ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 08/06/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


(تابع)

سـوريا في ظل  بشار الأسـد

التحديات السياسية الداخلية

المجموعة الدولية لمقاربة الأزمات ICG

تقرير رقم /24/ الشرق الأوسط

ج- مـاذا يـريـد بـشـــار:

كما حدث في أعقاب ربيع دمشق أدى التراجع الأخير إلى جملة من التفسيرات المتعلقة بالرئيس بشار وطبيعة النظام السياسي، وأكثر التفسيرات شيوعاً لـدى نـشطاء المعـارضة السـورية هو أن المسؤولـيـن الـسوريـيـن- إصلاحيين أم غير ذلك- بعد بناءهم حكماً استبدادياً مركزياً يخشون أن يؤدي تغيير أحد معالم النظام إلى تفككه يقول أحد موقعي بيان الـ99:

ولد التيار الإصلاحي من خطاب القسم الذي ألقاه بشار. وفي نهاية اليوم اختار هذا التيار رص صفوفه مع الذين  يدعمون الوضع القائم بـدلاً من دمجها مع عناصر المجتمع  السوري الطامحة للتغيير. لا شك أن هذا الأمــر يتعلق بعلاقات السلطة والحسابات السياسية، ولكنه يتعلق أساساً بخوف يشملهم من ضياع السلطة و الإمتيازات  التي ورثوها من الأسد الأب[1].

 وفي هذا الخصوص يترابط الاقتصادي مع السياسي فالإصلاحات الجذرية للقطاع العام ستؤدي إلى انهيار علاقة راعي- تابع[2]. كذلك الأمر فإن الفساد الواسع مَعْلَمْ مركزي من معالم النظام ويطال جميع المستويات الإدارية، كما يُنَظِّم [الفساد] مظاهر عديدة من مظاهر الاقتصاد. فالأجور الخفيضة جداً في القطاع العام جعلت من الفساد حاجة فعلية، ولكن الجديد في الأمر نسبياً هو أن رجال أعمال القطاع الخاص الذين استفادوا من اللبرلة الاقتصادية أصبحوا مستفيدين كباراً من الفساد. ونتيجة لذلك احتكروا معظم الأسواق الرابحة الجديدة ونافسوا بشكل مباشر البرجوازية التقليدية في دمشق وحلب التي حاول حافظ الأسد جاهداً أن يستميلها[3]. 

ما يثير السخرية هنا أن الإصلاحات الاقتصادية بسبب محدوديتها أَضَّرت بقدر ما نفعت. يشرح الأمر أحد رجال الأعمال: "الجميع يستفيد من الفساد، الحرس القديم وما يسمى الحرس الجديد. لقد رمى أولاد المسؤولين بأنفسهم في عالم الأعمال، واقتطعوا لأنفسهم مجالات امتيازية. لقد أصبح الفساد الآن شاملاً بينما كان في ظل الأسد الأب مكبوحاً إلى حد ما"[4].

بناءً على كل ما ورد أعلاه يمكن القول أن بشار جاء إلى السلطة وفي نيته تحديث سورية والحد من الفساد إن لم يكن إيقافه، وكان مدركاً أن ذلك يتطلب خطوات اقتصادية، وربما سياسية، شجاعة وخلال السنتين الأوليتين من حكمه غيَّر ثلاثة أرباع الطاقم السياسي والعسكري والإداري المؤلف من حوالي 60 شخصاً[5] وبين الذين رفَّعهم أشخاص درسوا في الغرب ويحملون نزعات أكثر إصلاحية وفي حالات كثيرة لم يكونوا بعثيين. ومع ذلك من المؤكد أن بشار خلافاً لوالده كان مضطراً، وخصوصاً في الأيام الأولى لحكمه، لأن يتشارك في السلطة مع مراكز القوى الأخرى، بما فيها النخبة الاقتصادية السياسية المتمترسة بالقطاع العام والجيش والمخابرات [6]،وهو يفتقد لأي كادر مساعد دائم.

نحن إذاً أمام نتيجة مزدوجة. فمن جهة هناك أناس يقاومون بشار ومحاولاته الإصلاحية في الاقتصاد والقطاع العام وتعج دمشق بالشائعات غير المؤكدة عن قرارات رئاسية أحبطها الحزب أو المخابرات أو النخبة[7].  وفي هذا الصدد يقول أحد أعضاء البرلمان أن بشار الأسد "مثل شارات المرور في بلدنا، فهي تحظر استخدام أبواق السيارات ومع ذلك فإن الضجة طاغية"[8]. ومن جهة ثانية فإن بشار نفسه يقاوم توجهاته الأولى لإدراكه بأن التغيير قد يهدد استقرار النظام وأن استمرار علاقة راعي- تابع قد تدعمه، ولذلك كبح توجهاته الإصلاحية وغض بصره عن هذه العلاقات.

تبدو الإجراءات الصـارمة التي أعقبت ربـيع دمشق و قرار إبطاء الإصلاح بعد الحـرب الـعراقـيــة انعكاسـاً لتسوية: عرقلة التغيير السياسي مقابل السماح بمواصلة إصلاحات اقتصادية محدودة. وكتبرير لذلك صُوِّرَت هذه الأخيرة على أنها شرط لازم للَّبرلة السياسية التالية[9].

لقد تعرقلت حتى الإصلاحات غير السياسية. فَوِفقَاً لدراسة أجرتها جامعة دمشق مؤخراً، تم منذ عام 2000 إصدار ما يقارب 1900 مرسوم وقانون وأمر إداري تحمل توقيع بشار[10] لم ينفذ إلا بضعة منها، بسبب العطالة البيروقراطية أو المعارضة الصريحة التي أبداها المسؤولون الكبار، لكن كذلك لأن هذه الإجراءات لم تكن جزءاً من رؤية إصلاحية منسجمة وشاملة.

إجمالاً كانت كثير من الإصلاحات التي دعا إليها الرئيس متواضعة نسبياً، إلا أنها لو ُنِفذَتْ لخلقت قوة دافعة خاصة بها وأعطت نتائج غير متوقعة. 

 

III. السجال حــول الإصـــلاح

أ- حاجـة ملـحة للإصــلاح

آل الاقتصاد السوري إلى حال غير منتج لابتلائه بفساد منتشر وصناعات دولة تقادم عهدها، وقطاع زراعي متقلب ومنخفض أداء ونفاد سريع للموارد النفطية ونظام تعليمي عفا عليه الزمن، بالإضافة إلى هجرة الرساميل ونقص الاستثمار الأجنبي. لقد استطاعت سورية في السابق أن تعوض عن كل ذلك عبر ما يمكن أن يسمى "عائدات السياسة الخارجية"، اي الدخل الذي درته مساعدات إيرانية في الثمانينيات وخليجية في أوائل التسعينيات (في كلتا الحالتين كانت المساعدات ثمناً للدور السوري المضاد للعراق)، ومؤخراً عبر تجارة مع العراق تنتهك العقوبات التي أقرتها الأمم المتحدة. "الناتج التصديري الرئيس في سورية هو السياسة الخارجية للنظام"[11]، أما الآن فلا وجود لصمام الأمان هذا، والأكثر من ذلك أن مصادر النفط ستنضب خلال السنوات العشر القادمة إذا ظل مستوى الاستخراج على وضعه الحالي[12].

وفيما تمثل عناصر النظام أعتى خصوم الإصلاح، فإن من الأرجح أن يكونوا أول ضحايا انعدام الإصلاح أيضا، لأن وضع الاقتصاد يقوض تدريجياً قاعدة دعم النظام. ويمثل عدم كفاية تأمين فرص العمل مؤشراً واضحاً على المشاكل التي تلوح في الأفق. فالبطالة مرتفعة وفي ازدياد مع تباطؤ النمو وانضمام ثلاثمائة ألف طالب وظيفة إلى سوق العمل كل عام[13]، فيما لا تستطيع البرامج الحكومية لتأمين الوظائف أن تتماشى مع ذلك. وتدل المشاهدات على ارتفاع تفاوت الدخول[14] مع أعداد مهمة ومتزايدة من الفقراء[15]. ولا يمكن لهذه التطورات إلا أن تؤدي إلى تآكل تأييد النظام بين الطبقات الفقيرة والفئات الدنيا من الطبقة الوسطى التي كانت من أهم الجماعات المؤيدة له. لقد أصبحت سورية في نظر هذه الفئات بلدا حيث "لا خبز ولا حرية"[16].

وبأساليب أخرى أخذت تفعل فعلها الآثار السياسية لاقتصاد يعاني من قلة المال السائل. فالانكماش الاقتصادي يقلل الرشاوى والريوع والامتيازات الاقتصادية، وبذلك يقوض قدرة النظام على كلٍ من السيطرة الاقتصادية والاعتماد على علاقة الرعاية. فلقد اعتاد النظام على استيعاب التحديات العشائرية للغلبة البعثية عبر توزيع "فرص بيزنس" وإقطاعات في مجالات جباية الجمارك وشركات النقل الداخلي وتصدير الماشية إلى السعودية. وفي منتصف 2003 أدى انخفاض عائدات هذه المصادر إلى احتدام المنافسة التي بلغت ذروتها في حرب عصابات وتصفية ثارات بين عشائر حلب التي كانت كلٍ منها مدعومة من أحد فروع المخابرات[17] مما أثار حنق السكان على النظام العاجز عن المحافظة على القانون والنظام[18].

أخيراً يمكن تلمس آثار الفساد (وفقاً للتقارير) في السياسة الخارجية: فهناك قضيتين نسبتا إلى مبادرة شخصية لمسؤولين أو أشخاص نافذين، والهدف منهما هو الكسب المالي. أولى القضيتين تزويد العراق بالعتاد العسكري قبل الحرب، وثانيتهما غض النظر عن تسلل مقاومين عبر الحدود في أعقاب الحرب. إن خصخصة السياسة الخارجية في نظام معروف بسيطرته المركزية الحازمة تثير قلقاً آخر، وخصوصاً في بيئة دولية قابلة للانفجار.

إذا حكمنا على الموضوع من خلال خطاب النظام فإن الحاجة للتغيير تصبح تدريجياً وعلى نطاق واسع حاجة مُعترف بها في الدوائر الرسمية[19]. ويبدو أن العناصر الإصلاحية تُدرك الفائدة الاستراتيجية من تعزيز المكانة الدولية لسورية، ومع ذلك لا يزال هناك وعيٌ غيرُ كافٍ بخطورة المسألة وأثرها السياسي المحتمل. إذ يبدو أن البعض يعتقد بأن احتياطي النقد الأجنبي كافٍ لدرء الأزمة الاقتصادية[20]. وقد أوضح أحد الدبلوماسيين شعور الرضا الذاتي لدى المسؤولين بقوله: "يعتمد الازدهار الاقتصادي السوري على عاملين: المطر والنفط، وحتى الآن كلا العاملين في وضع حَسَن"[21]. وفي الواقع يعني توفر الموارد المالية أن الوقت ناضج لإطلاق إصلاحات جدية حيث يمكن استخدام هذه الموارد في بناء شبكات حماية للحد من المصاعب الاقتصادية المرافقة لهذه الإصلاحات[22].

وهناك مسؤولون يرون أن من المستحيل التفكير بإصلاحٍ حقيقي لأنه يهدد مناصبهم وامتيازاتهم. وفحوى الكلام أن من الصعب إلى أبعد الحدود القيام بالتغييرات الاقتصادية الضرورية وكسر حلقة الفساد والعجز دون وجود إصلاح سياسي حقيقي بمفرداته الأساسية: المسؤولية والشفافية والمشاركة الشعبية والإعلام الحر، فهي جميعاً ستخلق الأدوات الجديدة للحكم الشرعي.

ذلك يعني أيضاً أنه كي يكتب النجاح لحركة الإصلاح (سواء ضمن النظام أو المعارضة) فإنها بحاجة لأن تصل إلى قطاع من السوريين أوسع مما هو قائم حالياً. صحيح أن معظم النقد لفشل الإصلاح يجب أن ينصب إلى تاريخه على النظام، ولكن يجب ألا تُستثنى المعارضة منه. فلقد لاحظ بعض السوريون في تفسيرهم لفشل ربيع دمشق أن الطبقة الوسطى المدينية المثقفة التي قادته ذات ارتباط ضعيف(هذا إن وجد) مع الجمهور العريض خصوصاً في المناطق الريفية، وتنطبق هذه الملاحظة بخصوص الجهود التي بُذلت بعد حرب العراق. لقد بدت الحركة في الحالتين حركة نخبوية لا تخاطب ولا تصغي إلى هموم الغالبية الواسعة من السوريين. يقول أحد نشطاء ربيع دمشق متأسفاً:

           كانت المنتديات بدايةً جيدةً ولكننا كنا غالباً نتكلم مع أنفسنا، لقد فشلنا في تقديم بديل حقيقي وواضح لسياسة النظام لذلك لم يُصغِ لما نقوله إلا القليل. ولكن ماذا تتوقع، لقد ظلوا يقتلون المجتمع  السياسي لمدة خمسٌ وثلاثون سنة والقائد العظيم كان يفكر نيابة عنا جميعاً[23].

ويعترف بعض المشاركين في ربيع دمشق بأنهم ربما اندفعوا أبعد وأسرع من اللازم، بتقديمهم مطالب قصوى أثارت رد فعل حاد.

ويقولون بأن السبيل هو إقناع مسؤولي النظام أن الإصلاحات لا تهدد بقاءهم بالضرورة[24]. واقترحت بعض شخصيات لمعارضة أن تصبح انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت في ذروة الصدامات المسلحة بين النظام والإسلاميين في أوائل الثمانينيات محَلَّ عفوٍ متبادل .

واقترح آخرون أن يحتفظ البعث بدوره المهيمن أثناء فترة الانتقال إلى النظام التعددي[25]، وبذلك تُعطى المعارضة فرصة إظهار أن بإمكانها "التصرف بمسؤولية"[26]. ودعا بعض البعثيين الإصلاحيين إلى قسم الحزب إلى جزئين كخطوة أولى نحو تعددية مضبوطة[27].

 

ب- المـخـــاوف

حين يُلَح على المسؤولين السوريين بضرورة الحاجة إلى تسريع التغيير الاقتصادي و، بالأخص، السياسي، يوردون عدداً من المخاوف[28]، وهي مخاوف ينبغي أخذها على محمل الجد مع أن بعضها مُختَلَق وبعضها الآخر مبالغ فيه، إذ يُحِسُ بها حقاً كثيرون حتى من ضمن حركة الإصلاح:

1- الخطر الإسلامي

يمثل استيلاء الأصوليين الإسلاميين على السلطة حجة يتكرر طرحها أمام المطالبة بانفتاح النظام السياسي[29]. 

وغالباً ما تُطرح مخاوف من هذا النوع أمام الجمهور الغربي. ويعبر عنها أحد مستشاري بشار المقربين كما يلي: "الإسلامية خطرٌ حقيقي يهدد المجتمع السوري، والحجاب الشرعي منتشر في كل مكان. على الغرب أن  يساعدنا في مواجهة هذا الخطر، ولن تؤدي الديمقراطية إلا إلى تعبئة هذه القوى"[30]. لهذه الحجة وزنها لدى بعض الدبلوماسيين الأمريكيين والأوربيين الذين يرون في النظام العلماني متراساً ضد ما هو أخطر، أي استيلاء الإسلاميين المتطرفين على السلطة[31].

لاشك أن ذكريات المواجهات مع الإسلاميين لا تزال حية لدى كثير من السوريين، كما لا يمكن أنْ ننكر أنَ المجتمع السوري أصبح مؤخراً أكثر إسلاميةً، دلائل ذلك ازدياد عدد النساء المحجبات وعدد المساجد المبنية حديثاً وانتعاش سوق الأدب الإسلامي والنمو الكبير في عدد المنظمات الخيرية الإسلامية ، وفي عدد حضور الدروس القرآنية غير الرسمية[32]، غير أن الإسلامية السياسية تفتقد لأي بُنى تنظيمية فعالة، إذ لم يًسْتَعِدْ الإخوان المسلمون عافيتهم بعد محنة أوائل الثمانينيات، وبعد أن فتكت بهم الصراعات المديدة على القيادة واضطرارهم إلى اللجوء إلى المنافي وعقوبة الإعدام المُسَلَطة على أعضائهم[33].

ويدعي الإخوان المسلمون العاملون بين الأردن والعواصم الأوربية أن لديهم "آلاف الأعضاء" ولكن جميعهم خارج سورية[34].

وهناك أقوال بأن لدى الإخوان احتياطي ضخم من المتعاطفين الكامنين خصوصاً بين الفئات الدنيا من الطبقة الوسطى السُنيّة، وقد وصفهم أحد قادة المعارضة العلمانية بأنهم لا يزالون "الأكثر صدقية" بين قوى المعارضة السورية[35]. ذلك رأي يردده بعض القادة الدينيين، ويمكن تفسيره جزئياً بهَوس النظام بإدانة هذا الحزب منذ الثمانينيات، يتذكر أحد المُعلمين: "عندما كَبِرْتُ كنا نُجبَرْ في المدرسة على إطلاق الشعارات ضد الإخوان المسلمين، دون أية فكرة عَمَّنْ يكونون وإلامَ يدعون، وبدأنا نحبهم لأن النظام هو الذي يجعل حياتنا بائسة"[36].

ويبدو أن القاعدة الاجتماعية للإخوان المسلمين قد تغيرت مع مرور الوقت من "طبقة البيزنس" إلى محرومي المدن والقرويين المدينيين والتجار، وفي النتيجة أصبحت هذه القاعدة شبيهة بأصول البعث الاجتماعية. وقد لاحظ أحد مستشاري بشار أن الإخوان المسلمون صاروا "إلى حد كبير نسخة عن البعث"[37] عبر تَغيُر قاعدتهم الاجتماعية وانتقالهم ايديولوجياً من الالتزام بالسوق الحر إلى مناصرين شعبويين لسيطرة الدولة.

ولكن الاعتقاد بأن انفتاح النظام يمهد الطريق لصيغة متطرفة عنيفة من الإسلامية يطرح عدة أسئلة. صحيح أن الانتخابات الحرة الفورية قد تقود فعلاً إلى عدم الاستقرار، وبالتالي لا أحد ينصح بها، إلا أن صعود الإسلامية في سورية يتغذى تحديداً من انعدام الفرص الاقتصادية والطبيعية المغلقة للنظام السياسي وغياب التمثيل الديمقراطي. فجميع هذه العوامل تدفع السوريين إلى البحث عن أقنية تعبير وأشكال مساعدة اجتماعية بديلة، وهناك أيضاً كثير من التطورات الهامة في تعزيز جاذبية الإسلامية بما فيها تحديداً الغضب الشعبي تجاه السياسة الأمريكية.

علينا ألا نغض الطرف عن الوضع الداخلي فالتركيبة الناجمة عن اجتماع الغضب الشعبي مع العوامل السابقة قد تكون قابلة للانفجار: "لا شك أن الأَسلَمة تلقت دفعاً من السياسة الأمريكية في العراق وكذلك من الانحياز الأمريكي للإسرائيليين. ولأن الناس غير قادرين على التعبير عن أنفسهم بحرية تجدهم يتحولون بغضبهم إلى الدين"[38]. وفي هذا الخصوص "رغم أن الإسلاميين يفتقدون التنظيم السياسي المشروع إلا أنهم يستخدمون البنية التحتية الدينية بكاملها بما فيها المساجد والمؤسسات الخيرية التي تسمح لهم بنشر تأثيرهم والتمهيد للنشاط السياسي في المستقبل"[39]. ومن الأمثلة على ذلك التعليم الديني غير الرسمي الذي يُعتَقد بأنه يضم عشرات آلاف السوريين - معظمهم من النساء- ومن المستحيل على المخابرات أن تضبطه كلياً، فهو يوفر للسوريين مجالاً نادراً لنقاش علني للقضايا الحساسة سياسياً، وهو في الوقت نفسه مِصَدٌّ للفقر إذ يُنشىء المساهمون صناديق مشتركة يستدين منها كلُ بدوره.

ومع دلائل انتشار هذه الظاهرة يُقال بأن المخابرات اعتقلت بعض ممن يحضرون الدروس الدينية لتخويف الآخرين[40]. ويبدو أن هامش المناورة المتاح للنظام أخذ بالضيق مع انتشار مدرسين دينيين مشهورين من أمثال منيرة القٌبَيسي التي أصبحت نجمة حقيقية في بعض أوساط السكان[41]. 

إلى ذلك فأن النظام ورغم إيديولوجيته العلمانية سعى منذ أوائل الثمانينيات إلى استيعاب الخطاب الديني كوسيلة للتعويض عن هشاشة تأييده الشعبي. وقد سبق تجريب هذه الاستراتيجية من قَبل في الجزائر ومصر وكان لها نتائج عكسية، إذ شجعت على تدين لا ترضى عته الحكومات وأدت إلى تعزيز الإسلام المتطرف دون أن تزيد في تأييد النظام.

لقد تلقى الشيخ أحمد كفتارو دعماً مالياً كبيراً مكنه من نشر نسخة محافظة من الإسلام السني عبر عدد كبير من مدارس تعليم القرآن والمساجد والمراكز الدينية[42]، حتى أن بعض مسؤولي البعث أنفسهم سعوا إلى إبراز إيمانهم الديني "مشكلين حركة جديدة داخل النظام، حركة إسلامية غير أنها مؤيدة للوضع القائم"[43].

يبدو النظام قلقاً بشكل خاص من الأشكال المعتدلة من الإسلام السياسي خوفاً من أن تتحول إلى منافس سياسي قوي[44]، ولذلك تم فصل عدد من الأئمة أو نقلهم إلى مناطق بعيدة لقيامهم بمشاريع محلية أو لانتقادهم النظام في خطب صلاة يوم الجمعة[45]. وفي نيسان 2003 تم اعتقال 24 شخصاً بادروا وفقاً للقيم الإسلامية إلى تنظيف الشوارع وترحيل القمامة من أحيائهم في داريّا بالقرب من دمشق، وصوروا هذا النشاط على أشرطة الفيديو ليجعلوا منه مثالاً للآخرين[46]. وبالمثل رفض النظام طلبات إسلاميين معتدلين منهم،سعيد رمضان البوطي لإنشاء أحزاب سياسية. وفي هذا الصدد يُحذّر مصدر مقرب من الحكومة من أن النظام بكبته وسائل التعبير السلمي للإسلام السياسي يلعب بالنار:

          يرتفع عداء أمريكا تماماً في كل قطاعات المجتمع، وعندما يمتزج مع الأسلمة التدريجية في سورية يصبح تـحول هذه المشاعـر إلى الأشكال الجهادية العنيفة مسألة وقت. وفي مواجهة هذا التهديد يقدم النظام عـدة تنازلات، مثل القبول بالهجوم الكلامي على الولايات المتحدة في المساجد وبذلك يجعل الوضع أسوأ، يتمثل الموقف الحصيف بالسماح للمجموعات الإسلامية المعتدلة بـالدخول إلى البرلمان والحكومة لتوجيه هـذه الطاقة بشكل سلمي[47].

يتعلق كثير من الحوار الدائر في سورية حول التهديد الإسلامي بطبيعة الإخوان المسلمين، الذين يتحملون مسؤولية أعمال رهيبة في أوائل الثمانينيات، ثم جرى قمعهم على يد النظام، ولا يزال البعث يرى الإخوان خصماً عنيفاً ينوي فرض نظام ديني متطرف، وقد عُقدت محادثات بين النظام والإخوان في منتصف التسعينيات بعد أن سُمحَ لقائدهم المؤسس عبد الفتاح أبو غدة بالعودة إلى سورية.

ولكن المفاوضات الهادفة للسماح بعودة عناصر الإخوان باءت بالفشل[48]. حاول الإخوان عبر تصريحاتهم وبرنامجهم السياسي أن يبددوا صورتهم السابقة، فتوقفوا عن الإصرار على حقهم باستخدام العنف، وكفوا عن الدعوة إلى تطبيق الشريعة وأعلنوا تبنيهم لمبادىء ديمقراطية.

كما كفوا عن اللعب العلني بالورقة الطائفية لتعبئة السُنّة ضد العلويين، ذلك اللعب الذي ارتد عليهم سلباً في الثمانينيات. ويعتقد رياض الترك مع عدد من أعضاء المعارضة العلمانية أن الإخوان:

           بلغوا حداً من النضج السياسي، وهم مستعدون للقبول باللعبة الديمقراطية. طبعاً يوجد ضمنهم ميول أكثر تطرفا ًولكن يمكن استيعابها ضمن المنافسة والتعددية السياسيتين. دائماً يطغى الإسلاميون في المراحل الانتقالية لأنهم الأفضل تنظيماً، فلديهم المساجد ولا يحتاجون للعمل تحت الأرض كباقي القوى السياسية، ولكني مقتنع أن مكانتهم ستتراجع ما أن تطبق الديمقراطية[49].

بينما يرى آخرون أن سورية هي بالفعل في مرحلة ما بعد الجزائر، أي أن التجربة المريرة للثمانينيات أضرت النظام ولكنها أيضاً شوهت سمعة الدولة الإسلامية "حتى في حماه التي شهدت أسوأ وحشية للنظام، يلوم الناس الطرفين كليهما على الأحداث المأساوية"[50].

على النظام أن يقوم بدوره في استيعاب القوى الإسلامية الأكثر اعتدالاً عبر إصدار عفو عن النشطاء السياسيين مثلاً، بمن فيهم عناصر الإخوان الذين لم يشاركوا في أعمال العنف[51]. ولكن الإخوان أيضاً بحاجة لاتخاذ خطوات، فهم حتى الآن لم يقبلوا بأن يتحملوا علناً مسؤولية نصيبهم من أعمال العنف في السبعينيات وأوائل الثمانينيات[52]. ولا يزال غامضاً فيما إذا كانوا يسعون لمعاقبة النظام على انتهاكات حقوق الإنسان التي تعرض لها أعضاؤهم وبذلك يُغذون المخاوف داخل النظام[53]، كما يجب عليهم أن يوضحوا بشكل قاطع التزامهم باللاعنف والديمقراطية واحترام حكم القانون وأنهم يرفضون العمليات الثأرية.

           2-النزاع الطائفي والإثني

نادراً ما تُناقش الطائفية بشكل علني[54]، فالمعارضة حذرة في التعامل مع هذه المشكلة. "المسألة الطائفية غائبة عن خطاب المعارضة، يتعلق ذلك  إلى حد كبير بالخوف من رد فعل النظام ولكنه يعكس أيضاً رغبتها في عدم تخريب الوحدة الوطنية"[55].

مع ذلك تظل التوترات والمخاوف ملموسة تحت السطح. فالعلويون المقربون من النظام يخشون من ارتداد طائفي عند حدوث التغيير السياسي، ويتساءلون عن مستقبلهم في بلاد تسيطر عليها السُنّة، إذ لا تزال حية ذكريات الحملة العنيفة التي شنها الإخوان ضد العلويين حيث وصفوهم"كُفّار"[56].

 إلى أي حد ثمة أُسُس حقيقية لهذه المخاوف؟ ذلك ليس واضحاً، فقد لاحظنا سابقاً أن الخطوط الفاصلة بين السُنّة والعلويين ليست مرسومة بشكل واضح، كما نجح النظام نسبياً في استيعاب ودمج السُنّة في الجيش وبيروقراطية الدولة وطبقة "البيزنس", وعندما يُطرح هذا السؤال على المعارضة تسارع إلى نفي أي توقع بحدوث نزاع طائفي بدعوى أن العلويين (كطائفة) ليسوا في السلطة:

            ليس العلويون مَنْ يستخدم السلطة بل أولئك الذين في السلطة هم الذين يستخدمون العلويين. لقد بنى النظام حوله مجموعة مركزية ينتمي أعضاؤها إلى طائفة واحدة وخصوصاً في الأجهزة الأمنية والإستخبارية، ولكن هؤلاء لا يمثلون العلويين ككل. والواقع أن جميع المجموعات الدينية ممثلة في النظام إلى هذا الحد أو ذاك[57].     

  ويردد وجهة النظر هذه أيضاً هيثم المالح، وهو ناشط حقوق إنسان إسلامي: "إنها ليست حالة طائفة تحكم بل مجموعة تستخدم مجموعة طائفية لِتَحكم"[58]. 

ويلاحظ السوريون أيضاً أنه كما للنظام حلفاء أقوياء ضمن الطائفة السُنّية لديه كثير من المعارضين العلويين، يشرح أحدهم: "لا يحكم العلويون سورية. نحن جميعاً نعيش تحت نفس النظام ونسبة العلويين بين السجناء السياسيين السورين أكثر من نسبتهم في المجتمع بكثير"[59]. وفي هذه النقطة أيضاً على الإخوان المسلمين أن ينأوا بأنفسهم بشكل واضح عن سلوكهم السابق[60].

 من منظور بعض المسؤولين للّبرلة السياسية نتيجة أخرى غير مرغوبة هي مطالب الأكراد بالحكم الذاتي أو حتى الاستقلال (يشكل الأكراد حوالي 10% من عدد السكان). فخلال حرب العراق بدا البعض في النظام كأنه يخاف المثال الذي ضربه كُرد العراق. ويقال بأن المسؤلين حثوا القادة الأكراد على إعلان معارضتهم للغزو الأمريكي، وتم اعتقال عدد من الأكراد وقمع مظاهرة كردية قبل وأثناء وبعد الحرب[61]، وقد اتهم بعض عناصر المعارضة السورية أكراد سورية بأنهم يعتنقون "قراءة شوفينية للتاريخ"[62].

مثل نظائرهم من السُنّة أصبح عدد من القادة الأكراد الذين يتمتعون بشعبية وأتباع حقيقيين جزءاُ من مؤسسات الدولة، وأبرز مثال هنا الشيخ كفتارو كبير المُفتين. لدى الأكراد مظالم عدة -منها حرمان 200 ألف شخص كردي وذراريهم من الجنسية السورية عام1962 [63]، والحظر الحكومي لّلغة والثقافة الكردية، والمضايقات والاعتقالات التي يتعرضون لها عند تنظيم النشاطات الثقافية مثل احتفالات النوروز. وبغض النظر عن آراء أقلية في المنفى فإن معظم الأكراد السوريون لا يرددون مطالب نظرائهم العراقيين ويحصرون مطالبهم ضمن إطار حقوق المواطنة المتساوية[64]. لابد أن إبعاد النشاط الكردي عن المطالب القومية [الانفصالية] أمر ممكن، ولكنه يتطلب شيئاً مختلفاً عن الطريقة القاسية التي يتناول بها النظام هذه المسألة[65].

وعد الرئيس بشار بإجراء تحسينات في وضع الأكراد، وفي آب 2002 قام بزيارة لا سابق لها إلى محافظة الحسكة ذات الأغلبية الكردية، ويقال انه وافق حينها على أن إحصاء 1962 كان "خطأً كبيراً"[66]؛ وتبقى الخطوات العملية مطلوبة.

        3-الخوف من الاضطراب السياسي 

إحدى أقوى الحجج ضد الإصلاح الاقتصادي أنه ينطوي بالتأكيد على مضاعفات اقتصادية اجتماعية فورية ومؤلمة مثل ازدياد البطالة والفقر. فالإصلاح يعني تخفيض عدد العاملين في مشاريع الدولة[67]، وغالباً سترتفع أسعار الغذاء مع رفع الدعم وتحديد الأسعار، ولكن تجنب الإصلاحات الضرورية سيؤدي فقط إلى تأجيلها حتى لحظة محفوفة أكثر بالمخاطر، أي عندما لا تتوفر إلا موارد أقل لتمويل شبكة الحماية. ويجب صد الصدمة الاقتصادية بتكثيف برامج تأمين الوظائف، وهي برامج يجب على المجتمع الدولي أن يساهم في تمويلها. وفي الوقت نفسه فإن إجراءات مكافحة الفساد والتعارض بين الدولة والقطاع الخاص مترافقة مع خطوات لزيادة الفرص التجارية أمام الأعمال الصغيرة والمتوسطة سوف تساعد في تحسين التنافسية وإعادة توزيع الدخل. وإذا حدث الإصلاح ضمن مناخ تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة حسب ما يدعو إليه تقريرICG الأخير، فسيمكن تدعيم الاقتصاد بازدياد موارد السياحة وبفتح السوق العراقية أمام المنتجات القادمة من القطاعات الخدمية والصناعية ذات العمالة الكثيفة في سورية[68].

يتبــــع


[1] ICG : مقابلة مع مخرج سينمائي سوري. دمشق، 30 نيسان 2003. 

[2] مقابلة مع عضو في المعارضة السورية، دمشق، نيسان 2003. 

[3] راجع: Joseph  Bahout: “Les Entrepreneurs Syriens. Economie, Affaires et Politique”, Cahiers du CERMOC, N° 7, Beirut  1994.

[4] ICG مقابلة مع رجل أعمال سوري كبير  دمشق  نيسان 2003. وعلق نبيل سكر: "لن توصلنا الاصلاحات المترددة إلى شيء فإما أن يكون لديك اقتصاد اشتراكي من الطراز القديم أو باقتصاد رأسمالي حديث". مقتطف من:

National Review, 2 December  2002

[5] راجعVolker Perthes, Syria Under Bashar al-Assad : Modernization  and  the Limits of Change, ( London, Adelphi, Paper, Forthcoming)

[6] Volker Perthes in “Emerging Syria 2002”, part of  the Emerging Markets Series, prepared by the Oxford Business Group, pp. 28-29.

[7] كمثال توضيحي لقدرة النظام السوري على إحباط الإصلاحات السياسية أشار المراقبون إلى تراجع بشار عن وعدٍ قطعه في حزيران 2003 بإصدار عفو شخصي عن أعضاء المعارضة العائدين من المنفى. ووفقاً لتقارير مختلفة أحبطت الأجهزة الأمنية هذه الخطوة. ICG: مقابلة مع صحفي سوري ومحلل سياسي مقرب من النظام والمعارضة، دمشق و لندن، أيلول 2003. مثال آخر عن خلافات داخلية مزعومة، ما يتعلق بالقرار 408 الذي أصدره بشار وتبنته القيادة القطرية في حزيران 2003، ويدعو إلى الفصل بين المؤسسات الحزبية والسياسة اليومية للدولة. وقد رأى كثيرون أن القرار محاولة من بشار لتمهيد الطريق أمام تعيين عدد أكبر من غير الحزبيين في المناصب الحكومية. غير أن الوزارة الجديدة التي تشكلت بعد شهرين من إعلان بشار عن نيته بتعيين حكومة إصلاحية ضمت بعثيين أكثر، وخَلَتْ من بعض المقربين إليه مثل راتب الشلاح رئيس غرفة التجارة والصناعة، وكذلك الاقتصادي نبيل سكر. وكانت قد راجت شائعات عن اختيار أحدهما رئيساً للوزراء. ICG: مقابلات مع دبلوماسي أوربي ومراقبين سوريين. دمشق، أيلول، 2003. راجع أيضاً تحليل محمد جمال باروت في أخبار الشرق، 13 تشرين الأول 2003 .

[8] ICG مقابلة، دمشق، آب 2003.

[9] حسب تصريح لعبد الحليم خدام "جَرَّبَ الأوربيون الديمقراطية الحقيقية فقط بعد تلبية الحاجات الاقتصادية للمواطنين ... وبما أنه ليس هناك نضج اقتصادي في سورية فلا يمكن أن يكون هناك  ديمقراطية"، مقتطف، الحياة10،  تموز 2001.

[10] ICG مقابلة مع آكاديمي سوري، دمشق  تموز  2003. أحد الأمثلة عن القرارات التي كان مصيرها الإحباط، القرار القاضي بإعادة الأراضي التي يستثمرها مزارعو الدولة إلى مالكيها الأصليين. ووفقاً لروايات عدة، عارضت وزارة الزراعة ذلك بحجة أن الدولة تمتلك هذه الأراضي منذ قرابة 40 عاماً، وأن مزارعي الدولة "حزبيون جيدون " ويقال أن القرار أُلغي لكثرة ما أثار من الجدال.ICG   مقابلات في دمشق، تموز  2003. راجع أيضاً  Volker Perthes, Syria Under Bashar al-Assad , op. cit

[11] ICG مقابلة مع آكاديمي سوري، دمشق،  تموز 2003.

[12]  للإطلاع على تقديرات احتياطيات النفط السورية، راجع: U.S. Department of Energy, EIA,”Country Analysis Brief :Syria”, March2003.   . وللإطلاع على مناقشة حديثة للأزمة الاقتصادية السورية، راجع نبيل سكر: السفير 14و16 حزيران 2003؛ هنادي سلمان، السفير31 تموز 2003؛ حسين القاضي: "الاصلاح الاقتصادي في سورية إلى أين؟"، دمشق 2002.

[13]  تتفاوت التقديرات الرسمية، ولكن البعض يرى أن البطالة وصلت إلى 15% في 2003. راجع صحيفة تشرين، 7 أيار  2003. وللإطلاع على مناقشة للإحصائيات الرسمية: راجع محمد الرفاعي في صحيفة تشرين 18 آب 2003. وحسب التقديرات المستقلة تقارب نسبة البطالة 20%. انظر أيضاً ICG مقابلة مع نبيل سكر، دمشق، تموز  2003، ومع الاقتصادي اللبناني كمال حمدان في بيروت أيلول 2003 .

[14]يعتقد  أن قرابة 5% من السكان يحوزون حوالي 50% من الدخل الوطني. انظر فولكر بيرتس: سورية في ظل بشار الأسد، مرجع سبق ذكره.

[15] تتراوح التقديرات غير الرسمية للفقراء بين 25% و 60% من عدد السكان. راجع: هنادي سلمان، السفير، 31 تموز 2003. وفيوليت داغر "مقدمة" في تحريراللجنة العربية لحقوق الإنسان المذكور سابقاً ، عامر محمود "الاقتصاد بين الواقع والآفاق" في تحرير اللجنة العربية لحقوق الإنسان  مذكور سابقاً

[16] Alan George, Syria, op. cit.  .

[17] عشيرتا برِّي وحميدة، حيث قُتل عدة أشخاص في وضح النهار على ما قيل . ICG مقابلات في حلب 2003.

[18] "بعد اندلاع النزاع العشائري في الشوارع أدرك الناس أن نفوذ الحكومة آخذ في الانحسار، فتملكهم الغضب واعتنقوا الشعارات الإسلامية التي تدين السلطات المحلية والفساد والعجز"، المصدر السابق.

[19] نشرت جريدة Dailg Star  اللبنانية على نفقة الدولة السورية ملفاً بعنوان:

“Syrian Arab republic: A New, Prodactive Direction

وأكد الملف على منافع اللبرلة الاقتصادية وعلى إمكانيات سورية الواسعة أمام المستثمرين الأجانب راجع  

The Daily Star, 22 April 2003

للإطلاع على توجه الحكومة نحو الإصلاح راجع الجمهورية العربية السورية "الخطة الخمسية التاسعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للسنوات 2001- 2005"  دمشق ،  آذار  2002 .

[20] يقدر احتياطي النقد الأجنبي في سورية بـأربعة عشر بليون دولار أمريكي على الأقل، ولكنها آخذة بالتضاؤل (كانت ثلاثة وعشرون بليون ونصف البليون دولار أمريكي عام 2002). ICG مقابلات مع اقتصاديين سوريين وأجانب، دمشق وبيروت، آب  2003، والرقم العائد لعام 2002 مأخوذ من إحصائيات المكتب المركزي للإحصاء لعام 2002.

"مع احتياطي بهذا الحجم وسياستها المالية الصارمة استطاعت سورية أن تنفذ برنامج صندوق النقد الدولي بدون صندوق النقد الدولي" ICG  مقابلة مع اقتصادي أجنبي ، بيروت  تشرين الأول  2003 .

[21] ICG مقابلة، دمشق، كانون الأول 2003.

[22] حسب قول دبلوماسي في دمشق: "خلال خمسة أو ستة أعوام أخرى قد يكون الوضع مختلفاً جداً"، ICG مقابلة، دمشق كانون الأول 2003.

[23] ICG: مقابلة مع شخصية من المعارضة السورية، دمشق 22 تموز 2003.

[24] ICG: مقابلات مع شخصيات سورية معارضة في دمشق ولندن، تموز- كانون الأول 2003. راجع أيضاً برهان غليون: "الاختيار الديمقراطي في سورية" (دمشق 2003) ص 154.

[25] يقول يوسف الفيصل، الأمين العام للحزب الشيوعي الشرعي: "كان بعض قادة المنتديات متطرفين جداً وطرحوا تغيير النظام أو الدستور، المادة الثامنة مثلا [التي تنص على الدور القيادي للبعث في الدولة والمجتمع]. وأدى هذا التطرف إلى رد فعل مشابه من جهة حزب البعث". مقتطف من هنادي سلمان، النهار 31 تموز 2003.

[26] ICG: مقابلة مع شخصية سورية معارضة، دمشق، كانون الأول 2003.

[27] ICG: مقابلة مع عضو في حزب البعث، دمشق، كانون الأول 2003.

[28] للإطلاع على مناقشة طريفة لمخاوف النظام، راجع: غليون، المصدر المذكور. الكتاب متوفر في مكتبات دمشق رغم أنه محظور رسمياً.

[29] أخبر نائب الرئيس عبد الحليم خدام نشطاء المجتمع المدني عام 2001: "لن نسمح لكم بتحويل سورية إلى جزائر أخرى". مذكور في "الحياة"، 19 شباط 2001. وأيضاً ICG: مقابلة مع مسؤول سوري رفيع، دمشق، أيار 2003.

"إذا حدثت انتخابات في سورية فهناك احتمال كبير أن نجد أنفسنا في وضعٍ مثل الوضع الجزائري، إن الأمريكيين قِصار النظر".

[30] 113ICG : مقابلة، دمشق 23 نيسان 2003

ICG114: مقابلات، دمشق، تموز 2003.

[32] مقابلات أجرتها  ICG مع صحفيين سوريين ونشطاء سياسيين وائمة جوامع في دمشق، تموز – أيلول 2003. أنظر أيضا هنادي سلمان في السفير، 29 تموز 2003؛ ثناء الإمام في النهار، 23 تموز 2003؛ شعبان عبود في النهار، 30 ايلول 2003؛ "سابقا كان الناس ابلذين يصومون عرضة للسخرية، اليوم بات الأمر معكوسا". مقابلة أجرتها ICG  في دمشق، تشرين الثاني، 2003.

[33] للإطلاع على الانقسامات بين الإخوان المسلمين بعد 1982 راجع: أنور عبد الهادي أبو طه وآخرين: "الأحزاب والحركات والجمعيات الإسلامية" دمشق 2000، ص 296 وما تلا. 

[34] ICG مقابلة مع المراقب العام للإخوان المسلمين السوريين علي البيانوني، لندن 28 حزيران 2003.

[35] ICG مقابلة مع رياض الترك، دمشق، 22 نيسان، 2003. وأيضاً مقابلة مع أحد الأئمة، دمشق، أيلول 2003.

[36] ICG مقابلة، حلب، آب 2003.

[37] ICG مقابلة، دمشق، آب 2003.

[38] ICG مقابلة مع صحفي سوري، دمشق، تشرين الثاني 2003.

[39] ICG مقابلة مع معارض سوري، تموز 2003.

[40] ICG مقابلة مع إمام بارز، دمشق، أيلول 2003.

[41] المصدر السابق. 

[42] للإطلاع على تعاليم ومؤسسات كفتارو الإسلامية راجع:

Annabelle Boettcher,Syrische Religionspolitik unter Assad(Karlsruhe1998) وأكدّ محمد شحرور وهو مفكر إسلامي ليبرالي مثير للجدل على الخطر الذي تمثله المؤسسة الدينية المحافظة التي ترعاها الدولة . ICG مقابلة،دمشق تموز 2003

[43] ICG مقابلة مع ناشط سوري، دمشق، تموز  2003. أكثر من ذلك تم السماح لمجموعة جهادية يقودها الشيخ أبو القعقاع بعقد تجمهرات ومسيرات ذات طابع عسكري ترتدي زياً أسوداً موحداً في حلب، وبعد تقارير عن اختراق المخابرات السورية لها منيت هذه المجموعة بالفشل. CG  مقابلات، دمشق-حلب، تموز-آب 2003. ترى عدة مصادر أن النظام سمح بهذه الحركة وربما شجعها حتى يتعَرّف على العناصر المتطرفة التي قد تشكل تنظيماتها السرية الخاصة في غير هذه الحالة.

[44] اتخذ النظام اجراءات قمعية تجاه ما تسمى المجموعات الجهادية مثل حزب التحرير.ICG  مقابلات مع محللين سياسيين ونشطاء في المنظمات غير الحكومية دمشق، آب  2003 .وهؤلاء يمثلون العدد الأكبر من السجناء السياسيين في سورية، راجع فصل سورية في "تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2003".

[45] ICG مقابلة مع أحد الأئمة، دمشق، أيلول 2003.

[46] ICG مقابلات مع مراقب وناشط حقوق إنسان سوري، دمشق، تموز 2003. أفادت جمعية حقوق الإنسان في سورية إحدى عشر عضواً من المجموعة حوكموا أمام المحكمة العسكرية دون دفاع مناسب وتلقوا أحكاماً بين ثلاثة وأربعة أعوام بتهمة المشاركة في مظاهرات غير مشروعة. راجعHRAS Newsletter, January  2004. 

[47] ICG مقابلة، دمشق، كانون الأول 2003.

[48] حسب المراقب العام للإخوان المسلمين علي البيانوني كانت العقبة الكبيرةهي موقف النظام الرافض للعفو العام والذي أصر على دراسة كل حالة بذاتها يلي ذلك أن يقوم عضو الإخوان العائد بإعلان توبته عن الجرائم السابقة. .ICG مقابلة مع علي البيانوني لندن 28 حزيران 2003.  جادل النظام في إخلاص الإخوان في تأكيدهم على أنهم يريدون أن يصبحوا تنظيماً ديمقراطياً سلمياً مدعياً أن وراء هذا التوجه أسباباً تتعلق بالتكتيك أو نقص الموارد المالية انظر مثلاً: شعبان عبود في النهار، 7 أيلول 2002.

[49] ICG مقابلة مع رياض مع رياض الترك 23 نيسان 2003. علق أحد مساعدي كفتارو: "في مرحلة ما قد يكون الإخوان مرشحون لتشكيل حزب، وربما تحت اسم آخر" ICG  مقابلة، دمشق، آب 2003.

[50] ICG مقابلة مع معارض سوري، بيروت، تموز 2003.

[51] ادعى أحد مستشاري بشار أنه يدعو لهذا الموضوع، وإلى الآن عبثاً، ICG  مقابلة، كانون الثاني 2004.

[52] في مقابلة مع ICG خطا البيانوني خطوة في هذا الاتجاه: "لم نبدأ بالعنف، لقد كان رداً على إرهاب النظام، ولم نستطع أن نعزل أنفسنا عن المشاعر الشعبية آنذاك، ولكن، نعم كان من الخطأ التورط بالعنف". ICG مقابلة، لندن، 28 تموز 2003.

[53] اعترف البيانوني أن البعض في النظام يخافون مما قد يصيبهم عند عودة الإخوان ضمن عملية الإصلاح: "ولكن الشعب السوري يجب أن يقرر ما نفعل حيال الماضي، إذا دعا ضحايا النظام إلى مقاضاة هؤلاء في المحاكم فلن نمنعهم". المصدر السابق.

[54] راجع برهان غليون: "الاختيار..."، المرجع المذكور سابقاً، ص 142 وما بعد.

[55] ICG  مقابلة مع رياض الترك، مرجع مذكور سابقاً.

[56] راجع:Hans G. Lomeyer, Opposition und Widerstand, op. cit., pp. 199-200, 269, 278 . 

[57] ICG مقابلة، دمشق، نيسان 2003.

[58] ICG مقابلة، دمشق، نيسان 2003.

[59] ICG مقابلة، دمشق، نيسان 2003.

[60] عند سؤال البيانوني قائد الإخوان المسلمين عن المسألة الطائفية لامَ النظام لأنه "يحكم كأقلية"، مضيفاً " أننا نحن الأغلبية". ثم ادعى أن للإخوان المسلمين علاقات ممتازة مع عناصر المعارضة غير السُنّية. ICG مقابلة مع علي البيانوني، لندن، 28 حزيران 2003.

[61] ICG مقابلة مع ناشط حقوق إنسان سوري دمشق تموز  2003. راجع أيضاً: 

The Human Rights Association in Syria, “The Effect of Denial of Nationality on the Syrian Kurds”, Damascus, November 2003, p. 10

[62] راجع أكرم البني، الحياة 24 أيلول 2003؛ وطرح شمعون دنحو اتهامات مماثلة في أخبار الشرق،  13 تشرين الأول 2003. ادعى دنحو أن أكراد سورية نتيجة لأحداث العراق أخذوا يستخدمون أكثر فأكثر مصطلحات مثل"غرب كردستان" و"كردستان سورية" وهم يشوهون التاريخ السوري ويجعلونه كردياً.

[63] أهمل إحصاء عام 1962 في الجزيرة عمداً تسجيل 200 الف كردي في محاولة لتعريب المنطقة، وحُرمَ هؤلاء المكتومون الكرد من حقهم في التصويت والملكية وتسجيل الزواج والحصول على جواز سفر. راجع 

Human Rights Watch, “Syria: The Silenced Kurds”,October 1996, The Human Rights Association in Syria, “The Effect of Denial of Nationality”, op. cit.

[64] احدى المجموعات الكردية في المنفى، "منظمة كردستان الغربية"، تصر على الاستقلال الكامل ضمن كردستان الكبرى. وقد رفضت فكرة أن يرضى الأكراد بمعاملة متساوية مع مواطنيهم الآخرين قائلة: "لا يستطيع الأكراد في سورية أن يعبروا عن آرائهم بحرية".ICG    مقابلة، لندن، تشرين الأول 2003. أما برنامج الحقوق المدنية فقد أوضحه جيداً فيصل يوسف قائد الفرع السوري للحزب التقدمي الكردي. راجع النهار، 8 آب 2003.

[65] في حزيران 2003  تم اعتقال ثمانية من ناشطي حقوق مدنية أكراد بعد التظاهر أمام مبنى الـUNICEF في دمشق وسيحاكمون في شباط 2004. وهناك نشطاء كرد آخرون تم اعتقالهم في مظاهرة مشابهة في كانون الأول 2002، وهم موقوفون في السجن الانفرادي. راجع:

Amnesty International, “Syria: Kurdish Prisoners of conscience must be released immediately”,

9 January  2004 

[66] مقتطف من قِبَل فيصل يوسف، في النهار، 8 آب 2003.

[67] يرى رجل أعمال أوربي مقره سورية بأن الإصلاحات ستكون "مؤلمة جداً، فشركات الدولة التي تُشَغِل كل منها 5000 شخص ستحافظ على 400 منهم فقط، لا يمكنك تنفيذ إصلاح دون أن تأخذ ذلك بالحسبان؛ تلك هي النقطة الهامة". ICG مقابلة، تموز 2003.

[68] ICG مقابلات مع اقتصادي سوري وآكاديمي سوري، دمشق، تموز 2003.

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ