ــ
سيناريوهات
النهاية في الملف النووي
الايراني
فايــز
علـي يوسـف*
نشرت إحدى اكبر الصحف البريطانية
الصاندي تايمز
تقريرا أشارت فية إلى
استعدادات إسرائيلية لشن هجوم
بالاسلحة التقليدية على ايران
بهدف تدمير القوة النووية
الايرانية من منشات نووية
وصواريخ وتعطيل برنامجها
النووي الا أن إسرائيل سارعت
إلى نفي ماجاء في التقرير
البريطاني وأكدوا على مساندتهم
الكاملة للجهود الدبلوماسية
والتمسك بقرار مجلس الأمن 1737
الذي يمنح ايران مهلة حتى منتصف
فبراير للتخلي عن برنامجها
النووي ، والذي من المتوقع ان
يؤدي الى تليين الموقف الايراني
على الرغم من ماتلوح به واشنطن
من فرض عقوبات على إيران
والمعمول بها فعلا منذ سقوط
نظام الشاه فهي تخضع الى عقوبات
اقتصادية وعسكرية شاملة ، الا
أن إيران استطاعت من ان تكسر
الطوق باستقطاب شركات اوروبية
للاستثمار فيها في قطاعي النفط
والغاز مما مكن إيران من تطوير
نظامها الصاروخي واستيراد
تقنيات عسكرية متطوره .
وفي هذا المقال أرى انه من
الضروري مناقشة كل الاحتمالات
المتداولة والسيناريوهات
المطروحه بما يمليه الواجب
الأخلاقي ومن باب إعطاء الموضوع
حقه وتناوله من جميع الجوانب
ففي ظل الأوضاع الراهنة و
التصعيد في لغة الخطاب السياسي
الإيراني والتعنت الأمريكي
ودخول العدو الإسرائيلي طرفا في
النزاع خصوصا
بعدما هدد احمدي نجاد بمسح
إسرائيل من على خارطة العالم
وانكارة للمحرقة النازية بحق
اليهود الأمر الذي زاد من خوف
الاسرائيلين ، فان واقع الأمر
والمنطق يشيران إلى أن العالم
ليس مستعدا لخسارة شريك رئيسي
في انتاج النفط
كايران الامر الذي سيؤثر
سلبا على ارتفاع اسعار برميل
النفط ، كما أن أمريكا لا تستطيع
الدخول في حرب أخرى إضافه
لحربها في العراق وهي تحمل
ايران جزءا
من المسئولية عن الفوضى والفتنة
والعنف الدائر في بغداد والتي
أصبحت عبئا على كاهل البيت
الأبيض لا تستطيع الخروج منه
بحفظ ماء الوجه ، كما أنها على
يقين بأن الضربة الوقائية ليست
مؤكدة النجاح .. ولكن يبدو أن شبح
مواجهة عسكرية قد يكون أكثر
السيناريوهات المطروحة في حال
فشل الدبلوماسية وهذا ماتلوح به
امريكا بين الحين والاخر وجاءت
جولة كونداليسا رايس الأخيرة
لمنطقة الشرق الأوسط بهدف تحسين
صورة واشنطن في المنطقة وضمان
تأييد دول المنطقة للضغوط التي
تمارسها أمريكا على إيران
ولتهيئة الرأي العام العالمي
لضربة وقائية أمريكية ولتحفيز
حلفائها للوقوف إلى جانبها
لممارسة مزيد من الضغط على
حكومة طهران ، كما ان البيت
الابيض يعزف على الوتر الاشد
حساسية في المنطقة وتحاول بث
الفرقة والفتنة عن طريق هواجس
العالم العربي السني من تنامي
النفوذ والمد الشيعي الايراني
ولكن يمكن القول من خلال مؤشرات
الاحداث الاخيرة ان الغضب
والعداء لامريكا ولو على
المستوى الشعبي يفوق قلق
المنطقة من تنافي النفوذ الشيعي
وهذا تاتى كردة فعل على
الممارسات والسياسات الامريكية
في العراق وفلسطين الى جانب
الموقف الامريكي الموالي
لاسرائيل على الدوام وفي كل
الازمة ، وكذلك تحريك
أمريكا وبريطانيا لعدد من القطع
البحرية الحربية في المحيط
الهندي وتقرير الجارديان عن
تحضيرات امريكية لشن هجوم جوي
على ايران في الربيع القادم
يعزز فكرة خيار المواجهه
العسكرية. وأكثر ما تخشاه
أمريكا من أن هذه الجهود
الدبلوماسية ومماطلة ايران
يعطيها الوقت الكافي لتطوير
مقدرتها النووية والتغلب على
المعوقات لتفاجىء إيران العالم
في النهاية بامتلاكها القنبلة
النووية والاصرار الايراني على
امتلاك التكنولوجيا النووية
لاياتي من فراغ وانما من ارادة
وعزيمة لتحقيق ذلك وتحويلة الى
واقع .
ففي تمسك إيران بالبرنامج النووي
سعي إلى بسط هيمنتها ونفوذها
السياسي على المنطقة وتعزيز
لنظامها الداخلي من جهة اخرى
خصوصا في ظل مواجهة احمدي نجاد
لصعوبات كثيرة بخصوص الشأن
الداخلي وهو الان يسعى إلى
التصعيد لتحقيق
شىء من الإنجاز وضمان التفاف
الجماهير الايرانية والإسلامية
لصالحه في حال تعرض بلادة للحرب
من قبل امريكا .
فحاليا يتم تداول عدة احتمالات
أو سيناريوهات دبلوماسية أمام
النديين المتعنتين لحلحلة
الازمة والوصول إلى تسوية ترضي
جميع الأطراف وفي حال فشل
المساعي الدبلوماسية فأن خيار
التدخل العسكري هو المطروح بشده
للنيل من الحلم النووي الإيراني
ومع افتراض قيام هكذا ضربة
أمريكية فإنها ستكون هجمات جوية
مكثفة وموجهة لتقصف اهاف محدده
داخل العمق الايراني ولايستبعد
الخبراء مشاركة إسرائيل في هذه
الضربة كما فعلت عندما قامت
بتدمير المفاعل النووي العراقي
عام 1981 واما رد الفعل الايراني
فسيكون كارثيا ليس فقط على
امريكا واسرائيل بل على عموم
المنطقة والدول المجاورة
لايران وتحويل المنطقة إلى ساحة
للفوضى والحرب وعدم الاستقرار
هذا مع افتراض مثل هذه الحرب كما
تناقلت وكالات الأنباء وصرحت به
عدد من الصحف الكبرى وعلى
الجانب الايراني يتضح بان
الحكومة الايرانية مستعدة
لخيار الحرب وتعد العدة لذلك من
خلال تحذيرات مرشد الثورة
الايرانية علي خامنئي وتحذيرات
رافسنجاني القادة
العسكريين الايرانيين واستعراض
القوات عبر مناورات مكثفة .
ففي ظل استبعاد قيام حرب أمريكية
على إيران أصبح على الأخيرة أن
تستجيب للضغوط الدبلوماسية
وتتبنى عدد من الحلول أجملها
المجتمع الدبلوماسي في عدد من
الاحتمالات من ضمنها أن إيران
ستسعى أولا إلى التصعيد كما
تفعل الان وذلك مع البقاء في خط
قريب من السلاح النووي دون
الوصول الى تصنيعه بحيث يمكنها
من امتصاص الغضب العالمي عليها
ومن ثم تصنيع السلاح النووي
وقتما تشاء لاحقا ، والخيار
الثاني ان تواصل ماتنوي فعله في
امتلاك السلاح النووي وتتبنى في
سبيل ذلك سياسة الغموض دون
الافصاح عما الت الية النتيجه
والخيار الثالث في ان تواصل
إنتاج السلاح النووي في العلن
امام الراي العالمي والقيام
بتجربة نووية لاثبات ذلك إضافة
إلى طرح رابع يقول بقبول أمريكا
السماح لإيران بتخصيب
اليورانيوم في حدوده الدنيا
وانضمام إيران للنادي النووي
وستكون القوة العاشرة في دول
العالم المالكه للسلاح النووي ،
وهذا الحل بالتأكيد اقل تكلفة
من الدخول في حرب غير مضمون
نتائجها وفي ظل الإيمان بهذا
الحل والقبول بإيران نووية ،
وطرح خامس مستبعد في ظل التصعيد
من الجانبين الايراني
والامريكي وهو أن يتم التعامل
مع إيران على غرار التعامل مع
النموذج الليبي وذلك بسحب
التكنولوجيا والاجهزة النووية
مقابل رفع العقوبات والحظر
الاقتصادي عنها وذلك ماحصل مع
ليبيا عقب حصولها وبيونج يونغ
على التكنولوجيا النووية من
العالم الباكستاني عبدالقدير
خان وتخليها (اي ليبيا) عن
السلاح النووي مقابل رفع
العقوبات والحظر الاقتصادي
والعسكري عنها وانفراج الازمة
مع الالتزام بعدم تصدير تقنية
السلاح النووي الى اي جهات اخرى
وخصوصا لجماعات ارهابية او
استخدامه ضد امريكا وحلفائها .
ان امتلاك ايران للتكنولوجيا
النووية سيكون كافيا إلى إشعال
سباق التسلح النووي في الشرق
الأوسط وسوف يستفز ذلك الدول
العربية لتدخل في غمار تجربة
الحصول على سلاح نووي فقد أعلنت
دول مجلس التعاون رغبتها في
المضي في تطوير برنامج نووي
سلمي وبوتين يعرض في زيارته
الأولى للملكة العربية
السعودية مساعدة في مجال الطاقة
النووية وإذا ماتحقق ذلك الامل
ان يتم الامر في اطار الاستخدام
السلمي المدني البحت للطاقة
النووية.
*كاتب واعلامي من
الامارات
fayizali@gmail.com
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|