ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 22/12/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


السياسة الخارجية تحت الضوء

من التالي ؟

إيران وسورية

كون هولينان: محلل للسياسة الخارجية (السياسة الخارجية تحت الضوء) ومحاضر في الصحافة في جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز.

في أعقاب تضمين الأمم المتحدة في تحقيقها عدداً من المسؤولين السوريين واللبنانيين في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، تدعو إدارة بوش إلى فرض عقوبات دولية، وتقوم بتسريب تلميحات غامضة بالحرب. ولكن الولايات المتحدة هي فعلاً في حرب غير رسمية مع سورية. في الأشهر الستة الأخيرة، كان حرس الجيش الأمريكي المتجول ووحدة العمليات الخاصة يقومون باجتياز الحدود إلى سورية، والذين يفترض أنهم يقومون بمنع الإرهابيين القادمين إلى العراق، وقد قتل عدة جنود سوريين خلال ذلك.

ما هو المثل الذي تحتذيه الإدارة في هذا الاجتياح؟ كمبوديا والتي اتهمتها إدارة نيكسون بإيواء جنود من فيتنام الشمالية خلال الحرب في جنوب شرق آسيا. ففي 30 نيسان من عام 1970 اندفعت وحدات من الجيش الأمريكي ومن فيتنام الجنوبية عبر الحدود مثيرين واحدة من أكبر الكوارث على الإطلاق. لقد كان الاجتياح طوفاناً عسكرياً وحسب، وأدى إلى ثورة الـ (بول بوت) والذين ذبحوا بشكل نظامي مليونين من الكمبوديين.

كما في فيتنام، يقول الأمريكيون والبريطانيون في العراق أن الحرب يتم تغذيتها من قبل متعصبين أجانب يتسللون من سورية وإيران. ففي حديث جرى في تشرين أول بالمجلس القومي المانح للديموقراطية أخبر الرئيس جورج.دبليو. بوش الجمهور بأن (إيران وسورية) قد تحالفتا مع الجماعات الإرهابية الإسلامية، وقد حذر من كون الولايات المتحدة لا تفرق بين هؤلاء الذين يرتكبون أعمال الإرهاب وبين أولئك الذين يدعمونهم ويؤوونهم.

وفقاً (للفايننشال تايمز)، فإن إدارة بوش تقوم فعلاً بمناقشة أمر من سيحل مكان الرئيس السوري بشار الأسد، مع ميل البيت الأبيض تجاه دعم انقلاب عسكري داخلي. ويتولى مستشار الأمن القومي (ستيفن هادلي)، وهو الشخص الذي أحضر لنا قصة جنية اليورانيوم النيجيري ـ الإيراني، المسؤولية عن العملية.

يقول فلينت ليفريت من معهد بروكنجز أن الغارات العابرة للحدود هي لتشجيع الجيش السوري على رمي الأسد. لقد كان الانقلاب العسكري هو الطريقة التي ساعدت بها الولايات المتحدة وضع صدام حسين في السلطة بحيث استطاع تصفية اليسار العراقي.

في الحقيقة، فإن البيت الأبيض يعرف أن المقاتلين الأجانب يقومون بعمل ضئيل فيما يتعلق بالتمرد في العراق. ويقدر معهد المحافظين، (المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية) والذي يتخذ من لندن مقراً له، إن عدد المقاتلين الأجانب هو أقل من 10% وقد يكون أقرب إلى 4% أو 6%، وتقدر الاستخبارات الأمريكية أن 95% من المتمردين هم عراقيون.

لقد كان للرئيس بوش رؤاه الخاصة حول إيران منذ زمن طويل، والتي يدعوها بوش (الدولة الرئيسية الداعمة للإرهاب في العالم). وهذه هي المشاعر التي يتردد صداها في لندن مؤخراً، حيث يتهم رئيس الوزراء توني بلير طهران بتهريب أسلحة ومتفجرات إلى العراق بغية مهاجمة الجنود البريطانيين في البصرة. في إحدى مفارقات التاريخ الكبرى الساخرة يقول بلير إنه (ليس هناك أي مسوغ لإيران أو لأي دولة للتدخل في العراق).

ـ تحريضات:

تقوم الولايات المتحدة بإرسال طائرات مدمرة (بغير طيار) إلى إيران بشكل مستفز، والتي يفترض أنها تبحث عن أسلحة نووية، ولكنها على الأرجح تستكشف أنظمة الرادار الإيرانية، وهي معلومات تحتاجها الولايات المتحدة قبل القيام بشن هجوم. وفقاً للصحفي الإيرلندي (جوردون توماس)، فإن الولايات المتحدة قد وجهت فعلاً صواريخ على مصانع الطاقة الإيرانية في ناتانز وآراك.

إن حوالي (4000) مقاتل من مجاهدي خلق، وهي منظمة مسلحة تسعى للإطاحة بالنظام الحالي في طهران، لديهم قاعدة في جنوب بغداد قرب الحدود الإيرانية. لقد ألقت الولايات المتحدة بمظلة حمايتها على منظمة مجاهدي خلق ومعداتها، رغم أن إدارة بوش تصنف المنظمة على أنها إرهابية.

معظم المعلومات عن برامج الأسلحة النووية الإيرانية تأتي من منظمة مجاهدي خلق، والتي لديها سجل متقلب فيما يتعلق بالدقة. على أية حال فإن هناك توازياً مقلقاً بين الدور الذي تلعبه منظمة مجاهدي خلق في الحصول على المعلومات حول أسلحة الدمار الشامل الإيرانية واستخبارات ما قبل الحرب حول أسلحة الدمار الشامل في بغداد والتي أنضجها أحمد الجلبي وجماعة المغتربين العراقيين المتجمعين حول البنتاغون.

لاعب رئيسي في هذا كله هو إسرائيل، حيث يحاول الليكود ومؤيدوه منذ فترة طويلة من أجل هجوم أمريكي على إيران وسورية. في خطاب له في أيار الفائت للجنة الشؤون الأمريكية الإسرائيلية العامة، قال (ريتشارد بيرل)، مستشار لليكود ومسؤول سابق لدى بوش، قال إن على الولايات المتحدة مهاجمة إيران إذا ما كانت (على حافة تطوير سلاح نووي). وقد قام بيرل هو و(ديفيد فرم) من الـ(ستاندرد) الأسبوعية، بتأليف كتاب (نهاية للشر)، والذي يدعو إلى الإطاحة بـ (ملات إيران الإرهابيين).

ـ وكيل إسرائيلي؟

لقد اقترح نائب الرئيس ديك تشيني أن إسرائيل قد تقوم بالعمل. وفقاً لصحيفة هآرتس اليومية الإسرائيلية، فقد باعت الولايات المتحدة مؤخراً تل أبيب (500 جي.بي.يو27) و28 قنبلة موجهة من نوع (نبكرسبتر) رغم أن سورية قد تكون هدفاً مرجحاً بصورة أكبر لأسلحة كهذه.

لقد كان اليمين الإسرائيلي يتلفت تشوقاً إلى القتال مع سورية منذ فترة ما. ولقد قام الإسرائيليون بإلقاء قنابل قرب دمشق العام الفائت، وقام جيدوين ازرا رئيس مجلس الوزراء بالتهديد باغتيال قيادي حماس خالد مشعل الذي يتخذ من دمشق مقراً له. وقد قام رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون بتهديد مشابه تجاه قائد حزب الله حسن نصرالله.

إن حكومة شارون عدائية بشكل مشابه فيما يتعلق بإيران. فعندما كان اللواء موشيه يعالون رئيس الأركان الإسرائيلي، قال إنه كان يأمل أن يوقف الضغط الدولي على إيران تطويرها للسلاح النووي وأضاف متوعداً (إذا لم تكن الحال كذلك، فإننا سنعيد النظر في خياراتنا).

وقد أخبر أحد مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية (الفايننشال تايمز) إنه (قد يكون هناك سباق من يضغط الزر أولاً نحن أو الأمريكيون).

ما الذي عناه هذا المسؤول بقوله (الزر) ليس واضحاً، لكن ما يرشحه المنطق هو ضربة نووية. في عام 1981 استخدم الإسرائيليون طيراناً تقليدياً وأسلحة تقليدية لتدمير المفاعل النووي العراقي، ولكن هجوماً على المنشآت الإيرانية سيكون أمراً آخر.

فبعد هجوم 1981، قام الإيرانيون بتقوية وتوزيع منشآتهم النووية. إن مشتريات إسرائيل الحديثة (نبكرسبتر) قد تقوم بالعمل، لكن المسافة تشكل مشكلة. فإيران أبعد بكثير عن إسرائيل من العراق، وستجد الطائرات الإسرائيلية صعوبة في القيام برحلة ذهاب وعودة إلى إيران بدون القيام بإعادة تزويد بالوقود وهي في الجو. إن إسرائيل لديها الصواريخ، إضافة إلى عدة مئات من الأسلحة النووية، وهناك على الأقل بعض الإسرائيليين في تل أبيب الذي لا يحجمون عن استخدامها.

في الأسبوع الفائت اعترف المحلل الكبير في البنتاغون (لورانس فرانكلين) بتمرير معلومات سرية حول إيران إلى إسرائيل عبر موظفين اثنين للإيبك. لقد كان فرانكلين يعمل لدى وكيل وزارة الدفاع السابق دوجلاس فيث ولديه روابط حميمة مع ميشال ليدن من معهد الانتبرايز الأمريكي، وهو من المحافظين الجدد، والذي يقول (إن طهران مدينة تنتظرنا).

إذا بدت كل هذه الأسماء مألوفة، فذلك يعود إلى أن هؤلاء هم الذين أحضرونا إلى الحرب في العراق.

احتمالات الاجتياح: استعادة كمبوديا؟

هل ستقوم الولايات المتحدة (متحالفة ربما مع بريطانيا وإسرائيل) بمهاجمة إيران وسورية؟

تبدو إيران بلداً ممتدة. فالدولة لديها شعب يبلغ ثلاثة أضعاف شعب العراق، وتقريباً أربعة أضعاف المساحة البرية، إضافة إلى الكثير من الجبال التي لا نريد أن نقاتل فيها.

إن إيران لديها كذلك دعم دولي معتبر، والذي ظهر قبل عدة أسابيع مضت عندما قال الأوروبيون أنهم لن يدعموا مساعي الولايات المتحدة لإحضار إيران أمام مجلس الأمن لانتهاكات مفترضة حول معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.

في حين أن عدداً من الدول متوترة من نشاطات إيران النووية، إلا أن الدولة لا ينظر إليها كتهديد إقليمي. فميزانيتها العسكرية هي فقط ثلث ما كانت عليه في عام 1980. ووفقأً للباحث في أمور الشرق الأوسط (ستيفن زونيس) فإن إيران في الواقع لديها دبابات وطائرات أقل مما كانت تمتلكه منذ عشرين سنة خلت.

إن بعض هذا التأييد مرتكز على حقيقة كون إيران لديها ثاني أكبر احتياطي نفط وغاز في العالم، وهي احتياطات ببساطة لا يمكن لأوروبا والصين والهند الاستمرار بدونها.

قد يشعل الأمريكيون الجحيم في المنطقة ولكن الاجتياح هو أمر مشكوك فيه، خصوصاً بالنظر إلى التشوش الحالي لدى الجيش الأمريكي. لقد فشل الجيش في تحقيق أهداف تجنيده للعام 2005، ومع كون الجيش قد أصبح مرهقاً بشكل فعلي في العراق، فليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة تستطيع حشد قوة اجتياح فعلية.

إن أمراً واحداً قد يغير هذا: مبادئ الولايات المتحدة عن الحرب الوقائية وعن أول استخدام للأسلحة النووية. هل سيقوم البيت الأبيض حقاً بغضط الزر؟ أمر لا يخلو من تساؤل.

وفقاً لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، فإذا ما تعلق الأمر بالحرب، فليس للكونغرس رأي في المسألة. فعندما سئلت عما إذا كانت تؤيد وجوب رجوع الرئيس إلى الكونغرس في حالة العمل العسكري ضد سورية أو إيران، فإنها قد أخبرت اللجنة النيابية للعلاقات الخارجية في 19 تشرين أول، (فقد احتفظ الرئيس بهذه السلطات في الحرب على الإرهاب وفي الحرب على العراق).

إن سورية هي هدف أسهل من إيران. فباستثناء حدودها الشمالية، فإن البلاد هي سهل منبسط، وحجمها أقل من نصف العراق، وعدد سكانها يبلغ 16.7 مليون وحسب. كما أنها تترنح من تحقيقات الأمم المتحدة.

إذا هذا قد يجعل سورية تبدو مثل ثمرة يانعة للقطاف، وإن اجتياحها سيحول الأنظار بالتأكيد عن الفوضى في العراق وأفغانستان. كما أنه سيكون امتداداً منطقياًً لخرافة إدارة بوش والتي تزعم أن جميع مشاكلنا في الشرق الأوسط قد تسبب بها إرهابيون إسلاميون وأجانب.

(لمعرفة نتائج استراتيجية كهذه انظر إلى الحرب في جنوب شرق آسيا).

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ