هل
تخلى السيستاني عن فتواه وحدها..
أم
عن اعتقاده بها أيضا!؟
ماجد
زاهد الشيباني
هذا سؤال لابدّ من
طرحه على السيّد السيستاني ،
وأتباعه ، والإعلاميين الذين
يروّجون لمبادرته الكريمة ، في
التخلّي عن فتواه ، التي أفتى
بها منذ أربعة أيام، حين سئل عن
الإباضية : أهي على حقّ ، أم على
باطل فأجاب : (كل ماخالف مذهبنا
الجعفري الإثني عشري ، فهو على
باطل) .
نقول
، بعد أن روّجت قناة المستقلّة
لتخلّيه عن فتواه هذه : هل جاء
هذا التخلّي، عن الفتوى وحدَها
، أم عن اعتقاد الإمام بها أيضا !؟
فإذا
كان قد تخلّى عن الفتوى وحدَها ـ
تقيّةً كعادة القوم ـ بعدما
كشِف أمرُها (للعوامّ !) ،
وأحرجته ، وأحرجت أتباعه ،
وداعميه في طهران وقمْ ، وحكومة
المنطقة الخضراء ، التي تحرك
ميليشياتها لذبح المسلمين
بمباركة منه .. إذا كان الأمر
كذلك ، فهو المتوقّع ، ولا جديد
في المسألة ، فالقوم يؤمنون
بمبدأ :( مَن لا تقيّة له فلا دين
له !).
وإذا
كان قد تخلّى عن اعتقاده بصحة
الفتوى أصلاً ـ من الناحية
المذهبية لا السياسية ـ فهذه
خطوة حقيقية نوعية هائلة ، وهي
تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة!
لأن التخلّي عن الاعتقاد ب(أن ما
خالف المذهب الجعفري باطل ) يعني
ببساطة: أن المذاهب الأخرى على
حقّ ، ومنها الإباضية ، ومذاهب
السنة ..!
وهذا
يعني بالضرورة أيضا :
* أن اعتقاد أهل السنّة
بخلافة الشيخين أبي بكر وعمر،
ليس باطلاً.
•
وأن اعتقاد أهل السنّة بفضل
الصحابة ـ الذين تكفّرهم
الجعفرية ـ ليس باطلاً.
•
وأن اعتقاد أهل السنّة
بطهارة نساء النبي اللواتي
يتّهمهن الجعفرية ، ليس باطلاً.
•
وأن اعتقاد أهل السنّة ،(
بأن إمامة الأئمة الإثني عشر
غير واجبة) ، ليس باطلاً ،
واعتقادهم بعدم عصمة الأئمّة
ليس باطلاً..
•
وأن اعتقاد أهل السنّة (بأن
الإمام ليس أكرم من الرسل
والملائكة) ليس باطلاً.
•
وأن اعتقاد أهل السنة
(بأن زواج المتعة حرام ) ليس
باطلاً.
•
وأن اعتقاد أهل السنة (بأن
فيروز المجوسي ، أبا لؤلؤة ،
الذي تقدسّه الجعفرية ، وتقيم
له مزاراً فخماً في إيران ، لأنه
قتل الفاروق عمر بن الخطاب ،
مجرم كافر ..) ليس باطلا!
•
فهل بات السيستاني ،
بتراجعه عن فتواه المذكورة ،
يعتقد حقاً ، بأن أهل السنة
بمعتقداتهم المخالفة ، بل
المناقضة ، لمعتقداته ، ليسوا
على باطل ، أيْ : أنهم على حقّ !؟
أم أنه تراجع عن فتواه المعلَنة
، سياسةً ، أو تَقيّةً، فحسْب ،
وأنه ما يزال ، هو وأتباعه ،
يؤمنون بأن مذهبهم هو الحقّ
وحدَه، وكل ما عداه فهو باطل !
•
هل تتكرم قناة المستقلّة ،
التي سُرّت بسَحب الفتوى ـ التي
سحَبها بناء على طلبها ـ بأن
توجِّه إليه هذا السؤال ،
مشكورة ، وبأن تسأله عمّا إذا
كان أتباعه من جنود الميليشيات
وفِرق الموت ، سيكفّون عن قتل كل
من اسمه (عمر، وعثمان ، وعائشة..)
لأن هذه الأسماء ليست على باطل
بالضرورة ! أم أن فتوى المرجع
على الورق ، لا علاقة لها
بممارسات أتباعه على الأرض ..!؟
ولقناة المستقلة الأجر والثواب
أيا كان جواب السيد السيستاني ،
أو جواب من يكلفه بالإجابة عنه !
ولله عاقبة الأمور..!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|