ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 27/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

ومضات محرّضة (9) :

يا طلاّب الجَنّة

لا تجعلوا باب الجنّة الذي أمامكم ، باباً للنار!

عبدالله القحطاني

ثمّة جنّتان :

- جنّة الآخرة ، للمؤمنين بها ، الساعين إليها !

- جنّة الدنيا ، لمن يريدها ، سواء أكان يريدها وحدَها ، لأنه لا يؤمن بغيرها ، أم كان يريدها ، ويريد الجنّة الأخرى ( لأن طلب الأولى لا يَمنع مِن طلب الثانية ، ولكل منهما سعيها الموصل إليها .. بشروطه).

وثمّة ناران : نار الدنيا ، ونار الآخرة.

 عمل الإنسان بشقّيه ، القول والفعل ، سلّم إلى الجنّتين ، أو إلى إحداهما ! أو سلّم إلى النارين ، أو إلى إحداهما !

الكلمة الطيبة ، كالشجرة الطيبة ، أصلها ثابت ، وفرعها في السماء ، تؤتي أكلَها كل حين بإذن ربّها . وهذه تنفع طالب أيّ من الجنتين !

الكلمة الخبيثة ، كالشجرة الخبيثة ، التي اجتُـثّت مِن فوق الأرض ، ما لها مِن قرار!

الكلمة الطيبة ، تفتح مغاليق القلوب ، وتقيم جسور المودّة بين الناس ، وتنشيء العلاقات الجيّدة بين البشر، على المستوى الاجتماعي والسياسي. فـتُسهم في بناء جنّة الدنيا ، وفي بناء جنّة الآخرة ، لمن يؤمن بها ، وينوي قولَ كلمته لأجلها !

الكلمة الخبيثة ، تغلق القلوب ، وتنفّرها ، وتقطع جسور المودة والتفاهم بين البشر، وتثير بينهم العداوة والبغضاء ، على المستوى الاجتماعي والسياسي ، وسواهما.

الكلمة الطيبة ، تريح صاحبها ، وتَجعله راضياً عن نفسه ، وتكسبه مودّة الآخرين ورضاهم ، وحرصهم على التعامل الطيّب معه ، حتى لو كانوا خصومه أو أعداءه، أحيانا .. ولا يَخسر بسببها شيئاً !

الكلمة الخبيثة ، تخبّث نفسَ صاحبها ونفوس الآخرين ، وتكسِبه نفورَ الآخرين ، وعدم استعدادهم للتعامل معه ، إلاّ بالشكل السيّء ، الذي يفرضه عليهم ، حتى لو كانوا قريبين منه ، فكرياً ، واجتماعيا ، وسياسياً ! ومن باب أولى ، خصومه وأعداؤه ! ولا يَربح منها أيّ شيء !

جنّة الآخرة معروفة بأوصافها ، وكذلك نار الآخرة.

جنّة الدنيا ونار الدنيا ، لكلّ منهما منازل وساحات !

من أبرز الساحات لجنّة الدنيا و نارها :

- كيان الإنسان نفسه ، قلبه وعقله ، مشاعره وعواطفه ( اطمئنانه أو قلقه ـ رضاه أو سخطه ـ سروره أو حزنه ـ راحته أو تعبه ـ استقرار توازنه أو اختلاله ـ حبّه أو كرهه ، لما حَوله ومَن حَوله ..!). وفي المحصلة ، تُسهم الكلمة الطيبة ، في بناء النفس المطمئنة ، التي تَرجع إلى ربّها راضية مَرضيّة ـ إذا كان صاحبها مؤمناً بربّه ـ ! وفي بناء النفس الراضية عن نفسها ، الواثقة بنفسها في تعاملها مع الناس ، فيما يتعلق بمصالحهم الاجتماعية والسياسية اليومية ، وأمور حياتهم جملة ..!

- شبكة العلاقات الاجتماعية المحيطة بالشخص ، ساحة من ساحات جنّته ، التي تصنعها كلمته الطيّبة ، أو ساحة من ساحات ناره ، التي تصنعها كلمته الخبيثة !

- أهدافه وطموحاته الاجتماعية والسياسية ، تعبّد الطريق إليها ، الكلمة الطيّبة، وتغلقه الكلمة الخبيثة !

وسائل نشر الكلمة : ( صحافة ، إذاعة ، تلفزيون ، إنترنت..)  بوّابات إلى إحدى الجنّتين ، أو كلتيهما ، أو بوّابات إلى إحدى النارين ، أو كلتيهما !

فهل يَرى عاقل ، أبوابَ جنّة أو جنتين ، مفتوحة أمامه ، ويغلقها ، ليلِجَ أبوابَ نار أو نارين!؟

ربّما ..! وإلاّ ، كيف تتحقّق ثنائيّة: الخير والشرّ، والحقّ والباطل ، والخطأ والصواب، والهدى والضلال ، والظلمات والنور، والسعادة والشقاء ، والجنّة والنار!؟

وتبقى الحكمة والخبرة ، لدى قائل الكلمة ، وتبقى طبيعة الكلمة ، في ظروفها وسياقاتها ، ضمن معايير خلقية ثابتة ، ومعايير أخرى متغيرة .. تبقى هذه كلها، مختبَرات لتمحيص الكلمة ، وتمييز الخبيثة منها والطيّبة ، وقياس الخُبث في الخبيثة، والطِيبَة في الطيّبة ..!

وسبحان القائل : (ومَنْ يؤتَ الحكمةَ فقدْ أوتيَ خيراً كثيراً ).

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ