ــ
ومضات
محرّضة (9) :
يا
طلاّب الجَنّة
لا
تجعلوا باب الجنّة الذي أمامكم
، باباً للنار!
عبدالله
القحطاني
•
ثمّة جنّتان :
- جنّة الآخرة ، للمؤمنين بها ،
الساعين إليها !
- جنّة الدنيا ، لمن يريدها ، سواء
أكان يريدها وحدَها ، لأنه لا
يؤمن بغيرها ، أم كان يريدها ،
ويريد الجنّة الأخرى ( لأن طلب
الأولى لا يَمنع مِن طلب
الثانية ، ولكل منهما سعيها
الموصل إليها .. بشروطه).
•
وثمّة ناران : نار الدنيا ، ونار الآخرة.
عمل
الإنسان بشقّيه ، القول والفعل
، سلّم إلى الجنّتين ، أو إلى
إحداهما ! أو سلّم إلى النارين ،
أو إلى إحداهما !
•
الكلمة الطيبة ، كالشجرة الطيبة ، أصلها
ثابت ، وفرعها في السماء ، تؤتي
أكلَها كل حين بإذن ربّها . وهذه
تنفع طالب أيّ من الجنتين !
•
الكلمة الخبيثة ، كالشجرة الخبيثة ، التي
اجتُـثّت مِن فوق الأرض ، ما لها
مِن قرار!
•
الكلمة الطيبة ، تفتح مغاليق القلوب ،
وتقيم جسور المودّة بين الناس ،
وتنشيء العلاقات الجيّدة بين
البشر، على المستوى الاجتماعي
والسياسي. فـتُسهم في بناء جنّة
الدنيا ، وفي بناء جنّة الآخرة ،
لمن يؤمن بها ، وينوي قولَ كلمته
لأجلها !
•
الكلمة الخبيثة ، تغلق القلوب ، وتنفّرها ،
وتقطع جسور المودة والتفاهم بين
البشر، وتثير بينهم العداوة
والبغضاء ، على المستوى
الاجتماعي والسياسي ، وسواهما.
•
الكلمة الطيبة ، تريح صاحبها ، وتَجعله
راضياً عن نفسه ، وتكسبه مودّة
الآخرين ورضاهم ، وحرصهم على
التعامل الطيّب معه ، حتى لو
كانوا خصومه أو أعداءه، أحيانا
.. ولا يَخسر بسببها شيئاً !
•
الكلمة الخبيثة ، تخبّث نفسَ صاحبها ونفوس
الآخرين ، وتكسِبه نفورَ
الآخرين ، وعدم استعدادهم
للتعامل معه ، إلاّ بالشكل
السيّء ، الذي يفرضه عليهم ، حتى
لو كانوا قريبين منه ، فكرياً ،
واجتماعيا ، وسياسياً ! ومن باب
أولى ، خصومه وأعداؤه ! ولا
يَربح منها أيّ شيء !
•
جنّة الآخرة معروفة بأوصافها ، وكذلك نار
الآخرة.
•
جنّة الدنيا ونار الدنيا ، لكلّ منهما
منازل وساحات !
•
من أبرز الساحات لجنّة الدنيا و نارها :
-
كيان الإنسان نفسه ، قلبه وعقله ، مشاعره
وعواطفه ( اطمئنانه أو قلقه ـ
رضاه أو سخطه ـ سروره أو حزنه ـ
راحته أو تعبه ـ استقرار توازنه
أو اختلاله ـ حبّه أو كرهه ، لما
حَوله ومَن حَوله ..!). وفي
المحصلة ، تُسهم الكلمة الطيبة
، في بناء النفس المطمئنة ، التي
تَرجع إلى ربّها راضية مَرضيّة
ـ إذا كان صاحبها مؤمناً بربّه ـ
! وفي بناء النفس الراضية عن
نفسها ، الواثقة بنفسها في
تعاملها مع الناس ، فيما يتعلق
بمصالحهم الاجتماعية والسياسية
اليومية ، وأمور حياتهم جملة ..!
-
شبكة العلاقات الاجتماعية المحيطة بالشخص
، ساحة من ساحات جنّته ، التي
تصنعها كلمته الطيّبة ، أو ساحة
من ساحات ناره ، التي تصنعها
كلمته الخبيثة !
-
أهدافه وطموحاته الاجتماعية والسياسية ،
تعبّد الطريق إليها ، الكلمة
الطيّبة، وتغلقه الكلمة
الخبيثة !
•
وسائل نشر الكلمة : ( صحافة ، إذاعة ،
تلفزيون ، إنترنت..)
بوّابات إلى إحدى الجنّتين
، أو كلتيهما ، أو بوّابات إلى
إحدى النارين ، أو كلتيهما !
•
فهل يَرى عاقل ، أبوابَ جنّة أو جنتين ،
مفتوحة أمامه ، ويغلقها ،
ليلِجَ أبوابَ نار أو نارين!؟
•
ربّما ..! وإلاّ ، كيف تتحقّق ثنائيّة: الخير
والشرّ، والحقّ والباطل ،
والخطأ والصواب، والهدى
والضلال ، والظلمات والنور،
والسعادة والشقاء ، والجنّة
والنار!؟
•
وتبقى الحكمة والخبرة ، لدى قائل الكلمة ،
وتبقى طبيعة الكلمة ، في ظروفها
وسياقاتها ، ضمن معايير خلقية
ثابتة ، ومعايير أخرى متغيرة ..
تبقى هذه كلها، مختبَرات لتمحيص
الكلمة ، وتمييز الخبيثة منها
والطيّبة ، وقياس الخُبث في
الخبيثة، والطِيبَة في الطيّبة
..!
وسبحان القائل : (ومَنْ يؤتَ
الحكمةَ فقدْ أوتيَ خيراً
كثيراً ).
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|