ــ
متى
يصِحّ
"الاستفتاء"
دكتور
عثمان قدري مكانسي
أعلن الأمين القطري المساعد لحزب
النظام الحاكم في دمشق
محمد سعيد بختيان أن
استفتاء الشعب على انتخاب بشار
رئيساً للنظام السوري لدورة
ثانية يعتبر " مناسبة وطنية
وقومية تعبر فيها جماهير الشعب
عن التفافها حول القيادة،
ودعمها لمواقف وسياسات الرئيس
الأسد " .
ونتساءل :
متى يكون الاستفتاء على أمر
صحيحاً ومعبراً عن موافقة
الجماهير ؟ ..
- لا بد ان يكون في البلد حرية
وديموقراطية حتى يكون الرأي
نابعاً عن قناعة لا عن خوف
من مخالفة أولي الأمر قد
ينجم عنها سلبيات
تدفع بصاحبها إلى أن يتمنى
الموت فلا يلقاه .
- إن التعبير عن الكلمة الحرة
يحتاج إلى نبذ لكل ما يكبلها ،
ابتداء من قانون الطوارئ الذي
كتم أنفاس السوريين في اليوم
الأول لانقلاب البعث وتغوله على
مقدرات الأمة ومروراً
بالقوانين الاستثنائية التي
تحصي على المواطن حروفه وكلماته
، وتحاسبه على التفاتاته
ونظراته ، وتتابعه بأفكاره
وكتاباته . وانتهاء بالأجهزة
الأمنية القمعية المنتشرة في كل
مدينة وقرية وحي .. يشم كلابها
روائح الغادين والرائحين ، تخمش
التابع وتعض المناوئ ، فلا يسلم
منها أحد .
- وينبغي أن يسبق الاستفتاءَ
وجودُ أكثر من مرشح للرئاسة
يمثلون الأطياف السورية ،
ويقدمون برامجهم ، ويعرضون
مشاريعهم ليختار الشعب أفضلها
ثم ينتخب أصحاب البرامج الوطنية
التي تخدم الأمة
. فأين هؤلاء أيها السادة؟
أم إن النظام السوري ممثلاً
برئيسه وبطانته الفاسدة جمعت
الفضائل كلها؟!
- ويجب أن يسبق الاستفتاء انتخاب
حر لمجلس الأمة – الشعب – ليس
للحكومة أو الحزب الحاكم أن
يحدد أشخاصهم فيمنع منهم من
يمنع ، ويقدم منهم من يقدم . فلا
ينجح إلا بائع الذمم؟ .
- قد يكون انتخاب الرئيس
مناسبة وطنية حين يُنتخب
بنزاهة وشفافية فيكون انتخابه
إذ ذاك معبراً
عن قناعة غالبية الناخبين .
..أما أن تكون النتائج معدة
سلفاً . بل ينبغي أن يكون الأمين
العام لحزب
البعث هو المرشح الوحيد الذي لم
تلد الأمة مثله ، ولم يحظ الشعب
بمثيله فهذا وهدة الانحطاط
الفكري والاجتماعي لكل من دعى
إلى عبادة الفرد وألوهية الوثن !
- وهل يكون الاستفتاء في الأمر
المرسوم المفروض سوى استهبال
للأمة واستغباء لها ؟! وعلام
يضحكون ؟ أعلى الشعب أم على
أنفسهم ؟...والأمر
مكشوف للعميان ومكشوف للمبصرين
على حد سواء .
- إن الالتفاف حول القيادة في ظل
القوانين الاستثنائية والأحكام
العرفية لا يسمى التفافاً
وتأييداً لأنه قام على البطش
والإرهاب . ولن تسمع التأييد إلا
من اثنين لا ثالث لهما الوصولي
الذي يركب الموجة لا يسعى إلا
لمصلحته الضيقة أو الخائف الذي
يمدح في الظاهر ويلعن في
الحقيقة . وهذان الصنفان لا
ينفعان في الشدائد إنما ينقلبان
على الممدوح في الوقت المناسب ،
ويصفقان للقادم المنتصر ، وترى
كلا هذين الصنفين يدوس ويركل من
كان يحمله ويصفق له .
- أما دعم المواقف فلا تصدر إلا عن
الأحرار المؤمنين بما يقولون ،
المقتنعين بما يعاهدون . وهؤلاء
لا يؤيدون الظلمة ولا الظالمين
، ولا يسمحون لأنفسهم أن يكونوا
في عداد المهرجين ، ونظام يقتل
الكلمة ويعتقل أصحابها ويتلاعب
بمصائر الأمة ويلاحق أشرافها لن
يهتم إلا بالديكورات التي لا
تستر عوراته ، ولا تخفي مساوئه
ومفاسده .
فهل الاستفتاء أيها السادة – بعد
كل الدجل والتلاعب بمقدرات
الأمة – دليل على وطنية وقومية
والتفاف حول قيادة الفساد
؟ وهل هو ينبئ حقيقة عن
تأييد ودعم للمواقف ؟
إن غداً لناظره قريب .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|