معهد
واشنطن لسياسة الشرق الأدنـى
متابعة
سياسية رقم 890
6
/ 8 / 2004
تقرير
لجنة 11/9:
البعد
المتعلق بالشرق الأوسط
(إيران
وحزب الله ـ العراق ـ إسرائيل ـ
السعودية ـ
السودان
ـ سورية ـ الإمارات ـ اليمن)
يوناثان
ليفي: طالب متدرب على البحث مقيم
في معهد واشنطن.
لقد اجتذب تقرير لجنة 11/9
الكثير من الاهتمام الإعلامي
لما خرجت به عن تهديد القاعدة.
وقد وثق التقرير معلومات مفصلة
عن دول الشرق الأوسط والجماعات
الإرهابية.
فيما يلي موجز لنتائج التقرير
عن الأدوار التي قام بها لاعبون
إقليميون رئيسيون في نمو،
وتراجعات، وتطور القاعدة.
الحاجة إلى الإصلاح:
في مناقشة جذور التطرف
الإسلامي، يلمح التقرير إلى
الحاجة إلى الإصلاح الاقتصادي
والسياسي في العديد من دول
الشرق الأوسط (الانفتاح
الاقتصادي ضروري) ليس الإرهاب
ناشئاً عن الفقر. في الحقيقة،
فإن العديد من الإرهابيين قد
جاؤوا من عائلات ميسورة نسبياً.
ومع ذلك فحين يفقد الناس الأمل،
وعندما تنهار المجتمعات،
وعندما تتفتت الدول، تتكون
التربة الخصبة للإرهاب. وإن
السياسات الاقتصادية المتخلفة،
والأنظمة السياسية القمعية
تنحدر لتصبح مجتمعات بلا أمل،
حيث لا يوجد منفذ بناء للطموح
والعواطف.
ـ إيران وحزب الله:
رغم أن التقرير خلص إلى أنه لم
يكن لإيران أو لحزب الله أية
معرفة بمؤامرة 11/9، إلا أن
التقرير يذكر أمثلة عديدة على
المساعدة التي قدمت للقاعدة من
قبل إيران وحزب الله. وتتضمن هذه:
السهولة التي كان بإمكان ناشطي
القاعدة السفر بها عبر إيران (ربما
لم تكن جوازات سفر الناشطين
السعوديين تختم على الحدود، وقد
قام ثمانية من مختطفي 11/9 بعبور
البلاد فيما بين تشرين أول/200،
وشباط/2001. واتصالات دائمة بين
المسؤولين الأمنيين الإيرانيين
مع أشخاص من القاعدة. لقد وافقت
إيران بشكل غير رسمي على دعم
تدريب القاعدة على أساس أن
تدريباً كهذا سيستخدم من أجل
أعمال تنفذ ضد إسرائيل بشكل
رئيسي، وضد الولايات المتحدة.
وتدريب ناشطين من القاعدة على
استخدام المتفجرات، وتقديم
تدريب أمني واستخباراتي لهم على
الأقل في مناسبتين، حيث تم
تدريب إحدى المجموعتين في إيران
حوالي عام 1992. والثانية قام حزب
الله بتدريبها في وادي البقاع
اللبناني في خريف 1993.
لا يعني هذا أن العلاقة بين
إيران والقاعدة كانت دائماً
جيدة بإطراد. فخوفاً من فقدان
مؤيديه السعوديين، رفض ابن لادن
العروض الإيرانية لتعزيز
تعاونهما بعد هجوم القاعدة
الناجح على (يو.إس.إس.كول) من
جانبها، قدمت طهران المساعدة
للتحالف الشمالي أثناء نزاعها
مع الطالبان الذين تحالف تنظيم
القاعدة معهم. إلا أنه رغم هذه
الانتكاسات العابرة فإن
التقرير يوضح أن علاقة كل من
إيران وحزب الله مع القاعدة قد
أظهرت أن الخلافات السنية ـ
الشيعية لم تشكل بالضرورة
عائقاً لا يقهر أمام التعاون في
العمليات الإرهابية).
ـ العراق:
رغم أن ابن لادن كان قد دعم في
بعض الأحيان الجماعات
الإسلامية التي كانت تعمل في
الشمال العراقي ضد صدام، إلا أن
مسؤولين عراقيين ومسؤولين من
القاعدة اجتمعوا عدة مرات. لم
يتجاوب العراق ظاهريا مع طلب
ابن لادن بإنشاء معسكرات تدريب
في العراق، وقد باءت محاولة
أخرى بالفشل في وقت كان العراق
يحاول فيه إصلاح علاقاته مع
السعودية العربية. وقد
استهل العراق اتصالاته
بالقاعدة في عام 1998، مطلقاً
سلسلة من الاتصالات الودية. وقد
عرضت بغداد على ابن لادن أن تكون
ملجأ له في عام 1999، ولكنه اختار
البقاء في أفغانستان.
في التحليل الأخير، يتوصل
تقرير 11/9 إلى أنه (حتى هذا
التاريخ، فإنه لا يوجد لدينا أي
دليل على أن هذه الاتصالات أو أي
اتصالات تمت قبل ذلك قد تطورت
فعلاً إلى علاقة تعاونية
عملياتية).
ـ إسرائيل:
في
الوقت الذي انفصلت فيه القاعدة
عن المجاهدين الأفغان في أواخر
عقد الثمانينات، كانت هناك
خلافات متزايدة بين ابن لادن
وعبدالله عزام، المؤسس المشارك
لمكتب الخدمة (مكتب الخدمات
الأفغاني) وهو سابق للقاعدة.
عزام، والذي كان فلسطينياً فضل
تركيز العمليات المستقبلية ضد
إسرائيل، في حين نظر ابن لادن
إلى إسرائيل على أنها عدو ثان
بعد أمريكا، حيث اعتبر الأخيرة (رأس
الأفعى).
يوضح التقرير أنه في أواسط عام
2001، أثار العقل المدبر لـ11/9،
خالد الشيخ محمد والذي كثيراً
ما يعرف ببساطة بالحروف الأولى (خ.ش.م)،
فكرة تجنيد طيار في الخطوط
الجوية السعودية ليقوم بقيادة
طائرة ومهاجمة مدينة إيلات
الإسرائيلية. واتساقاً مع نظرته
العالمية، أيد ابن لادن الفكرة،
إلا أنه طلب من محمد أن ينتظر
إلى ما بعد هجمات 11/9. وقد حاول
ابن لادن دفع هجمات 11/9 للأمام
على أن يشحن الانتفاضة
الفلسطينية في الضفة الغربية
وغزة والتي بدأت قبل عام واحد من
ذلك.
ـ السعودية العربية:
لقد كانت السعودية العربية
حليفاً مثيراً للجدل في مقارعة
التطرف الإسلامي، كما يوضح
التقرير. فعلى مستوى السياسة
العالمية، تعاون القادة
السعوديون مع المبادرات
الأمريكية الديبلوماسية التي
كانت تستهدف الطالبان أو
الباكستان قبل 11/9. في نفس الوقت،
فإن المجتمع السعودي كان المكان
الذي كان تنظيم القاعدة يستثمر
فيه الأموال بشكل مباشر من
الأفراد وعبر التبرعات الخيرية.
لقد كان المجتمع الذي خرج منه
خمسة عشر من تسعة عشر من
المختطفين.
يلاحظ التقرير كذلك أن محمد
قدر أن 70% من المشتركين في
معسكرات تدريب القاعدة كانوا
سعوديين، ولقد أثر إسلاميون
مصريون متطرفون في نظام التعليم
في المملكة على ابن لادن
ومجموعة من مرافقيه. وقد هرب ابن
لادن من المملكة، رغم مصادرة
جواز سفره، بمساعدة عضو منشق في
العائلة المالكة.
ـ السودان:
من عام 1991 إلى 1996، كان تنظيم
القاعدة مرتكزاً في السودان.
وقد أنشأ ابن لادن هناك (جيش
الشورى الإسلامي)، وهو كيان
يعمل لتنسيق الشبكة المتنامية
من المنظمات الإرهابية التي
قامت بالانضمام إليهم إلى أن
أصبحت هذه الشبكة تعرف أخيراً
بالقاعدة. خلال هذه الفترة قام
ابن لادن بتمويل تدريب إرهابيين
مصريين في السودان. في عام 1995،
قامت جماعة مصرية تتخذ من
السودان مقراً لها، وذات صلات
بابن لادن بمحاولة لاغتيال
الرئيس المصري مبارك في إثيوبيا.
وقد رفض السودان تسليم الأشخاص
الذين اعتُقد أنهم كانوا
متورطين، وسهل لاجتماع القاعدة
بالاستخبارات العراقية،
واستضاف مؤتمرات لمجموعة كبيرة
من الجماعات الإرهابية.
لقد دفعت القاعدة ما يقدر بـ1.5
مليون دولار لآلة اعتقدوا أنها
كانت سلاحاً يعمل باليورانيوم،
أخذوها من ضابط عسكري سوداني،
وقد تبين أن عملية البيع كانت
عملية احتيال، ولكنها تظهر
تصميم ابن لادن على الحصول على
أسلحة دمار شامل، واتساع نطاق
التمويلات الموجودة تحت تصرفه.
وعندما وجه السودان بالعقوبات،
والضغوطات المتزايدة ليطرد ابن
لادن عرض السودان أن يقوم بطرد
ابن لادن إلى السعودية العربية،
وطلب من السعوديين أن يعفوا عنه.
وقد كانت هناك مفاوضات أيضاً
بين الحكومة السودانية وممثلين
من الولايات المتحدة، ولكن
السودانيين لم يعرضوا أبداً
تسليم ابن لادن إلى الولايات
المتحدة كما ادعى مسؤول سوداني.
لدى رحيله استولت الحكومة
السودانية على جميع ممتلكات ابن
لادن في البلاد.
ـ سورية:
في الوقت الذي مارست فيه سورية
الضغط على السودان ليتوقف عن
تشكيل مقر للقاعدة في عقد
التسعينات، إلا أن أحد
المختطفين في 11/9 ربما يكون قد
انتقل عبر سورية في أوائل 2001. لم
يكن هناك أي ذكر في التقرير
للدعم السوري لحزب الله،
والجماعات الفلسطينية، أو
لتواجد فلول القاعدة في سورية.
ـ الإمارات العربية المتحدة:
وهي إحدى الدول الثلاث التي
اعترفت بحكومة طالبان، كانت
الإمارات العربية المتحدة
طريقة انتقال رئيسي لناشطي
القاعدة ومركزاً للتحويلات
المالية للقاعدة والطالبان.
يبدو أن بعض المسؤولين
الإماراتيين كانوا مرتبطين
بالقاعدة، كما يشير إلى ذلك
وجود طائرة حكومية رسمية في
معسكر تدريب للقاعدة في
أفغانستان. وبعد أن قام
المسؤولون الأمريكيون بالضغط
بشأن المسألة تم تفكيك المعسكر
على عجل وهُجر الموقع. فيما قبل
11/9 كانت الإمارات تسير بشكل
جيد، محاولة عدم إثارة غضب
الولايات المتحدة ولكنها بقيت
قريبة من الطالبان. منذ أحداث 11/9
سعى المسؤولون الإماراتيون إلى
إعاقة تعاملات القاعدة المالية
التي كانت تتم في هذه الدولة.
ـ اليمن:
وفقاً للتقرير، فقد قدر خالد
الشيخ محمد أن اليمنيين يشكلون
ما نسبته خمس أعضاء القاعدة في
مخيمات التدريب. في عام 1999،
اعتقلت السلطات اليمنية (توفيق
بن عتاش) (ع.ك.ع خلاد)، وهي غير
عالمة بانتسابه إلى القاعدة.
خوفاً من قيامه بالكشف عن
معلومات خطيرة عن خطط مهاجمة
الأصول البحرية الأمريكية في
اليمن يزعم أن ابن لادن طالب
بإطلاق سراح خلاد؛ بالمقابل فقد
كفل أن لا تقوم القاعدة بمهاجمة
اليمنيين. وقد تم إطلاق سراح
خلاد في حوالي منتصف العام. وبعد
الهجوم على (يو.إس.إس.كول)، كانت
المساعدة اليمنية للمحققين
الأمريكيين فاترة في أحسن
أحوالها. وقد تغير هذا لاحقاً،
عندما تعاونت اليمن في تقديم
معلومات من مخططي عملية الـ (يو.إس.إس.
كول) المقبوض عليهم إلى الـ (إف.بي.آي).
|