ـ |
ـ |
|
|
|||||||||||||||
سورية
إسلامية ليست
احتمالاً راجحاً الديلي ستار: بيروت ميشيل جاكوبسون:
باحث كبير في معهد الشرق الأدنى. لقد أصبحت جماعة الإخوان
المسلمين المحظورة مسموعة بشكل
متزايد مؤخراً في انتقادها
لنظام الرئيس بشار الأسد. ففي
وقت سابق، على سبيل المثال،
طالبت بتنظيم انتخابات حرة،
وإلغاء حالة الطوارئ، وإنهاء
المحاكمات الخاصة، محذرة من أن
حزب البعث الحاكم سيتحمل
المسؤولية منفرداً عن الخراب
الذي ستعانيه البلاد إذا لم يلق
بالاً إلى هذه الدعوة. إن موقف الإخوان المسلمين
العدواني، مرفقاً مع التطورات
في لبنان والتقارير بأن
الولايات المتحدة قد أجرت
محادثات مع شخصيات المعارضة
السورية، قذ غذت التشككات عما
إذا كان الأسد سينجح في تجاوز
الفوضى الحالية، ورغم أن قلة في
الغرب سيحزنون على انهيار
النظام، يقلق الكثيرون من أن
تطوراً كهذا سيسمح لجماعة
إسلاموية مثل (الإخوان المسلمون)
باستلام السلطة، والذي قد يكون
حتى أقل اغراء للولايات المتحدة
بشكل خاص. قد يبدو هذا غير
محتمل، رغم أن عدم وجود معلومات
كثيراً ما يجعل أمر التنبؤ
بالديناميكيات السورية
الداخلية أمراً صعباً. لقد أثارت عدة عوامل القلق حيال
احتمال استلام الجماعات
الإسلامية للسلطة في سورية.
فكثير من المجاهدين يسافرون من
وعبر سورية في طريقهم إلى
العراق، مثيرين تساؤلات عن
مقدار نشاط المتطرفين
الإسلامويين داخل سورية وعن
المدى الذي تتسامح به دمشق معهم
أو تشجع نشاطاتهم. إن ديموغرافيات سورية الأساسية
هي عوامل هامة كذلك. فعدد كبير
من القيادة السورية بمن فيهم
الأسد ينحدرون من الطائفة
العلوية، ويشكل العلويون فقط 15%
من الشعب السوري(!!)، في حين يشكل
السنة ما يزيد على 70%. ويفضل
الكثير من السنيين على الأرجح
عدم العيش تحت السيطرة العلوية. إضافة إلى ذلك، فإن البعض في
الغرب يفكرون في التأثير
المتنامي للإسلام في سورية
كدين، وربما كقوة سياسية. لقد
وصف مقال حديث في الواشنطن بوست
بعنوان (التيار الديني يرعب
العلمانيين السوريين) عدة
اتجاهات دينية جديدة في البلاد:
فالشابات يحبذون ارتداء الحجاب
ويتم بناء مساجد خاصة في حلب،
ورجال الدين المسلمون يطالبون
بدور متزايد في السياسة. في
الحقيقة، فإن نائب الرئيس عبد
الحليم خدام، وهو سني، أصدر
مؤخراً بياناً حث فيه المواطنين
على التصرف بشكل أكبر وفقاً
للشرائع والتقاليد الإسلامية.
إن انتقادات الإخوان التي أصبحت
تسمع بشكل متزايد قد ساعدت كذلك
على تعزيز الانطباع بكونها
معارضة قوية. على سبيل المثال،
وبعد اغتيال رئيس الوزراء
السابق رفيق الحريري، أرسل
الإخوان المسلمون بياناً
بالفاكس لصحيفة الشرق الأوسط
اللندنية المقر دعوا فيه إلى
إجراء تحقيق حول الجريمة، ورثوا
فيه للتدهور الحاد في العلاقات
سورية والشعب اللبناني، والذي
يمكن سماعه يهتف موحداً (سورية
اطلعي برة). لقد نوه البيان إلى
أن (موت الحريري قد يكون القشة
التي قسمت ظهر البعير فيما
يتعلق بالعلاقات السورية ـ
اللبنانية، وأنه لا يمكن إعفاء
القيادة السورية من تحمل هذا
الذنب). تبدو بيانات الإخوان المسلمين
جديرة بالاهتمام لكونها تظهر
أنهم يقدمون تغيراً في مقاربتهم
خلال السنوات الفائتة، حيث
ركزوا على الارتباط مع النظام.
فعندما استلم بشار الأسد السلطة
في عام 2000، على سبيل المثال،
اتخذ الإخوان المسلمون خطوات
للاتصال بالرئيس الجديد. في
أيار من عام 2001، حضرت الجماعة (ميثاق
الشرف الوطني)، حيث قبلت فيه
بالعملية الديموقراطية، ولأول
مرة، اعترفت فيها بشرعية النظام. وقد بدا أن هذا التحرك قد أتى
ثماره: ففي الـ2004 التقى مسؤولون
سوريون رفيعوا المستوى بمن فيهم
الأسد، بقيادات لديهم روابط
حميمة بالإخوان. وكما يصوغها
محمد حبش، وهو نائب برلماني: إن
الخصائص المشتركة بين الحركات
الإسلامية والحركة القومية هي
أقوى منها في أي وقت مضى. وقد
كانت الإشارات واعدة جداً، في
الحقيقة إلى درجة أن هذه
الصحيفة نشرت مقالاً في أيار من
عام 2004، بعنوان (دمشق، والإخوان
يتهيؤون للمصالحة) رغم ذلك فقد
بدا في نهاية الأمر أن
المفاوضات قد أخفقت، ولم يحدث
مزيد من التقارب بين أي من
الطرفين من بعضهما. كخلفية، فقد أصبح الإخوان
المسلمون، لاعباً مهماً في
السياسة الداخلية السورية في
عقد الخمسينات حيث تمكنت في
النهاية من تأسيس نفسها كجماعة
معارضة قوية ضد النظام. وكرد على
قوة الإخوان المسلمين
المتزايدة، فقد حظرت الحكومة
الحركة كحزب سياسي في عام 1958[1]. وقد
تردت العلاقات مع النظام السوري
إلى درجة أكبر بكثير في أواخر
عقد السبعينات، عندما تكررت
الصدامات العنيفة. وقد كانت قشة
الأخيرة بالنسبة للنظام عندما
حاول الإخوان المسلمون اغتيال
حافظ الأسد في عام 1980. وقد مررت
الحكومة في الشهر التالي
قانوناً، مايزال سارياً حتى
اليوم، يجعل من الانتساب إلى
الإخوان المسلمين جريمة
عقوبتها الإعدام. وقد وصلت
المواجهة إلى ذروتها في عام 1982
في حماة، عندما قام النظام،
مظهراً المدى الذي قد يصل إليه
بغية التخلص من الجماعة، بقتل
حوالي 5000ـ10000 شخص[2]،
والذين اشتملوا على العديد من
أعضاء الإخوان المسلمين. بعد
المجزرة ترك العديد ممن بقوا
أحياء سورية، وسافروا إلى
أوروبا الغربية، خصوصاً
أسبانيا وألمانيا. إن تصرفات
الإخوان المسلمين الأخيرة بدا
أنها لا تظهر قوتها وحسب بل كذلك
ضعف النظام السوري. في الحقيقة،
فقد كانت هناك مؤشرات على أن
النظام كان يقوم باتخاذ إجراءات
للتوافق مع الإخوان المسلمين.
على سبيل المثال يقال أن
السلطات تخطط لإعادة الممتلكات
التي صادرتها من أعضاء الإخوان
في منطقة حماة في عام 1982. رغم هذه
التطورات فإن الإخوان المسلمين
أو أي جماعة سنية إسلاموية أخرى
سيواجهون صعوبة كبيرة في ملء
فراغ نظام الأسد المنهار. ويبدو
أن قوة الإخوان هي قوة مبالغ في
تقديرها، فهم لم يستردوا قوتهم
أبداً من صداماتهم مع النظام. في
الحقيقة، وبعد أن سحق النظام
الجماعة في عام 1982، فقد تخلت عن
سياستها في المواجهة المباشرة.
ورغم أن أعضاءها استمروا في
العمل والاجتماع في المساجد،
وغالباً ما يكون ذلك تحت رعاية
رجال دين سنيين معتدلين، إلا
أنهم لم يلجأوا إلى العنف.
مقارنة بالإخوان المسلمين
المصريين فإن الإخوان السوريين
هم أقل بكثير من جهة المستوى
التعليمي، ولديهم جمهور أقل
بكثير (ينتمي في معظمه إلى
الطبقة المتوسطة الدنيا)،
ويشكلون تهديداً سياسياً أقل
بكثير. والجماعات السنية
الإسلاموية في سورية ذات إعداد
أقل حتى لتسلم السلطة. إن ارتباط الإخوان المسلمين
المزعومة بالجهاد العالمي،
وخصوصاً القاعدة، هو أيضاً
مبالغ فيه. فرغم أنه قد يبدو
صحيحاً أن أعضاء فرديين قد
انضموا إلى الجماعات الجهادية،
إلا أن هذا لا يعكس بالضرورة رؤى
المنظمة ككل. على كل حال، فإن
الأعضاء في أوروبا لا يحتفظون
بروابط حميمة مع المنظمة
الرئيسة في سورية. إضافة إلى ذلك
فإن الإخوان المسلمين قد يدركون
أن الضغط الغربي على الأسد
سيكون مفيداً لقضيتهم. مما جعل
من غير المرجح لهم القيام
بتحركات معادية للغرب. إضافة إلى ذلك، فإن هناك قوى أخرى
في سورية تعمل ضد استيلاء محتمل
على السلطة من قبل الإخوان
المسلمين، أو أي جماعة إسلاموية
أخرى. على سبيل المثال، كمال
اللبواني، وهو قيادي معارض تم
إطلاق سراحه من السجن، يؤكد أن
المعارضة تقاتل على جبهتين (وأن
القتال ضد الحكومة له الأولوية..
على القتال ضد الأصوليين).
العقبة الأخرى تشتمل على التجار
السنة الأقوياء في سورية والذين
لديهم مصلحة في الإبقاء على
الوضع الراهن، وطبقة وسطى قد
أدارت ظهرها للإخوان المسلمين
على نحو واسع بعد أحداث 1982، ونقص
السنيين الجيد والتدريب في
الجيش. إن أي تفكير في احتمالات تغيير
النظام في سورية، ينبغي أن يكون
حذراً تماماً لأنه سيكون فيه
الكثير من التخمين. إن قياس قوى
الإسلامويين السوريين هو صعب
على نحو خاص. فالنظام يحظر البحث
في الموضوع، وأعضاء (الإخوان
المسلمون) يترددون في الحديث مع
الغرباء. وهذا هو السبب في كون
فهم أكبر للجماعات الإسلاموية
في سورية هو أمر ضروري قبل أن
يستطيع المرء أن يقدم تقييماً
نهائياً لقواهم، وضعفهم،
وطموحاتهم. ولكن لنقل أن شيئاً
ما قد تغير بلا شك في علاقات
الإخوان مع النظام السوري، وأن
الأشهر القادمة ستظهر مدى
أهميته. [1]
ـ ليس صحيحاً
أن الحركة حظرت سنة 1958 والذي
حصل أن الأحزاب السورية
جميعأً حلت نفسها استجابة
للشرط الذي اقتضاه قيام
الوحدة بين سورية ومصر (المترجم) [2] ـ قارب عدد القتلى في مدينة حماة الثلاثين ألفاً. كما قارب عدد الذين اعدموا بموب القانون 49 عشرين ألف مواطن لم يكونوا جميعاً من الإخوان المسلمين.
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |