ــ
الطريق
إلى سيرك الأسد
أبو
عمر الأسدستاني
في شهر شباط من كل
عام يتهيأ فحول القطط لموسم
التزاوج بشحذ هممهم وصقل
حناجرهم ومسح الغبار عن أذنابهم
أملاً في الحصول على ابتسامة
رضا أو هزة رأس بالإيجاب من إحدى
إناث القطط .
وفي شهر شباط أيضاً
كل أربع سنوات يتهيأ فحول
اللاعقين لانتخابات مجلس الشعب
بشحذ ألسنتهم وصقل حناجرهم ومسح
الغبار عن أردافهم أملاً في
الحصول على ابتسامة رضا أو هزة
رأس بالإيجاب من أحد فروع الأمن
الخمسة عشر قبل الترشح
لانتخابات مجلس الشعب والذي
أفضل تسميته بسيرك الأسد أو
فندق الأسد توخياً للدقة في
تحديد مهام أعضائه من المهرجين
اللاعقين وطبيعة عملهم فهي إما
تسلية الأسد وعائلته وحاشيته
بوصلات استعراضية مرحة وضاحكة
بين الحين والآخر كوصلة تعديل
الدستور ووصلة القدح والردح
الشهيرة ضد السيد عبد الحليم
خدام أو النوم العميق الهانئ
وإطلاق الرياح فوق مقاعده خدمة
لوطنهم ولناخبيهم ولشعبهم
ولأمتهم العربية !!
بداية أود القول
لكل لاعق راغب في خوض غمار
المعركة الانتخابية والانضمام
إلى جوقة السيرك بأن مفتاحك
للفوز ليس ببرنامج ٍانتخابي
مُقنع أو بشعبية جماهيرية كاسحة
أو بدعاية مكلفة مادياً أو
بشهادات علمية رفيعة.. فهذه كلها
بدع امبريالية لا تنطبق علينا (لخصوصية
الحالة السورية) الموضوع في
أسدستان أبسط من ذلك بكثير !!
فالمطلوب ببساطة هو طبل وزمر
ودربكة .. فقط لا غير لتخوض
الانتخابات ؟؟
فالطبل ضروري لكي
تُثبت للجميع خاصة لكلاب الأمن
ومخبريهم بأنك أسد أكثر من
الأسديين وبعثي أكثر من
البعثيين ومنافقاً ومزاوداً
ولاعقاً أكثر منهم أجمعين(للمزيد
راجع تصريحات المهرج المستقل
محمد حبش) فإذا سُئلتَ عن
الإصلاح فلا تنس أن تستشهد
بخطاب القسم للملهم بشار وعن
ضرورة التدرج في خطوات الإصلاح (لخصوصية
الحالة السورية) وإذا سئلت عن
حالة الطوارئ فشماعة الجولان
والتصدي للامبريالية
والصهيونية كفيلة بحملها
لسبعين سنة قادمة أما إذا تجرأ
أحدهم وهو احتمال ضعيف جداً
وتطرّق لحقوق الإنسان
والمعتقلين السياسيين فلا تنس
نفي ذلك جملة وتفصيلاً مؤكداً
لقولك بإنكار الملهم بشار
لوجودهم واعتبارهم معتقلين
جنائيين لمخالفتهم القانون !!
أما القانون في أسدستان وما
أدراك ما القانون فقد تحول في
عهد الأسُود إلى آلة موسيقية
موضوعة بقوة البسطار العسكري
قسراً على ظهور المواطنين
المساكين ليعزف على أوتارها
الأسُود والكلاب ألحانهم
الطائفية الحاقدة فيما يرقص
القضاة والمحامون والمسؤولون
والمهرجون ومن لفّ لفّهم نشوة
وطرباً ورياءً على ألحانهم
أملاً بلفت الانتباه لهم
لاختيارهم من قبل أسيادهم
للمشاركة في برنامج الموهوبين (طريق
النجوم) حيث المجد والمناصب
والخدم والحشم والشهرة والمال
بانتظار المميزين منهم مكافأة
على فنهم ورقصهم ونفاقهم فيما
تُسحق وتُقصم ظهور وهامات
المواطنين تحت وطأة قانونهم .
لنعد إلى الزمر يا
عزيزي اللاعق كي لا أعكر صفو
أحلامك بانضمامك إلى جوقة
المهرجين بحديثي عن القانون ..
فالزمر ضروري للإشادة ببُناة
سورية الحديثة من آل الأسد
ومنجزاتهم التاريخية ابتداءً
من سيركهم العتيد وجبهة لعق
الأحذية الوطنية مروراً بسد
زيزون العظيم وانتهاءً بسيريتل
إضافة إلى طيف واسع من المنجزات
بإمكانك التزمير فيها إلى ما
شاء الله كالاتحاد العام
النسائي وطلائع البعث وشبيبة
الثورة واتحاد العمال
والفلاحين ونقابات الفاسدين
والمفسدين مما تحسدنا عليه
الدول الاسكندنافية (وسيكون هذا
جوابك في حال سُئلت عن سبب تعرض
سوريا المستمر للهجمات
الامبريالية والصهيونية) من دون
أن تنسى التأكيد على ضرورة
إعطاء ملهمنا الشاب وقتاً
كافياً للبناء والإعمار
والإصلاح للسير على درب أبيه
الخالد لأنه وببساطة لا يملك
عصاً سحرية للإصلاح رغم توفر
النية والعزيمة ( للمزيد راجع
خطاب القسم) لذلك فالصبر ثم
الصبر ثم الصبر فهو مفتاح
التقدم والإصلاح والفرج (لخصوصية
الحالة السورية) فملهمنا نظيف
عفيف معصوم قنوع متقشف أما
بطانته فأوباش وحرامية وفاسدين
مبذرين لا يعرف المسكين عن
أمرهم شيئاً !! فمن الطبيعي
والمنطقي والحالة كهذه أن يحتاج
بشار بابا لو أمدّ الله في عمره
إلى أربعين عاماً على الأقل
ليقبض على الأربعين ألف حرامي
من بطانته الفاسدة أو يترك
المهمة لوريثه الملهم المعصوم
حافظ الأسد الثاني في القضاء
على الحرس الفاسد القديم
ومتابعة مسيرة البناء والإعمار
والإصلاح !
نأتي إلى الدربكة
يا عزيزي فهي من المسلمات
الضرورية (لخصوصية الحالة
السورية) لضبط الإيقاع على
الوحدة ونصف (للمزيد راجع خطاب
الأنصاف) قبل الحديث عن الصمود ..
والتصدي .. والممانعة ... والصخرة
.. والقلعة.. والثوابت .. والحوحو
.. والواوا .. ولا تنس (الشوبشة)
للملهم بشار بألف ليرة سورية
والمطبوع عليها صورة أبيه الرمز
حافظ الأسد إذا وصلت في حديثك عن
الصمود إلى جملة (جرّبونا هذه
المرة) وإرسال ألف تحية وباقة
ورد للصامد والممانع الأول ابن
الصامد والممانع الخالد صاحب
سُلّم المبادئ والثوابت وكذلك
للرفاق والرفيقات والصامدين
والصامدات والمناضلين
والمناضلات والممانعين
والممانعات و..... رقصني يا كدع .
في
النهاية .. لابد من الاعتراف
بوجود بعض النواب الشرفاء رغم
قلة عددهم الذين دفعوا من سنين
عمرهم وما زالوا يدفعون ثمن
مواقفهم الوطنية والرجولية
مفضلين الجلوس في زنازين الأسد
على ارتداء ثياب المهرجين
والجلوس كالإمعات على مقاعد
السيرك وستُكتب أسماؤهم بحروف
من ذهب ونور في الصفحة السوداء
من تاريخ الأسرة الأسدية المظلم
.
أما المهرجين من
أنصاف الرجال وأشباه النساء
المتواطئين في الظلم والفساد
فأقول لهم ارقصوا ما شئتم
والعقوا ما استطعتم وتمسحوا
وتزلفوا وزاودوا ونافقوا
وتنافسوا وتآمروا على مقاعد
السيرك فيما بينكم ولوحدكم
بعيداً عنا كي لا تدنسوننا
برجسكم لأننا نعرفكم جيداً
ونعرف أصلكم ومعادنكم وغاياتكم
ومآربكم ونعرف يقيناً أن لا
فائدة ترجى منكم ولا أمل يُعلق
عليكم أو على سيرككم ونذكركم
بأن يوم الحساب لآت لكم مع
أسيادكم جميعاً وقريباً بإذن
الله .
ختاماً .. لدى
المقارنة بين مواء القطط المميز
لرغبتهم في التزاوج في شهر شباط
ميااااااااااااااااو ....
وبين ثغاء المهرجين الشهير في
سيرك الأسد مااااااااع ....
ماااااااااااع ...
اجمااااااااااع ....
ماااااااااااع .. مااااااااع ...
المميز لرغبتهم في الحفاظ على
كراسيهم وإخفاء تجاوزاتهم
وسرقاتهم .... خَلصتُ إلى نتيجة
مفادها .. لا يوجد فارق جوهري بين
الحالتين ففي حالة القطط فإن
موائها هو ُسنّة الخالق في خلقه
وفي حالة المهرجين فثغاؤهم هو
ُسنّة الأسد في سيركه .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|