ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 01/09/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


العراق.. بعد سنتين

(3)

ستيفن زونيس.

العراق ماذا بعد.. ؟

نظراً للهوية القومية والإسلامية القوية لمعظم العراقيين، والاستياء الواسع من الولايات المتحدة، فمن الصعب تخيل قيام حكومة ممثلة حقيقة للشعب بدعم أهداف الولايات المتحدة الاقتصادية والعسكرية في الشرق الأوسط. وفي الوقت الذي لا تعترف هي بذلك علناً، فإنه يتوضح بشكل متزايد أن العراق إما أن يحصل على حكومة ديموقراطية أو على حكومة ذات تأييد ديموقراطي. ولا يستطيع الحصول على كليهما.

رجل الدين الشيعي الكبير عبدالعزيز الحكيم، رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، ورغم أنه لا يسعى إلى أي مركز رفيع، إلا أنه من المتوقع أن يكون الشخصية الأقوى في الحكومة الجديدة وقد تعاون بشكل كبير مع القيادة الإسلامية في إيران خلال سنواته العشرين في المنفى. في هذه البلد باعتباره منتقداً من زمن طويل لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فقد تم تجاهل حكيم من قبل قوات الاحتلال الأمريكية عندما قاموا باختيار القادة المؤقتين بعد اجتياح واحتلال البلاد في مارس/2003. وفي حين أنه من غير المرجح أن يحاولوا تطبيق حكم ديني بشكل مباشر، فليس هناك جدل في كون حكومة حكيم وأتباعه المتصورة ستكون مرتكزة على الأرجح على تفسير متشدد للشريعة الإسلامية. وسيكون شركاؤهم في الائتلاف على الأرجح التحالف الكردستاني، والذي هو رغم كونه أكثر موالاة للولايات المتحدة في العادة وليس ذا هوية إسلامية قوية كما هو الحال في الائتلاف الشيعي، إلا أن زعيمه جلال الطالباني، هو قريب كذلك من الحكومة الإيرانية.

رغم ادعاءات إدارة بوش بأن عراقاً ديموقراطياً سيكون صديقاً للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط وجيداً مع إسرائيل إلا أن هناك أسباباً وجيهة لاعتقاد خلاف ذلك. على سبيل المثال، فإن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، والذي يمثل الكتلة الأكبر في التحالف العراقي الموحد، قريب من حزب الله اللبناني المتطرف والذي تهتف حشوده بـ(الموت لإسرائيل).

كنتيجة لذلك، فإن إدارة بوش تقوم حالياً بوضع حيوات الأمريكيين على جبهة القتال للدفاع عن حكومة معادية للأمركة ولإسرائيل.

في الوقت ذاته، تتزايد دعوات العراقيين لانسحاب القوات الأمريكية. فوفقاً لإصدار النيوزويك في 31/كانون الثاني/2005، فقد أظهرت الاستفتاءات أن (الغالبية العظمى من العراقيين تريد من الأمريكيين الرحيل).

رغم ذلك، يصرح الرئيس بوش في خطابه أن القوات الأمريكية ستبقى في العراق حتى يصبح (دولة ديموقراطية، وممثلة لجميع شعبها، تعيش في سلام مع جيرانها، وقادرة على الدفاع عن نفسها)، الأمر الذي يعتقد حتى أكثر المراقبين تفاؤلاً أنه قد يستغرق سنوات. كنتيجة لذلك، قد تحاول الولايات المتحدة البقاء في العراق إلى أجل غير مسمى بغية الحصول على امتيازات من الحكومة الجديدة.

ونظراً لأن قرار الولايات المتحدة بتأجيل الانتخابات قد خلق وضعاً حيث تعتمد الحكومة الجديدة فيه على الولايات المتحدة لاستمرارها، فإن هذا يمنح إدارة بوش الكثير من النفوذ.

إن هناك بعض الإشارات إلى أنه قد يتم إجراء اتفاق في العمل حيث، في مقابل سماح واشنطن للحكومة العراقية بفرض تفسيراتها المتطرفة للشريعة الإسلامية، توافق الحكومة على بعض السياسات الاقتصادية الليبرالية الجديدة التي تفضلها واشنطن، والتي لقبها (نعومي كلين) في (الأمة) ببرنامج (النفط مقابل النساء).

في الوقت عينه، فإن من المشكوك فيه أن يسمح ملايين الشيعة الذين انتخبوا الحكومة من أجل ميولها الاقتصادية السياسية اليسارية وموقفها المعادي للاحتلال لهذا الترتيب أن يصبح نافذاً. ونظراً للصعوبة التي واجهتها القوات الأمريكية مع التمرد في أوساط الأقلية السنية، فإن التعامل مع تمرد كامل من قبل الأغلبية الشيعية سيكون مستحيلاً تماماً. إن لدى شعب العراق نفوذاً كبيراً كذلك.

بالتالي، فإن هناك أسباباً للاعتقاد بأن إدارة بوش قد تخلت عن المخططات الكبيرة التي تصورها المحافظون الجدد أساساً لعراق ما بعد صدام وأنهم يريدون تقليص خسائرهم والخروج بأسرع وقت ممكن إذا كان الأمر كذلك، فإنه سيعني أن السبب الرئيسي الذي تصر الإدارة لأجله على بقاء القوات الأمريكية في الوقت الحالي هو أن نصراً يحققه المتمردون سيكون أسوأ بكثير للمصالح الأمريكية في المنطقة وأن العواقب السياسية لهزيمة كهذه ستكون هائلة. إن تراجع الجوانب الأكثر طموحاً في الأجندة الاقتصادية أصبح واضحاً كذلك. على سبيل المثال: فقد كشفت هيئة الإذاعة البريطانية عن كون الولايات المتحدة خططت أساساً لبيع كثير من نفط العراق لشركات أمريكية. إلا أن شركات النفط الأمريكية والتي شعرت بالقلق من فساد النموذج الروسي في مشروع خصخصة كهذا، وخوفاً من ردة فعل عراقية ستتسبب في زيادة الهجمات على منشآت النفط.. قد نجحت عوضاً عن ذلك في المحاججة من أجل شركة نفط تملكها الحكومة، وتتعامل معهم بطريقة ودية.

ـ ما الذي ينبغي أن تصبح السياسة الأمريكية عليه عند هذه النقطة:

نظراً إلى الخيار بين قبول الوضع الراهن أو الدعوة لانسحاب أمريكي فوري، فعلى الأقل فإن الخيار السيء سيكون الثاني على الأرجح. إلا أن هذين الخيارين لا ينبغي أن يكونا الخيارين الوحيدين كذلك. إن المشكلة الرئيسية مع وضع (اخرجوا الآن) هو أن التمرد المسلح في أوساط الأقلية السنية قوي بما يكفي وأن الجيش العراقي ضعيف بما يكفي بحيث قد تجد الحكومة الجديدة نفسها فوراً في خطر دون قوات الولايات المتحدة. فهناك فقط 5 آلاف من الجنود العراقيين المدربين الموثوق بهم من 120 ألف رجل في الجيش وذلك وفق تخطيط مسوؤولي إدارة بوش. ويهتم حوالي ثلث رجال الشرطة في البلاد والبالغ عددهم 35 ألف شرطي بالقيام بواجباتهم.

في حين أن التوجه الإيديولوجي للتمرد المسلح مختلف، إلا أن بعض أقوى عناصره والذين ستكون لهم الهيمنة في حال تسلموا السلطة هم ديكتاتوريون تماماً. في حال تسلم الإسلامويون السنيون المتشددون السلطة والعناصر الموالية لصدام السلطة، فإن الميليشا الشيعية ستتم تعبئتها على الأرجح وثم قد يكون هناك حرب أهلية كريهة حقاً، تنتهي بالمذابح والتطهير العرقي على نطاق واسع. خلال الفوضى ربما يقوم الأكراد بانفصال نظيف عن الحكومة العراقية المتدهورة بإعلان الاستقلال، مما سيستثير تركيا للتدخل ويعيد فصول الحرب التركية الكردية.

لو كانت الولايات المتحدة قد سمحت بانتخابات مباشرة في وقت أبكر، عندما كان التمرد أصغر وأضعف بكثير، فإن الحكومة العراقية كانت ستكون على الأرجح ذات قاعدة أوسع، ولربما كانت انتصرت، ولربما كانت القوات الأمريكية قد عادت جميعها على الأرجح إلى الوطن في هذا الوقت. لسوء الحظ، خلال سعي إدارة بوش البائس للسيطرة على التوجه السياسي والاقتصادي للعراقي، عن طريق تأجيل قيام الشعب بتقريره لمصيره، فإن نافذة هذه الفرصة قد انقضت.

هل هناك أي بدائل أخرى غير الإبقاء على الحملة العسكرية المأساوية المضادة للتمرد من قبل القوات الأمريكية ومناصرة انسحاب أمريكي متهور من العراق؟

في الوقت الذي لن يكون فيه الأمر بسهولة شعار من مثل (اخرجوا الآن)، إلا أن الخيار الأفضل للحركة المضادة للحرب قد يكون مناصرة التالي:

·        إيقاف فوري لجميع العمليات العسكرية الأمريكية وانسحاب أمريكي من التجمعات السكنية.

·   إبطال قوانين بريمر الإدارية الانتقالية التي تم فرضها تحت الاحتلال الأمريكي، بما في ذلك تلك التي تخصخص ممتلكات العراق العامة.

·        ينبغي أن يتم إرسال أموال إعادة البناء عبر الأمم المتحدة ومراقبتها بحذر.

·   ينبغي أن يتوقف بناء مرافق الجيش الأمريكي الطويلة الأمد وإلغاء الخطط الموضوعة لقواعد عسكرية أمريكية ثابتة.

·   ينبغي أن يتم تسريع عملية تدريب القوات العراقية الجديدة، مع توجيه اهتمام خاص لاحترام حقوق الإنسانية المحترمة دولياً.

·   ينبغي أن يقدم صندوق مساعدة أمريكي كريم للعراق دون أن يكون مرتبطاً بأي خيوط، لإعادة بناء ما دمرته الولايات المتحدة.

مهما كانت البدائل فإن من المهم جداً أن يتم الاستمرار في متابعة السياسة الأمريكية في العراق وتحديها. كما ينبغي أن يعتبر المسؤولون الأمريكيون المنتخبون والذين يتابعون السياسة الحالية مسؤولين عن أفعالهم. ينبغي أن يكون واضحاً عند هذه النقطة أن إدارة بوش ومؤيديها في الكونغرس قد قاموا باتخاذ قرار مدمر بعد آخر ولا يمكن الوثوق بهم للقيام بما هو أفضل في المستقبل. كنتيجة لذلك، حتى مع كون الرسالة ليست واضحة كما كانت قبل سنتين مضتا عندما كنا نقول ببساطة (لا تجتاحوا العراق) فإن أصوات المعارضين وصوت العقل هي أكثر ما تكون ضرورية الآن من أي وقت مضى.

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ