ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 27/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

عندما يَصدق الرئيس لأول مرة ؛ في نصف جملة !!

د. هشـام الشـامي

- في بلد استوى فيه العسكر على كرسي السلطة بانقلاب عسكري ؛ و سمو انقلابهم على الشرعية ثورة مجيدة !! ..

- في بلد عُطّل فيه البرلمان ؛ و مُنعت فيه الأحزاب و أُلغي فيه العمل السياسي ؛ و أعلنت فيه حالة الطوارئ من لحظة استيلاء العسكر على الحكم قبل أكثر من 44 عاماً ؛ و يتباهى فيه العسكر بأن الأحكام العرفية و حالة الطوارئ لا زالت مستمرة و ستبقى فوق رقاب الشعب إلى الأبد ( دوام الحال من المحال ) ..

- في بلد صفى فيه الرفاق الثوريون !! الانقلابيون رفاقهم في الانقلاب ، و تآمروا على بعضهم البعض ، و تفرقوا شيعاً و جماعات شتى ؛ حسمت بينهم الدبابات و المؤامرات ؛ و المكائد و الانقلابات ؛ و الدماء و المعتقلات ..

- في بلد جُعل فيه حزب الثوريين الانقلابيين هو النظام و مركز الدولة المقدس ؛ و من يرفض الدوران في فلكه فهو خائن و خارج عن الوطنية و يجب سحقه أو نفيه و نبذه ...

- في بلد استغلّ فيه بعض الضباط الطائفيين الموتورين الحاقدين هذا الحزب المقدس ليتسلقوا على أكتافه و يصلوا إلى السلطة المطلقة بعد أن سحقوا كل رفاقهم الانقلابيين من الطوائف و العشائر الأخرى التي تشكل نسيج الوطن المتشابك و المتناسق ...

-  في بلد سقطت فيه هضبة الجولان المنيعة و جبل الشيخ الباسق بأيدي أعداء الوطن دون قتال ؛ و أعلن فيه وزير الدفاع سقوط مدينة القنيطرة – عاصمة الجولان المكلوم – قبل وصول أول جندي صهيوني إليها بأكثر من 24 ساعة !! ؛ فكوفئ هذا الوزير – عوضاً عن أن يحاكم عسكرياً أو يعزل و ذلك أضعف الإيمان – و أصبح رئيساً مؤلهاً و قائداً وحيداً و بطلاً للصمود و التصدي ؛ و أعلن الرفاق الثوريون بعد هذه الهزيمة المنكرة – و بكل وقاحة – أنهم انتصروا ؛ لأن العدو لم يستطع أن ينال منهم ؛ لأنهم هم فقط الوطن بكل ما فيه فإن سلموا سلم الوطن و لو ضاع الوطن بمن فيه . ..

- في بلد يُسمّى انقلاب الرفيق على بقية رفاقه العسكريين حركة تصحيحية ؛ و يضع فيه القائد المؤلّه الجديد رفاق دربه و رؤساءه الذين قاموا بالثورة المجيدة !! ؛ و أوصلوه إلى السلطة المطلقة في السجون حتى الموت ؛ أو يتركهم مشتتين في المنافي و يغلق في وجوههم طرق العودة للوطن ؛ و يرسل عصاباته لاغتيالهم في بلاد الغربة ؛ فلا حياة في هذا البلد إلا للقائد الأسطورة و رعاعه المطيعين ..

- في بلد يُفصّل فيه هذا القائد الأسطورة الدستور على مقاسه ؛ ليصبح هو الدولة و الدولة هو ؛ بيده الأمر كله ؛ و كل من عداه يجب أن يخضع لهذه القاعدة الوحيدة ؛ و يخدم هذا القائد الأوحد ..

- في بلد لا وجود لأي معارضة فيه!! ؛ لأن من يعارض أو يفكر في المعارضة فهو مفقود مفقود .. مفقود..

- في بلد يصبح النشيد الوطني فيه الذي يردده – صباح مساء - الطلاب و العسكر و العمال و الفلاحون و المثقفون و الجهلة و أعضاء النقابات و الجمعيات و النساء و الشيوخ و الطلائع و الشبيبة و الأحياء و الأموات و صغار الكسبة و كبار الهوامير : "" قائدنا إلى الأبد ؛ الرئيس الواحد الأحد "" ..

-  في بلد تُدمّر فيه الوحدات العسكرية الخاصة المدن فوق أهلها الآمنين ؛ و تُستباح تلك المدن أشهراً لعناصر مجرمة ؛ تُقتّل شيوخها و نساءها و أطفالها و شبابها ؛ و تغتصب حرائرها ؛ و تسرق آثارها و كنوزها و أموالها ؛ بصورة إرهابية همجية لا شبيه لها إلا في عهود الظلام البائدة ..

- في بلد يُساق فيها الشباب إلى المعتقلات الصحراوية ليُعزلوا عن أهلهم الذين لا يزالون ينتظرون عودتهم منذ عقود ؛ و يتعرضوا هناك لأشد أنواع التعذيب الجسدي و أبشع الإهانات النفسية بحقد طائفي بغيض ؛ و لسنوات و عقود طويلة ؛ قبل أن يعدموا و يدفنوا في الصحراء بمقابر جماعية .. 

- في بلد تقتحم فيه القوات الخاصة و سرايا السلطة الحاقدة ليلاً السجون و المعتقلات الصحراوية لتصفي من فيها من المعتقلين الأمنيين النائمين داخل معتقلاتهم بالرصاص و القنابل في مجازر جماعية رهيبة ..

- في بلد يُقعّد فيه القائد الملهم القوانين الاستئصالية ؛ فيصبح إعدام المعارضين له بالرأي قانوناً و قضاء و عدلاً بموجب الدستور ؛ و يُصفّى بموجبه المعارضون جميعاً و بأثر رجعي بشكل لا شبيه له في التاريخ الإنساني و لا مثيل له في قوانين الأرض الحالية ..

- في بلد يُسلّط فيه القائد الملهم عصابات المخابرات العديدة على مواطنيه بموجب القانون !! ؛ فيسرحون و يمرحون فيه دون حسيب أو رقيب ؛ حتى أضحى الرجل يخاف على نفسه من أبيه و أخيه و صاحبته و بنيه و أقرب الناس إليه ..

- في بلد يُخوّن فيه البطل ؛ و يُقتل الشريف ؛ و يتكلم الرويبضة ؛ و يُأمّر السفيه ؛ و يُأسّد الهر ؛ و يُوزّر الحرامي ؛ و يتسلط الوضيع ؛ و تصبح السرقة مغنماً ؛ و الرشوة مغرماً ؛ و الكذب أمانة ؛ و الأمانة خيانة ؛ و الأخلاق مذمّة ؛ و الفضيلة دروشة ؛ و الفساد نظاماً ؛ و الخوف ثقافة ؛ و الإعلام مصادراً ؛ و الوحدة شرذمة ؛ و الحرية سجوناً ؛ و الاشتراكية تمايزاً و طبقية و غناء سلطوياً فاحشاً و فقراً شعبياً مدقعاً ...

- في بلد يصبح الحكم فيه حصراً على آل الحاكم ؛ و الجمهورية وراثة ؛ و يُعّدل الدستور خلال خمس دقائق ليصبح على مقاس ابن القائد الخالد ؛ الذي كُوفئ مرة ثانية ببقائه قائداً للأبد ؛ و مرة ثالثة باختيار ولده الشاب قائداً من بعده ليتابع مسيرة التحديث و التطوير في نهب ما بقي من الوطن حتى الثمالة و إلى الأبد  ..

- في بلد يَعد فيه الرئيس في خطاب القسم جملة وعود فيها أبسط حقوق المواطن ؛ فيتناسى الشعب الطيب مآسيه ؛ و يضغط على جراحه ؛ و يسامح جلاديه ؛ و يبدي استعداده أن يقف مع الرئيس الشاب من أجل الوطن ؛ و تمضي السنون السبع العجاف بطيئة قاسية ؛ دون أن يفي الرئيس الجديد بأي مما وعد به ؛ بل يُصر على استغبائه و استخفافه بشعبه المخلص ..

- في بلد يتابع فيه القائد الابن تدمير ما بقي من الوطن باسم التحديث و التطوير و الممانعة ؛ و يصبح الوطن شركة يخدم فيها أبناء الوطن عند آل القائد و أخوال آل القائد و أعمام آل القائد و أصهار آل القائد الملهم ..

- في بلد يتابع فيه القائد الملهم ابن القائد الخالد قهر المواطنين و قتلهم و سحقهم ؛ فيسلط مخابراته و عسكره على شريحة رئيسية من أبناء الوطن لتسحقها في القامشلي و عفرين و غيرها من المدن و المناطق و يمنع عن قسم منهم جنسية الوطن رغم أنهم ولدوا في ربوعه الطيبة ؛ و ترعرعوا تحت سمائه الخيرة ؛ و استنشقوا هواءه النظيف ؛ و لسعتهم شمسه الدافئة ؛ و لم يشربوا إلا من مياهه الطاهرة ؛ بينما يهب هذه الجنسية للوافدين الجدد الآخرين  بغير وجه حق ..

- في بلد يدّعي قائده حرصه على السيادة الوطنية ؛ فيسلم ملفات معارضيه الذين شتتهم في بلاد الله الواسعة للمخابرات الأمريكية بعد أن يفتري عليهم و يَدّعي أنهم إرهابيون يستحقون القتل أو على الأقل يجب عزلهم في غوانتينامو أو أبو غريب ...

- في بلد يدعي الصمود و التصدي و المقاومة و الممانعة و تمام الرجولة ؛ و يغلق حدوده مع العدو المحتل لقطعة غالية من أرض الوطن عقوداً طويلة ؛ و يمنع حتى الطير من الوصول لتلك الحدود ؛ و يعتقل و يعذب و يصفي من يحاول قتال العدو ، و يتذلل للعدو و يرسل له الرسائل المتتالية ليرضى عنه و يطلب منه أن يجرّبه ليجد ما يسره ، و يفاوضه سراً ، و يمنع أي اتصال أو مفاوضة مع أبناء وطنه المعارضين ؛ و يتنازل عن أجزاء غالية من الوطن باسم الوطنية ، و يقف مع أعداء الأمة ضد أبنائها باسم القومية ، و يسلم المعارضين العرب الأهوازيين للفرس المحتلين ليعدموهم باسم العروبة ..

- في بلد يصدر الإرهاب إلى جيرانه ؛ و يقتل و يفجر و يغتال و يمارس هواياته الإجرامية هناك ؛ و يدعم مظاهرات المعارضة و يدعوا إلى حكومة وحدة وطنية في لبنان ؛ و إلى مشاركة كل الأطراف في العملية السياسية في العراق ؛ بينما يعتقل و يهاجم و ينكّل بالمعتصمين في دمشق ؛ و يماطل بإصدار قانون للأحزاب ؛ و يرفض أن ينازع الحزب القائد أحداً بموجب الدستور ؛ و يضع خطوطاً حمراء عامودية تُقسّم أبناء الوطن حسب انتماءاتهم الطائفية و الحزبية و الفكرية بشكل سافر و مفضوح ؛ فالمشاركة و الحريات و المظاهرات و الاعتراضات و الوحدة الوطنية مطلوبة لجيراننا و حرام علينا ( حرام على بلابله الدوح ** حلالٌ للطير من كل جنس )  ..

- في بلد لا زالت تُحرّم فيه الانتخابات التعددية ؛ و لا زال الرئيس فيه يفوز بالاستفتاءات الصورية ؛ و بنسبة الخمس تسعات المحددة سلفاً ؛ و يفوز فيه أعضاء مجلس الشعب بالتزكية و التعين ؛ من قبل فروع الأمن و المخابرات ...

- في بلد يحتاج فيه المسافر و الموظف و من يريد أن يفتح محلاً - صغيراً أو كبيراً- و الراغب بالزواج أو الطلاق و التاجر و الصناعي و المزارع و الطالب و البائع و الشاري و المؤجر و المستأجر و الراهن و المسترهن ... لموافقة أمنية مسبقة ؛ و يخضع المواطنون جميعاً لاستفزازات و ابتزازات و ضغوطات و مساومات يومية من عصابات المخابرات العديدة و المتشعبة ، و التي أعدت ملفاً أمنياً مكتنزاً لكن مواطن ، و يعلم الجميع أن الدولة تدار في الغرف المظلمة ؛ و أن السلطة العليا في هذه الدولة للمخابرات ؛ و التي تسيطر على كافة شؤون الحياة ؛ و تخضع لسلطتها كل السلطات التشريعية و التنفيذية و القضائية و السياسية ؛ فالدولة هي دولة المخابرات بامتياز ..

- في هذا البلد العزيز الغالي ؛ رغم كل الظلم و الكبت و الجور و الظلام ؛ يتبجح رئيسه القائد الملهم من جديد ؛ في لقاءاته الصحفية المتكررة و آخرها مع صحيفة الجزيرة السعودية فيقول : " الأمن أولاً "  في دولة الأسد ؛ دولة فروع المخابرات التي تزيد بأعدادها عن أضعاف عدد الجامعات ؛ دولة الطوارئ و الأحكام العرفية المؤبدة ؛ دولة القهر و السجون و المعتقلات ، نعم أيها القائد الملهم الشاب المثقف الطبيب ، لقد صدقت هذه المرة رغم أنك لم تأتِ بجديد ، و لكن ليتك أكملت الجملة ، حتى يُفهم المعنى ، و تتضح الصورة ، و تبدو الحقيقة المرة التي لا يزال يجهلها أو يتجاهلها بعض المخدوعين و المغفّلين و قصيري البصر و عميّان البصيرة ، ليتك قلت إذاً : ] الأمن أولاً و آخراً [ في جملكية أسدستان الشمولية ..

و لله در القائل :

لا تعجبوا للغادر ابن الغادر ** ورث الخيانة  كابراً عن كابرِ

لا تصبروا حتى يبيع بلادكم ** و يبيعكم فيها  كألأم تاجــرِ

فالعجز:لا صبر ولا حلم ولا ** يأتي لصاحبه بأجر الصابـرِ

ثوروا بصدق ثورة هدّارة **كي تعصفوا بالصامد ابن الثائر!!

إن احتمال الذل ذل فاضح  **  فتحركوا .. و الله أكرم ناصرِ

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ