ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 05/04/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ــ

المشروع القومي

حصاد القرن : اعتراف كامل مقابل الانسحاب الكامل

د.منير محمد غضبان*

نتحدث عن المشروعين القومي والصهيوني . لأن المشروع الإسلامي قد ألغي من الساحة. وكان دعاة الإسلام في هذا القرن يمثلون المعارضة . أما السلطة فكانت بيد الوطنيين ابتداء ، ثم بيد القوميين انتهاء . ولا يزال المشروع الإسلامي ممنوعاً من الوجود.

ابتدأ المشروع القومي عام 1916 حين أعلن الشريف حسين الثورة ضد الدولة العثمانية بالتعاون مع الغرب والإنجليز ، مقابل دولة عربية موحدة في المشرق العربي . ولإعجاب البعث العربي الاشتراكي بثورة الشريف حسين جعل علمه علم الثورة العربية. وابتدأ المشروع الصهيوني عام 1917 حين أعطى وزير خارجية بريطانية بلفور الوعد لروتشيلد اليهودي لإقامة وطن قومي في فلسطين .

وبدأ الصراع بين المشروعين حيث انتهى المشروع الصهيوني بإعلان دولة إسرائيل في عام 1947 أي بعد ثلاثين عاماً من الوعد بتحوله إلى واقع قائم ثم إلى دولة إسرائيل . حيث اعترفت دول العالم والأمم المتحدة ورفض القوميون والوطنيون هذا الاعتراف.

واتهم القوميون آنذاك التيار الوطني بخيانة القضية الفلسطينية وتواطئه مع الإنجليز، وبالمفاوضات السرية مع إسرائيل .

هذا في نصف القرن الأول.

أما في منتصف القرن الثاني فقد وصل دعاة المشروع القومي إلى سدة الحكم . واعتبروا خصومهم رجعيين وعملاء للاستعمار . وكانوا على الساحة وحدهم بلا شريك. كان البعث السوري في سورية والاتحاد القومي ثم الاشتراكي في مصر ، والبعث العربي في العراق .

وأعلن المشروع القومي وممثلوه الحرب على إسرائيل . فاليهود لن يمروا من مضائق تيران على حد تعبير عبد الناصر . ونهر الأردن لن يتحول على حد تعبير البعث السوري وقرروا رمي إسرائيل في البحر عام 67 ، على حد تصريح وزير دفاع البعث السوري حافظ الأسد الذي أدلى به لصحيفة الثورة " إن الوقت قد حان لخوض معركة تحرير فلسطين . إن القوات السورية المسلحة أصبحت جاهزة ومستعدة ليس فقط لرد العدوان الإسرائيلي . وإنما للمبادرة لعملية التحرير ، ونسف الوجود الصهيوني من الوطن العربي. إننا أخذنا بعين الاعتبار تدخل الإسطول الأمريكي السادس "

واعتبر إبراهيم ماخوس وزير خارجية البعث السوري عقب عودته من مصر  أن هذا النصر الذي سيتحقق هو ثمرة لقاء القوى التقدمية . "إن مخططات الرجعية والاستعمار والصحف الصفراء التي دأبت على التشكيك بلقاء القوى التقدمية قد دحرت، وإن سحب قوات الطوارئ بالشكل الذي تم يبرهن أن لا شيء يقف في طريق الثورة ، وإن تشكيك الرجعية حول وجود هذه القوات قد رد إلى نحرها"

وقرر مؤتمر الخرطوم بعد حرب 67 اللاءات الثلاث لا مفاوضات لا اعتراف ، لا سلام مع إسرائيل . وهاهي هذه اللاءات الثلاث تسقط مع قمة الرياض بعد خمسين عاماً بالاعتراف الكامل مقابل الانسحاب الكامل .

لقد استطاع حملة راية المشروع القومي أن يوصلوا الأمة إلى هذا النفق المظلم بحيث لا خيار أمامها إلا هو . فعندما برز المشروع الإسلامي بنطاق ضيق من خلال حكومة حماس الشرعية . وقف العالم كله – والحكومات العربية جزء من هذا العالم- ليتركوا الشعب الفلسطيني ليموت من الجوع من خلال الحصار الاقتصادي الذي فرض عليه . وكانت حكومة الوحدة الوطنية ، والتي اعترفت بكل القرارات الدولية بالنسبة للقضية الفلسطينية، وبالمبادرة العربية . وكانت ذروة العزة العربية متمثلة في المبادرة العربية التي لم تتعدل رغم الضغوط الدولية الكبرى وهي : الاعتراف الكامل مقابل الانسحاب الكامل ، أي العودة إلى حدود 4 حزيران وهذا أقصى ما يأمل المشروع القومي أن يحققه من انتصارات بعد أربعين عاماً أن نعود إلى نقطة الصفر قبل 4 حزيران .

إنه لولا الهزائم التي أنزلتها بنا القيادات الثورية القومية التحررية لما كان هذا القرن حصيلة الذل الكامل ؛ الاعتراف الكامل مقابل الانسحاب الكامل . فهو الثمرة المرة لسقوط المشروع القومي .

إذن نحن أمام مشروع حقق كل أهدافه ومشروع لم يحقق شيئا من أهدافه .

ومع ذلك فإسرائيل ترفض المبادرة العربية لأنها ترفض عودة اللاجئين الفلسطينين وترفض القدس عاصمة للدولة الفلسطينية ، وترفض العودة لحدود 4 حزيران كما صرح أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي . وصار المثل ينطبق علينا تماما ً : رضينا بالبين ولم يرض البين فينا .

نغم جديد:

هذا النغم الجديد الذي يطرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي هو المفاوضات المباشرة مع سورية حيث أن سورية صرحت أكثر  من مرة أنها على استعداد للمفاوضات دون قيد أو شرط بعد أن كانت تصر على البدء من حيث انتهت مفاوضات شرستاون . وأولمرت يطمح من النظام السوري أن يعطيه أكثر مما أعطاه حافظ أسد ومن أجل ذلك كان هذا الإعلان الجديد لرئيس الحكومة الإسرائيلية بتاريخ 31 آذار 2007 " إنه لا يرفض مبدأ إجراء مفاوضات سلام مع سورية شرط أن يتم الإعداد لها بشكل جيد لكي لا تتعثر من بدايتها ." وتابع أولمرت : " يجب أن نتأكد بأننا حين نتكلم عن مفاوضات سلام مع سورية يجب أن نكون واثقين بأن ما يدور في خلدهم وما يدور في خلدنا هو نفسه تقريباً" مجلة تايم الأمريكية /السبت/ 31 آذار.

فبشار الأسد ألين عريكة من أبيه وقد صافح الرئيس الإسرائيلي وترجى إسرائيل مراراً أن تقبل بالمفاوضات حيث كانت إسرائيل ترفض ذلك . وأولمرت يأمل بأن يحقق مع سورية أكثر مما تطرحه المبادرة العربية القومية . وكل ثور يؤكل وحده .

ما الحل؟

الحل في الحقيقة أن تتصالح الأمة مع ربها ، وتفسح صدرها للمشروع الإسلامي . وتقوم المصالحة بين المشروعين القومي والإسلامي للوصول إلى إنجازات حقيقية .

ويوم تتوحد الأمة بكل فصائلها ، وتكون المشاركة السياسية لكل أطيافها في الحكم. تكون قادرة من خلال طاقاتها المذخورة أن تواجه العدو الإسرائيلي ولو كان مزوداً بالطاقة النووية . وتكون قادرة على طرح مشروعها الذي تريد .

عودة الأمة إلى ربها ووحدتها وتصالحها مع كل أبناء شعبها هو الكفيل بتغيير الساحة العربية والإسلامية والدولية لصالح الأمة نفسها .

مقارنة : بين إنجاز مائة عام وإنجاز حوالي ثلاثة أعوام :

لقد انطلقت الأمة من المشروع الإسلامي على يد سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم . وتوفي عليه الصلاة والسلام بعد أن كون الأمة العربية المسلمة والتي انطلقت في حجة الوداع من كل قبائل العرب ؛ أمة موحدة واحدة وقال الله لها على صعيد عرفات : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " المائدة/ الآية : 3

وعادت فاهتز كيانها وتخلت عن دينها وارتدت قبائل وأحزاباً بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم  .

فعن عروة بن الزبير قال : " لما بويع أبو بكر رضي الله عنه وجمع الأنصار الأمر الذي افترقوا فيه قال : ليتم بعث أسامة . وقد ارتدت العرب إما عامة وإما خاصة في كل قبيلة، ونجم النفاق ، واشرأبت اليهود والنصارى . والمسلمون كالغنم في الليلة المطيرة الشاتية لفقد نبيهم عليه الصلاة والسلام ، وقلتهم وكثرة عدوهم . "

لو اختار العرب المسلمون آنذاك المشروع القومي على المشروع الإسلامي لبقوا خمسة عشر قرنا ً كما كانوا قبل خمسة عشر قرناً كل قبيلة دولة .

لكن لما تبنى أبو بكر  والمسلمون معه المشروع الإسلامي أنجز خلال أقل من ثلاث سنوات ما عجزت الأمة أن تنجزه  خلال مائة عام . فقد خاض الحرب ضد الأكثرية المرتدة ثم ضد الإمبراطورية الفارسية والبيزنطية . وحرر المشرق العربي كله من الاحتلال الفارسي والبيزنطي وتوحدت الأمة في دولة واحدة تحت خليفة واحد .

إننا ندعوا الأمة اليوم إلى أن تصهر المشروع القومي بالمشروع الإسلامي وتتوحد تحت راية هذا الدين . فيكون لها النصر المبين .

" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً  وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون" آل عمران /الآية: 103 .

*باحث إسلامي سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ