ــ
ومضات
محرّضة (10) :
اتّضحت
ساحات الصراع ، ولم تبقَ حجّة
لجاهل ، أو متخاذل !
عبدالله
القحطاني
• ساحة
الصراع الصهيوني الإسلامي ،
مكشوفة معروفة ، منذ بدايات
الغزو الصهيوني لفلسطين ، في
أوائل القرن الماضي !
• وساحة
الصراع الإسلامي الصليبي ،
معروفة مكشوفة كذلك ، منذ سقوط
الدولة العثمانية ، واحتلال
الدول الغربية للبلاد العربية ،
وتمزيقها باتفاقيات استعمارية
بينها، مثل معاهدة
(سايكس بيكو) ..! فضلاً عن
الغزو الاستعماري الشامل لبلاد
المسلمين، منذ قرنين ، أو يزيد !
• وساحة
الصراع الصفوي الإسلامي ، ظهرت
بعض معالمها منذ بداية الثورة
الخمينية، في أواخر السبعينات
من القرن العشرين المنصرم ، حين
أعلن سدَنة الثورة ، عن عزمهم
على تصدير ثورتهم ، إلى أنحاء
العالم العربي والإسلامي..! ثم
حُجبت الشعارات فترة ، وعادت
قويّة صارخة ، تتحدّى العالم ،
ويعلنها قادة الدولة الفارسية،
بلا مواربة ، ولا مداراة ، ولا
تقية .. بعد التعاون الأمريكي
الإيراني ، على اجتياح
أفغانستان ، ثم اجتياح العراق
وتدميره !
ولنقرأ تصريحات قادة فارس ، في
هذا الشان :
طهران- يو بي آي: شنّت القيادتان
السياسية والعسكرية في إيران ،
أمس ، هجوماً عنيفاً على الدول
الغربية ، وحلفائها في المنطقة .
وأكدتا هيمنة الجمهورية
الإسلامية على الخليج والشرق
الأوسط . ففي حين أعلن المرشد
الإيراني آية الله علي خامنئي ،
أن مَن وصَفهم ب: الأعداء»
أذعَنوا لتوسّع نفوذ الثورة
الإسلامية في الشرق الأوسط
والعالم الإسلامي , شدّد قائد
الحرس الثوري «الباسدران»
الجنرال يحيى صفوي، على أن
الولايات المتّحدة ، لا تستطيع
إعادة ترتيب المنطقة ، من دون
أخذ رأي إيران "التي تملك
الكلمة الأخيرة في الخليج" .
وقال خامنئي ، لدى استقباله
أعضاء الدورة الرابعة لمجلس
خبراء القيادة ، أمس ، إنّه « لا
يوجد أيّ حالة طوارئ في البلاد ،
لأن اصطفاف الأعداء أمام
الجمهورية الإسلامية الإيرانية
، مستمرّ منذ 28 عاماً ، ولكن
الشعب الإيراني العظيم والقويّ
، انتصر على مدى كل هذه الأعوام ,
وسينتصر الآن أيضاً !
وانتقد خامنئي تكرار «البعض في
الداخل» للحديث عن موضوع حالة
الطوارئ , مشيراً إلى ما وصَـفه
بأنه " إذعان الأعداء صراحة ،
لتوسّع نفوذ الثورة الإسلامية
في الشرق الأوسط والعالم
الإسلامي". / انتهى كلام قادة
الفرس/.
• فماذا
يبقى؟ يبقى أن تحدّد كل فئة من
فئات الأمّة ، ساحة الصراع
الخاصّة بها ، والتي تستطيع
العمل فيها :
1) أمّا
الحكّام : فساحات الصراع لديهم
واضحة محدّدة ، وهي تلك
المتعلقة بكراسي حكمهم ، وما
يدور في فلكها ، ممّا يقوّيها أو
يضعفها .. ثم لا شيء وراء ذلك !
ووسائلهم في هذا ، جيوشهم ،
وأجهزة استخباراتهم ،
ومؤسساتهم الإعلامية ..!
2) وأمّا
القوى العلمانية التي لا تهتمّ
بالعقائد الدينية ، سواء أكانت
هذه القوى سياسية ، أم اجتماعية
، أم ثقافية .. فلها ساحات صراعها
الخاصّة بها ، كل منها مشغولة
بما يهمّها ، ويناسب أفكارها
وتطلعاتها وأهدافها ! ولديها
كذلك وسائلها الخاصّة ،
الإعلامية بالدرجة الأولى !
وثمّة قلّة قليلة منها ، رأت
ببصيرتها النافذة ، أن الدفاع
عن عقيدة السنّة ، في مواجهة
التبشير الفارسي ، إنّما هو
دفاع عن الوطن ذاته ، لأن
التبشير هنا ، هو تبشير سياسي
قومي إمبراطوري ! تمارسه دولة
إيران ، لكسب جنود مؤمنين
بعقيدتها ، يساعدونها في
السيطرة السياسية والأمنية
والعسكرية ، على الأوطان التي
تطمح الإمبراطورية الإيرانية
الناشئة ، إلى الهيمنة عليها!
3) وأمّا
القوى الإسلامية ، التي تمثل
ضمير الأمّة المسلمة ـ بحسب
الأصل ـ فساحة صراعها ، هي هذه
التي تهدَّد فيها العقيدة ،
والتي هي الساحة الحقيقية
الفعّالة ، التي يستطيع كل فرد
فيها أن ينافح عن عقيدته ، بما
أوتي من قوّة عَبر وسائل
الإعلام المختلفة ، وأهمّها على
الإطلاق ، شبكة الإنترنت ، التي
دخلت كل بيت في العالم ، من
أقصاه إلى أقصاه ، وبسائر لغات
البشر! وإن شاباً صغيراً ،
يستطيع أن يصول عبر هذه الشبكة ،
صولات يَعجز عنها كثير من
الكهول ! كما أن الكهل يستطيع
الإفادة من خبرات الشباب ، في
نشر أفكاره عبر هذه الشبكة ،
التي لا تحتاج الكتابة فيها ،
موافقة من وزير ، أو مدير ، أو
محرّر، أو أيّ مسؤول ، من أيّ
نوع كان! لذا لاعذرَ لأحد في
تقصيره ، إذا قصّر في صَون
عقيدته ، والدفاع عنها، في
مواجهة المبطلين ، والمفسدين ،
والمخرّبين ، اللاهثين بقوّة
لإفساد هذه العقيدة ، بل نسفِها
من أساسها ، ابتداء من نسف
القرآن الكريم والسنة النبوية ،
وانتهاء بنسف الأوطان ، ومَن
فيها ، وما فيها !
• ومَن
تصوّر، مِن حمَـلة العقيدة
الإسلامية ، الغيورين عليها ،
أن الحكومات معنيّة بالدفاع عن
هذه العقيدة ، في مواجهة
الزوابع التي تهدّدها ، فإنما
يحاول التخفّف من عبء المسؤولية
الملقاة على عاتقه ، موهِماً
نفسَه بأنه غير معنيّ بهذا
الأمر، وأن جهده يظلّ قاصراً عن
مجابهة الأخطار المحدقة
بعقيدته ! فلا ذنب عليه ، وليس
مسؤولاً أمام الله، وأمام نفسه
، وأمام شعبه ، عن سدّ أية ثغرة
في جدار الإسلام ، المهدّد
بالأخطار الماحقة ! ولو كانت
الحكومات حريصة على نصرة عقيدة
الأمّة ، لَما جعلت من محاصرة
حمَـلة العقيدة ، واجباً يومياً
، تمارسه بلا كلل أو ملل ! إن
ساحة الدفاع عن العقيدة اليوم ،
هي الساحة الأوسع لطلب الجنّة ،
بالنسبة لمن لا يستطيعون حمل
السلاح ،أو لا يجدون ساحة
مفتوحة ، للمجابهة المسلّحة مع
الأعداء! فطوبى لمن عرف ساحة
صراعِه فـلزمها، وعرف الثغرة
التي ينبغي عليه سدّها فسدّها ،
وحاسَب نفسه على كل تفريط بحقّ
العقيدة ، والشعبِ الذي يعتنقها
، والوطن المهدّد بتهديدها ..
قبل أن يحاسبه ربّه ، يوم
القيامة ، بل قبل أن يجد نفسه
عبداً لنوع جديد من الاستعمار ،
لم يعرف له التاريخ مثيلاً !
وأول تجلّ من تجلياته ، يظهر على
أرض العراق اليوم ، بأشنع صورة ،
وأوضح مثال !
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|