ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 20/06/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

متابعة سياسية رقم 826

نشر باكستان للسلاح النووي الشامل

وسياسة الولايات المتحدة

سيمون هندرسون: زميل مشارك في معهد واشنطن، يتخذ من لندن مقراً له، وقد تابع التطورات في باكستان من عقد السبعينات، عندما عمل في باكستان كمراسل أجنبي. وهو مؤلف بحث المعهد السياسي: (الدعامة الجديدة: دول الخليج العربية المحافظة واستراتيجية الولايات المتحدة، 2003).

تشير التقارير الإعلامية الأخيرة إلى أن علماء باكستانيين مارقين كانوا يقومون ببيع أسرار نووية في الشرق الأوسط منذ سنوات عديدة. إن هذا الكشف يعادل الأخبار الأخيرة الجيدة في المنطقة.. بقبول إيران لعمليات التفتيش النووي وموافقة ليبيا على التخلي عن أسلحة الدمار الشامل. إن انتشار الأسرار النووية في باكستان هو أمر مقلق بشكل خاص لواشنطن، فإذا ما تم قتل الرئيس الباكستاني برويز مشرف أو الإطاحة به، فإن أسلحة الدولة النووية قد يتم توجيهها ضد قوات الولايات المتحدة في منطقة الخليج الفارسي أو ضد الهند ند باكستان منذ زمن طويل.

لسنوات طويلة، كان الغرب قلقاً حيال نشاطات باكستان النووية وموقفها اللامبالي تجاه نشر أسلحة الدمار الشامل. برغم ذلك، قدمت الحكومات الغربية تنازلات في السياسة بسبب الحاجة إلى تعاون إسلام أباد ضد الجنود السوفييت في أفغانستان وثم ضد أسامة بن لادن والطالبان. إن تكنولوجيا الطرد المركزي في باكستان، والتي هي أمر ضروري لتخصيب اليورانيوم، قد تسربت من مصنع بريطاني ـ هولندي ـ ألماني مشترك في هولندا في عقد السبعينات. وقد جرت زيارات متبادلة مع علماء عراقيين في أواخر عقد الثمانينات وكذلك في عقد الثمانينات قام النظام الباكستاني بمبادلة أسرار تكنولوجيا الطرد المركزي مع الصين في مقابل تصميم فعال لسلاح نووي. هذه الأسرار نفسها تمت المتاجرة بها في عقد التسعينات لخط الإنتاج في كوريا الشمالية والذي يصنع صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.

لقد شجعت الحكومات الباكستانية المتعاقبة الفرق المتنافسة من علماء البلاد لتتنافس واحدة ضد الأخرى في تطوير الردع النووي. لقد عملت إحدى الفرق على البلوتونيوم، وهو نوع القنبلة التي قامت الولايات المتحدة بإسقاطها على مدينة ناجازاكي اليابانية في عام 1945. وقد عمل فريق آخر على معدات اليورانيوم عالي التخصيب، على نحو مشابه مع كونها متفوقة في التصميم على القنبلة التي ألقيت على هيروشيما. لقد اختبر كلا الفريقين معداتهما في عام 1998. وقد دافعت باكستان عن الاختبارات، ولفتت الانتباه إلى أن الحكومة المتشددة القادمة لمنافسها المجاور، الهند، كانت قد انتهت للتو من القيام باختبار البلاد النووي الثاني، (حيث كان الأول في عام 1974).

في ذات الوقت، فإن كلاً من الفرق الباكستانية قد انخرطت كذلك في سباق لإنتاج صاروخ ذي قوة نووية. لقد أنجز فريق البلوتونيوم صفقة مع الصين لامتلاك صاروخ 88 ـ 11 (المعروف في باكستان بالشاهين) وقام فريق تخصيب اليورانيوم مع كوريا الشمالية، فأحرزت مطورة صاروخ سكود، النودونج (والذي يدعى الغوري في باكستان، وقد كان الغوري مقاتلاً مسلماً انتصر على منافسه الهندوسي بريثفي، وهو اسم صاروخ الهند المقابل).

ـ الروابط الدولية:

لقد ذكرت السعودية العربية وليبيا مراراً على أنهما كانتا الظهير المالي لجهود نشر السلاح النووي الباكستاني. إن المخاوف الغربية من الصفقات المشتركة بين باكستان وتلك الدول تأججت في عام 2002، عندما حضر ممثلون سعوديون وليبيون تجربة إطلاق صارخ غاري. يعتقد الآن أن برنامج ليبيا النووي الناشئ ذو أساس من جهاز الطرد المركزي الباكستاني. إضافة إلى ذلك فإن المسؤولين السعوديين فكروا ملياً كما تقول التقارير فيما يتعلق ببدائل لمظلة نووية أمريكية قبل قيام الزعيم السعودي الفعلي، ولي العهد الأمير عبد الله، بزيارة رسمية إلى باكستان في تشرين أول الماضي.

سبب آخر للقلق هو تعاون باكستان غير المسموح به مع إيران، والتي اعترفت قيادتها للكلب الحارس للأمم المتحدة، وكالة الطاقة الذرية الدولية، بأن تكنولوجيا الطرد المركزي الغربي قد أتى من باكستان. في كانون أول 2003، قامت السلطات الباكستانية بالتحقيق مع ثلاثة علماء كبار من مصنع تخصيب اليورانيوم الباكستاني، وكذلك مصنع الرأس السابق، عبدالقادر خان، والذين كانوا جميعاً مشتبهاً بهم بالقيام بنشر الأسرار النووية. لقد اقتبست أقوال للمسؤولين بأن الرجال كانوا قد تصرفوا بدافع من الجشع الشخصي، رغم أن ذلك يبدو خداعاً لأنهم كانوا يمتلكون مالاً لتمويل سباق باكستان في الأسلحة النووية الداخلية. إن نتيجة التحقيق غير معروفة. ومع ذلك، فإن خان يدعي أنه قد أوقع به، وأنه على العكس من أقوال الرئيس مشرف التي ذكرتها الأنباء، لم يذهب أبداً إلى إيران.

إضافة إلى ذلك، فإن خان يجادل بأن وسيطاً في دبي كان مسؤولاً عن تسليم المعدات النووية من المزودين الأوروبيين إلى باكستان، وعن تكرير الأوامر للحصول على هذه المادة وتسليم المعدات إلى إيران كذلك. هل علمت حكومة باكستان بالتفاصيل في حينه ؟ إن الأمر قد يعتمد على الكيفية التي يعرف بها المرء الحكومة. في باكستان تقع المشاريع النووية تحت إشراف الجيش، والذي كان مشرف رئيساً لأركانه عندما استولى على السلطة في عام 1999، ومايزال محتفظاً بهذا المركز. من جهة أخرى، فقد يكون زعيم سياسي مدني في باكستان جاهلاً بأسرار الدولة ؛ فلم يسمح أبداً لبناظير بوتو وهي رئيسة وزراء انتخبت مرتين، وهي الآن في المنفى، بزيارة مصنع تخصيب اليورانيوم في كاهوتا رغم قربه من العاصمة إسلام أباد. ربما يستغل مشرف غموض دوره المزدوج لإخفاء مقدار معرفته.

إن فضيحة إيران هي ثاني إحراج نووي للرئيس. فبعد هجمات 11/9 مباشرة، دفع الضغط الأمريكي مشرف لاحتجاز اثنين من العلماء المتقاعدين من برنامج البلوتونيوم، وهما مسلمين متحمسين كانا قد التقيا ابن لادن في أفغانستان. على العكس من ذلك، فإن كان، على الرغم من كونه وطنياً، إلا أنه ليس إسلاموياً متطرفاً. ومعروف عنه بأنه يقوم بإرسال بطاقات كريسماس لأوروبيين هو على معرفة شخصية بهم.

ـ استقرار باكستان وبرنامجها النووي:

إن التحدي أمام واشنطن يكمن في ضمان احتفاظ مشرف ـ أو أي قائد ذي ولاء غربي ـ بالسلطة. بينما تستمر عملية تصيد ابن لادن وعناصر القاعدة المتبقين في حدود باكستان الجبلية مع أفغانستان. ويظهر أن مشرف نفسه يحتفظ بقبضة ضعيفة على السلطة، باعتبار أنه نجا من محاولتي اغتيال من قبل متطرفين إسلامويين. إن قوات كهذه سيزيد من غضبها قمة الحوار مع الهند والإشارات إلى تسوية ممكنة في قضية كشمير المطولة. كثيراً ما تبدو تكتيكات القائد الباكستاني مزعزعة. فقد كان قائداً للجيش عندما قامت الوحدات التي كانت تقاتل إلى جانب ميليشيات إسلامية مدربة، بشن هجوم مفاجئ إلا أنه كان عميقاً في النهاية ضد مواقع الهند الجبلية في عام 1999. في تموز 2001، اندفع إلى قمة مع نظيره الهندي والتي فشلت في تحقيق هدنة أو تسوية مشتركة. في وقت لاحق من هذه السنة، وبعد وقت قصير من 11/9، فقد اعتقد أن للميليشيات الإسلامية صلات بالهجمات الانتحارية التي تشنها الاستخبارات الباكستانية في البرلمان الهندي في نيودلهي، مما أنشأ أزمة تسببت في الوصول بكلا الدولتين إلى شفير التبادل النووي.

إن لدى باكستان سيناريوهين يشكلان لها كابوساً، إما المزيد من التخفيض في الموقف العسكري ـ البيروقراطي الموالي للغرب، أو استيلاء داعمي السياسيين والعسكريين الإسلاميين على السلطة (بما في ذلك السلاح النووي). سيعرض كل من السيناريوهين تحالف باكستان المتردد مع الولايات المتحدة وكذلك محاولة القبض على ابن لادن ورفقائه. بعد 11 أيلول، قدمت واشنطن لباكستان تكنولوجيا لتطوير أمن سلاحها النووي. إنه ليس واضحاً فيما إذا كان هذا العرض قد قُبل. إذا ما فشل التقارب مع الهند، فقد تكرر إدارة بوش برنامج نزع السلاح النووي كما بدء به في الدول السوفييتية السابقة مثل كازاخستان، باستخدام عناصر ذات ولاء أمريكي. لنقل أن كلاً من البديلين سيشكلان تحديات كبيرة.

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ