ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 26/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

انتخابات وطنية نزيهة

دكتور عثمان قدري مكانسي

قال حين تحدثنا عن الانتخابات السورية بشقيها " انتخاب مجلس الشعب السوري " هذه الأيام  ، وانتخاب رئيس الجمهورية " الماضر " وهي اشتقاق الكلمتين : الماضي والحاضر ، الذي سيرضى بعد الاستفتاء الشعبي بنسبة قريبة من التسعين المئوية وهذا يُعتبر تنازلاً مؤلماً من سيادته أن يرضى بهذه النسبة الهزيلة ،هكذا الأسعار في عالم " الديكتاتوقراطية " العربية  المنكوبة بمسؤوليها الذين خرطهم الخراط ، ثم انقلب ومات .... فالشعب كله يحبه ويريده رئيساً لمدة ثانية وثالثة ورابعة ، ولماذا يُنتخب غيره ست مرات  فـ " مافي حدا أحسن من حدا " ثم إن بشاراً استطاع بحنكته وذكائه البقري أقصد " العبقري " ..- لا تؤاخذوني فكثيراً ما أنسى الحروف المهمة في الكلمة ! – استطاع أن يرضي كل فئات الشعب ، والجميع يشهد أنه وفى بما عاهد عليه الشعب حين أدى القسم في مجلس الشعب المبقـَّر ، أقصد " الموقّر " فالحريات مكفولة " للمتنفذين فقط " ، والمواطن حر فيما يقول " وهو نائم أو في نفسه دون أن يطلع عليه أحد " ، والاقتصاد انتعش " في غرفة الإنعاش" وهو بين الاحتضار والموت .. نعم كل شيء في سورية البشاريّة بخير وأمان – يغني " أمان أمان " ويطلب الأمان فلا يلاقيهِ ، ولو جفّت مآقيهِ .

قال صاحبي عن الانتخابات : كلها : copy and paste منذ أن جاءت ثورة الثامن من آذار المجيدة .. وهذا دليل محبة النظام لشعبه ، فهو يريد له الراحة من عناء السياسة التي يصفونها بالنجاسة ، المسببة لمن يفكر فيها بالتعاسة .

قلت له ولماذا - يا هذا – تعتقد النظام يهوَى راحة العباد من التفكير بأمور البلاد ؟ قال : تصور أنني كنت مندوباً عن أحد المرشحين المستقلين لعضوية مجلس الشعب السوري عام ستة وسبعين وتسع مئة وألف في حي الصاخور بحلب وكان رقم الذين يحق لهم الانتخاب في ذلك المركز أكثر من أربعين ألف ناخب ، ومر النهار ولم يتجاوز عدد الذين انتخبوا ثلاثمئة ناخب .. وفي اليوم التالي أعلن وزير الداخلية في ذلك الوقت – المشرف على الانتخابات – أن الذين انتخبوا عددهم كذا .. وأن عدد الأوراق البيضاء كانت كذا مئة ... وأن عدد المستنكفين عن الإدلاء بأصواتهم أربعون ألفاً .. فقلت يبدو أن سورية كلها مارست حق الانتخاب ما عدا المسجلين في حي الصاخور !!!  وعلى ذلك " فقـّسْ" وحق للنظام أن يفقـّس أمثال أعضاء المجلس النيابي الموقر في سورية الأسد ، ولا أدري لماذا سمـّوه مجلس " الخصيان " مع أن فيه حوالي ثلاثمئة إنسان ، يركبون السيارات الفارهة ، ويرفعون أياديهم بالموافقة كلما أمروا بذلك ، وقد أثبتوا مقدرتهم على " الردح والقدح " و " والذم والمدح " ويصفقون للرئيس بنظام ، ولا يتوقفون عن التصفيق إلا حين يأمرهم بذلك الرئيس الرفيق ! ويقومون بصعوبة عن كراسيهم بسبب اتساع خلفياتهم الثقافية المنحشرة في الكراسي ، ويهبطون إليها بسرعة انفلات المراسي . ويذكرني حالهم بما قاله الشاعر الللبناني في سابقيهم :

وطن تحبرت العبيد لذلـه ......... وأذل منه رئيسه والمجلسُ

في كل كرسي تسنّد نائب ......... متكتّف أعمى أصم أخرسُ

هؤلاء يناط بهم انتخاب الرئيس اليتيم الذي لم ترَ البلادُ ، ولم يجد العبادُ كمثل بشار الأسد نجل بيّاع البلد ... فلا ينبغي لأحد أن يرشح نفسه أمامه ! وهل لهذا الرئيس من صنو ؟! وهل له من مثيل ؟! وسيبقى الحكم للأبد منوطاً بأبناء الأسد !

يُحكى والعهدة على الراوي  أن حافظ الأسد وجورباتشوف وريجان ركبوا طيارة ،فتاهت بهم ، ونزلت مرتطمة في الأرض  فظلوا في غيبوبة مئتي سنة ، فلما أفاقوا من رقادهم وعادت إليهم أنفسهم أراد ريجان أن يطمئن على الولايات المتحدة الأمريكية ، فأدار عقرب الراديو فسمع المذيع يقول : هنا واشنطن عاصمة الأممية والاشتراكية العلمية ... فعلم أن بلاده صارت شيوعية ، أما جورباتشوف فحول عقرب الراديو إلى موسكو فسمع المذيع يقول : تذوقوا طعم الهامبرجر بأصنافه الكثيرة  في بلد الحرية ... فعلم أن بلاده انقلبت رأسمالية ، أما حافظ الأسد فحول عقرب المذياع إلى دمشق فسمع المذيع يقول : والآن تستمعون إلى خطاب السيد الرئيس حافظ الأسد السابع عشر . ..

هكذا يتمنى النظام الحاكم في دمشق ، ولكن سنة الكون تفعل غير هذا فلا يدوم إلا الحق . أما خفافيش الليل فإلى ذهاب .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ