ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 22/05/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


متابعة سياسية رقم 1102

11/5/2006

استهداف سورية وحزب الله:

الموقف الشجاع لوليد جنبلاط

ديفيد سشنكر: باحث كبير في السياسة العربية في معهد واشنطن.

في 7 أيار، صرح الزعيم الدرزي وعضو البرلمان وليد جنبلاط للصحفيين في القاهرة أنه ينبغي تجريد حزب الله من سلاحه. لقد جاءت هذه التعليقات بعد أربعة أيام وحسب من عرض جنبلاط المساعدة على المعارضة السورية في تأسيس (سورية ديموقراطية وحرة). لقد كان جنبلاط دائماً محاوراً غامضاً ولا يمكن التنبؤ بتحركاته. وتصريحاته الأخيرة المتعلقة بسورية وحزب الله تعكس عدم اكتراثه لأعراف (لاتفاقيات) المؤسسة السياسية اللبنانية. وفي حين أن العديد من اللبنانيين قد يؤيدون قول جنبلاط للحقيقة، إلا أن تصريحاته ستزيد بالتأكيد لائحة خصومه الأقوياء.

ـ ليس كلاماً:

لم يسبق لجنبلاط أن اتخذ مواقف جديرة بالثناء من قبل. فبعد مقتل والده كمال جنبلاط (والذي يفترض أنه نفذ من قبل السوريين) في عام 1977، أصبح وليد جنبلاط زعيماً للدروز، وقام فوراً بعقد تسوية مع سورية، وقد اشتملت هذه التسوية على الخدمة في حكومات لبنانية متعاقبة تسيطر عليها سورية، وفي بعض الأحيان التأسيس لتحالفات عسكرية مع السوريين لحماية المجتمع الدرزي خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

سابقاً في تشرين أول/2003، تعرض وولفوتيز، والذي كان حينها نائب وزير الدفاع باول وولفوتيز، لإطلاق نار عدواني في بغداد، قام جنبلاط بحركة مراوغة غير مشتهرة حالياً، والتي أشار فيها إلى وولفوتيز باعتباره فيروساً وشجع من قد يكونون من المهاجمين على أن يكونوا أكثر دقة وفعالية في المستقبل.

منذ عهد قريب، يعود إلى نيسان 2004، وخلال مقابلة تلفزيونية مع قناة العربية ضمن جنبلاط في كلامه ما يفيد أن هجمات 11/9 كانت جزء من مؤامرة أمريكية أوسع. وفقاً للعديد من الروايات، فإن جنبلاط قد تأثر بشكل عميق بإطاحة صدام حسين وبالتغيير في سياسة الولايات المتحدة فيما يتعلق بدعم الديموقراطية في الشرق الأوسط. هذه العناصر إضافة إلى الاغتيال الحادث في شباط/2005 لرئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري يبدو أنها قد ساهمت في إعادة تقييم جنبلاط للدور الأمريكي في المنطقة.

ـ رجل مشغول:

منذ اغتيال الحريري، ظهر جنبلاط كزعيم رئيسي في حركة 14 آذار، الائتلاف المعادي لسورية والذي يترأسه ابن رفيق الحريري سعد الحريري. وهو برلماني وزعيم لحزب المستقبل. إن جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وزعيم للتجمع الدرزي اللبناني، والذي يؤلف تقريباً 10% من مجموع السكان ويسيطر على حوالي 15 مقعداً من أصل 128 مقعداً من مقاعد البرلمان. ولكن دوره في لبنان اليوم وسلطته المعنوية تتعدى دائرته الانتخابية الدرزية إلى حد كبير. لقد استغل جنبلاط صورته الأوسع نطاقاً ليقوم بالإدلاء بتصريحات سياسية أدت إلى دفع ملف السياسة اللبناني.

هذا الربيع كان جنبلاط مشغولاً على نحو خاص مع سورية:

ـ الاجتماع بخدام، في أوائل آذار سافر جنبلاط إلى فرنسا ليلتقي بنائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام، والذي فر من سورية في كانون الثاني/2006 ليقترح بصوت مسموع تغيير النظام من منفاه في باريس. وقد نقلت الصحافة خبر الاجتماع على نحو واسع رغم عدم ظهور أي تفاصيل.

ـ زيارة واشنطن: في آذار سافر جنبلاط إلى واشنطن بغية عقد اجتماع مع مسؤولين كبار في الإدارة، بما في ذلك الاجتماع في مكتب نائب الرئيس، وفي مجلس الأمن القومي، وإدارة الولاية والدفاع. وقد قام جنبلاط بالرحلة، وقال أنه نظراً لتوقف إدارة بوش عن سياستها في دعم (الديكتاتوريين الأصدقاء) (مثل سورية). والتقى جنبلاط كذلك مع وولفوتيز، والذي يترأس الآن البنك الدولي، ووفقاً للتقارير فإنه قد اعتذر عن تعليقاته السابقة.

ـ إقامة علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين في سورية. في أواخر نيسان، التقى جنبلاط بوفد من جماعة الإخوان المسلمين السورية يترأسه علي صدرالدين البيانوني[1] والذي هو زعيم المنظمة ذي المقر اللندني والجماعة محظورة في سورية وعقوبة الانتساب إليها هي الموت.

بعد الاجتماع، أعلن جنبلاط أنه وقع على عريضة تدعو إلى إنهاء حظر الانتساب إلى جماعة الإخوان المسلمين.

ـ في نيسان، ردت دمشق على تحركات جنبلاط بإصدار استدعاءات للمثول أمام المحكمة العسكرية السورية له ولزميله المعارض لمواطنية الدروز السوريين مروان حمادة، وصحفي المستقبل فارس كاشان، متهمة إياهم (بتحريض الإدارة الأمريكية على احتلال سورية). وقد يبدو على الأرجح أن التهم نشأت على التعليقات التي أدلى بها جنبلاط للواشنطن بوست في كانون الثاني/2006 يقارن فيها سورية بالعراق، حيث قال: (لقد أتيتم إلى العراق ـ الولايات المتحدة ـ  باسم حكم الأغلبية، بإمكانكم أن تفعلوا الشيء نفسه في سورية).

حتى الآن، يبدو جنبلاط لا مبال بالاتهامات. بعد إعلان الاتهامات في نيسان أطلع جنبلاط الصحفيين بأنه (سيقاضي سورية كلها للاغتيالات التي ارتكبوها في لبنان). من جانبها نددت واشنطن بالمذكرة القضائية بأقوى تعبير. وقد وصف سفير الولايات المتحدة إلى لبنان جيفري فيلتمان الحركة بأنها ( مع ذلك محاولة تهكمية أخرى من قبل الحكومة السورية لمتابعة تدخلها في العملية السياسية اللبنانية.. وتخويف الشعب اللبناني). فيما لو امتنع جنبلاط عن الظهور في دمشق، فإنه قد يحاكم غيابياًَ.

ـ على الجبهة الداخلية:

يتابع جنبلاط كذلك أجندة معادية لسورية في السياسة اللبنانية الداخلية. والكثير من هذه الجهود يركز على إضعاف وإزاحة الرئيس اللبناني إميل لحود المعين من قبل سورية في السلطة. في الأسبوع الفائت، خطط جنبلاط لتصويت برلماني حول لائحتين تتعلقان بالمجتمع الدرزي، مبطلين معارضة لحود لتمرير اللوائح إلى القانون. وستمكن القوانين موضع النقاش جنبلاط من تجريد واستبدال الزعيم الروحي للدروز وخصم جنبلاط السياسي المؤيد لسورية الشيخ بهجت غيث بحليف لجنبلاط. هذه المناورة ستقلل من سلطة لحود بدرجة أكبر وستساعد جنبلاط على توطيد سيطرته على مجتمعه.

في الوقت عينه، فإنه وبتأييده العلني لنزع سلاح حزب الله، قد دخل في نزاع مباشر مع عدو سياسي مرعب آخر في الداخل. حتى وقت قريب، ومثل جميع السياسيين اللبنانيين الآخرين، اعترض جنبلاط على قضية أسلحة حزب الله، داعياً بدلاً من ذلك إلى حوار وطني وتشكيل إجماع على القضية. لقد ذكر جنبلاط نفسه منذ زمن طويل أن مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل هي مزارع سورية، وأنها ليست منطقة لبنانية، وهو تمييز ينفي الحاجة إلى مقاومة لبنانية. لذلك فقد اقترح جنبلاط في القاهرة أنه لم يعد هناك أي مبرر لحزب الله ليحمل السلاح. بدلاً من ذلك، قال جنبلاط إنه ينبغي أن يتم استيعاب حزب الله في الجيش اللبناني. وهو موقف يؤيده الكثيؤ من السياسيين اللبنانيين ولكنه يذهب خطوة واحدة أبعد.. إذ يتساءل: (لماذا ينبغي على لبنان وحده أن يستمر في كونه ميداناً للصراع العربي الإسرائيلي؟). ولم يكن مثيراً للدهشة أن يسارع حزب الله إلى انتقاد تصريح جنبلاط، حيث قال محمد رعد رئيس كتلة حزب الله في البرلمان: (لا يستطيع أحد أن يلمس أسلحة المقاومة.. إنها كبرياء هذه البلاد).

إن تصريحات جنبلاط ستؤثر سلباً على الأرجح على علاقات حزب الحريري حزب المستقبل، والذي هو متحالف معه.. مع حزب الله. نظراً للأهمية التي يضعها حزب الله ونصراؤه السوريون والإيرانيون على الأسلحة، فإنه ليس مستبعداً أن تكون هذه الملاحظات مؤشراً على نهاية الحوار اللبناني الوطني الجاري.. نقاش السياسيين اللبنانيين الذي بدأ في آذار 2006. ثم مرة أخرى فإن حزب الله قد يلتمس أشكال عقوبة أكثر شدة ضد جنبلاط.

ـ التهديدات تتكاثر:

إن تصريحات جنبلاط ولقائه قد ضمنت له بالتأكيد عداوة سورية وحزب الله وربما إيران بالوكالة. إن جنبلاط مقتنع بأن السوريين قد قتلوا والده، وليس هناك أية أوهام حول دقة موقفه مع دمشق. كما أنه مدرك للتهديدات الخطيرة التي يشكلها حزب الله. (في الحقيقة، ووفقاً للتايمز الأردنية، فقد حذر حزب الله رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة من مناقشة قضية نزع السلاح مع الرئيس بوش خلال رحلته في نيسان 2006 إلى واشنطن). ورغم أنه في بعض الأحيان يبدو جنبلاط كأنه شخص لا يمكن السيطرة عليه، نظر للآثار المحتملة، إلا أن تصريحاته الأخيرة بخصوص سورية وحزب الله لم تكن مرتجلة.

إن جنبلاط سياسي ذكي لا يبدو أنه يضمر رغبة في استشهاد شخصي. في الواقع، فإنه يأخذ بأسباب الحيطة في لبنان وفي الخارج لحماية نفسه. قد تكون تصريحات جنبلاط الأخيرة تمثل سياسياً متحرراً من عادات، وقيود، ومحرمات النظام اللبناني. على نحو بديل، قد يعتقد جنبلاط أن استفزاز سورية وحزب الله سيرفع صورته إلى مستوى يوفر له درجة من الحماية.

إن لدى واشنطن مصلحة في رؤية جنبلاط يتابع حملته ضد سورية وأسلحة حزب الله. إن على الولايات المتحدة أن تظهر تأييدها عبر اجتماعات رفيعة المستوى لمسؤولين كبار في الإدارة مع جنبلاط في لبنان والخارج. وبالنظر للموقف الجريء الذي اتخذه جنبلاط، فقد يكون هذا الموقف الملائم للولايات المتحدة لتقليل التدخل السوري المستمر في لبنان وإعادة حل مشكلة ميليشيا حزب الله.


[1] ـ ليس صحيحاً أن السيد وليد جنبلاط التقى المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية السيد علي صدرالدين البيانوني وإنما تم اللقاء مع وفد من أعضاء الجماعة ـ المترجم (مركز الشرق العربي).

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ