ــ
تهمـة
الأزبكيـة
الدكتور
خالد الاحمد*
التهم الباطلة التي حاول الطاغية
حافظ الأسـد إلصاقها بجماعة
الإخوان المسلمين ؛ كثيرة جداً
، وكثير منها صيغت بشكل رديء
جداً ، حتى أن الإنسان العادي
لايصدقها ، من هذه التهم
الباطلة السخيفة :
الإخوان هدموا المساجد في حماة :
في عام (1983) تقريباً ، أراد وجهاء
حي ( ......) في حماة ، ترميـم
المســجد الذي دمـر جزئياً خلال
مجزرة حماة الكبرى (شباط 1982) ،
حيث تضرر قرابة (80) مسجداً ، وبضع
كنائس ، بعضها تضرر جزئياً ،
وبعضها هدم بالكامل ....
أراد وجهاء الحـي ترميم مسجد
حيهم ؛ فطلبوا من العميد (يحيى
زيدان ) مدير المخابرات
العسكرية في حماة السماح لهم
بذلك ، فطلب منهم أن يقدموا
طلباً موقعاً من وجهاء الحي ...وتقدموا
بالطلب ، فنظر فيه ثم قال : ماهذا
!!؟ لم تذكروا من الذي هدم المسجد
!!؟ فنظر وجهـاء الحي في وجوه
بعضهم بعضاً ....وتملكتهم الدهشة
والخوف ، هل يقولون هدمته سرايا
الدفاع ، أو الوحدات الخاصة ،
ولم يجرؤا على الكلام ، فسكتوا
حتى أنقذهم من الموقف وقال :
يبدو أنكم لاتعرفون الذي هدم
لكم المساجد ؟ قال أحدهم :
لانعرف ياسيدي . فقال : لا . هذا
مايصير أبداً ..يجب أن تعرفوا ...
أن عصابة الإخوان المسلمين
هدموا هذه المساجد ...ارجعوا
واكتبوا الطلب من جديد واذكروا
أنكم تريدون ترميم مسجد حي ( ....)
الذي دمـرته عصابة الإخوان
المسلمين ....
ولم يكن أمام وجهاء الحي سوى
كتابة الطلب ، وذكروا فيه ما
أراد مدير المخابرات العسكرية ،
ووقع وجهاء الحي عليه ....
وأخشى أن يقوم باحث في التاريخ
بعد خمسين سنة أو مائة ينقب في
الوثائق ويجد هذا الطلب موقعاً
من وجهاء الحي ... فيبني على هذه
الوثيقة حقيقة مزيفـة ، مثل
مئات الحقائق الباطاة التي تملأ
تاريخنا الإسلامي .
هكذا كان نظام حافظ الأسـد يلصق
التهم الكبيرة والخطيرة بجماعة
الإخوان المسلمين كي يبرر ذبـح
أبنائها ويستأصل وجودها كما
أعلن مراراً ...
ومن هذه التهم التي ألصقها
بجماعة الإخوان المسلمين (
تفجير الأزبكية ) تلك العملية
المروعة التي راح ضحيتها عشرات
الأبرياء ، الذين عرض حافظ
الأسد صورهم
على شـاشة التلفزيون السوري
، ليحرض الجماهير ضد جماعة
الإخوان المسلمين ، بعد أن أطلق
عليها عصابة القتل والإجرام ...
واليوم نقرأ الحقيقة ، بعد (26) سنة
، ويعرف القاصي والداني أن نظام
حافظ الأسـد
الإرهابي ألصق هذه التهمة
بجماعة الإخوان المسلمين زوراً
وبهتاناً ...كي يبرر ذبحهم
واستئصالهم كما أعلن أكثر من
مرة .
يقول أحمد المهندس ( معتقل سوري
سابق ) في سياق حديثه عن
الاغتيالات التي نفذها نظام
حافظ الأسـد في مطلع الثمانينات
:
_ أما أشــهر الاغتيالات على
الصعيد الدبلوماسي الدولي
لنظام أسد فكانت :
اغتيال السفير الفرنسي لدى لبنان
لويس دي مار (4 / 9 /1981) : فقد قتل في
بيروت انتقاماً لمحاولته ترتيب
عقد اجتماع بين ياسر عرفات
ووزير الخارجية الفرنسي بدون
حضور ممثل عن النظام السوري ،
وقد صرح وزير الخارجية الفرنسي
حينها عن اعتقاده بأن السوريين
هم الذين قتلوا لويس دي مار .
إلا أن حادثة اغتيال السفير
الفرنسي من قبل نظام أسد لم تمر
دون ردّ من جانب الاستخبارات
الفرنسية فبعد مضي أقل من شهرين
على حادثة الاغتيال أرادت
الاستخبارات الفرنسية أن تضع
حداً لممارسات نظام أسد ضد
مواطنيها وسفرائها في الخارج
فأقدمت بتاريخ 29 / 10 / 1981 على
تفجير سيارة مفخخة بعبوة تزيد
عن زنة خمسمائة كيلو غرام من
المتفجرات في حي الأزبكية في
شارع بغداد وهو أحد شوارع دمشق
المزدحمة بالسُكّان ،وكان
يستهدف الانفجار مبنى شعبة
التجنيد وقد تسبب الانفجار
بحفرة عمقها في الأرض أكثر من
أربعة أمتار وقطرها بحوالي خمسة
أمتار، كما وشملت الأضرار
البالغة تدمير وتهديم أجزاء
وأعداد كبيرة من البنايات على
طرفي الشارع، ووصلت آثار
الانفجار إلى الشوارع الخلفية
من الجانبين والتي تطاير زجاج
نوافذها ، ولم تقتصر الخسائر
على الأضرار المادية بل تسببت
حادثة التفجير في قتل وجرح
المئات من المواطنين الأبرياء .
_ وفي التاسع عشر من شهر أكتوبر
عام 2005 كشف مصدر فرنسي عن أن
استخبارات بلاده هي المسؤولة عن
"مجزرة الازبكية والتي
أســفرت عن قتل وجرح أكثر من
مئتي مواطن سوري بعد تفجير
سيارة مفخخة وسط دمشق في تشرين
الأول أكتوبر 1981.
_ وأشار التقرير إلى أن السلطات
الفرنسية نقلت عبر أطراف أخرى
تحذيراً شديد اللهجة إلى
السوريين وأعوانهم مفاده أنها
لن تتردد في اللجوء إلى تصفية كل
من يحاول العبث بالأمن ، منوها
بأن الفرنسيين يطلقون على هذه
العملية اسم " خيار الأزبكية
" وأشار التقرير إلى أن هذه هي
المرة الأولى التي يجري فيها
الكشف عن " وقوف الاستخبارات
الفرنسية " وراء المجزرة
المذكورة ، إذ طالما اتهم
النظام السوري الإخوان
المسلمين بالمسؤولية عنها .
والجدير بالذكر بأن الحكومة
الفرنسية لم تصدر أي بيان رسمي
ينفي أو يؤكد ما تضمنه التقرير
المشار إليه بالرغم من تداوله
على المواقع الإلكترونية الأمر
الذي يعطي هذا التقرير مصداقية
....
وقد جاءت هذه الشهادة لتكشف مدى
تورط نظام أسد في حوادث
الاغتيالات و لتبرأ ذمة وساحة
الإخوان المسلمين من تهمة دأب
النظام على إلصاقها بهم ،
بالرغم من نفيهم مراراً
وتكراراً من ارتباطهم بحادثة
تفجير الأزبكية وسواها من
التفجيرات ....
هذا التفجير الذي استخدمه نظام
أسد في تغطية وتبرير جرائمه بحق
المعارضين السوريين وفي تشديد
قبضته الأمنية على أصحاب التوجه
الإسلامي اعتقالاً وقتلاً
وتشريداً ...
*كاتب سوري في
المنفى
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|