ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 14/07/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تقارير خاصة

العالم السري للسجون الأمريكية

جايسون بيرك

الأوبزيرفر البريطانية، الأحد 13 حزيران 2004

يقوم جايسون بيرك بتخطيط بياني على مستوى العالم لشبكة مخبأة من السجون حيث يتم احتجاز ما يزيد عن 3000 آلاف مشتبه من القاعدة دون محاكمة، ويتعرض العديد منهم للتعذيب، منذ 11/9.

تدير حكومة الولايات المتحدة بالاشتراك مع حلفاء رئيسيين، شبكة غير مرئية من السجون ومراكز الاحتجاز والتي اختفى فيها آلاف المشتبه بهم دون محاكمة منذ بدأت الحرب على الإرهاب.

في السنوات الثلاث الأخيرة، تم نقل آلاف المقاتلين المزعومين حول العالم من قبل أجهزة أمريكية، وعربية، والشرق الأقصى، وغالباً ما يتم ذلك في عمليات سرية لتفادي قوانين تسليم المتهمين. وقد شهدت طريقة النقل المدهشة الكثيرين، بمن فيهم مواطنين بريطانيين، يتم إرسالهم من الغرب إلى بلدان حيث يمكن تعذيبهم لانتزاع المعلومات. وأي شيء يتوصل إليه يتم إرساله إلى الولايات المتحدة، وفي بعض الحالات، يصل إلى الاستخبارات البريطانية.

إن الكشف عن النظام الخفي سيزيد الضغط على إدارة بوش بطريقة تفوق اقتراب فرسانه من منظمات حقوق الإنسان، وستخرج توني بلير، الحليف المخلص للرئيس جورج دبليو بوش.

إن ممارسة الطريقة حيث يتم تسليم المشتبه بهم بشكل مباشر لسجن دولة أخرى دون إجراءات قانونية قد أثارت غضباً من نوع خاص. فعلى الأقل فإن سبعين من عمليات نقل كهذه قد حدثت، وفقاً لمصادر عن الـ(سي.آي.إيه) وتشمل الكثير من العمليات رجالاً كانوا قد تم تحريرهم من قبل المحكمة وهم بالتالي أبرياء قانونياً. ويتم اللجوء لطريقة التسليم غالباً عندما يعتقد المحققون الأمريكيون أن المعاملة القاسية ـ والمحظورة في دولتهم ـ ستكون مثمرة.

لقد حصلت الأوبزيرفر على تفاصيل عن حادثتين حيث تم احتجاز الرجال من قبل الولايات المتحدة رغم أنهم قد وجدوا أبرياء من قبل المحكمة في بلدانهم. في الأولى، فإن رجل أعمال بريطاني يدعى وهاب الرامي، وهو عراقي يعيش في المملكة المتحدة، وفلسطيني يسعى للحصول على اللجوء السياسي حيث تم اعتقاله من قبل الولايات المتحدة ومن قبل ضباط محليين في غامبيا في تشرين ثاني 2002، بينما كانوا يغادرون الطائرة في لندن.

إلقاء القبض عليهم، والذي تم بعض ضرب خفيف من قبل أجهزة المملكة المتحدة الأمنية، جاء بعد أيام فقط من اعتقالهم من قبل الشرطة البريطانية على خلفية اشتباهات بالإرهاب وتحريرهم بعد ذلك بحكم محكمة بريطانية.

وقد تم نقل اثنين من غامبيا إلى قاعدة غوانتانامو ـ حيث مايزالون هناك إلى اليوم ـ دون وجود أي عملية قانونية. في حالات أخرى، تم اعتقال تركيين، وسعودي، وكيني، وسوداني، في ماليزيا في حزيران/2003 في اشتباهات بتمويل شبكات إرهابية. ورغم أنهم كانوا قد تم تحريرهم من قبل المحاكم المحلية، إلا أ، الرجال جرى تسليمهم إلى الـ(سي.آي.إيه) واعتقلوا لعدة أشهر. ويقول أصحاب المعسكرات أن هذه الحوادث ما هي إلا (غيض من فيض).

لقد هرب القليلون من شبكة الأشباح للاحتجاز، والتي يتراوح مداها من مخيمات السجن الكبيرة من مثل قاعدة غوانتانامو إلى المراكب البحرية في المحيط الهندي، حيث ظروف الحياة في هذه المخيمات فقيرة.

إحدى أكثر القصص إيلاماً تتعلق بكندي سوري الأصل، يدعى ماهر عرار، والذي جرى اعتقاله من قبل السلطات الأمريكية في أواخر عام 2002 أثناء وقوف القطار في نيويورك، بسبب اشتباه بنشاطات إرهابية. بعد عدة أيام من توجيه الأسئلة، طار متخصص الـ(آي.تي) ذي (34 عاماً) إلى أحد الأقطار، حيث تم تسليمه بيد الـ(سي.آي.إيه) إلى المسؤولين الأمنيين المحليين. وتقول التقارير أنه حقق معه في  أحد الأقطار قبل أن يساق إلى سورية، حيث احتفظ به في حجز انفرادي في زنزانة يبلغ طولها 6 أقدام × 3 أقدام لعدة شهور وضرب كما تقول التقارير بالكوابل. وقد تمت إسقاط جميع التهم لدى إطلاق سراحه. وقد قال عرار الأسبوع الفائت إنه كان (يحاول إعادة بناء حياته). وقال (أنا لم أقم بأي شيء أبداً يجعل مني مشتبهاً. ولم أستطع تصديق أنهم كانوا يريدون إعادتي إلى سورية، ولكنهم فعلوا ذلك) وقال (لقد أرسلوني إلى هناك لكي يتم تعذيبي).

تمتد شبكة سجون الأشباح حول العالم. إن أكبر مرفق ذي إدارة أمريكية يقع في قاعدة باغرام الجوية، شمال كابول في أفغانستان، وقاعدة غوانتانامو، حيث يوجد حوالي 400 رجل قيد الاعتقال، وفي العراق حيث يعتقل عشرات الآلاف من المحتجزين. ويعتقل صدام حسين وعشرات من أعلى المسؤولين في حزب البعث في سجن في مطار بغداد.

ومع ذلك، فإن واشنطن تعتمد بشكل كبير على الحلفاء. في المغرب، فإن عشرات من المحتجزين الذي اعتقلهم الأمريكيون في إحدى المرات يعتقد أنهم محجوزون في مركز تماره للتحقيقات، والموجود في غابة تبعد خمسة أميال خارج العاصمة الرباط. لقد تم القبض على كثير من المعتقلين في الأصل من قبل السلطات الباكستانية، والتي قامت بتسليمهم للأمريكيين.

واحد من هؤلاء عبد الله تبارك، وهو مقاتل يُزعم أنه كان الحارس الشخصي لأسامة بن لادن وقد تم القبض عليه في أواخر عام 2001 من قبل الباكستانيين, وقد تم تسليم تبارك للوكلاء الأمريكيين، وتم إرساله إلى باغرام ومن ثم إلى غوانتانامو، قبل أن يرسل بالطائرة إلى المغرب. وقد قامت منظمة العفو الدولية في تشرين ثاني الماضي بانتقاد (الارتفاع الحاد) في عمليات التعذيب خلال عام 2003 في السجون المغربية.

في سورية، فإن المعتقلين الذين ترسلهم واشنطن يتم سجنهم في فرع فلسطين وفي المقر الرئيسي للاستخبارات وفي سلسلة من السجون في دمشق وفي مدن أخرى. لقد استقبلت مصر كذلك تدفقاً ثابتاً من المقاتلين من المنشآت الأمريكية. وقد تم إرسال العديد من المقاتلين الآخرين إلى مصر عن طريق بلدان أخرى عبر الرحلات التي ساعد فيها الأمريكيون، وغالباً باستخدام طائرات عائدة للـ (سي.آي.إيه).

في القاهرة، يُحتفظ بالمساجين في مركز للتحقيقات في المقر العام للاستخبارات في (لاظوغلي) وفقاً لمنتصر الزيات، وهو محام إسلاموي في القاهرة وناطق سابق باسم الجماعات الجهادية الخارجة على القانون.

وقد تم إرسال الإرهابيين كذلك إلى مرافق في باكو، في أذربيجان، وإلى مواقع غير محددة في تايلاند. ويعتقد أن المزيد من العشرات هم موجودون في قواعد أمريكية جوية في دولة قطر. ويعتقد أن عدداً كبيراً منهم قد أرسل إلى السعودية العربية، في حين يسمح لعملاء الـ (سي.آي.إيه) بالحضور في بعض الاستجوابات. أما في الأماكن الأخرى، فإن المسؤولين الأمنيين يقومون بتزويد الأمريكيين بملخصات وحسب.

إن قدر السجناء ذوي الأهمية العالمية، مثل أولئك المرتبطين بشكل مباشر بهجمات 11/9 أو بضربات أخرى قامت بها القاعدة، أو بمساعدات كبيرة لأسامة بن لادن، هو قدر مجهول. لقد تم اعتقال (أبو زبيدة) وهو خبير القاعدة اللوجستي الفلسطيني المولد، تم اعتقاله بعد تبادل إطلاق النار في مدينة فيصل أباد الباكستانية في آذار من العام 2002، وقد قامت قوات خاصة مشتركة من الباكستانيين والأمريكيين باعتقاله.

بعد استجواب مختصر، تم تسليم (أبو زبيدة) إلى الأمريكيين، والذي قاموا بأخذه إلى باغرام، وبعد ذلك يعتقد أنه طار إلى بلد عربي، حيث تم احتجازه، مع مجموعة أخرى من السجناء ذوي الأهمية الكبيرة. تنظر أجهزة الاستخبارات الغربية إلى المحققين العرب على أنهم (ذوو مهارة اختصاص عالية) رغم أن العالم العربي قد تم انتقاده بشكل متكرر بسبب سجله في حقوق الإنسان.

لقد تم نقل كل من خالد الشيخ محمد، ورمزي بن الشيبة، واللذان قاما كليهما بالمساعدة في التخطيط لهجمات 11/9، تم نقلهما إلى سجن أمريكي بعد إلقاء القبض عليهما مباشرة من قبل قوات الأمن الباكستانية في أيلول 2002 وفي آذار 2003 على التوالي. ويعتقد أنهما قد تم استجوابهما في تايلاند.

إن ملابسات اعتقال رضوان عصام الدين، الناشط الأندونيسي الملقب (بابن لادن الشرق الأقصى)، والذي تم تسليمه للأمريكيين بعد اعتقال قامت به قوات الأمن التايلاندية في آب من العام الفائت، هي ملابسات مجهولة. وتقول التقارير أن جباره محمد منصور، الذي يُزعم أنه متورط في محاولة لتفجير السفارتين الأمريكية والإسرائيلية في سنغافورة، تقول أنه قد جرى التحقيق معه في عُمان.

الواضح هو أن الأمريكيين مستعدون للذهاب إلى مدى غير عادي للقبض على مشتبه بهم ولضمان ذهابهم إلى بيئات يمكن فيها انتزاع المعلومات منهم بالسرعة الممكنة.

في آذار 2003، قام عملاء الـ (إف.بي.آي) باختطاف مشتبه يمني من أعضاء القاعدة من مستشفى في مقديشو، حيث كانت تتم معالجته من إصابات بطلقات نارية. وقبل ذلك بشهرين، اجتذبت عملية معقدة تضمنت تبرعاً خيرياً زائفاً يمنياً عمره 54 سنة إلى ألمانيا، حيث تم احتجازه وتسليمه بعد ذلك إلى الولايات المتحدة. للقبض على محمد إقبال مدني، وهو مشتبه بن ناشط في القاعدة، في أندونيسيا، عمل المحققون الأمريكيون على الأنظمة القانونية لثلاث دول لتقديم ذريعة للقبض على الباكستاني ذي الـ24 ربيعاً، ثم قاموا بترحيله إلى القاهرة جواً على طائرة جت أمريكية خاصة.

إن العدد الحقيقي للسجناء الذين تم اعتقالهم من قبل الأمريكيين وحلفائهم مجهول، لكن المسؤولين الأمريكيين يدعون أن ما يزيد عن 3000 شخص من مقاتلي القاعدة قد تم اعتقالهم منذ 11/9. 350 شخصاً منهم فقط تم اعتقالهم في خليج غوانتانامو، وقد تم إطلاق سراح عدد قليل جداً منهم.

إن عملية احتجاز السجناء الذين تم القبض عليهم من قبل الأمريكيين في سجون في الشرق الأوسط قد أثارت غضب المجاهدين. لقد قال أبو مصعب الزرقاوي، القيادي الإرهابي الأردني الأصل، والنشط في العراق، قال في إبريل (إن السجون في بلده الأصلي أصبحت غوانتانامو العرب)، (كل من يجد الأمريكيون أن من الصعب عليهم استجوابه في باكستان وأفغانستان فإنهم يرسلونه إلى هناك، حيث يتم تعذيبهم بكل طريقة) كما قال.

إن المسؤولين الأمريكيون غير نادمين (عليك أن تكسر البيض لتصنع عجة)، قال أحدهم الأسبوع الفائت (إن العالم مكان سيء).

العام الفائت، قال كوفر بلاك، رئيس مكافحة الإرهاب في (سي.آي.إيه) حينها (إنه لا يوجد هناك ما هو قبل 11/9 وما هو بعد 11/9، وأن القفازات قد خرجت من اليدين).

ولكن ضباط استخبارات سابقين انتقدوا التكتيكات الجديدة الأسبوع الفائت. وقد قال ميلتون بيردن، الذي أنهى 30 عاماً من العمل مع الـ(سي.آي.إيه) في عام 1994، قال (إن الإكراه ليس مفيداً)، (إنك تحصل فقط على جميع أنواع الاعترافات التي تنقلب لتصبح غير صحيحة) كما قال. (وتسليم الأشخاص لمن يقوم بتعذيبهم هو بنفس الدرجة من السوء أن تقوم أنت بذلك).

وقد قال وهاب الراوي، والذي مايزال أخوه معتقلاً في غوانتانامو، إنه (غاضب من كل من الحكومتين البريطانية والأمريكية)، (إنني أريد فقط أن أعرف كيف تستطيع حكومة بلادي تسليمي هكذا للأمريكيين). من يجيب على أسئلة هؤلاء الناس؟ (إنني فقط أسأل الله بأن يقوم بمعاقبتهم، لأنه لا يبدو أنهم يخافون من أي قوة موجودة على الأرض).

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ