ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 03/04/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

مهما أعجبك الأسد .. احترس من براثنه

بلال داود*

أحيانا يجد الإنسان نفسه مضطرا لتصديق المقولة ( لكل شخص من اسمه نصيب ) ، فعندما تسمع باسم الأسد أو تراه من بعيد أو يصل إليك زئيره ،  فإنك تشعر بالرهبة والإعجاب والاحترام ، ولكن ما أن تقترب منه حتى تجد نفسك فريسة سهلة بين فكيه .

الأسد السوري الهصور، يثير الإعجاب  عندما يتحدث إلى وسائل الإعلام ، عن العزة والكرامة والسيادة والعدل والحرية .. إلى ما هنالك من تعبيرات تبعث على الشعور بالنشوة ... فإذا حاولت الاقتراب من عرينه ، لتسأل عن سرقات الثعالب المحيطة ، أو لدغات الأفاعي المميتة ، وجدت نفسك فريسة سهلة بين براثنه ، في الدور التاسع تحت الأرض .. وآخر زئير له كان بالأمس عبر قناة فرنسية  ، مكررا رفض  سوريا القاطع ، محاكمة أي فرد من رعاياها أمام محكمة ذات طابع دولي ، بتهمة الضلوع في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ، لأنها لن تتنازل عن سيادتها لمحكمة لا تعرف أصلها ولا فصلها ، ولا تعرف عدلها من ظلمها ، فهذه المحكمة ظالمة متعسفة  ،ستحكم بقطع الرؤوس بدون أدلة ، ولن تكون إلا هزلا سياسيا يراد به إركاع العزة السورية الشامخة ، ولا يفوت سيادته  طبعا ، الشروح الأكاديمية المطولة ، أو المقتضبة أحيانا ، عن فلسفة العدل والظلم  والخيانة والأمانة ، فإن تبين أن مواطنا سوريا ضالع في جريمة اغتيال الحريري ،  فهو خائن لسوريا أكثر من خيانته للبنان ، و سوريا أحق بإنزال أشد العقوبات بالخونة ،.. ومن جهة ثانية فإن  الحق يفرض أن تقدم الأدلة والإثباتات قبل توجيه الاتهامات .

ولما وصل حديثه إلى  نقد السياسة الفرنسية ، وتوجيه الانتقادات إلى الرئيس شيراك ،  شعرت بالخشية على سيادته من الاعتقال التعسفي الفرنسي ، بتهمة إضعاف الشعور الوطني لدى الفرنسيين ، وقد  أخذتني النشوة في داخلي ، كمواطن سوري ، فهيأت نفسي للتصفيق الحاد ، لولا بعض المفارقات التي أوقفتني  ، أذكر منها على سبيل المثال :

أولا ـ إن كان ما يجزم به سيادته  صحيحا ، من أنه لا علاقة لأي سوري بجريمة اغتيال الحريري أو غيره في لبنان أو غير لبنان ، فأين الضرر من هذه المحكمة ، ولماذا الخوف منها ؟؟؟ ، وإن كانت لا تعنينا ، فما دخلنا لنرفضها؟

ثانيا ـ إذا كان الحق يفرض أن تعرض الإثباتات والأدلة  قبل توجيه التهم ، فبأي حق  يجوز لسيادته  الجزم بالبراءة قبل انتهاء التحقيق ، وقبل توجيه الاتهامات ، و قبل تقديم الأدلة ؟؟

ثالثا ـ أنا لا أريد نبش الماضي ، ولكن لو كانت هناك محكمة دولية للاغتيالات ، التي تحصل بين حين و آخر في العالم  ، و غالبا ما تطال معارضين لأنظمتهم القمعية ، لعرفنا من اغتال السيدة بنان علي الطنطاوي في ألمانيا  ، والشيخ نزار الصباغ في إسبانيا ، والسيد صلاح الدين البيطار في فرنسا ، وغيرهم كثير في أماكن متفرقة ، إضافة إلى القافلة اللبنانية  ,,,  وإن ثبت للمحكمة براءة  النظام السوري  منها ،  لكنا أسكتنا الألسنة  التي تلوك سمعة المخابرات السورية ، ولكنا قطعنا الأصابع التي تشير بالاتهام إلى النظام السوري في كل هذه الاغتيالات .

 رابعا ـ جميل أن نسمع سيادته يتحدث عن الحق الذي يفرض أن لا يُعتقل إنسان ولا يُتهم إلا بأدلة قطعية ، و يحق لنا أن نسأل ( من بعيد طبعا) ،: بأي حق  اعتُقل مئات الآلاف من المواطنين السوريين  وما زالوا يعتقلون حتى الساعة ،  تحت مظلة  قانون الطوارئ المفروض على الشعب المسكين، من قبل ولادة السيد الرئيس  ، من غير أدلة و من غير تهم أصلا ، ولماذا يسحب المواطن السوري  بلباس نومه  من داخل فراشه على وجهه قبل الفجر ، وتبدأ المفرزة الأمنية التي اعتقلته  ، بتطبيق العقوبة التي قررها القاضي العسكري ،  قبل وصول المواطن المسكين إلى أقبية التحقيق في مراكز المخابرات ؟؟؟  وقبل أن يعترف بما لم يفعل ، لمجرد أن واشيا خصه بتقرير ، ... أم أن هذا الحق الذي يتكلم عنه سيادته  ، يستثنى منه المواطن السوري ؟ و لا يطبق إلا إذا كان مظنة الاتهام  من أجهزة النظام ؟؟؟

خامسا ـ  إن كانت السيادة ، تمنع اعتقال الناس ومحاكمتهم في غير بلدانهم ، فكيف تسمحون باعتقال آلاف اللبنانيين والفلسطينيين وغيرهم من الجنسيات من قلب  لبنان ، بدون تهم ولا أدلة ، حتى بدون طلب استدعاء قضائي ، و يساقون  إلى أقبية المخابرات السورية ، كما تساق النعاج ،  بل أسوأ ،  فالنعاج لا تضرب أثناء سوقها   ،  أم أن السيادة حق لسيادته ،  حرام على غيره؟؟؟

سادسا ـ سعدنا برؤية  سيادته على التلفزيون الفرنسي ، يكيل النقد إلى الحكومة الفرنسية وإلى الرئيس الفرنسي مباشرة ، كما سعدنا من قبل ،  بقراءة  المقابلات الصحفية مع سيادته ، المنشورة في الصحف الأمريكية ، تقوم  السياسة الأمريكية وتنتقدها ، وتنتقد رؤساءها وتصرفاتهم وأفكارهم ،... فمتى يسعدنا سيادته ،  برؤية معارض أو منتقد سوري واحد لسياسته ، يتفوه بجملة بسيطة من داخل سوريا ، ولو كان في بيته ؟؟؟  فضلا عن السماح له بالظهور العلني في مظاهرة سلمية ، تحتج على استمرار العمل بقانون الطوارئ فقط ، ولا تحتج على وجود سيادته في سدة الحكم ؟؟

 

سيادة الرئيس، كنت صفقت لكم كثيرا ، لو أني صدقت مقولتكم ، ولكني كغيري من البشر، لا أستطيع أن  أصدق أقوالكم ، قبل أن أراها مطابقة لأفعالكم ،.. فعندما ترفعون حالة الطوارئ ، وتغلقون المعتقلات السياسية ، وتطلقون سراح المغيبين في الأقبية ، وتسمحون بالتعددية الحزبية والفكرية والسياسة ، وعندما تنظمون انتخابات حرة نزيهة ، تعبر عن رغبات الشعب و طموحاته وأماله ...، حينئذ ..... سأكون أول المصدقين و في طليعة  الناخبين لسيادتكم ، وساكون أكثر المصفقين حماسة ، ولو التهب جلد كفيّ من شدة التصفيق .

*كاتب سوري

Arcan48@yahoo.com

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ