ــ
لاخطوط
حمراء في الإعلام السوري..!!
عمر
عبد اللطيف*
ظننت للوهلة الاولى
أن السيد محسن بلال وزير
الإعلام السوري يتحدث عن
اسبانيا وهو يصرح أن لاخطوط
حمراء في العمل الإعلامي ، لولا
أنه كان يتحدث أمام مذيعي
ومذيعات الإذاعة السورية
الرسمية ،فهو يقول بالحرف
الواحد : ( لا خطوط حمراء في
العمل الإعلامي في سوريا ، وأن
هذه الخطوط ذرائع يتذرع بها
الإعلاميون ، وهناك حرية كاملة
لمن يعرف كيف يستخدمها ويوظفها
في مكانها ..) .
حرية كاملة وفي
سوريا !!
منذ متى يا سيادة الوزير ..؟
إلا
أنني سأكون منطقيا
وسأحاول أن أوظف هذه الحرية
الكاملة التي تتحدث عنها وأتوجه
إلى سيادتك ببعض التساؤلات
المنطقية كي
لا أتهم بأنني أتذرع بهذه
الخطوط الحمراء.!
سيادة الوزير :
هل الحرية الكاملة
موجودة في قانون المطبوعات الذي
من الأفضل أن نسميه قانون
العقوبات لكثرة ما فيه من
ممنوعات ومحرمات وخطوط
حمراء ،
فهذا القانون ينص على ( ألا يسأل
الصحفي عن مصادر معلوماته
الصحافية باستثناء ما ينسبه الى
مصدر مسؤول وللوزير صلاحية سحب
بطاقته الصحافية في حال امتناعه
عن التعريف بالمصدر ) فالمرسوم
لم يعرف هذا التعبير ( مصدر
مسؤول ) المبهم مايفتح الباب
أمام تأويله على نحو تعسفي ،
ووفق القانون نفسه قد يتعرض
الصحفي للسجن لفترة قد تصل إلى 3
سنوات إضافة إلى غرامات مالية
قد تصل مليون ليرة إذا أساء إلى
الأمن القومي أو نشر معلومات
كاذبة أو أساء إلى علاقة سوريا
بدولة أجنبية.
لاندري ياسيادة
الوزير بلال أين الحرية الكاملة
في ظل هكذا قانون لايطبق أصلاً
ولماذا يطبق فقانون الطوارىء
جاهز دائماُ فهو أبو القوانين
وأمها في سوريا.
ثم لماذا أصدرت
وزارتك يا سيد بلال أوامرها
بإغلاق قناة شام الفضائية هل
لأنها كانت ستبدأ بث أول نشرة
إخبارية أم أن وراء الأكمة ما
وراءها.
ولماذا ألغيت
تراخيص صحف المبكي والدومري
وعشرات الصحف والمجلات الأخرى
التي تعنى بالشأن السياسي
السوري.؟
وبأي تهمة سجن
الأستاذ ميشيل كيلو بما أنه
لاخطوط حمراء في الإعلام
السوري؟
وماذا فعل الدكتور
يحيى العريضي ليقال من منصبه
بعد مقابلة له مع البيانوني على
قناة الجزيرة ؟
ولماذا يتم حجب
الصحف والمواقع الاكترونية
بشكل دائم إن كان هناك حرية
كاملة كما تدعي !!
نتمنى أن نلقى ردا
من السيد الوزير على هذه
التساؤلات أوأن يتقبل نصيحتنا
بالالتفات إلى عمله كجراح-
فهو طبيب ناجح- تاركا الخبز
لخبازه.
لكن هذه التصريحات
للأسف ليست مقتصرة على السيد
الوزير فالسيد الياس مراد نقيب
الصحفيين - وهو ايضاً من أصحاب
الفكر التبريري-
أكد وشدد على ما قاله وزير
الإعلام من أن الخطوط الحمراء
ليست في أصول العمل بل في
القضايا الكبرى كالصراع العربي
الاسرائيلي .
طبعا فهذا الصراع
ما يزال شماعة لجهابذة الإعلام
في سوريا ليستمروا في ممارسة
سياستهم التبريرية أما الحرية
التي يتشدقون بها فهي بالطبع
تلك التي تتناسب مع وجهة نظرهم
وإعلامهم السلطوي.
*صحافي
سوري
abdallatief@hotmail.com
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|