ــ
ومضات
محرّضة (18) :
بشار
الأسد الذي قُـبِلَ على مَـضَض
..
لمَ
.. وكيفَ.. جعلَ نفسَه مرفوضاً !؟
عبدالله القحطاني
•
لقد قبِلته قوى المعارضة جميعاً ، بشتى
فصائلها .. يوم أعلَـن برنامجَه
الإصلاحي، في خطابه الأول ،
الذي ألقاه في مجلس الشعب ، حين
بصَم هذا المجلس ، على قرار أبيه
بتعيينه وريثاً له ، رئيساً
للبلاد . وأعلَن الجميع
استعدادَهم للعمل معه ، على ضوء
البرنامج الذي طرَحه ، وأعلن
التزامَه به .
•
لمْ يكن ذلك قبولاً لشخصه ، بل لبرنامجه ..!
•
ولم يكن قبولاً على مضض ، لشخصه كذلك ، بل
للطريقة التي عـيّن فيها رئيساً
للبلاد !
•
فلمَ جعلَ نفسَه مرفوضاً ، بعد استلامه
الحكم بسنوات قليلة !؟
•
هذا السؤال لا يوجّهه العارفون بالشأن
السوري ، إلى بشار نفسه ، بل إلى
العناصر المحيطة به ، التي
جعلته مرفوضاً ! وإنّما يوجّه
السؤال إليه ، هنا ، ليلتفت هو،
إلى هذه العناصر، ويطرح عليها
السؤال ذاته ، لأن الجواب كامن
لديها ! ومِن حقّه أن يقول لمن
حوله ، من مستشارين وضبّاط أمن
كبار :
لمَ جعلتموني مرفوضاً ، بعد أن
أعلنتْ سائر القوى ، التي
تمثّـل الشعب السوري، قبولها
ببرنامجي الإصلاحي ، وقبلت بي ،
بالتالي ، رئيساً للبلاد!؟
•
أمّا السؤال : (كيف !؟) فهو الذي يستطيع
الإجابة عليه ، كل مواطن عاقل في
سورية، يرى مشهد الحكم ،
ويتابعه في وسائل إعلام السلطة
ذاتها ، قبل وسائل الإعلام
الأخرى! وربّما كان في تفصيلات
الإجابة عليه ، جواب للسؤال
الأول(لمَ ؟).
والسؤال : (كيف ؟) يشمل ، بالطبع ،
الأساليب المتّبعة ، والوسائل
المستخدمة ، في سياسة الدولة
وقيادة الشعب !
إن
الإجابة على السؤال (كيف) هي ،
باختصار شديد ، كما يلي:
باستباحة
كل شيء في الوطن : السيادة ،
والثروات ، والاقتصاد ،
والسياسة ، والثقافة، والتربية
، ثم جاء دور العقيدة .. أخيراً !
واستباحة
كل شيء ، لكل مواطن : الحرية ،
والكرامة ، والمال ، والعمل ،
وحرمة النفس ، والأهل ، والبيت
..!
وذلك
بوساطة مجموعة من الوحوش ،
الضارية المفترسة ، التي سمّيت
رجال أمن ! وصار كل منها ، يرى
نفسه إلهاً على مَن دونَه ،
وعبداً لمَن فوقَه ، حتى أعلى
السلسلة، حيث يتربّع الصنم
البليد ، الذي يرى نفسه إلهاً
للآلهة الخاضعين لألوهيته ، من
وحوشه وعبيده ..!
هذا
ملخّص كافٍ للمسألة برمّتها ،
بعد سبع سنوات من قبول الشعب
السوري ، ببرنامج الوثن
المتـفـلسف الصغير !
فهل
يتحمّل هو ، شيئاً من المسؤولية
عمّا حدث ؟ أي : عن جعله مرفوضاً
، بعد أن كان مقبولاً على مضض !؟
هذا السؤال مطروح عليه ، وعلى مَن
حوله ! أمّا الجواب الذي لدى كل
مواطن سوري ، فمعروف لكل مواطن
..!
أمّا
السؤال الأخير، المطروح على شعب
سورية بأسره ، وفي مقدّمته قواه
الحيّة ، فهو: ما العمل المجدي
الحقيقي ، لإزاحة هذا الكابوس
البائس البشع ، عن صدر الشعب
الأبيّ الصابر، وعن درّة الشام
الكريمة المباركة !؟
وسبحان
القائل : (لكلّ نَبأ مستقَرّ
وسوف تعلمون ..).
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|