السياسة
الخارجية تحت الضوء
كيف
يستطيع العالم أن يساعد
الأمريكيين
على
وقف جرائم الحرب التي ترتكبها
إدارة بوش
(2)
جيرمي
بريتشر وبرندان سميث.
ـ
استراتيجية:
بينما
يواجه سائر العالم قوة عظمى
أحادية مع احتقار ظاهر للقانون
الدولي والرأي العام لجنس
الإنسان، فإن هناك نوعين
تلقائيين من ردة الفعل أحدهما
التهدئة: وذلك بمحاولة تعديل
العدوان الأمريكي عبر تقديم
تنازلات. والأخرى المعادية
للأمركة: بالانتقاد القاسي
باعتبارها وحدها مصدر الشر في
العالم. هل هناك بديل جديد؟
بإمكان
العالم أن يكون ذا تأثير ضخم على
الديناميكيات السياسية
الأمريكية إذا ما استطاع أن يصل
في وقت واحد بين الرفض لسياسات
الحكومة الأمريكية والرغبة في
العمل مع الأمريكيين لبناء عالم
أفضل وأكثر أمناً.
تشكل
جرائم الحرب الأمريكية فرصة
للنقد القاسي الكلاسيكي
لأمريكا. في الحقيقة، فإن ردة
فعل كهذه توقع أصحابها تماماً
في يدي إدارة بوش، والتي تحاول
دائماً إقناع الأمريكيين بأن
باقي العالم يكرهنا وأن الرد
العسكري وحده سيجعلنا في أمان.
لكن قضية جرائم الحرب تشكل كذلك
فرصة للوصول إلى الشعب الأمريكي
ودعمهم بوضع حكومتهم تحت
السيطرة ولبناء علاقة بناءة
بشكل أكبر، وأكثر أمناً مع سائر
العالم.
يستطيع
الناس من سائر أنحاء العالم
الوصول إلى الأمريكيين بجميع
أجناسهم لبيان أهمية ما تقوم به
الحكومة الأمريكية وتشجيع
معارضتها. تقدم المحاكمة
العالمية بشأن العراق فرصة
للمجتمع الدولي للتحدث مع أولئك
الذين هم في الولايات المتحدة
والذين لا يصدقون حتى الآن أن
الولايات المتحدة تقوم بارتكاب
جرائم حرب. وقد يشتمل هذا
التواصل استراتيجيات إعلامية،
من مثل تصريحات يقوم بها أناس
بارزون، وسياح، وأحداث أخرى.
كما أنه قد يكون من شخص لشخص
ببساطة كتابة رسائل لأمريكيين
يفسرون فيها المخاوف الشخصية
حول السياسة الأمريكية ـ كما
فعل الآلاف خلال انتخابات الـ2004.
كما أن بإمكانها أن تشتمل على
اتصالات بين مؤسسة ومؤسسة:
الكنائس، جماعات العمال
والبيئة، والمنظمات الأخوية،
والمنظمات المتخصصة إلخ. مثل
حديث السياح في الجمعيات
الدينية الأمريكية التي نظمتها
جماعات دينية بريطانية أثناء
الحملة ضد الهجوم على العراق.
تشكل
قضية جرائم الحرب في العراق
كذلك فرصة للناس في جميع أنحاء
العالم للمطالبة بإنهاء إذعان
دولهم هم لجرائم الحرب
الأمريكية. إن انسحاب اسبانيا،
وبولندا، ودول أخرى من ائتلاف
التأييد قد قوض فعلاً دعم حرب
العراق بين الأمريكيين.
تحركات
أخرى، من مثل إلغاء تنازلات
بخصوص محكمة الجنايات الدولية
ودعم التحقيقات القومية
والدولية لجرائم حرب الولايات
المتحدة، والتظاهر الديبلوماسي
ضد الإساءة للأمم، والانسحاب من
جميع أشكال التعاون العسكري،
بإمكانها أن تثبت مخاوف
الأمريكيين بأن سياسات بوش
ستؤدي إلى عزل خطير.
وقد
ظهرت فعلاً أمثلة على ذلك في
جميع أنحاء العالم. وقد توصل
تحقيق برلماني في السويد مؤخراً
أن ناشطين من الـ (سي.آي.ايه) قد
انتهكوا القانون السويدي
بتعريض السجناء المحتجزين هناك
لمعاملة (مهينة وغير إنسانية)،
وإن بالإمكان بل ويجب محاكمتهم
في المحاكم السويدية. كما أن
التهديدات الأمريكية، بقطع
المساعدة الأمريكية المقدرة
بعشرة ملايين دولار عن كينيا
إذا ما رفضت التوقيع على تقديم
تنازلات بخصوص الـ (آي.سي.سي )
المحكمة الجنائية الدولية،
تلقى مقاومة صلبة. ويقول عضو
البرلمان الكيني باول ميوت: (أن
أمريكا لا أخلاقية تماماً في
رفضها للنظر في المحكمة
الجنائية الدولية، وفي تماديها
إلى ما هو أبعد من ذلك بمطالبتها
للدول الضعيفة اقتصادياً
وابتزازها لهم، تقوم في الحقيقة
بعمل مهين تماماً لسيادتنا،
ولشعورنا بالاحترام تجاه
ذواتنا). كما أنه يقول: (أن ما
يزيد عن 90% من أعضاء البرلمان
سيضغطون على الحكومة لئلا توقع
على الاتفاقية).
إن
أعمالاً كهذه عندما تتعدد وتنقل
إلى الشعب الأمريكي عبر أي قناة
محتملة، بإمكانها أن تقدم دعماً
قوياً لأولئك الذين يناضلون في
الولايات المتحدة لتقصي ووقف
جرائم الحرب الأمريكية. إن هدف
تحرك كهذا لا ينبغي أن يكون
التعبير عن الكراهية
للأمريكيين (وهو شيء تستطيع
إدارة بوش استغلاله بسهولة
لأغراضها الخاصة) بل لإيصال عدم
التأييد لتحركات حكومة
الولايات المتحدة. إن الهدف ليس
الإضرار بالشعب الأمريكي، بل
مساعدته للتغلب على نظام بدائي
أوتوقراطي، وليلزموا حكومتهم
بمسؤوليتها أمام حكم القانون.
|