ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 27/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

"إعلان دمشق" جبل أحد لو يعقلون

غسّان النجّار*

لقد كان حلما جميلا لأمة حملت في أحشائها مولودا سويا – طال انتظاره – كان مخاضا عسيرا  لطفل جميل زكي مثل ولادة ( يسوع ) عيسى ابن مريم –عليه السلام- ، تكلّم المولود الحلم كما نطق عيسى من قبل فقال ( وجعلني مباركا أينما كنت )مريم31، وتكلّم (الإعلان ) فقال عن مشروع التغيير والإصلاح السياسي : "يجب أن يكون سلميا متدرّجا ومبنيا على التوافق وقائما على الحوار والاعتراف بالآخر " ؛ وتردد فيه البعض وتريّث (فاختلف الأحزاب من بينهم ، فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ) مريم37 ، ثم قبلوا وأذعنوا مبيّتين أمرا ، ظهر من خلال تصرّفاتهم اللاحقة 0

جاء( الإعلان) قويا كجبل أحد ، وكان معظم الذين تربّعوا على عرش الجبل يملكون نوايا حسنة وقلوبا صافية شفّافه كماء بردى ، فآ ثروا عظم المسؤولية ومخاطرها ، ونصرة الأمة وتبعاتها على مصاعب الطريق ووحشة السفر 0

لكنّ الليل أدلج وتدخّل إبليس كما تدخّل في أصحاب محمّد (ص) –مع الفارق- وهم يرابطون على جبل أحد يرصدون العدوّ أن لا يؤتى من قبلهم ؛ لكنّه أتى ! بعد أنّ ظنّ فريق الرماة أنّ الوقت قد حان لاقتسام الغنائم ، فتركوا المواقع ليحصلوا على المكاسب ، مكاسب مادّيّة أو مكاسب نفسية ، شخصية ، لافرق ،تكمن في إرضاء غرور وأنانية وحب جاه وزعامة، وكلّ هذا لايقرّبهم من الشعب الّذي يعي كل شئ 0

أجل " إن المواطن السوري في الداخل والخارج محتاج لرؤية خطوة عملية جديدة تؤكّد له أنّ النخبة التي حملت الراية حملتها بيمين " " نحتاج إلى حركة عملية توافقية تنبثق عن تواصل حقيقي بين جميع الأطراف المكونة للإعلان ليكون ظل الإعلان أرحب ولنعطي الحياة السياسية جرعة إضافية تحيي الثقة وتبعث على الأمل " إن سورية التي يسقيها ماء التوافق الّذي تحمله كلمات ذلك الإعلان ، ستكون واحة للأمن والاستقرار تعيشه وتفيض به على جيرانها من دول العروبة والإسلام " 0

إن الّذي يعرقل التواصل بين جميع أطياف المعارضة – لغاية في نفس يعقوب –ويعرقل الانتقال إلى العلنية، ويغيّرون الهيكلية كلما نازعهم هاجس التفرّد والجاه والتسلط ليكون إعلان دمشق على قدّهم ومقاسهم ، هؤلاء هم الذين يرون القشّة في عيون الآخرين الغيارى ولا يرون الجذع المعترض في عيونهم 0 نعم إن إعلان دمشق هو جبل أحد لو يتدبّرون أو يعقلون 0

نحن شركاء في المعارضة ولسنا موالي ، ويجب أن نكون أيضا شركاء مع النظام في الوطن ومواطنون من الدرجة الأولى مع كلّ الفرقاء والاثنيات والطوائف ولن يكون هناك مواطنة من الدرجة الثانية ، مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات لهم مالنا وعليهم ما علينا ، حقوق مدنية وسياسية لكافة أبناء الوطن، كفلتها كل الشرائع والسماوية والأرضية وشرعة حقوق الإنسان ، وعلينا واجبات الدفاع عن الأمة والوطن ، طالما فينا عرق ينبض ، وطالما اعترف بنا أولو الأمر وأهل الحل والعقد وقبلوا أن نشترك معهم في إبداء الرأي والنصح وصنع القرار فهذا ليس حكرا على حزب البعث الحاكم ، أما أن يقال أن تتنازل عن حقوق المواطنة بذريعة أن الوطن مهدد فهذا هراء لا يقول به عاقل وليس في مصلحة الأمة والوطن 0

انّ إعلان دمشق ليس منافسا للنظام وأهله حتّى نتصارع من أجله ، بل أخذ على نفسه أن يقول كلمة الحقّ الجريئة ، وأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر 0

لقد توقعنا أن يخطو النظام خطوة إلى الأمام في هذه الظروف العصيبة ، خطوة نحو التخلي عن مبدأ الاستئثار بالسلطة من خلال إلغاء المادة الثامنة من الدستور ، وخطوة نحو الديمقراطية – كما وعد الرئيس – و ( وعد الحر دين ) وذلك بإصدار قانون الأحزاب السياسية ثمّ إصدار قانون شفّاف لانتخابات مجلس الشعب وإجراء المصالحة الكاملة مع كافة فئات الشعب بعودة المنفيين والمهجرين ،لكنّه لم يفعل حتى الآن ، ولو فعل لكان خيرا له ،عندها سنتصدر الصفوف الأولى في الدفاع عن الأمة والوطن وكذلك الدفاع عن شركاء الوطن من غائلة الأعداء وفي مقدّمتهم إسرائيل والولايات المتحدة 0

لكنّ النظام لا يزال يضيق ذرعا بالكلمة الحرّة الصادقة الناصحة ونحن لن نتوقف عن الجهر بكلمة الحق ولو كان ثمنها السجن والاعتقال ، وإنا لنرجو أن يرضى الإله بنا لا أن يرضى بنا عمر 0

لقد قيل يوما للرجل الصالح العزّ بن عبد السلام : إن الحاكم يتربص بك  فأجاب : إن العبد الفقير العزّ بن عبد السلام أحقر من أن يموت في سبيل الله 0

ما أريد إلا الإصلاح – ما ا ستطعت – وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت واليه أنيب0

*إسلامي – نقابي  

Ghassan-najjar@maktoob.com

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ