ــ
ومضات
محرضة :
في
الصراعات الكبرى والمتعدّدة ..
يَحرص
العقلاء على حُسن توظيف قوّتهم
، لا على تفتيتها !
عبدالله
القحطاني
• على من
ينطبق هذا الكلام !؟
•
على عقلاء البشر جميعاً .. ويوجَّه إليهم
جميعاً ..لاسيّما أولئك الذين
يزعمون أنهم يمثّـلون شعوباً ،
يدافعون عن حقوقها ، في مواجهة
طغاة مستبدّين ، خَطفوا بلاداً
كاملة، بمن فيها وما فيها..
وصاروا يتصرّفون فيها تصرّف
المالك في ملكه ، والسيد في
عقاراته وعبيده !
•
العقل وحدَه لا يكفي في هذه المسألة !
فالعقلاء الذين يدّعون
المعارضة كثـُر، لكن هل كلهم
معارضون حقيقيون ، أم أن بعضهم
يمثّـل دور المعارض ، وهو يعمل
لحساب السلطة ، في توهين قوى
المعارضة ، وتمزيق صفوفها !؟
•
وإذا كان التخريب المتعمّد ، داخل صفوف
المعارضة ، وارداً بشكل فعلي ،
لا افتراضي .. أفَـليس ثمّة
أنواع أخرى من التخريب ، غير
متعمّدة !؟
•
بلى.. وهذا ينقسم إلى أنواع عدّة ، مِن
أهمّها:
-
الجهل ، والغباء ، والحماقة ، والطيش ..
وغيرها من الصفات الذهنية
المتدنّية ، تفعل أحياناً ، ما
يفعله المكر الخبيث الواعي ، في
الصفّ الواحد.. من حيث النتيجة !
والفرق هو في النيّة فحسب !
فالماكر الخبيث ، يعلم أنه
يخرّب ، ويتعمّد التخريب ! بينما
الأصناف الأخرى ، ذوات
المؤهّلات الذهنية المتدنّية ،
تحسب أنها تحسِن صنعاً!
وربّما كانت تبتغي الأجر
والثواب عند الله ، على ما تقوم
به من تخريب ، نتيجة لمساعيها
الإصلاحية النبيلة ! وذلك كله ،
لأنها عاجزة ، في الأصل ، عن
إدراك الفروق ، بين الحَسن و
السيّء ، من الأفعال والأقوال ،
وبين الخطأ والصواب ، وبين
الحقّ والباطل ، وبين الظروف
والأحوال ، التي تَجري فيها
الأقوال والأفعال .. وعاجزة عن
إدراك أن ما يعَـدّ اليوم
حَسناً نافعاً ، قد يكون في الغد
سيّـئاً مؤذياً .. على ضوء
الظروف والملابسات ، التي تحيط
به ، في كل من اليومين !
-
حبّ الظهور، ولو
بطريقة سيّـئة.. يجعل المرءَ
فريسةَ أهواءِ نفسهِ ، التي
تتحفّز، أبداً ، نحو الأضواء ،
وتحوم حولها ، كما تحوم الفراشة
حول النار، فتحترق فيها ! بيد أن
محبّ الظهور، قد لا يحترق وحده ،
بل يحرق معه العاملين في دائرة
عمله، والحاملين معه المشروع
ذاته .. إذا لم يتّخذوا حيطتهم ،
ويَضعوا صِمامات الأمان
المناسبة ، ضد سلوك هذا ،
وأمثالِه !
-
العداوات الشخصية ، التي تثير الشحناء في
النفوس ، وتجعل المرء عرضة
للاندفاع، وراء كل بادرة ،
يظنّها تؤذي أعداءه ، أو خصومه ،
من أبناء صفّه !
-
الحسد الذي يترك بعض النفوس ، متلهّفة
لتدمير الشخص الذي تحسده ، ولو
أدّى هذا إلى تدمير مخططاتها
وأهدافها ، والصفّ الذي هي فيه ،
والقضيّة التي تعمل من أجلها !
-
المصلحة الشخصية المتدنّية ، التي تدفع
المرء ، إلى بيع أسرار المجموعة
التي يعمل معها ، لأعدائها أو
خصومها .. وبيعِ نفسه معها ،
لهؤلاء الأعداء أو الخصوم ! وقد
يكون الثمن الذي يقبضه مالاً ،
أو منصباً ، أو شهرة ! فيكون
تخريبه هنا ، نتيجة غير مقصودة ،
لإشباع نزوة عابرة ، أو جشع طاغ !
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|