ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 16/11/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


السياسة الخارجية تحت  الضوء

(جار عالمي صالح)

مبادئ في العلاقات الدولية

توم باري، وصالح بوكر، ولورا كارلسن، وماري دينيس وجون جيرشمان.

ـ ما الذي نفعله في العالم؟

نادراً ما كانت السياسة الخارجية الأمريكية مشوشة أو متناقضة بقدر ما هي عليه اليوم. لقد ترك احتلال العراق، والعجز التجاري المتزايد، وصلصلة السيوف في الخارج، واحتقار التعاول الدولي، ترك الشعب الأمريكي في حالة ارتياب حول ما تفعله الحكومة الأمريكية في الخارج فعلاً ولماذا؟

لقد أعادت إدارة بوش توجيه سياسة الأمة الخارجية عبر مبدئها للحرب الوقائية وتوجيه بعثتها الإيديولوجية لتصدير الحرية، وبدلاً من إجماع واسع بعد هجمات 11/9، قامت الإدارة بالتسبب في استقطاب المواطنين.

إن ارتياب الشعب حول ما نفعل في العالم ليس ظاهرة جديدة،  وبالتأكيد هي ليست ظاهرة فارقة في عهد جورج.دبليو.بوش. فلطالما تساءل الشعب الأمريكي حول ما إذا كانت سياسة واشنطن تخدم حقيقة المصالح الأمريكية وتجعلنا بصدق أكثر أمناً. لقد ألقت هذه المخاوف بظلها على السياسة الخارجية لزمن طويل، خصوصاً في عقد التسعينات في القرن التاسع عشر عندما بدأ تفكير جمهوريتنا الثورية يتزايد حيال توسيع الهيمنة الأمريكية في الخارج، ويتضائل فيما يتعلق باستقلاليتنا وديموقراطيتنا، وحريتنا.

اليوم تثير (الحرب العالمية على الإرهاب) والحديث عن (تغير في النظام) في دول أخر الانتقادات من قبل كل من اليمين واليسار السياسيين، وقد ارتفعت العديد من الأصوات لتحتج على هذه المبادرات ولتطالب بتغيير في السياسة الخارجية. يقول الرئيس إن علينا (أن نواظب) ولكن التكاليف العالية، والنتائج الشحيحة، والأخطار المتزايدة لمسار سياستنا الخارجية تدل على الحاجة إلى تغيير كبير في الاتجاه.

ـ هل نستطيع تغيير مسار السياسة الخارجية الأمريكية؟

هل كان هناك قط نموذج لتغيير درامي من العسكرية الأحادية تجاه التعاون الدولي والسلام؟ إن الإجابة على هذه الأسئلة هي نعم.

لحسن الحظ، فإن للسياسة الخارجية الأمريكية تراثاً آخر. تراثاً يجعلنا فخورين وبإمكانه أن يكون قدوة وإلهاماً لنا وللآخرين. لقد كانت (سياسة حسن الجوار) هي التي اقترحها الرئيس فرانكلين.د.روزفلت في عقد الثلاثينات من القرن العشرين كرؤية مبتكرة في العلاقات الدولية والشؤون الخارجية الأمريكية. لقد شكلت (سياسة حسن الجوار) لرئاسة روزفلت (1933 ـ 1945) تغيراً درامياً في العلاقات الأمريكية الخارجية متمثلة برفض عام لثلاثة عقود من الامبريالية، والثقافة والنمط العرقي، والتدخل العسكري.

في الولايات المتحدة، يُذكر الرئيس فرانكلين.د.روزفلت لسياساته الديموقراطية الاجتماعية في الوطن، ولقيادته القوية كرئيس في وقت الحرب. ومع ذلك، فإن السياسة الخارجية قبل الحرب العالمية الثانية كانت متميزة بشكل مساو، وذات مساس مباشر بصراعات اليوم الاقتصادية والأمنية والثقافية.

في خطابه الافتتاحي في مارس 1933 أعلن روزفلت عن مقاربة جديدة في العلاقات الدولية والتي ستعرف فيما بعد على أنها سياسة الجار الصالح (سأكرس هذه الأمة لسياسة الجار الصالح.. الجار الذي يحترم نفسه بلا تردد، ولأنه يفعل ذلك، فإنه يحترم حقوق الآخرين).

وبالسير على هذه الرؤية الجديدة في العلاقات الدولية والسياسة الأمريكية الخارجية، فقد وضح الدكتور فرانكلين.د.روزفلت أن أي أمة ينبغي أن تكون (الجار الذي يحترم التزاماته وحرمة اتفاقياته في ومع عالم من الجيران).

هل يمكن تكرار هذا التغيير الشامل؟

إذا اتخذنا التاريخ مرشداً، فمرة أخرى ستكون الإجابة نعم.

في أواخر عقد العشرينات من القرن العشرين، بدأ المواطنون الأمريكيون يتساءلون بجدية عن حكمة السياسة الخارجية في هذه الأمة. وقد تجاوز حدود انتقاد رئيس بعينه أو حزب سياسي ليشمل توجهاً في السياسة الخارجية تم تشكيله منذ عقد التسعينات في القرن التاسع عشر من قبل كل من إدارات الجمهوريين والديموقراطيين. وقد اهتم الجانبان في الطيف السياسي بأن ممارسة الولايات المتحدة لحفظ النظام في الدول وإعادة بناء الاقتصاديات الخارجية، وإنشاء حكومات جديدة تسير باتجاه معاكس لمثل البلاد الثورية. بعد ثلاثة عقود من محاكاة الامبريالية الأوروبية فإن مسؤولي الحكومة الأمريكيين في الإدارة والتجارة والحرب قد قرروا أن تغييراً كبيراً في السياسة الخارجية كان ضرورياً.

استجابة للاحتجاج الشعبي والمخاوف المتزايدة في مجال الأعمال، بدأت واشنطن وول سترينت في التحول عن تملك المناطق والإمبريالية. وبدلاً من رؤية السياسة الخارجية للولايات المتحدة كجزء من إرسالية (العرق السائد) لإدارة شؤون (الأعراق الأضعف) فإن الحديث الجديد في السياسة والتجارة كان حول الحاجة إلى أمم تكون بمثابة جيران صالحين.

إن السياسة الخارجية الأمريكية تقف مرة أخرى على مفترق طرق، وان الاستمرار على نفس المسار يمكن أن يكون كارثياً. حتى نجد طريقاً للخروج من هذا المأزق، فإنه سيكون مساعداً أن ننظر مرة أخرى إلى دروس فترة الحرب.

تقدم (سياسة جار عالمي صالح) من عقد الثلاثينات من القرن العشرين نموذجاً لمقاربة أخرى للعلاقات الدولية.. لا نموذجاً مختلفاً بشكل راديكالي، بل نموذجاً متجذراً بعمق في تاريخنا.

لقد شهد عالمنا تحولات كبرى لم تكن متخيلة في أيام الكساد العظيم، (ولا التعامل الجديد) (برنامج إصلاحي اقتصادي وضعه فرانكلين روزفلت في الفترة ما بين (1933 ـ1940) )·. بينما تتغير الظروف القومية والعالمية، فإن الأجندات السياسية ينبغي أن تتطور كذلك. إن سياسة فرانكلين.د.روزفلت (جار صالح) لا يمكن تطبيقها كمخطط للسياسة الخارجية اليوم، ولكن المبادئ الأساسية التي تقوم عليها تشكل مفتاحاً لبناء علاقات دولية جديدة تكون مستدامة اجتماعياً وسياسياً وبيئياً.

إن أخلاقيات (جار عالمي صالح) قد بنيت على أفضل ممارسات وسياسات سنوات روزفلت. ومثل مبادرات فرانكلين.د.روزفلت في العلاقات الدولية، فقد كانت تصدع تقاليد النخبة في السياسة الخارجية وتضاهي الممارسات بين المدن والمجتمعات والأحياء عبر أرضنا.

يمكن فهم مبادئ (جار عالمي صالح) بسهولة، ويعود ذلك إلى حقيقة أنها ليست مأخوذة من صحف السياسة الخارجية أو النصوص الايديولوجية. تعكس هذه المبادئ قيمنا الأساسية، وقواعدنا الذهبية، ومسؤوليتنا الشخصية، وشعورنا العام، وأخلاقنا الإنسانية. إنها مبادئ مرتكزة على الممارسات اليومية للجيران الطيبين.

إن المخطط التالي لأخلاقيات جار عالمي صالح في زماننا هذا يتألف من أربع مبادئ عامة وثلاث قواعد تخاطب المجالات الرئيسية في العلاقات الدولية: سياسة الدفاع ـ والتطور الدائم ـ والحكم.

ـ المبدأ الأول:

الخطوة الأولى باتجاه أن تكون جاراً صالحاً هي التوقف عن أن تكون جار سوء.

ـ المبدأ الثاني:

ينبغي أن ترتبط أجندة السياسة الخارجية لأمتنا بالمصالح الأمريكية على سعتها لتكون مؤثرة ولتحوز على الدعم العام، إن أجندة السياسة الخارجية الجديدة ينبغي أن تعمل بترادف مع إصلاحات السياسة الداخلية لتطوير الأمن، ونوعية الحياة، والحقوق الأساسية في بلادنا.

ـ المبدأ الثالث:

نظراً لأن مصالحنا القومية، وأمننا، وسعادتنا متصلة مع تلك التي لدى الآخرين، فإنه ينبغي للسياسة الخارجية الأمريكية أن تركز على التبادلية بدلاً من الهيمنة، وعلى الخير المتبادل بدلاً من المنافسة القاسية والتعاون بدلاً من المواجهة.

ـ المبدأ الرابع:

باعتبارها القوة الأهم في العالم، فإن أفضل ما يخدم الولايات المتحدة سيكون ممارستها لقيادة وشراكة عالمية مسؤولة بدلاً من السعي إلى هيمنة عالمية.

ـ المبدأ الخامس:

إن سياسة أمنية فعالة ينبغي أن تكون بشعبتين. فالأمن القومي الحقيقي يتطلب استعداداً عسكرياً مؤهلاً للرد على الهجمات على بلادنا والتزاماً مسبقاً بالأمن الوطني والشخصي عبر الإجراءات غير العسكرية والتعاون الدولي.

ـ المبدأ السادس:

يتوجب على حكومة الولايات المتحدة أن تدعم التطور الدائم أولاً في الوطن، وثم في الخارج، عبر تجارتها الاقتصادية الشاملة، والاستثمار، وسياسات المساعدة.

ـ المبدأ السابع:

يعتمد الجوار العالمي السلمي والناجح على الحكم الفعال على المستويات الوطنية، والإقليمية، والدولية. إن الحكم الفعال معتمد عليه، وشفاف، ونيابي.


· ـ المترجم

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ