ــ
يا
أعضاء مجلس الشعب:
نعيذكم
أن تكونوا شهود زور
إبراهيم
درويش
Syria_kurds@yahoo.com
أيها المرشحون لانتخابات مجلس
الشعب:وأنتم تخوضون في هذه
الأيام "المعركة
الانتخابية" التي ستسفر عما
قليل عن نتائج سترضي بالتأكيد
منكم أناساً وستحزن آخرين،هل
أعدّ كلُّ واحد منكم إجابات
تتفق وقناعاته وضميره على
الأسئلة الآتية،التي
هي من صلب واجباته:
1. ماذا عساي
أن أفعل لخدمة سورية الوطن
والشعب في ظل قانون الطوارىء
المطبق منذ نحو أربعة وأربعين
عاماً،هذا السيف المصلت على
رقاب الأحرار والمناضلين
والشرفاء،بل في ظل هذا السوط
الذي يجلد ظهور المواطنين،
ويمرّغ أنوفهم في وحل الذلّ
وسلب الكرامة في أقبية الأجهزة
الأمنية التي استنزفت بعددها
ومنتسبيها ورواتبهم معظم
ميزانية الدولة،وجعلت من سورية
سجناً كبيراً تسوده شريعة
الغاب، بعيداً عن أبسط معايير
حقوق الإنسان و المساءلة
القانونية ؟
2. كيف يمكن
إنقاذ الاقتصاد السوري الذي
يزداد تدهوراً نتيجة استشراء
الفساد المستمر،في ظل رعاية
وحماية رسمييتين على أعلى
المستويات،هذا التدهور الذي
يؤثر سلباً على مستوى معيشة
المواطن،وقضى على الطبقة
الوسطى السورية،ووسّع الطبقة
الفقيرة،ودفع بقطاعات واسعة من
الشعب السوري إلى الاصطفاف
طوابير أمام أبواب السفارات
الأجنبية،بحثاً عن تأشيرة هجرة
وفرصة عمل في الخارج،كما دفع
بآخرين إلى سلوك طرق غير شرعية
لدفع غائلة الفقر والحاجة؟كيف
يمكن محاسبة المفسدين في ظل
أوضاع تزداد سوءاً نتيجة سياسات
رسمية تدفع بهذا الاتجاه،وتحول
دون معاقبة المجرمين الكبار،إن
كان ثمة قوانين رادعة أصلاً؟ هل
نسيتم مصير مأمون الحمصي ورياض
سيف وعارف دليلة وغيرهم عندما
فكروا ـ مجرد تفكير ـ بتحريك هذه
القضية ومحاسبة الفاسدين
المفسدين؟ هل شفعت لهم حصانتهم
البرلمانية؟
3. كيف يمكن
لنا ولكم تصوّر إجراء انتخابات
حرة ونزيهة في ظل المادة
الثامنة من الدستور،التي تجعل
من حزب البعث قائداً للمجتمع
والدولة؟وهل ما تعانيه سورية من
تدهور وانحطاط في كل مرفق من
مرافق الحياة،وعلى كل صعيد من
الأصعدة إلا نتيجة سياسات هذا
الحزب الذي اتخذه الموتورون
فاقدو الشعور الوطني والديني
والقومي مطية لتحقيق أطماعهم
وأغراضهم الدنيئة؟ هل عقمت
أدمغة السوريين فلم يعد
بإمكانها إبداع أفكار ومبادىء
أفضل من مبادىء هذا الحزب؟أيّ
نظام هذا الذي لم يتمكن طوال
أربعة وأربعين عاماً من تثبيت
أقدامه في الحكم فيضطر إلى فرض
الأحكام العرفية وقانون
الطوارىء بذريعة أن البلد في
حالة حرب مع العدو الصهيوني؟ أي
حرب هذه؟ وماذا كانت النتيجة؟
4. هل بقاء
الوحدة الوطنية في مهب الريح
نتيجة الممارسات الطائفية
والعنصرية الاستئصالية لصالح
سورية؟ إذن بماذا يمكن تفسير
بقاء مئات الآلاف من المواطنين
الكرد مجردين من الجنسية
السورية كل هذه العقود من
السنين؟وبماذا يمكن تفسير
الإبقاء على القانون 49 لعام 1980
الذي يحكم بالإعدام على كل متهم
بالانتساب إلى جماعة الإخوان
المسلمين؟ أين حقوق الإنسان
وحرية الفكر والعقيدة والتعبير
والرأي في هذه الإجراءات؟ ألا
ترون أن هذا القانون سبّة على
جبين مجلس الشعب الذي يتزاحم
بعضهم للوصول إليه لا يمحوها
إلا المسارعة إلا إلغائه
والتعويض على المتضررين منه؟
وألا ترون أن بقاء أوضاع هؤلاء
المجردين على ما هي عليه إجرام
بكل معنى الكلمة بحق قطاع واسع
من أبناء الوطن؟ من يعوض هؤلاء
المساكين ما لحقهم من أضرار
جراء هذه الظروف التي نجمت عن
تجريدهم من أبسط حقوقهم؟ أتراهم
يخطئون إذا فكّروا ـ أو بالأحرى
بعضهم ـ بالاستعانة "
بالشيطان الرجيم " ضد
طواغيتهم ـ نعني حكامهم ؟ مَن
الأولى بتقديمه للمحاكمة هم أم
أولئك الذين دفعوهم لذلك؟ لماذا
يتعامى بعضهم عن الحقائق وينظر
إلى القضايا والمواقف بعين
عوراء أو رمداء، أو من زاوية نظر
المتسلطين الذين أعماهم حب
الكرسيّ؟
5. كيف يرضى
أولئك الذين يخوضون المعارك
الانتخابية للوصول إلى برلمان
مغيّب عن المشاركة الفعلية في
رسم صورة الوطن؟هل للبرلمان علم
أو رأي في المحادثات السرية
التي تجري مع العدو الصهيوني
وأسس هذه المحادثات حاضراً
ومستقبلاً؟ وهل له رأي في
العواصف والأعاصير والزلازل
التي تنتظر سورية خلال الأيام
القليلة القادمة ؟ وهل عندهم
علم بالأسباب والمتسبّبين
فيها؟ وهل عندهم الجرأة في طرح
الحلول الجذرية؟
6. هل عندكم
(يا أعضاء مجلس الشعب ) تصور واضح
للمخاطر الناجمة عن تحويل نظام
بشار سورية بكل ما فيها ومن فيها
لمزرعة لقطعان الفرس
الصفويين؟وهل عندكم علم بمخاطر
إخراج سورية من منظومته العربية
الإسلامية وجعلها قاعدة مهمة
ونقطة ارتكاز أمامية للمشروع
الإمبراطوري الفارسي المتجلبب
بجلباب التشيّع؟
يا ممثلي الشعب:إن بقاءكم مقيدين
تملي عليكم الأجهزة الأمنية
والطغمة الفاسدة المستبدّة
إرادتها المنحرفة إساءة لكم
وللشعب الذي تمثلونه،بل إهانة
لكم واستخفاف بعقولكم
وإنسانيتكم.
وإن سكوتكم عن المطالبة الجازمة
بإجراء الإصلاحات الحقيقية
يعدّ أكبر عملية تزوير لدور
ممثلي الشعب ولتاريخ سورية
الناصع قبل ابتلائها بهذه الفئة
الفاسدة التي لا همّ لها سوى نهب
ثروات الشعب وإفراغ جيوبه!
فهل ترضون أن تكونوا شهود زور في
أكبر عملية تزوير تتعرض له
سورية،حاضراً ومستقبلاً،على
الصعيد السياسي والاقتصادي
والاجتماعي والتربوي والإداري؟
نعيذكم بالله من ذلك.
تذكروا أن حكم التاريخ سيكون
قاسياً بحق أولئك الذين كانوا
وصوليين وإمّعات ,أو مجرد أشباه
رجال لإضفاء الشرعية على الظلم
والفساد وتغييب دور الشعب وحرف
إرادة ممثليه .والسلام
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|