ــ
حول
الدعوة إلى التشيّع في الحسكة:
ما
أرخص الدين في نظر هؤلاء!!
إبراهيم
درويش
Syria_kurds@yahoo.com
ثمة أخبار تفيد أن مبشّرين
بالتشيّع في محافظة الحسكة
السورية ( ذات الغالبية الكردية
) ينشطون هذه الأيام في مسعى
خائب منهم لتغيير عقيدة
الناس،بأساليب خسيسة تفتقر إلى
أبسط معايير
الذوق والأخلاق. فقد ذكرت هذه
الأخبار أن منشورات وُزِّعت على
المحلات في مدينة الحسكة نفسها
تدعو الناس إلى التخلي عن
معتقداتهم وثوابتهم والتحوّل
إلى التشيّع مقابل راتب شهري
يبلغ ستة آلاف ليرة سورية(نحو
مئة دولار أمريكي). الأمر الذي
يؤكد ما ذكرناه في مقال سابق (
الكردي إزاء المشروع الصفوي
الفارسي)ً من أنّ الكردي لا
يُقبل منه أن يكتفي بالحياد
إزاء الصراع الطائفي الذي
تؤجّجه إيران وتغذّيه بأحطّ
الأساليب،في استغلال بشع
للحالة الاقتصادية السيئة التي
يمرّ بها المواطن السوري نتيجة
السياسات غير الصائبة للفئة
الحاكمة في دمشق.
إن الخطر قد اقترب من الكرد في
عقر دارهم بهذا الاستفزاز
لمشاعر الناس وعقيدتهم في
محافظة الحسكة وغيرها من جانب
المبشّرين الشيعة،وقد بلغت
الوقاحة بهم أن يعرضوا مبالغ
تافهة من المال على الناس لقاء
تغيير دينهم والتحول إلى
التشيّع، الأمر الذي يؤكد أمرين:
الأمر الأول هو أن الدين في نظر
هؤلاء من الرخص بمكان،بحيث
يتصورون أن الناس سيتخلَّون عنه
بستة آلاف ليرة سورية فقط.
والأمر الثاني هو أنّ هذا
النشاط يمارس تحت سمع السلطات
الحاكمة وبصرها،مما يعني أنّ
هذا التبشير إنْ لم يكن برعاية
مباشرة منها فبضوء أخضر
منها،وهي تعلم أنه لولا هذه
الرعاية،ولو كان الناس أحراراً
فيما يختارون ويدينون، لكان لهم
شأن آخر مع هؤلاء الأغراب
المشكّكين في العقيدة والتاريخ
وأقدس المقدسات،ولا يحسنون إلا
الزندقة وسبّ الصحابة والطعن في
عرض رسول الله صلى الله عليه
وسلّم،والتشكيك في القرآن
والوحي والاستخفاف بالتوحيد
والإسلام من خلال وضع أحاديث
مكذوبة على رسول الله عليه
الصلاة والسلام وإيجاد دين آخر
لا يمتّ إلى الإسلام بشيء.
إننا إذ نقول هذا،فإننا على نحجر
على الناس التفكير،أو اختيار ما
يشاؤون من عقيدة أو مذهب أو مبدأ
سياسي أو ديني معين،ولكننا نسأل
هؤلاء المبشرين:هل يُسمَح لأهل
السنّة في إيران بحرية العقيدة
والعبادة ونشر المذهب السنّي؟
وهل يُسمح لأهل السنّة ببناء
مساجد في طهران على سبيل المثال
يؤدون فيها صلاة الجمعة،بالرغم
من أن عددهم فيها
يزيد على مليوني نسمة؟ على حين
أننا قلّما نجد عاصمة أوربية لا
يوجد فيها أكثر من مسجد
للمسلمين،الأمر الذي يؤكد أن
تسامح اليهود والنصارى مع أهل
السنّة أكثر من تسامح الشيعة
معهم!!فلِم هذه الازدواجية في
المعايير؟ولِم التركيز في
التبشير بمذهبهم ومعتقداتهم
بين أهل السنّة بدلاً من
التبشير بدينهم بين غير
المسلمين؟ ولِم اللجوء في هذا
التبشير باستغلال حاجة الناس
المادية وحالة الفقر التي
يحيونها،أو بإشاعة زواج المتعة
بين الشباب وهو وجه آخر من وجوه
الزنا والإباحية في المجتمع
باسم الدين؟ ألم يجدوا وسيلة
أحطّ من هذه الوسيلة لتشويه
مبادئ الإسلام
وطهر وسائله ومراميه؟
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|