الدول، إلا أن من الضروري معاملة اللاعبين غير الدوليين بطريقة مختلفة.

خذ مثال حماس، وهي لاعب غير دولي يهيمن الآن في غزة. إننا لا نستطيع تجاهل أن تقديم المساعدة لغزة الآن يتطلب تعامل أحد ما مع حماس. ليس بالضرورة أن نكون نحن، ولكن العزل الكلي والقطع قد يتسببان في كارثة إنسانية. إذا لم نكن نريد للآخرين في المجتمع الدولي أن يشعروا أنهم مكرهون على إنشاء علاقات مع حماس، فإننا بحاجة إلى صياغة إجماع دولي على كيفية التعامل مع الوقائع في غزة. إن هناك حاجة لتفادي أزمة إنسانية قد تكون هناك حاجة على الأقل لبعض التجارة المحدودة لمنع حدوث انهيار اقتصادي كامل. ولكن إذا ما أرادت حماس مساعدة تطويرية أو مجيء استثمار إلى غزة، فإن عليهم أن يلعبوا بالقواعد الأساسية للعبة. وإحدى هذه القواعد هي وقف الهجمات ضد إسرائيل. إن على حماس أن تتكيف مع العالم، وليس بالعكس.

ماذا عن تعاملنا أو اجتماعاتنا مع زعماء الأنظمة المارقة؟ فيما يتعلق بحالة سورية؟ إن العصي مهمة لدى دراسة اجتماعات ممكنة. إن سورية اليوم تشكل نقطة ارتكاز. وحمل سورية على التحول استراتيجياً بعيداً عن إيران، وحزب الله، وحماس، ولبنان، قد يصبح آمناً وأقل إرهاباً. إن نفوذ حماس بين الفلسطينيين يمكن تقليله إلى حد كبير، وسيتم تعزيز إمكانية السلام بين إسرائيل وجيرانها ولا داعي للتذكير بأن (الجهاديين) سيجدون من الأصعب كذلك الانتقال إلى العراق. بالطبع فإن بشار الأسد لن يقوم بقرار استراتيجي كهذا بلا مقابل، وقد لا يكون مستعداً للقيام به على الإطلاق. وقد تكون اجتماعات رفيعة المستوى جزء من اختبار أو سبر ما إذا كانت سورية مستعدة للقيام بانعطاف استراتيجي وماذا يلزم لإيجاده.

في عام 1989، تلقت إدارة جورج.دبليو.اتش.بوش اقتراحات من حافظ الأسد حول فتح حوار. وقد اتخذ قرار لاختبار ما إذا كان الأسد مستعداً للقيام به في لبنان ومع الإسرائيليين، وعلاقته مع السوفييت بشكل دقيق. وقد فتحنا قناة خلفية تم تعييني فيها للاجتماع سراً مع ممثل كبير عن السوريين في أوروبا. وقد أجرينا عدة اجتماعات سرية كانت مهمة ولكنها لم تكن مثمرة بما يكفي للانتقال إلى المستوى الثاني، وسيتغير هذا بعد اجتياح صدام حسين للكويت.

الواضح أن هناك العديد من الطرق لاختبار إمكانيات إيجاد روابط مع أنظمة كهذه لرؤية ما إذا كان ممكنناً تغيير السلوكيات، فما الذي سيتطلبه الأمر لفعل ذلك، وفيما إذا كان ينبغي للروابط أن تصبح أكثر انفتاحاً وإمكانية أن تشرك الرئيس حتى. مع هوغو تشافيز أو آخرين؟ بالطبع، ولكننا بحاجة إلى أن نسأل عدة أسئلة أولاً: ما الكسب الذي سيتم إحرازه من اجتماعات كهذه؟ ما الذي قد يخسر؟ وكيف سيؤثر ذلك على حلفائنا أو أصدقاء هامين بعينهم؟ هل سينظر إلى الاجتماعات على أنها علامة على ضعفنا أو قوتنا؟ كيف يحتمل لزعيم أو قيادة الأنظمة المارقة قراءة استعدادنا للقاء كإشارة على أننا نحتاجه أكثر مما يحتاجنا أو كإشارة على أن هذا قد يصبح وسيلة لنا إذا لم يكن متجاوباً من طرفه؟ ينبغي أن تذكرنا هذه الأسئلة وأسئلة أخرى ذات صلة في الحد الأدنى بأنه لا ينبغي أن يتخذ قرار بشأن أي اجتماع دونما استعداد جدي.

بالتأكيد، فإن أحد الأهداف في أعقاب إدارة بوش ستكون تغيير صورتنا واستعادة الأساس الأخلاقي المتين دولياً. وقد تكون إحدى الطرق للبدء بفعل ذلك هو الترحيب بالاجتماع بأولئك الذين لم يكن بوش ليجتمع بهم. ولكن هذه الاجتماعات ماتزال يتوجب أن تكون مخططاً لها مسبقاً بشكل مكثف، إما باستخدام أطراف ثالثة أو قنوات سرية مباشرة لتقرير ما إذا كانت الأجندات مقبولة والنتائج ممكنة. (إن انفتاح نيكسون على الصين ما كان ليكون ممكناً أبداً دون مقاربة كهذه).

لذ، وباستخدام كل الوسائل، لندع المرشحين الرئاسيين يناقشون في من ينبغي أن نجتمع معهم وتحت أي ظروف. لندعهم يناقشون أهدافنا المركزية دولياً والوسائل التي هي لدينا بشكل مستقبل أو عبر آخرين لتحقيق هذه الأهداف. هذا هو جوهر فن الحكم. إذا ما أردنا استعادة فعالية سياستنا الخارجية ومكانتنا في العالم، فإن أولئك الذي يسعون إلى قيادة هذه البلاد عليهم أن يمحصوا هذه القضايا.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ