ــ
ومضات
محرّضة(11) :
الصادات
الثلاثة.. ومعركة المصير!
عبدالله
القحطاني
•
مَن قال : إن حرب بوش
ومحافظيه الجدد ، ليست صليبية ،
فهو يتستّر على بوش، وحَربه ،
ونيّته ، والوحي الإلهي الذي
يتنزّل عليه ، أو يراه في الحلم !
وبهذا يكون المتستّر (الحكيم!)
بوشياً أكثر من بوش ، وصليبياً
أكثر من الصليبيين الجدد !
• ومن
قال : إن اجتياح العراق ،
وتدميره ، وتشتيت أهله ، وذبح
علمائه .. ليس حرباً صهيونية ،
فهو يتستّر على الصهاينة ،
الذين لم يُخفوا ما فعلوه ،
ويفعلونه ، في العراق ! فهو
صهيوني أكثر من الصهاينة أنفسهم
!
• ومن
قال : إن احتلال أمريكا للعراق ،
لم يكن بتخطيط ومكر وتنفيذ ، من
الصفويين في طهران ، وجنودهم في
العراق ، فهو متستّر على
الصفويين ، ونيّاتهم المعلَنة،
وسلوكاتهم الفاضحة .. فهو صفوي
أكثر من الصفويين أنفسهم !
• ومن
قال : إن ما جرى ، ويجري ، في
العراق ، ليس بتنسيق تامّ ، بين
الصادات الثلاثة ( الصليبيين ،
والصهاينة ، والصفويين !).. فهو
جاهل ، أحمق ، لا يرى ، ولا يريد
أن يرى ! ولا يمكن اتّهامه
بالعمالة ، لأحد الصادات
الثلاثة ، إذ ليس فيها قائد أحمق
، يتّخذ عميلاً بهذا الجهل كله ،
وهذه الحماقة كلها !
• ومن
قال : إن الحكومات قادرة على
الدفاع عن عقيدة الأمّة ، أو
لديها الإرادة لذلك، فهو عبقريّ
من عباقرة العصور، لأنه يَسوق
معلومات خاصّة جداً ، عن
الحكومات، لا تعرفها هي نفسها
،عن نفسها ! ولم تفكر بها أصلاً،
ولم يثبت عن أيّة واحدة منها،
أنها جنّدت سريّة واحدة ، بل
فصيلة واحدة ، من فصائل المشاة ،
أو المدرّعات ، أو الصواريخ ، أو
غيرها ، وسمّتها فصيلة حماية
العقيدة ! ( كما سمّت بعض
الحكومات، كتيبةَ حماية الثورة
.. مثلا! ) . وبالطبع لا يستطيع
عاقل ، أن يقول: لا داعي لمثل هذه
الفصيلة ، لأن الجيش كله معَدّ
للدفاع عن العقيدة ! لأن هذا
الكلام مناقض للحقائق على الأرض
، ومناقض لأصل تشكيل الحكومات ،
وتشكيل جيوشها!
• ومن
قال : إن الشعوب عاجزة عن حماية
عقيدتها ، في وجه الهجمات
الشرسة ، التي تتعرض لها
العقيدة ، فهو إمّا جاهل ، أو
مخذّل (عن عمد .. أو عن سذاجة!).
• ومن
قال : إن الشعوب ، بقضّها
وقضيضها ، وهيَجانها العاطفي ،
قادرة على أن تدافع عن عقيدة ،
أو وطن ، دون قيادات من بينها ،
تنظّم طاقاتها ، وتوجّهها ،
وتدير صراعاتها .. فهو بسيط ساذج
، أو جاهل بأبسط خصائص الشعوب
والمجتمعات، وبأبسط مبادئ
العمل الاجتماعي والسياسي !
• ومن
قال : إن القيادات الشعبية
العادية ، قادرة ، في الظروف
الاستثنائية الحرجة ، على كسب
ثقة الجماهير، وقيادتها ،
وتنظيم طاقاتها ، وإدارة
صراعاتها .. فهو يعلّل النفس
بالآمال ، هرباً من قسوة الواقع
! على مذهب الشاعر، الذي قال :
أعلّل
النفسَ بالآمال ، أرقبها
ما أضيقَ العيشَ ، لولا
فسحةُ الأملِ !
وهذا المبدأ ليس مرفوضاً ، مادام
المرء يبذل جهده بقدر طاقته .
ولا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها
. ولو عَطّلت الشعوب جهودها ،
وشلّت طاقاتِها ، بانتظار
القادة المبدعين ، أو الملهَمين
، لأضاعت أوقاتها وأوطانها ،
والفرصَ المتاحة لها ، في عملِ
ما هو ممكن ومجدٍ ، في الدفاع عن
مصيرها ومصير أوطانها ! فالخلل
ليس في بذل الجهد الضعيف الممكن
، بل في تعطيل هذا الجهد ،
انتظاراً للقائد الحلم ، والظرف
الذهبي ..!
وفي
الهَدي النبَوي : اعملوا ، فكلّ
ميسّر لِما خُلق له !
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|