ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 09/10/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قوة الإيباك أم جبن أمريكا

بقلم: تشارلي ريس

الزمان – 1996 – و كان بيل كلينتون رئيسا. و لإعطائه حقه، لقد عمل جاهدا و بقوة لإنجاح عملية السلام في الشرق الأوسط. في نفس العام – 1996 – قام ثلاثة من المحافظين الجدد بوضع وثيقة سياسية جديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب حديثا بنيامين نتنياهو.

الثلاثة هم ريتشارد بيرل، دوجلاس فيث و ديفيد ورمسر. وثيقتهم تضمنت توصيات لنتنياهو بأن يتخلى عن عملية السلام، و يرفض فكرة "الأرض مقابل السلام" و التركيز على تقوية دفاعات إسرائيل بهدف الوقوف بوجه سوريا و العراق. الوثيقة قالت "هذا الجهد يمكن أن يركز على إزاحة صدام حسين عن سدة الحكم في العراق، يعتبر إستراتيجية إسرائيل هامة من جهتها". كما أوصت الوثيقة أن تستخدم إسرائيل جداول لهجمات وقائية.

الآن، إذا بدا كل هذا مألوفا، و يجب أن يبدو كذلك لأن بيرل، فيث و ورمسر إنضموا لبقية المحافظين الجدد في إدارة بوش، و بيرل كان متخصصا في دفع عجلة الحرب في العراق. لقد كان لديهم أجندتين و هما: هجمات 11 أيلول رغم أن صدام حسين لم يكن له أي ضلع فيها، و أسلحة الدمار الشامل المفترضة.

نتنياهو، تخلى بالفعل عن عملية السلام، و بتكلفة حوالي 200 بليون دولار و ما يقارب حياة ألف (1000) أمريكي، حققت إسرائيل هدفها الإستراتيجي بطريقتها، و هو إزالة صدام حسين من سدة الحكم.

و سواء كان بيرل و أصحابه قد تقاضوا ثمن النصيحة أم لا فإن إسرائيل لم تخسر شيكلا واحدا أو روحا واحدة.

إضافة إلى ذلك، إذا قمنا بتحريك ذاكرتنا، سوف تتذكر أن إلى أن انفجرت العراق في وجهها، كانت إدارة بوش تضع الأسس لمهاجمة سوريا، أما البلد الآخر فقد حدده بيرل و جماعته كهدف لإسرائيل. كانت قد قررت بالفعل فرض العقوبات على سوريا رغم حقيقة أنه – و وفق ما قالته جهاتنا الاستخبارية – فإن سوريا كانت متعاونة في الحرب ضد الإرهاب. الهدف الثاني للإسرائيليين – أعتذر – قصدت إدارة بوش هو إيران.

حين بدأ الرئيس بوش بالحديث عن الإرهاب، كان دائما يستخدم جملة "الإرهاب الدولي" للتمييز بين القاعدة و المتمردين المحليين أصحاب الأجندات المحلية. تلك الجملة لم ترق للإسرائيليين و أنصارهم الأمريكيين، لقد أرادوا أن يصبح أعداء إسرائيل أعداء لنا أيضا، و بالتالي تم التخلي عن هذا التمييز. و تمت إضافة أعداء إسرائيل إلى القائمة الرسمية للمنظمات الإرهابية.

المشكلة أن حماس و الجهاد الإسلامي هما منظمتان فلسطينيتان تحاربان من أجل نيل الحرية. صحيح أنهم استخدموا أساليب إرهابية، بالضبط كما كانت المنظمات اليهودية مثل عصابة شتيرن و الأرغون تفعل أثناء حربها ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين. إلا أن هدفهم هو الاحتلال الإسرائيلي و ليس نحن.

حزب الله منظمة لبنانية، استخدمت أيضا أساليب إرهابية، بما فيها الهجوم على الأمريكيين في لبنان، حين تأكدوا أننا نساعد الإسرائيليين في احتلالهم للبنان. و هنا أيضا، صراعهم مع إسرائيل و ليس معنا.

لقد تخليت منذ زمن بعيد عن أملي بأن يصحوا الأمريكيين و يتصدوا لتلاعب و خداع حكومتهم من قبل دولة أجنبية. اللوبي الإسرائيلي كان ناجحا تماما في لجم أي انتقاد لإسرائيل، بغض النظر كيف يبرر ذلك، معظم الأمريكيين و الكثير من الإعلاميين يبدون مرعوبين من اللوبي الإسرائيلي مما يبرر جبنهم الذي يعمل بنفس قوة اللوبي ذاته.

إذن، كما تريدون، استمروا في إهدار الدم الأمريكي و المال الأمريكي لمصلحة إسرائيل. و لكن تذكروا، أن الولايات المتحدة لها مصلحة مشروعة واحدة، و واحدة فقط في الشرق الأوسط، و هي شراء النفط الذي يريد الكثيرين بيعه. لا يهم إذا اشتريناه من حكومة دكتاتورية (فقد اشترينا الكثير منه من صدام) أو من حكومة ديمقراطية. لا يهم بالنسبة لنا إذا كانت الدولة التي تبيعنا النفط تقتل أو تكره إسرائيل.

هذه الفوضى كلها، بما فيها الحرب في العراق و الهجمات الإرهابية، هي نتيجة لتورط الحكومة الأمريكية مع إسرائيل، إنها حالة خطيرة و غير صحية من العلاقات التي لن تشفى إلا حين يجد الأمريكيون الشجاعة للجلوس بانفتاح و صدق و مناقشة سياستنا الخارجية في الشرق الأوسط.

15/9/2004

ترجمة: فدوى أبو لبده

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ