ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 14/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

يُـتم الكبار له مَعانٍ مختلـفة..!

(إخوان الحسناوي الكهول .. وإحساساتهم المتباينة باليتم !)

عبدالله عيسى السلامة  

1) الدائرة القريبة من الأخ الحسناوي ، مِن إخوانه الكهول ، تُحسّ بيتم حقيقي لفقده ، يختلف عمّا يُحسّ به الصغار، الذين يفقدون آباءهم !

 وهذه بعض صور اليتم ، لدى إخوة أبي محمود .. يرحمه الله :

• الكهل الذي لديه كلام يتلهف لإسماعه ، لأحد يصغي إليه بإمعان ، ويتعاطف معه .. سواء أكان الكلام اقتراحاً ، أم شكوى أم نجوى .. كان يبحث فيمن حوله ، فلا يجد أمامه سوى أخيه أبي محمود !

• الكاتب الذي يحبّ أن يَسمع حول كتاباته ، رأيَ كاتب متمكّن ، خبير بفنون الكتابة الأدبية والسياسية والتربوية .. كان يُهرع أولاً، إلى أخيه أبي محمود !

• الرجل الانفعالي ، صاحب المزاج الحادّ ، الذي يثير الآخرين بحدّة مزاجه ، ويقلل من رغبتهم ، في سماع آرائه واقتراحاته .. ويحتاج إلى رجل هادئ حليم ، لديه صبر وأناة ، في سماع الأفكار المصحوبة بالانفعالات ، والمشاعر الحارة .. أول من كان  يخطر بباله ، لزيارته ، و تفريغ شحنة الانفعالات لديه ، هو أخوه أبو محمود !

• صاحب الفكر العميق ، الذي يحسّ بالغربة والضياع ، بين الأفكار المسطحة أو الآنية المرتجلة .. يبحث عمّن يستطيع الغوص معه ، في أفكاره ، واستيعابها ، والتفاعل معها.. فلا يجد أمامه ، ممّن يمكن أن يعطيه وقتاً واهتماماً ، وتقصّياً لدقائق الأفكار.. غير أخيه أبي محمود!

• الرجل الذي لديه أفكار خاصّة ، أو انتقادات خاصّة ، حول بعض ما يجري في جماعته ، من قرارات ، أو توجّهات ، أو مواقف .. ولا يطمئنّ إلى أحد يمكن أن يَسمع منه أفكاره ، أو انتقاداته ، بهدوء ، دون انفعال ، أو اتّهام ، أو تجريح ، أو غضّ من قيمة أفكاره ، أو تشكيك بولائه وانتمائه وسلامة تفكيره .. سوى الأخ الهادئ ، الحليم ، المكيث .. أبي محمود !

• الأخ الذي يحتاج إلى نصيحة خاصّة ، حول مسألة دقيقة خاصّة ،يَبحث عن مؤهّل لتقديمها له ، من حيث الإمكانية العقلية ، ولديه الاستعداد لبذل الوقت والاهتمام ..  فلا يجد في ذاكرته ، ممّن هم في دائرته القريبة منه ، سوى أخيه أبي محمود !

• الأخ الذي يحتاج إلى من يساعده ، في كتابة بحث أو رسالة ، ويقدّم له النصيحة والتوجيه ، والكتب النافعة لبحثه ، والدلالة على كتب أخرى في مظانّها ، وتصويب بعض ما يَكتب ، لغوياً ، وأسلوبياً ، وفكرياً ، ومنهجياً .. والذي لديه الصبر، والاستعداد لمنحِه وقتَه واهتمامه  .. يبحث في ذاكرته ، فلا يرى في الدائرة التي حوله ، أجدر من أخيه أبي محمود !

• الأخ الذي يحسّ بغبن وقع عليه ، من بعض مؤسّسات جماعته ، ويحتاج إلى أحد يشكو له همّه ، ويساعده في الحصول على حقه ..يبحث فيمن حوله ، فلا يرى من هو مستعدّ لهذا الأمر ، مؤهّل له ، يضحّي بوقته وجهده لأجله ، سوى أخيه أبي محمود !

• الأخ الذي يحتاج إلى أحد يُسارّه ، حول موقف اشتبَه به ، أو سلوك شكّ فيه ، لدى بعض الأشخاص ، ويخاف من تسرّب حديثه ، فيما لو أسَرّ به إلى أحد ، يبحث في دائرة علاقاته الاجتماعية المحيطة به ، فلا يرى في الواجهة ، غير الأخ أبي محمود..!

• الأخ الذي يتوق إلى سمَر عذب ، غنيّ ، زاخر بفنون الكلام ومتَعِه وطرائفِه .. فيه من كل بستان زهرة فواحة ، وفاكهة ناضجة .. من بدائع الأدب ، وروائع الفكر، وأفانين الحوار الهادئ ، النافع ، الممتع ، البهيج .. تتلامح في ذهنه صورة أخيه أبي محمود ، فيهرع إلى الهاتف ، لأخذ موعدٍ لسهرة ، يحضرها إخوة تَسرّ النفوسَ مجالستُهم ، وتبهج القلوبَ مؤانستُهم ..!  

2) وواضح هنا ، أننا نتحدّث عن دائرة معيّنة ، هي دائرة العلاقات الاجتماعية المحيطة بالأخ الحسناوي ، يرحمه الله . ولكل أخ دائرة علاقاته الخاصّة بالطبع ! ولا يشترَط أن تضمّ دائرة العلاقات الخاصّة ، جيرانَ السكن وحدَهم ، أو زملاء العمل فحسب ، بل قد تشمل الدائرة ، أناساً في أقطار شتّى ، بينهم وبين الأخ ، تواصل اجتماعي ، أو فكري ، أو ثقافي ..!

 رحمة الله عليك يا أبا محمود ! ما أوسع الفراغ الذي خلفته برحيلك ، في عمل جماعتك، وفي قلوب إخوانك وعقولهم ..! وهاهنا تكمن عظمة الرجال ! وعند هذه النقطة بالذات ، يبرز بيت الشعر، كأنه إنّما قيل فيك خاصّة :

ولو سَدّ غيريْ ما سَددتُ اكتَفَوا به     وما كان يَغلو التِبر لو نَفقَ الصُفرُ

 رحمك الله .. وأعان إخوانك على إحساسهم بفقدك ، وعلى تحمّـل فراقك !

 وإنا لله وإنا إليه راجعون .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ