النساء
في سياسة الخليج
تقرير
متقدم
سيمون
هندرسون.
في 20/حزيران/2005 قامت أول امرأة
كويتية في مجلس الوزراء، السيدة
معصومة المبارك، بحلف اليمين
متسلمة مسؤولية وزيرة التخطيط.
قبل ذلك بستة أشهر، تم تعيين
امرأة كوزيرة للاقتصاد
والتخطيط في الإمارات العربية
المتحدة. لقد تسلمت النساء
مراكز وزارية في كل من البحرين
وعمان كذلك. وفي كل من الكويت،
والبحرين، وعمان، أصبح لدى
النساء الحق في الانتخاب. في
الحقيقة، فإن حقوق النساء
السياسية، التي لم توجد سابقاً
في دول الخليج العربي المحافظة،
قد حازت نمواً غير عادي في
السنوات الأخيرة. ومع ذلك، فإن
مقدار التقدم الذي حدث فعلاً
إذا أخذنا بعين الاعتبار أن
تمثيل النساء في المنطقة مايزال
فقيراً حتى مع مقارنته مع باقي
العالم العربي. بمعنى أكثر
تحديداً فهل تستطيع الولايات
المتحدة والتي تشجع فعلياً
تعزيز حقوق النساء أن تقوم بأي
شيء حيال شذوذ العربية السعودية
حيال تقدم كهذا؟
ـ ترتيب أجندة الولايات
المتحدة:
بالصدفة، كان 20 حزيران كذلك
اليوم الذي ألقت فيه وزيرة
الخارجية كوندوليزا رايس
خطاباً كبيراً في الجامعة
الأمريكية في القاهرة، وتحدثت
فيه عن تغيير السياسة الأمريكية
التي استغرقت 60 عاماً والتي سعت
من أجل الاستقرار على حساب
الديموقراطية في الشرق الأوسط
ولم تحقق أياً منها. وقد أكدت
على أن واشنطن تتبع الآن نهجاً
مختلفاً وهو دعم الآمال
الديموقراطية لجميع الشعوب. قبل
شهر من هذا، وفي قمة لنساء
الأعمال العربيات في تونس، قالت
مساعدة الوزيرة في القضايا
العالمية باولا دوبرانسكي أن (حقوق
النساء ليست قضية نسائية) بل هي
حجر بناء أساسي للديموقراطية
والنجاح والاستقرار. وقد اعتمد
كلا الخطابين على خطاب الرئيس
جورج دبليو بوش في عام 2003، الذي
ألقاه في المؤسسة الوطنية
الديموقراطية، والذي وضح فيه أن
(مستقبل الأمم الإسلامية سيكون
أفضل للجميع مع مشاركة النساء
بشكل كامل).
إن الاختلاف بين العالمين العربي
والإسلامي الأوسع عموماً،
والدول ذات الأغلبية المسلمة،
مقارنة بالدولة العربية وحدها
معتبر عندما يتعلق الأمر
بالنساء في القيادة السياسية.
لقد عملت (بناظير بوتو) مرتين
كرئيسة للوزراء في باكستان،
وتؤدي (خالدة ضياء) حالياً
فترتها الثانية كرئيسة للوزراء
في بنغلاديش، وقد احتلت الشيخة (حسنية)
كذلك هذا المنصب، وقد تسنمت (ميجاواتي
سوكارنو بوتري) مؤخراً منصب
رئيسة اندونيسيا.
مع ذلك، فإن تقرير (التنمية
البشرية العربية) والذي كتب
بدعم من الأمم المتحدة يلقي
الضوء على وجود نقص في تفويض
المرأة في العالم العربي. لقد
تأكد هذا النقص بإحصائيات إبريل
2005 من الاتحاد البرلماني
الداخلي والذي وضع الدول
العربية في المرتبة الأخيرة.
فيما يخص تمثيل النساء في
الهيئة التشريعية القومية. وقد
كانت الدول العربية المحافظة في
دول الخليج صاحبة الأرقام
الأدنى من الجميع، حتى بعد
التطورات الحاصلة في السنوات
الأخيرة. وقد حازت عمان، وهي
التي احتلت المرتبة الأعلى في
هذه الدول، على الترتيب 123. (للمقارنة
حصلت الولايات المتحدة على
الرتبة61، بتمثيل نسائي في
الكونغرس يصل إلى 15.2، في حين
احتلت إسرائيل الرتبة62، بنسبة
تمثيل نسائي في الكنيست يصل إلى
15).
ضمن هذه المجموعة كانت التطورات
في الحقوق السياسية تتفاوت من
دولة لدولة. وقد فازت وزيرة
التخطيط الكويتية الجديدة
معصومة المبارك بمركزها رغم
معارضة ممثلي القبائل
والإسلامويين في المجلس الوطني
الكويتي. إضافة إلى ذلك، وافق
المجلس الوطني على منح النساء
حق التصويت في أيار/2005 بدعم من
أسرة الصباح الحاكمة. وقد أعيقت
محاولة لمنح النساء حق التصويت
في عام 1999 بتدابير إجرائية من
قبل أعضاء محافظين في المجلس. (المثير
للسخرية أن المبارك نفسها لم
تكن قادرة على التصويت في
الانتخابات البلدية التي عقدت
في وقت سابق من حزيران، رغم
موافقة المجلس على منح هذا الحق.
بإمكان المواطنين التسجيل
للتصويت فقط في شباط، بناء على
ذلك، فلن يكون بإمكان النساء
الكويتيات الحصول على فرصة
للتصويت حتى الانتخابات
البرلمانية التالية، والمخطط
لها أن تكون في 2007.
لقد كانت قطر الرائدة في منح حقوق
النساء السياسية في الخليج، حيث
سمحت للنساء بالتصويت في
الانتخابات البلدية في وقت أبكر
في عام 1999. كما سمح لهن بالترشح
في الانتخابات عدة مرات، ولكن
لم يتم انتخاب اي منهن. في عام 2003،
تقبل الناخبون القطريون بمن
فيهم النساء دستوراً جديداً.
لقد كانت الشيخة موزة، وهي
الزوجة الأولى لحاكم البلاد حمد
الثاني، ذات تأثير خاص، وقد دعت
إلى تحسين فرص التعليم وتشجيع
الجامعات الأمريكية على تأسيس
جامعات في قطر.
لقد سلكت البحرين، جارة قطر
ومنافستها، طريقاً مختلفاً
بتعيين أربع نساء مبدئياً (إحداهن
مسيحية) لمجلس المستشارين في
الـ2000. في السنة التالية قام كل
من الرجال والنساء بالتصويت في
استفتاء على دستور جديد، يؤسس
لمجلسين برلمانيين مزدوجين
ومحولاً الحاكم إلى ملك. في الـ2004
قام الملك حمد آل خليفة بجعل (ندى
حافدة)، وهي دكتورة وعضو معين في
المجلس الأعلى، وزيرة للصحة.
وفي كانون أول/2005 تم تعيين (فاطمة
البلوشي) كوزيرة للشؤون
الاجتماعية.
ليس في الإمارات العربية المتحدة
أي مؤسسات منتخبة. ويتشكل
مجلسها الفيدرالي الأعلى من
حكام (جميعهم ذكور) لإمارات
البلاد السبع، والذين بدورهم
يختارون الأعضاء الأربعين
للمجلس الوطني الفيدرالي (وكلهم
من الذكور) لمدة سنتين. لقد صرحت
الشيخة فاطمة، وهي الزوجة
الأكثر ظهوراً لرئيس الإمارات
الراحل الشيخ زايد آل نهيان،
بأنه سيتم تعيين النساء في
المجلس التالي، ولكن لم يفض
إعلانها عن أي شيء.
بعد الانتخابات البلدية في
العربية السعوية في أوائل 2005،
اقتبس كلام لأستاذين جامعيين
وهما يقولان أنه ينبغي انتخاب
أعضاء من اللجنة النسائية
الوطنية. في ذات الوقت، قام
الشيخ خليفة بن زايد وريث الحكم
في كانون أول/2004 بتعيين الشيخة (لبنى
القاسمي) كوزيرة للاقتصاد
والتخطيط، والتي كانت
باعتبارها متخصصة في تكنولوجيا
المعلومات وذات تعليم أمريكي قد
قامت بإدارة مشروع (حكومة ـ اي)
لدبي.
وقد أعلنت عمان في عام 1997 أن
بإمكان النساء الترشح في
الانتخابات للغرفة الدنيا في
مجلس البلاد الاستشاري، وقد تم
انتخاب امرأتين فعلياً. ولم يعط
السلطان قابوس الحق لجميع
المواطنين فوق عمر الـ21 إلا في
عام 2002. وفي عام 2003 منح قابوس
الشيخة السيابيه منصب الوزير في
دورها كرئيسة للصناعات الحرفية.
منذ ذلك الوقت تم تعيين امرأتين
أخريين في منصب الوزير في
الحكومة، حيث تحملتا مسؤولية
وزارة السياحة والتعليم العالي.
ـ القصور السعودي:
لقد أشارت وزيرة الخارجية رايس
للعربية السعودية بكلمة (واعد)
في خطابها الذي ألقته في مصر،
وذلك لأنها استحضرت صورة أب
يذهب لينتخب مع ابنته، في
الانتخابات البلدية الأخيرة.
ومع ذلك فإن الواقع في المملكة
هو واقع كئيب. وليقف في صف رايس
في اليوم التالي، فإن وزير
الخارجية الأمير سعود الفيصل
والذي يعتبر معتدلاً بالمعنى
المحلي، قد أخبر الصحفيين أنه
لم يقرأ خطابها. ورغم أن
المسؤولين الحكوميين قد صرحوا
أنه سيسمح للنساء بالتصويت في
الانتخابات البلدية في غضون خمس
سنوات أخرى، ويعارض الكثير من
الأمراء المحافظين والزعماء
الدينيين إجراء كهذا. في
الحقيقة، فإن وزير الداخلية
الأمير نايف، والذي ينظر إليه
كخصم للإصلاح، ينتقد اقتراحات
السماح للنساء بالقيادة،
مجادلاً بألا نكون صدى لما يجري
اقتراحه في دول أخرى.
ـ توصيات:
بالإضافة إلى المعاناة
المتقدمة، فإن الإصلاح السياسي
الذي يهدف إلى زيادة مشاركة
النساء يدفع المجتمعات كذلك إلى
إعاقة قضايا قد تتسبب باحتكاك
داخلي أو حتى بنزاع بيني داخلي،
وقد تتسبب كذلك بالإرهاب. ورغم
كون الاقتصاديات الغنية بالنفط
في دول الخليج المخافظة تشكل
وسادة من المعونات الكريمة
غالباً والتي تضعف المشاكل
السياسية، إن نمو خلايا القاعدة
بشكل خاص في العربية السعودية
يظهر مخاطر الجمود السياسي.
إن المكاسب التي حصلت عليها
النساء في باكستان وبنغلاديش
واندونيسيا لا يعكس تراثهم
السياسي الخاص وحسب، بل أيضاً
الفرص التعليمية السابقة
لأفراد النساء اللواتي بلغن
مراكز قيادية. على نحو مشابه،
فإن السياسيات من النساء في دول
الخليج العربي قد حصلن على
تعليم أجنبي في العادة، إن
الوزيرة الكويتية الجديدة تحمل
درجة دكتوراة ودرجتين ماجستير
من الولايات المتحدة. ويقترح
هذا أن إحياء الفرص التعليمية
ذات الأساس الأمريكي للأجانب (والذي
أعيق بفعل موانع منح فيزا ما بعد
11/9) هو عنصر هام في تسهيل التقدم
الديموقراطي حتى وإن كان سير
التغيير بطيئاً.
|