ـ

ـ

ـ

الاثنين 19/02/2007

ــ

دولة القوانين ...انتهكت القوانين..!

(الولايات المتحدة الامريكية)

بيـدر التـل*

من المعروف أن الولايات المتحدة الامريكية هي الدولة الاولى في العالم التي تدعو الى الحرية والديمقراطية ، والتزام القوانين ،وحرية التعبير ،واحترام حقوق الانسان ....

والى هذه الشعارات التي تحاول نشرها في انحاء العالم ... من شمالها الى جنوبها ، ومن شرقها الى غربها،حتى انها لاتتوانى عن استخدام القوة في سبيل ذلك !

لقد خاضت الولايات المتحدة صراعا طويلا مع السوفييت زاد عن 50 عاما، وحربا باردة قسمت العالم الى معسكرين ، من اجل ارساء الرأسمالية والحريات ،وحقوق الانسان ...

لقد قدمت واشنطن صفعة قوية للحكومة السوفيتية في اواخر عهدها ،عندما بدأت تتدخل بشكل او بأخر في الاوضاع الداخلية للاتحاد السوفيتي خاصة في مجال حقوق الانسان ، من أجل اشعال الأتحاد السوفيتي من الداخل ،واستمالة الرأي العام ، والدعوات التي أطلقتها حول انتهاكات حقوق الانسان ،

(نعـــــــم ،، لان واشنطن لا تقبل بانتهاك حقوق الانسان ....ولا ترضى الا بالحـــرية والتزام القوانين)...

نعم .. ربما هي شعارات جميلة ووردية .. ولكني بصراحة لا ارى واشنطن مقبلة عليها عمليا ،وان دعت اليها نظريا ..

**  دعونا نرجع بذاكرتنا قليلا الى ماقبل احتلال العراق مؤخرا ...

لقد اثارت واشنطن بالعالم( او ادعت ) ان النظام العراقي بقيادة  الرئيس صدام حسين يمتلك اسلحة دمار شامل واسلحة محرمة دوليا ، وانه اعاد العمل ببرنامجه النووي ،وعرضت صورا زائفة ملتقطة من الاقمار الصناعية عن مواقع مشتبهة، وقد ثارت الدول الكبرى ، وارسل المفتشون الدوليون الى العراق ،وبدأوا بالتفتيش في جميع المنشات لكن دون فائدة ، وقد وجد المفتشون ان العراق (الدولة الخارقة للقوانين ،كما تدعي واشنطن) تمتلك صواريخ مخالفة للقوانين الدولية  وعليها تدميرها...،

( هذه الصواريخ تدعى "الصمود" .. وهي صواريخ تحمل على شاحنة ، واعتقد ان مداها يتراوح بين 150-200 كم تقريبا) ، ولكن النظام العراقي وافق على تدمير الصواريخ مطبقا القوانين ...

ولكن رغم عمليات التفتيش ،وتدمير الصواريخ السابقة ..اعلنت الولايات المتحدة الحرب على العراق ،وقد رفض مجلس الامن والامم المتحدة الحرب ....لكن الولايات المتحدة وحفنة من اعوانها من الدول الحليفة ،رفضوا تطبيق القوانين ورفضوا الا ان يخوضوا الحرب وينتهكوا القوانين...وبدأوا بالتبرير...

*وسقطت بغداد ...و احتل العراق ... لكن لا وجود لاسلحة الدمار الشامل !!! وفضح امر الولايات المتحدة (،دولة القوانين ) .

وباشرت بالتبرير ..(ان حربها هي من اجل الحرية ..وترسيخ الديمقراطية وحقوق الانسان وتخليص العراقيين من الظلم الذي كانوا واقعون تحته في ظل النظام العراقي بقيادة صدام حسين واعوانه ،وانهاء التهديد العراقي لدول المنطقة ) .

=اما عن دول المنطقة المهددة من العراق هي بالطبع.... اسرائيل =

**واستيقظ العالم على صور التقطت صدفة من سجن ابو غريب في العراق (وهو سجن في العراق تعتقل به الولايات المتحدة اشخاص مشتبهين بتهم مختلفة!!).

انها صور تظهر تعذيب واضح جسدي ونفسي للمعتقلين من قبل الجنود الامريكيين ،وانتهاك واضح لحقوق الانسان وتخرق كافة الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالاسرى والمعتقلين ..!!

ولكن لا نريد ان نظلم واشنطن وجنودها.. ربما كان الجنود يمازحون الاسرى ويخففوا عنهم آلامهم !!!

**وألقي القبض على صدام ... وبدأت محاكمته ... ويا لها من محاكمة .....

ان دولة القوانين لم تعامل الرئيس صدام حسين وأعوانه السابقين كأسرى حرب وقامت بتسليمهم الى أعدائهم (الحكومةالعراقية الجديدة) .

 (وقد كان رأي الخبراء السياسيين وخبراء القانون الدولي واضحا في هذا الموضوع وهو"خرقا واضحا من قبل واشنطن للاتفاقيات الدولية المتعلقة بأسرى الحرب وكيفية التعامل معهم ومحاكمتهم)

*اما عن" الاسير" السيد عواد البندر (وهو قاض سابق ورئيس محكمة الثورة في عهد الرئيس الراحل صدام حسين ) فأنا اتعجب من محاكمته !!! فكيف يحاكم قاض ويعاقب على أحكام أصدرها ؟ فهذا تدخل صريح في القضاء ...وهذا انتهاك جديد للقوانين الدولية ...

فهو اول قاض يحاكم منذ العهد النازي !!!

وأعدم الرئيس صدام حسين وشقيقه برزان والقاضي عواد البندر ..ولا ندري ماذا سوف يحل بالباقين ..

*وننتقل الآن الى مقر القنصلية الايرانية \او مكتب الارتباط كما سمته واشنطن ....

لقد اعطى القانون الدولي الممثل الدبلوماسي مجموعة كبيرة من الحصانات ،وقد عرف هذا الامر منذ القدم ، ويجب ان تعامل البعثة القنصلية بالاحترام الكامل ، ولا يجوز القبض عليهم الا بقرار السلطة القضائية المختصة .

هذا بعض ما نص عليه القانون الدولي فيما يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية ..

ولكن .... قامت قوات الولايات المتحدة  مؤخرا باقتحام مقر البعثة الايرانية ، واعتقلت عدداً من الدبلوماسيين الايرانيين ، موجهة لهم تهما لا نعرف مصدرها ... وانتهكت القانون الدولي بشكل صريح ، ورغم ذلك دافعت عن موقفها ولم تأبه بالاعتراضات الدولية ...

**دعونا الان نخرج من العراق وننتقل الى معتقل غوانتنامو في كوبا (وهو معتقل انشأته الولايات المتحدة ، وتعتقل به المشتبهين بالارهاب والخارجين عن القوانين )

ويحتوي على عدد كبير من الاسرى التي اعتقلتهم في افغانستان عندما قامت بغزوها واحتلالها ، وآخرون اعتقلتهم بتهم غير واضحة ...

الولايات المتحدة انتهكت القوانين في هذا المعتقل، ونذكر ما يلي :

عمليات التعذيب للمعتقلين والاوضاع المأساوية التي يعيشون بها ، واحتجازهم دون تهم موجهة لهم ، واعتقالهم دون محاكمة عادلة ...

وهذا انتهاك واضح للاتفاقيات الدولية ...

لقد سلطنا الضوء على بعض الاختراقات والانتهاكات الواضحة التي قامت بها خلال السنوات القليلة الماضية ، ان دولة القوانين ... انتهكت القوانين ... وفضح أمرها.

لكن ، ماذا بعد ذلك ؟؟ وبماذا سوف تفاجئنا واشنطن!!

*باحث سياسي

Baider.tall@gmail.com

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ