ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 28/11/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الاستهلال بالجولان

تقرير القدس 17/أيلول/2006

إيهود ياري*

إن الرئيس بشار الأسد رئيس سورية يحرك قدميه متململاً كجواد حرب، لا يكبحه عن العدو قدماً إلى القبضة الممسكة بلجامه. إنه يحاول إخبارنا بأنه يستطيع بالكاد الامتناع عن فتح جبهة على مرتفعات الجولان، بعد ما يزيد على 30 عاماً من الهدوء التام هناك. وينبعث من أحاديثه الأخيرة تهديد بين: فإذا لم توافق إسرائيل على البدء حالاً بالمفاوضات، فإن سورية سوف تختار طريق (المقاومة)، مستقية كلاً من الطموح والدروس العملية من حزب الله.

لقد ترافقت هذه الإشارات مع مستويات غير مسبوقة من التنبه في القوات المسلحة السورية، عبر الحرب اللبنانية الثانية. لقد كانوا مستعدين لكل من تلقي ضربة إسرائيلية وللقيام بعمل هجومي، مع كون صواريخ سكود مجهزة للإطلاق. لم تنشر إسرائيل أبداً تعزيزات هامة على الجولان، وقد وضحت أنه ليس لديها نية في حمل سورية على الانخراط في الحرب.

على سبيل المثال، قد أصدرت الأوامر لطياري سلاح الجو الإسرائيلي باعتراض الشاحنات التي كانت تحمل الأسلحة من سورية إلى حزب الله فقط بعدما عبروا الحدود إلى لبنان.

الأسد، الذي كان بالغ الاحتراس لئلا يدخل الحرب، يهدد الآن زاعماً أنه سيشن حملته الخاصة. لقد شعرت إسرائيل وماتزال بالتوتر حيال قيام هذا القائد الشاب، والذي كانت هذه أول مرة يعرف فيها الحرب، بإجراء حسابات خاطئة إلى حد كبير. إن الخوف من أن يكون قد (غُسل دماغه) بالدعاية الإعلامية لانتصار (حسن نصرالله) وأن يكون قد غار منه، وقد يرغب بجولة ضد إسرائيل خاصة به، خلافاً لنصيحة جنرالات والده الراحل.

في إسرائيل، كالعادة دائماً، فإن هناك سياسيين لم يستطيعواالانتظار (حتى يدفعوا أقدامهم في أفواههم (بدء بوزير دفاعنا المثير للشفقة عمير بيريتز، وانتهاء بوزيرنا المتهور للأمن الداخلي إيفي ديتشر، وقد أوصوا بفتح مفاوضات مع سورية كما لو أنه ينبغي منح الأسد مكافأة فورية لتزويده حزب الله بالصواريخ التي دمرت حيفا. وقد علق رجل دولة عربي قائلاً لي في حينها (إنكم لم تتدبروا أمر إرجاع مزارع شبعا حتى، وها أنتم مستعدون لرزم مرتفعات الجولان..؟) ).

إن بيريز وديتشر والعديد غيرهم هم في غاية البعد عن النباهة في رؤيتهم للحرب الأخيرة كمسنن لضرب سورية عن طريق تدمير تأثيرها ومواليها في لبنان. إن الهجوم العسكري على حزب الله كان الحركة الأولى في محاولة دولية تجرى الآن لفك ارتباط لبنان بسورية، عن طريق تدقيق تقاطعات الحدود، بإخضاع جنوب لنبان لإدارة مدنية (حتى وإن كان ذلك نظرياً وحسب)، وبإبقاء ضغط تحقيق مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري مستمراً. وحتى أولئك الذي تتحرق أحشاؤهم بالرغبة لتسليم الجولان ينبغي أن يفهموا أنه سيكون من الأفضل لهم أن يجلسوا للمفاوضات بعد أن يفقد الأسد قبضته على لبنان، وبعد أن يكون مسار المفاوضات اللبناني غير مرتبط بالسوري، وبعد أن يصبح وضع السنيورة مستقراً إن شاء الله. في قمة الصراع مع الأسد في لبنان، ما هي وجهة النظر في إعلانه طاهراً كشريك للسلام؟

ما هو أكثر، أن هناك سوء فهم واسع الانتشار بأن الحرب في لبنان قد أحدث تغييراً في تفكير سورية الاستراتيجي وأن الأسد يعتقد الآن، كما صرح مؤخراً، بأن (هناك بديلاً للسلام).

إن التوقيت خاطئ كله: فالحديث في سورية عن إمكانية الشروع بعمليات إرهاب أو حرب عصابات عبر تخوم مرتفعات الجولان كان يدار في سورية لحوالي ثلاثة أو أربعة أشهر على الأقل قبل الحرب. لقد ناقش المسؤولون السوريون الرغبة في تحرك كهذا بشكل مفتوح في محطة (نيو تي في) اللبنانية في برنامج تمت إذاعته من ستوديو في القنيطرة، عاصمة الجولان السوري، في نيسان الفائت. بعد وقت قصير من ذلك في دمشق، فإن إنشاء اللجنة الشعبية في الجولان قد تم إعلانه في احتفال رسمي حضره مسؤولون كبار في الحكومة.

في كل من ما قبل الحرب وبعدها، ترافقت الإشارات العديدة من هذا النوع باحتياطات واضحة، محذرة من أن على سورية أن تستعد جيداً، وأن عليها أن لا تندفع في مغامرة كهذه في الحال. وينبغي تكوين منظمة سورية فعالة لتحمل المسؤولية، بحيث لا يوجه اللوم إلى الحكومة السورية. وقد تم التأكيد على توضيح أن الدروز المواطنين السوريين سابقاً، والذين يعيشون في مرتفعات الجولان، ليسوا متلهفين لأن يصبحوا مقاتلي عصابات على طريقة حزب الله. لقد حذر الأسد نفسه، ووزير خارجيته وليد المعلم، من أن الانجراف في مبادرة كهذه قد توقعنا في أيدي عدونا. في نفس الوقت، فإنهم قد سمحوا لموضوع القتال في الجولان، لأن يصبح القضية المركزية في الحوار الداخلي. لقد تم بشكل تدريجي إنشاء مناخ سيجد فيه الأسد من الصعب عدم اتخاذ أي تحرك لفترة طويلة.

إذا كانت هذه فعلاً هي الطريقة التي تسير وفقها الأمور، وحلت شهوة المغامرة محل الحذر السوري التقليدي، ينبغي أن تستمر إسرائيل في سياستها المتصلبة في لبنان، والتي يفضل أن تشتمل على مهاجمة الشاحنات السورية التي تحمل إمدادات الصواريخ إلى حزب الله، رغم الانتقاد الدولي الذي قد يثور. وسيكون من الأكثر حكمة لإسرائيل أن تواجه الأسد في المنطقة اللبنانية، بدلاً من مواجهتته بين المستوطنات المزدهرة في الجولان. إضافة إلى ذلك، فإنه ينبغي أن يوضح للأسد أن أول استفزاز، وحتى أخف استفزاز، على الحدود سينتج عنه رد فعل فوري وقاس. ولن يكون هناك أي تناسب بين الاستفزاز والرد.

قد يكون الأسد مستعداً لدخول تسخين مسيطر عليه على الحدود، وصولاً إلى مناوشات ثانوية مع جيش الدفاع الإسرائيلي. إلا إنه ليست لديه رغبة كبيرة للمخاطرة لمواجهة شاملة مع القوات الجوية الإسرائيلية. إن عليه أن يعلم أن هذه ستكون فقط الجزء الأول من اللائحة.

------------------

*إيهود ياري: مشارك لمعهد واشنطن يتخذ من إسرائيل مقراً له ومحرر مشارك في الجيروسالم بوست. وهو مؤلف: ـ (السلام بالتجزئة: عقد من السياسة المصرية) ـ ( يخوفك الارتباط الإسرائيلي الفلسطيني).

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ