عن
الفورين أفيرز
عدد
تشرين ثاني/كانون أول 2006
ينشرها
المجلس للعلاقات الخارجية
حرب
إسرائيل مع إيران
زائيف
شكيف: رئيس المراسلين العسكريين
لصحيفة هآرتز.
ترجمة
: قسم الترجمة / مركز الشرق
العربي
ملخص:
قد
يبدو القتال الذي جرى مؤخراً في
لبنان على أنه معركة أخرى بين
العرب وإسرائيل، ولكنه كذلك
القدس ضد طهران للمرة الأولى.
لماذا ضربت إسرائيل في الوقت
الذي ضربت فيه؟ وماذا حققت. وما
الذي عليها فعله الآن للاستعداد
للمواجهة التالية مع إيران؟
بداية
شيء جديد:
قد
يبدو القتال الأخير في لبنان
للبعض على أنه أخبار قديمة،
معركة أخرى وحسب في الحرب
العربية الإسرائيلية المستمرة
لأمد طويل. ولكنها تمثل كذلك
شيئاً أكثر إثارة للقلق: بداية
جديدة بين إسرائيل وإيران.
إن
مؤسسة الدفاع الإسرائيلية،
والتي تعتبر حزب الله وحدة
الفدائيين الأمامية في الحرس
الثوري الإيراني، ترى الأمور
بالتأكيد على هذا النحو. قد لا
يكون الإيرانيون متواجدين بشكل
ملموس على الخطوط الأمامية في
لبنان، ولكنهم كانوا نشطين هناك
رغم ذلك. لقد قتل عدد من أعضاء
الحرس الثوري في الاجتياح
الإسرائيلي لمدينة بعلبك (القريبة
من الحدود السورية) فوراً وقفاً
لإطلاق النار وتبادلاً للأسرى.
عقب
القتال، ينبغي طرح عدة أسئلة:
لماذا لم تضرب إسرائيل في وقت
أبكر، فور تحققها من أن حزب الله
كان يقوم بتكوين مخزون من
الصواريخ التي قد تهدد مراكز
التجمع الإنساني الإسرائيلية؟
ما الذي دفع حكومة إسرائيل إلى
الرد في الوقت الذي ردت فيه
وبهذه القوة؟ لماذا حولت
إسرائيل عملية الاختطاف، وإن
تكن أمراً هاماً على المستوى
التكتيكي، إلى حرب استراتيجية
شاملة ضد حزب الله ولبنان؟
وأخيراً، ماذا تعني عاقبة الحرب
لمواجهة إسرائيل الوشيكة مع
إيران؟
استفزاز:
لقد
بدأ تخزين حزب الله للصواريخ في
جنوب لبنان بعد فترة وجيزة من
إنسحاب إسرائيل من البلاد في
أيار 2000. منذا البداية، عرف رئيس
الوزراء حينها، إيهود باراك، ما
كان يجري على نحو دقيق. ولكن
انتفاضة فلسطينية جديدة وعنيفة
كانت قد اندلعت في نفس السنة
وكانت تشغل الكثير من اهتمام
إسرائيل. ولم يحدث أن قام باراك
حتى بشن حملة عسكرية واسعة
النطاق في لبنان بعد الانسحاب
الإسرائيلي مباشرة.
في
1/آب تدعي الاستخبارات
الإسرائيلية أن الإيرانيين قد
ساعدوا حزب الله في إطلاق صاروخ
أرض ـ بحر الذي دمر تقريباً
سفينة إسرائيلية حربية في وسط
تموز. لقد أتت معظم أسلحة حزب
الله بما في ذلك الأسلحة
الحديثة المضادة للدبابات
وآلاف الصواريخ التي أمطرت
إسرائيل من إيران وكذلك من
سورية. لقد أمضى المستشارون
الإيرانيون سنوات في المساعدة
على تدريب حزب الله وبناء مواقع
حصينة عبر الجنوب اللبناني.
في
الحقيقة، فإن إيران كانت تتوجه
بثبات إلى مواجهة مع إسرائيل
منذ بعض الوقت، وكانت تقصد
بمساعدتها لحزب الله ضمان
حصولها على رد استراتيجي جاهز
فيما لو اتخذت إسرائيل تحركاً
ضدها. من وجهة النظر
الإسرائيلية فمن حسن الحظ أن
الحرب قد اندلعت في الوقت الذي
اندلعت فيه. كانت الأمور لتختلف
تماماً فيما لو كان ظهير حزب
الله قد تسلح فعلاً بالأسلحة
النووية ووسائل نقلها. من وجهة
النظر الإيرانية بالتالي فقد
بدأ الصراع في وقت أبكر مما
ينبغي. وخلافاً للحكمة
التقليدية لم تسمح طهران لزعيم
حزب الله، الشيخ نصر الله، بشن
عملية كبيرة ضد إسرائيل في 12
تموز. فقد كان يفترض أن تكون
ضربة حزب الله والتي تسببت في
خطف جنديين إسرائيليين وقتل عدة
جنود آخرين. كان يفترض أن تكون
ضربة صغيرة، فقط ضربة أخرى في
سلسلة طويلة من الاستفزازات عبر
حدود إسرائيل الشمالية. ويبدو
أن نصر الله لم يكن يتوقع الرد
الإسرائيلي القوي الذي تلا ذلك،
وقد اقترح وبعد أن نجح شارون...
(نهاية
العرض التمهيدي: أول 500 كلمة من
بحث مؤلف من 2566 كلمة، ثمن
التقرير 6 دولارات تقريباً)
|