ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 31/03/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

النظام السوري والتطرف ...أيهما أنتج الأخر؟!

(1)

د.نصر حسن

من وجهة نظر سياسية بحته يمكن القول أن التطرف في الموقف السياسي لأي نظام أو حزب أو حركة ينتج حالة من التعصب والإنغلاق حول زيف فكري يتحول تدريجيا ً إلى فوبيا امتلاك صحة الرؤى وأحقية القيادة ويؤدي بالضرورة إلى التخندق في فكر إيديولوجي جامد وفي معظم الحالات يبقى صاحب هذه النظرة أسير  هذه الحالة ولايستطيع أن يخرج منها طوعيا ً لأنها تمثل شكل من أشكال التحجر في منظومة فكرية أنتجتها مرحلة محددة وظروف معينة تجاوزتها حركة التطور لعدم قدرتها على ربط المجموع ووتخلفها عن مواكبته ومرافقته لمرحلة أخرى وعليه يمكن القول إن عوامل الفشل والنجاح تكمن بعدا ً أو قربا ً من الواقع المباشر وحركته والتفاعل الصحيح مع معطياته , والتطرف بشكل عام هو متنافر مع النجاح الذي يعتمد أساسا ً على القدرة بالتعامل مع المستجدات والتفاعل مع البرامج المختلفة والأفكار المتنوعة التي بمحصلتها العامة تفرز عوامل النجاح , أي التطرف الذي يعني الرفض (  جبهة الرفض ) والرفض يعني عدم قبول الآخر وهنا نتكلم عن هذا الآخر الذي هو شريك في الوطن وليس آخرا ً آخر ,وهذا هو في أحد أهم وجوهة هي الفردية أي تغييب المشاركة العامة وبالتالي غياب الديموقراطية التي تؤدي بشكل بسيط إلى العزلة والعزلة تعني الإخفاق في التعامل مع العام والمجموع , وفي أحسن حالاتها مراوحة في المكان وجمود في الزمان الذي يزيد الإفتراق مع حركة الأحداث التي تجري  بسرعة ولاتنتظر المتطرفين التائهين النائمين في كهوف عصبيات التاريخ .

 

وفي إعادة النظر إلى مسيرة النظام السوري والكثير من الأنظمة العربية منذ بدايته  إلى الآن نرى أنه طغى عليه بشكل كبير صفة التطرف التي دفعته إلى الواجهة حركات وأحزاب وأنظمة حكم عربية في مجملها لاتشذ عن حالة التطرف سواء ً بتعاملها مع الواقع السياسي والإجتماعي المحلي أو الخارجي وانسحبت عليها مقاييسها في تجاوز ماواجهته من تحديات على مستوى الحفاظ على الإستقلال والحرص على السيادة الوطنية وتحرير الأرض أو على مستوى التنمية الإجتماعية والبشرية والإقتصادية أي عجزها من الحفاظ على الدولة الوطنية , وكان وقود قوتها ليس موازين قوى داخلية حقيقية بقدر ماكان السطو واغتصاب وسائل القوة في دولها وهو العسكر لأنها افتقرت للشرعية السياسية والشعبية والدستورية ولاتملك من مقومات القوة الإقتصادية المحركة للواقع الإجتماعي شيء وبالتالي تمسكت بمراكز القوة بيديها وأسنانها وارتهن استمرار وجودها عضويا ً بقدرتها على احتكار هذه القوة الأمر الذي دفعها إلى احتكار السلطة وبالتالي التفرد بالقرار مواكبا ً بشكل مباشر بإلغاء التعددية السياسية ومحاصرة الشعوب في سياساتها, بتعبير آخر بدأت متطرفة عفويا ً وتمرست بالتطرف  وأصبحت مع مرور الزمن منهجية أنتجت ثقافة التطرف المغلفة بخطاب إيديولوجي حينا ً ومتناغمة مع ظواهر سياسية وثقافية موضوعية متطرفة هي الأخرى , أي أصبحت منتجة وفيما بعد مسوقة ومصدرة للتطرف بامتياز.

 

وليس غريبا ً كل هذا الإخفاق في الواقع العربي لأن المرحلة الماضية كانت محكومة بالقوة من أحزاب وقوى سياسية تتميز بنيويا ً بحالة التطرف وتغطيه لفظيا ً بخطاب وطني أجوف حاد ومتطرف هو الآخر تحكمه العلاقة الرعوية مع الشعب والإطاعة العمياء على مبدأ أني الحق والخير كله والآخر هو الباطل والشركله وكمثال حي مباشر وملموس هو حالة النظام السوري وخطابه السياسي سواء ً على مستوى الداخل السوري نفسه حيث الحزب الواحد هو القائد للدولة والمجتمع بقوة القمع والتهميش والتغييب والقتل أحيانا ً أو على مستوى معالجة الأزمات العربية وعلاقاته معها كانت إما محورا ً أي تكبير الحاضنة السياسية للتطرف أو قطيعة وحرب البسوس مع نظام عربي آخر لايتقاطع معه في تطرفه وخطابه الإيديولوجي وفي أحسن الحالات عندما تفرض موازين قوى إقليمية أودولية المهادنة مع هذا النظام العربي أو ذاك كانت تتم على حساب الفائدة المباشرة لتغذية التطرف واستمراره بهذا الشكل أو ذاك .

 

 لكن الغريب هو أن كل هذا الإخفاق والتخلف والإنحطاط والتشويه الثقافي والسياسي والوطني لم يستطع أن يفرز قوى اجتماعية وسياسية وثقافية معتدلة أو مطالبة بالتأسيس لسياسة الإعتدال في الواقع العربي وفي سورية على وجه التحديد لأن النظام السياسي في سورية هو أول بل رمز التطرف والمتطرفين في المنطقة العربية والعالم وبديهي أن نظام يقوم على احتكار الدولة بمعنى أنها وعاء اجتماعي للمجموع قد فككها بل حولها إلى مزرعة لفئة وفي ظل هذا الوضع الشاذ لايمكن أن ينتج النظام الفردي سوى التطرف والكراهية بل والطائفية التي تعتبر هي التطرف الصافي الذي يرفض الآخر كائنا ً من كان , وهذا ما يفسر عصبية النظام السوري وتعميمه ثقافة التطرف على مستوى الشعب والوضع في سورية ومافيه من حكم بالإعدام على هذا الطرف الوطني وحرمان من الحقوق والجنسية لهذا الطرف الوطني أو ذاك باختصار النظام السور ي ألغى الدولة الوطنية وروابطها وفرض محلها التطرف وروابطه وعلاقاته بالقوة وبتهميش  الأخر وإن لم يقبل ويشارك في مسيرة التطرف فبالصمت أو بالقتل والسجن والنفي في معظم الأحيان وتعبر عنها بشكل فج وصارخ مقولة " إلى الأبد يا ....أسد " ...

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ