ــ
ومضات
محرّضة (13) :
بشّار
الأسد.. والرقص على حافّة
الهاوية..!
(
اللعبة الإجرامية لحكام دمشق
/نحن أو الدمار/.. أليس لها نهاية
!؟).
عبدالله
القحطاني
زمرة
الحكم في سورية مصرّة على
التشبّث بالسلطة ، إلى أبَد
الآبدين .. ولو ضاعت البلاد،
وفنيَ العباد ! وكلما طالبها شعب
سورية ، بشيء من الإصلاح ، أو
تغيير النهج ، أو إعطاء الناس
شيئاً من حرياتهم ، في التعبير
والتفكير ، والمشاركة في الرأي
والقرار.. فيما يتعلق بمصيرهم ،
ومصير بلادهم .. يخرج فصحاؤها ،
حاملين معهم شعارات إجرامية
بائسة، وحججاً متهافتة ساقطة ،
مثل :
• لن
نسمح بلبننة سورية ( أيْ : إثارة
مشكلات في سورية ، كتلك التي
كانت قائمة في لبنان ، أيام
الحرب الأهلية اللبنانية !).
• لن
نسمح بجزأرة سورية ( أيام كانت
الصراعات الداخلية ، مشتعلة في
الجزائر، بسبب نجاح الإسلاميين
في الانتخابات ، وانقضاض العسكر
على النتائج ، وإلغائها،
ومطاردة الإسلاميين ، والتنكيل
بهم قتلاً وحبساً وتشريداً ، ثم
الصراع الدامي بسبب الفعل وردّ
الفعل!).
• لن
نسمح بعرقنة سورية ( بعد أن
احتلت أمريكا العراق ، وعبثت ،
هي وحلفاؤها الفرس ، بالبلاد
وأهلها .. وما يزال العبث الدامي
قائماً ، متصاعداً !).
• بعض
الفصحاء ، المتذاكين ، من أبواق
الزمرة الحاكمة ، يَستعرضون
مآسي البشر كلها ، في شتّى بقاع
الأرض ، ليصطادوا منها حججاً ،
ونماذج سيّئة ، يَستعرضونها
أمام شعب سورية ، ويقولون له :
انظر.. هل تريد أن يكون مصيرك مثل
مصير هؤلاء الناس ، في الدولة
الفلانية ، أو البلد الفلاني ..!؟
ثم يقولون له ، بحزم : اطمئنّ، لن
نسمح ب (صَوْملـَة) سورية ، ولن
نقبل ب (أفْـغَـنَة) سورية ..
نسبة إلى ما يجري في الصومال
وأفغانستان ! في إشارات تهديد
واضحة ، بأن أيّة محاولة
لانتزاع الحكم منهم ، ستجعلهم
يدمّرون البلاد ، ويدخلونها في
صراعات داخلية، وحروب أهلية ،
كتلك التي في الدول المنكوبة
المذكورة ! وكل
ذلك ، ليظلوا محتفظين بالسلطة
إلى ماشاء الله..!
• نماذج
الحركات الشعبية الناجحة ، التي
أسقطت بعض الأنظمة الدكتاتورية
الفاسدة في العالم ، لا يَذكرها
حكّام دمشق ، ولا تشير إليها
أبواقهم ، من قريب أو بعيد !
• حين
يشير بعض الصحفيين ، الذين
يقابلون بشّار الأسد ، إلى
العراق ، بما يشبه التحذير
المبطّن ، من مصير كمصير صدّام
حسين ، يقول بشّار ، متبجّحاً :
(سورية ليست العراق ، وأنا لست
صدّام حسين !).. مدلّلا على ما
لدَيه ، من ذكاء ، وفَهلوَة،
وقدرة على تجاوز الظروف الصعبة !
وهذه من المفارقات الطريفة ،
عند بشّار الأسد، ورثها عن أبيه
: حين يكون التهديد آتياً من
أمريكا ، يعلن بثقة
وعنجهيّة: أن سورية ليست العراق
، وأنه هو ، ليس صدّام حسين !
وحين يكون الحديث عن غليان شعبي
سوري ، بسبب فساد الحكم ، يوجّه
تحذيره إلى الشعب ، منذراً
بمصير كمصير الشعب العراقي ،
والشعب الجزائري قبله ! ( جزأرة
سورية ـ عرقنة سورية !)
• الإشارات
المتكرّرة ، إلى الجزأرة ،
والعرقنة ، والصوملة ، والأفغنة
.. هي رسائل واضحة ، يَعيها الشعب
السوري جيّداً ! ومضمونُها ، بكل
بساطة ، هو التالي : أيّ تحرك ضدّ
حكمي ، يعني ، ببساطة ، نشوبَ
حرب أهلية ، تجرّ البلاد إلى
دمار، كالذي حصل في الدول التي
تحركت شعوبها ضدّ حكامها !
فإيّاكم والتفكير بمثل هذا
التحرك ، لأن عواقبه وخيمة
عليكم ؛ إذ تسيل بسببه أنهار من
الدماء.. وقد يؤدي إلى تقسيم
البلاد ! فهل يفكّر مَن في قلبه
ذرّة من الإنسانية ، والخوف على
شعبه ووطنه ، بعمل يؤدّي إلى
إراقة دماء مواطنيه ، وتقسيم
بلاده !؟
• هذه
المعادلة القذرة ، لا تُسوّقها
الزمرة الحاكمة ، لدى أبناء
سورية وحدهم ، بل تسوقها في
العالم العربي ، ليتعاطف
الحكّام مع زمرة الحكم السوري ،
إشفاقاً على سورية ، وطناً ،
وشعباً .. ثمّ إشفاقاً على كراسي
الحكّام الآخرين أنفسهم ، من أن
تصبح سورية ، نموذجاً يُحتذى ،
في دول أخرى ، فيهتزّ (الاستقرار
الإقليمي) ..
ويضطرب (الأمن الإقليمي) ! بل
تسوّقها الزمرة الحاكمة ، في
دول العالم ، صانعةِ القرارات
الدولية ، التي لها مصالح في
سورية ، وتحرص على استقرارها
وأمنها، بصرف النظر عمّن يحكمها
، من الطغاة المستبدّين ! فكل
شرّ الحكّام الحاليين ، أهوَن
من الفوضى العارمة في سورية ،
وأقل سوءاً من العهد القادم ،
الذي سوف يهيمن فيه الإسلاميون
على السلطة ، وتدخل البلاد في
دوّامة كارثية ، لا أول لها ،
ولا آخر!
• هذه
المعادلة الإجرامية ، لم يُخدع
بها الشعب السوري وحدَه ،
والدول العربية من حكّام وشعوب
، والقوى الأجنبية الكبرى .. بل
خُدِعت بها قوى المعارضة
السورية أيضاً ، وبشكل لافت
للنظر! ومَبعث هذا الانخداع ، هو
الروح الوطنية الأصيلة ، لدى
أبناء سورية عامة ، والقوى
السياسية خاصّة ! فأيّ تهديد ،
باحتمال أن تدخل البلاد في
دوّامة عنف داخلي ، أو حرب
طائفية .. يخدّر عقول الساسة
السوريين ، ويعطّلها عن الحركة
، وعن البدَهيّات الأولية في
حساب أيّ قرار سياسي على الأرض !
• لقد
وصَف الكاتب
الهولندي ( فان دام ) حافظ
أسد ، بأنه يجيد الرقص على حافّة
الهاوية ! وواضح أنه أعطى ابنه
دروساً في فنّ الرقص هذا : ( هل
تريد يا شعب سورية إسقاط حكمي ،
لتدخل في حرب أهلية !؟ حسن ..
فليكن ! جرّب أيّها الشعب، وسترى
نتيجة حماقتك وتهوّرك !) . وترتعد
فرائص الشعب السوري ، بما فيه
قوى المعارضة ، من مجرد ذكر
الحرب الأهلية..!
• إن
الحرب الأهلية يؤجّجها عادة
الحمقى ! وواضح أن حمقى السلطة
يَصنعون ، بأفعالهم الحمقاء ،
المناخ الذي تتولد فيه ردّات
الفعل الحمقاء ، مِن بعض قوى
الشعب.. وشرائحه المضطهدة
المظلومة !
• وإذا
كان الحمقى لا يجيدون الحساب ،
فربّما حسب لهم بعض العقلاء ،
المعادلةَ على حقيقتها ، وكما
هي على الأرض ، بالشكل التالي :
- شعب
سورية لم يعد لديه ما يخسره ،
بعد أن فقد في بلاده كل شيء ،
بدءاً بلقمة عيشه وحليب أطفاله
، وانتهاء بكرامته الإنسانية
والوطنية ..! لذا ، لن تأخذ منه
الحرب الأهلية ، أكثر ممّا أخذت
منه هذه العصابة ، الجاثمة على
صدره ، منذ قرابة أربعين عاماً !
- شعب
سورية حارب الاستعمار الفرنسي ،
لمجرّد كونه استعماراً ! ثم
حاربه ، بعد ذلك ، لما كان يفعله
بالوطن وأهله ، من استباحة
للبلاد ، وإذلال للعباد ، ونهب
للثروات ، وخنق للحريات ..! وذلك
لأنه كان استعماراً مكشوفاً ،
واضحاً للعيان ، بقوى أجنبية
معروفة ، بلغاتها ، وهيئاتها ،
وراياتها..! فإذا اكتشفت أكثرية
الشعب السوري ، التي لم تكتشِف
بعد ، أن ما يرتكبه حكّام بلادها
من جرائم ، كتلك الجرائم التي
كان يرتكبها المستعمر الأجنبي ،
بل أشنع ، وأفظع ، وأشدّ هولاً ،
وأكثر انحطاطاً وخسّة ودناءة ،
تحت اسم الحكم الوطني ... إنما
يؤدّي ، في النهاية ، إلى الدمار
التامّ للوطن ، والهلاك التامّ
للشعب .. وأن ذلك كله ، إنما يتمّ
بدعم من قوى خارجية ، تحتلّ
البلاد بالوكالة ، عبر أسماء
تحمل هويات وطنية .. إذا اكتشفت
أكثرية الشعب السوري هذا ،
فستزداد نقمتها على هذه الزمرة
الحاكمة ، وتتضاعف، لأن الزمرة
تحكم البلاد ، تحت ستار يحترمه
الشعب ، هو الستار الوطني ! وحين
تعلم أكثرية الشعب ، أن ليس ثمّة
ذرّة من الوطنية ، لدى هذه
الزمرة ، وأنها ثلّة من الخونة
الحقيقيين ، المارقين ،
المنسلخين من كل مبدأ وعقيدة
وخلق .. وأن شعب سورية يُذبح
لحساب قوى خارجية ، تقطف نتائج
ذبحه ، حاضراً ومستقبلاً.. حين
تعلم الأكثرية هذا ، فسوف تواجه
العصابة المتسلّطة على رقاب
الشعب ، سيلاً هائلاً من البشر ،
يعصف بها ، كما تعصف الريح
العاتية ، بكومة من القشّ
اليابس..!
- إذا
نشبت حرب أهلية ، فستكون طائفية
، بالضرورة ، في بدايتها ، أو
بعد اشتعالها! وستأخذ كل طائفة ،
حجمها الحقيقي على الأرض ، على
مستوى الشعب والجيش، وسائر
القوى الفاعلة في الدولة ..!
- إذا
نشبت حرب أهلية ، فالاحتمال
الأرجح ، هو تقسيم البلاد على
أساس طائفي ! وعليه ، فلينظر
بشار الأسد ، في حجم دولته التي
يتوهّم ولادتَها من الحرب
الأهلية ، وحجم شعبه فيها ـ إذا
ارتكب حماقته ، التي يهدّد شعب
سورية بها
، وأشعل حرباً أهلية ـ ! .. هذا
إذا وجَد مِن طائفته ، مَن يلتفّ
حوله ، وحول أسرته ، في الدولة
الجديدة ، التي تتفكّك فيها
سائر البنى القائمة ، حتى ضمن
الطائفة ..لتنشأ بنى جديدة،
وولاءات جديدة ..! فما الذي
يَضمنه بشار الأسد ، من هذه
البنى والولاءات الجديدة ، فيما
لو أقدَم على الحماقة التي
يهدّد بها شعب سورية ، ووضَع
الجيش السوري في مواجهة الشعب،
ليحفظ كرسي الرئاسة خالداً
مخلداً ، له ، ولأسرته إلى يوم
القيامة!؟
- هذه
الطريقة ، من حساب المعادلات
السياسية الخطيرة ، نتوقّع أن
يكون حافظ ، قد درّب وريثه عليها
! فهو ، إمّا أنه يعرفها ، ويكتم
حقيقتها ، والنتائج المتوقّعة
منها، والمترتّبة عليها ، كي
يظلّ شعب سورية المخدوع ،
مرعوباً ، خانعاً ، مستسلماً،
خاضعاً لسلطة الأسرة الأسدية ،
ووحوش مخابراتها ..! وإمّا أنه
يجهل النتائج المترتّبة على
رقصه البهلواني الفجّ ، على
حافّة الهاوية ، وكل ما يفعله ،
هو تهديد الشعب بحافّة الهاوية
..! ليظلّ الشعب خائفاً منها،
بعيداً عنها..حتى إذا ما دفِع
إليها، بنزق بعض اليائسين من
أبنائه ، وجَد بشار نفسَه، أول
الهالكين فيها ، أو أول
المفلسين ، إذا بقي على قيد
الحياة ! إذ أيّ أحمق يدافع ، في
حرب أهلية ، عن سلطة غلام أحمق
غرّ ، يورد بلاده وشعبَه مَوارد
الهلاك !؟ ثمّ أيّ أحمق ، يتحرّر
من سلطة هذا الأحمق الغرّ ، ثم
يقبل أن يجعله رئيساً له ، في
دويلة هزيلة ، قائمة على أساس
طائفي ، بعد أن يقسّم وطناً
عزيزاً كريماً ، ويمزق شعب
أبياً أصيلاً ، بسبب حماقته ،
وفساده ، وضلاله ، وأنانيته
الشاذّة !؟
• هل
حسب بشار الأسد ، هذه المعادلة ،
أو حسبها له أحد من لصوص أسرته ،
أو وحوش مخابراته ..!؟ أم أنه
يقلّد أباه ، في الرقص على حافة
الهاوية ، دون أن يعرف الهاوية
نفسها ، وعمقها ، والمصير
الأسود الذي ينتظره فيها !؟
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|